بقلم دينا الفخرانى
يستطيع بعد هذا صبرا !
جذبها اليه قائلا وهما ينهضا
_ يالا بينا
تسائلت بدهشه
_ على فين
_ على اوضتنا
نظرت له قائله بخجل
_ وهو دا وقته
_ وابو وقته كمان .. يالا
غادرا سويا ... وقد توردت الألوان فجأه فى عينيهم وكأن الحياه ككل أعطتهم فرصه اخرى .. ليخوضا ما لم يخوضاه يوما وهو عشق خالص دون غرور من جهه ولا كبر من
ومن ضمن من غادر كان أصدقائه الذين غادروا برفقة صديقاتها منتهزين الفرصه .. ليروهم جمال المنصوره
حتى ابن العم ياسين فقد افتتن برؤية حنين .. ليذهب لها مفتعلا حديث لا يكن له وجود حتى وصل بهم المطاف الى الخيول وعندما اخبرته انها تعشق الخيول اخذها ليريها حصانه المفضل فى مزرعة الخيول خاصتهم
أمسك يدها قائلا بسعاده .. بينما هى فى حيره من امرها
_ كويس .. الفرح خلص
_ استنى بس يا وييد اما نشوف هو خلص بسرعه كده ليه
_ يا حبيبتى .. الأفراح والحاجات دى شكليات .. المهم انها خلصت وارتحنا منها يالا نمشى بقى
وليد بإستهجان
_ بتعملوا ايه هنا
ليان ببرائه
_ هنام هنا
_ نعم يا اختى ودا من ايه دا بقى .. مين اللى دخلك هنا اصلا
_ بابى نيم مامى واخدها ومشى .. وفتحلى الأوضه وقالى هنام معاكوا هنا
حبيبه بنفس برائتهم
_ ومالوا يا حبيبتى وتنامى فى حضنى كمان
وليد مشيرا لها
_ انتى تسكتى وتركنى على جنب بفستانك دا كده .. قال تنام فى حضنك قال .. مش لما انام فيه انا الأول
نظر لعند
_ وانتى بتعملى ايه هنا انتى كمان ..
ذهب ليفتح ليتفاجأ برؤية ادهم بيديه حازم وحمزه .. قائلا بسرعه
_ خلى الولاد معاك .. سهيله بتولد وانا ايمان رايحين معاهم
غادر وترك معه الصغيرين .. وهو من خلفه اوشك على البكاء
دثرت الأولاد فى الفراش ووقفت هى لجوارهم تنظر لهم بحنيه ولوليد بحيره الذى كان ينظر لهم بغيظ
_ واحنا بقى هنام فين
مط شفتيه
_ وانا اعرف يا اختى
بدت متعبه ومرهقه بشده .. فرق قلبه لأجلها ..
جذبها لتسير معه حتى جلس على الأريكه وتمددت هى على قدمه .. ظل يلعب فى شعرها حتى غفت وقلبه يرقص طربا لقربها منه
وقفت معه أمام اصيل هكذا يسمى حصانه المفضل .. أعطاها بعض قطع السكر فنظرت لها بداخلها ذكريات قديمه تذكرتها الأن
نظر لها ليقول
_ اكليها له .. هو بيحب قطع السكر دى خالص
مسحت على ظهره قائله
_ تقريبا انا وهو متشابهين
فى حاجات كتير
_ لو كنتوا فعلا كده فمتستغربيش اعجابى بيكى وقتها .. عشان زى ما قولتلك هو المفضل عندى واى حاجه شبه غاليه عندى
ابتسمت برقه .. فقال بجرأه
_ انتى مرتبطه
هزت رأسها أن لا .. فاطمئن قلبه .. وبدأت قصه جديده تتلوها قلوبهما معا
على صړاخ الصغير فى المشفى فارتاحت القلوب التى كانت تتلهف لتراه
دخلت ايمان وادهم بعد نور .. ليرى صغيرته التى ولدت للتو .. تلقاها بين ذراعيه بمحبه شديده وحين أتى الدور على ايمان لتحمله والتى كانت تقف تنظر بطرف عينيها من بعيد تخشى اصابتها بالحسد فها هى امنيتها تتحقق مع صديقتها
شجعها الجميع على حمله وقبل ان تتلقاه يداها .. كانت ذراع أدهم هى الأسبق التى تلقتها قال ان تقع هى على الأرض
سقطت فاقده للوعى لتستيقظ على خبر واحد جعل دموعها تتحد مع بسمتها فى الظهور
_ مبروك المدام حامل
الفصل التاسع والعشرون
الجزء الثالث
ما كانت الأحداث فى حياتنا بالأمر الجلل .. ولكننا نحن من اعتبرناها كذلك عندما توقفنا عند كل حدث فيها .. تلك السنون وما حدث فيها مرت .. مرت على من فيها بسرعه ربما لأن قلوبهم هى من شعرت بسرعتها .. وربما لأنهم اعتادوا تقلباتها
فكان مرورها عليهم كمرور الكرام .. على الرغم من تغير الكثير من الأشياء فيها .. لكنها لم تغيير فيهم شئ فبقى العاشق عاشق .. وان تبدلت الفصول ما تبدلت القلوب
لف ذراعيه حولها .. يحتويها لجوار قلبه خشيه من ان يكون وجودها لجواره حلم سيستيقظ دون ايجاده فى واقعه
تعلقت هى اكثر به .. وقد راح عقلها يرسم لها تلك الصوره من الماضى .. عندما اتاها يخبرها بصدق
_ رحمه صدقينى .. انا بجد بحبك وعمرى ما هتخلى عنك .. انا فعلا عاوز افضل معاكى طول عمرى
برقت دمعه خفيفه نزلت على وجنتها برقه .. تلوم على نفسها ما فعلت وقتها فقد تجاهلت كل ما قال .. صمت أذانها ودربت ذلك القلب على العصيان والتمرد .. وعاشت سنون عجاف حرمت نفسها فيهم من عشق كان من الممكن ان يغنيها عن اى شئ فى الوجود
لم تدرك انه شعر بها .. فمسح تلك الدمعه
بأنامله متسائلا بقلق
_ ليه الدموع
حاولت الإنكار فلم تستطع .. فما للقلب حيله الأن سوى التسليم قالت بتنهيده
_ بفتكر اللى فات
_ مش ننسى اللى فات بقى
تنهدت بقوه لتقول
_ عندك حق .. لازم ننساه .. بس فى حاجات مش قادره ابعدها عن عقلى
نظر لها بإنتباه
_ حاجات ايه
قالت بتفكير
_ مش حاجه محدده .. يعنى مثلا جوازنا وازاى حصل بسرعه وانى كنت غلسه اوى معاك وكنت قرفاك فى عشتك .. وانت استحملتنى مع انى كنت بارده و..
_ مش تقولى كده ابدا .. صدقينى مفيش يوم مر علينا الا وحبيتك فيه اكتر من اليوم اللى قبله .. انا بحمد ربنا كل يوم انه خلاكى فى حياتى .. وبغشق الصدفه اللى جمعتنا فى يوم سوا
نظرت له بإمتنان يملؤه العشق لتقول بصوت دافئ
_ وانا كمان بحبك اوى
تاه فى عينيها للحظات قبل ان تخرجه هى من هالة عشقه قائله
_ وفى حاجه تانيه كنت عاوزه اسألك عليها .. بس خاېفه تعمل زى كل مره
_ حاجة ايه
ابتلعت ريقها لتقول قبل ان تهرب شجاعتها
_ اشرف
زفر بضيق لتقول
_ شوفت اديك اتضايقت اهو .. ومن قبل ما اتكلم كمان
اشاح بوجهه عنها يحاول كظم غيظه ليقول من بين اسنانه
_ ماله زفت عاوزه تعرفى عنه ايه
مطت شفتيها لتقول
_ من وقت ما عرفت انه ماټ .. وانا عاوزه اعرف هو ماټ ازاى وكل ما اسألك تضايق ومتردش عليا
قال بنرفزه
_ ما انا بضايق منه .. انتى مش عارفه البنى ادم دا بينرفزنى ازاى كل ما سيرته بس تيجى .. فمابالك بقى لما انتى اللى تجبيلى سيرته على لسانك وانا اصلا مش بطيق اسمع سيرة اى راجل من لسانك
ابتسمت بخجل لتقول مره ثانيه
_ طب قولى
بقى ماټ ازاى
تنهد بقوه وهو ينظر لها قائلا
_ معرفش .. بجد معرفش .. كل اللى عرفته انه عمل حاډثه فى اليوم اللى بعتلى فيه الصور .. ولما حققوا وقتها وعاينوا الحاډثه لقوا ورق فى العربيه بيورطنى فى مشاكل كتير .. والورق دا سرقه من المكتب عندى بس مش حقيقى .. كان مزور
ولما جبت اللى كان متفق معاه .. اللى سرق الورق من المكتب قالى انه كان متفق معاه انه هيودى الورق دا لعلى اخويا عشان يوقعنا فى بعض .. وكان فى الوقت دا رايحله بس بعدين غير اتجاهه وعمل حاډثه وماټ
_ طب غير اتجاهه ليه
قال بحيره
_ معرفش .. يمكن كان بيخطط لحاجه تانيه .. او يمكن حصل حاجه احنا منعرفهاش خلته يغير اتجاهه
_ او يمكن اتغير
نظر لها
فأكملت
_ يمكن يكون تاب واتغير .. وقرر يرجع عن اللى بيعمله
_ معرفش .. اهو ماټ وماټ سره معاه
_ يالا ربنا يرحمه
قال بتزمر
_ ربنا يجحمه
نظرت له لائمه ليقول كطفل صغير يبرر ما فعله
_ اعمل ايه مش بحبه
هزت رأسها منه .. قائله بهمس
_ مچنون
نظر لها بنصف عين قائلا وهو يضمها اليه اكثر
_ هو مين دا اللى مچنون
_ دا حد معرفوش
_ اها كنت بحسب
قالت پغضب كالأطفال
_ والله حرام عليك .. انا فكرت الموضوع بجد .. وان انت ووليد متخاصمين فعلا .. واتضايقت جدا عشان كده ويطلع فى الأخر مقلب
ضحك بشده لينظر لها قائلا
_ وهو ياحبيبتى .. ينفع اللى انتى عملتيه دا
ردت مبرره
_ وهو انا يعنى عملت ايه .. انا كنت عاوزه اصالحكوا على بعض
رفع حاجبه مندهشا منها
_ وهو انتى كده كنتى هتصالحينا على بعض .. تيجى تقوليلى لو مجتش الفرح وصالحت وليد تطلقنى .. بصراحه طريقه غريبه جدا يعنى
مطت شفتيها ببرائه قائله
_ اعمل ايه .. مش بعرف اتصرف .. بس والله من جوايا انا مكنتش قاصده كده ابدا
اسند جبهته على جبهتها قائلا
_ انتى هتقوليلى .. انتى متقدريش تعيشى من غيرى اساسا
أبعدته برقه .. وهى تنظر له قائله
_ انت عارف ان فى حاجه عمرى ما قولتها
نظر لها بوله قائلا
_ انك بتحبينى .. عمرك ما قولتيها يا
حياتى
ارتفع حاجبها قائله
_ دا انت مركز بقى على كده .. طب مش عاوزنى اقولها
هز كتفيه بلا مبالاه
_ مش هقولها غير لما تقوليها اصلا .. فبراحتك
ضحكت بخبث
_ بس انا مش عاوزه اسمعها يا قلبى .. لأنى سمعتها كتير
نظر لها بدهشه ..
_ سمعتيها فين
داعبت ياقة قميصه وهى تقول بهدؤ
_ قولتها وانت بتصارحنى بالحقيقه .. قولتلى وقتها انك بتحبنى انا وانك عاوزنى انا .. وطول الخمس سنين دول بتقولها ولا احنا هنستهبل على بعض
نظر لها وقد غابت ملامحه لتكمل هى
_ كنت فاكرنى هسمحك ببساطه كده .. لمجرد كلمتين انت بتقولهم هيخلونى اصدق حبك ليا .. انا اللى خلى قلبى يصدقك لما كنت بتتسحب كل يوم وتيجى على اوضتى وبهدؤ كبير اوى تييجى جمب ودنى وتفضل تقولى بهمس انك بتحبنى اوى وانك عاوزنى افضل جنبك .. فى الأول كنت بفتكر انى بحلم بس بعدين فى مره عملت نفسى نايمه واستنيت لما جيت وقولت كل دا ووقتها اقتنعت بس حبيت اتقل عليك شويه .. واستنيت شهرين كل يوم اسمعك وانتى بتقولها جنب ودنى وانا عامله نفسى نايمه .. لحد ما قولت خلاص اسامحه بقى مش مهم .. صعبت عليا
ارتفع حاجبه ليقول بتهكم
_ وانا اللى كنت فاكر انك سامحتينى عشان وسامتى وانك مقدرتيش تقاومى جمالى .. طب اعمل ايه دلوقتى كنت هساومك عشان تقوليها بس انتى كده مش هتقوليها
هزت رأسها بثقه
_ طبعا مش هقولها ابدا
أمسك بمنامتها مترجيا
_ سلمى عشان خاطرى قوليها .. قوليها بقى يالا .. عشان خاطرى
قالت وهى ټدفن وجهها فيه تحاول ألا تراه
لما كنت حامل فى ليان .. وكنت اتعب وافتكر انها حته منك ارتاح .. ولما جات على الدنيا وعلى الرغم من انى شوفت مأساه وانا
بولدها .. بس نظرة الفرحه فى عنيك بطفلتك الصغيره نستنى اصلا انى تعبانه
قولتها بكل دقة قلب طلعت منى .. قولتها من زمان من وقت ما اتمنيتك .. عارف انا وقت ما حبيتك مكنتش اعرف يعنى ايه حب اصلا كل اللى كنت اعرفه وقتها انى لما كنت بشوف عريس وعروسه او فستان فرح كنت اتخيل نفسى انا العروسه وانت العريس .. حتى لما بعدت وعزلت انت وعيلتك .. يمكن فى الفتره دى نسيت ملامحك لانك فعلا غبت فتره طويله بس فضلت صورتك محفوره فى قلبى
رفضت اتخيل شكلك وقولت انا راضيه بملامحه ايا كانت .. ودلوقتى بتعاتبنى فى كلمه .. طب قولى بزمتك كلمه واحده هتجمع كل المشاعر اللى انا حوشتهالك فى قلبى دى
انا قولتها كتير بس انت اللى ما اخدتش بالك .. قولتها بقلبى مش بلسانى قولتها فى كل حالاتى فى التعب والڠضب والفرح والحزن .. قولتها عشان اتقوى بيها .. قولتها كتير صدقنى
كانت رأسه محنيه للأسفل فلم تتبين ملامحه .. رفعتها بأناملها لتصتدم بحمرة عينيه القاتمه .. قال بشفاه مرتجفه
_ وانا معنديش غير بحبك .. ممكن تقبلينى بيها
رفعت يديها بقلة حيله قائله
_ دى اكتر كمان من اللى اتمنيته .. صدقنى انا طول عمرى وانا قنوعه فى حبك .. وطمعانه فى قربك .. خلينى بس جنبك ووقتها ممكن كمان اموت وانا مرتاحه
نظر لها قائلا بحاجه
_ هو انتى ممكن تسيبينى .. اوعى عشان ذنبى هيكون فى رقبتك وقتها ..
_ اصلا انا لو سيبتك .. اتأكد انى هاكون سيبى روحى معاك .. بس اوعى تغلبنى تانى معاك مش معنى انى حبيت جواد ثائر افضل طول الوقت اروض فيه
زاد من ضغطه عليها قائلا بتأكيد
_ فى حبك اكيد هثور .. ومفيش مفر من كده لأنك هتفضلى حبيبتى وهفضل انا حصانك اللى هيتباهى دايما انك بتملكى قلبه