بقلم دينا الفخرانى

موقع أيام نيوز


عايزين نجمعهم سوا ..عشان كده اتجوزنا 
_ مش مهم تمثيليه ..صفقه ..مش مهم جوازنا كان ايه بالظبط ..المهم انك تشوفيلك حاجه تكسبيها من ورا الجوازه دى عشان ما تطلعيش انتى الخسرانه الوحيده فى اللعبه 
_ لعبه ! ..معاك فعلا ان جوازنا لعبه بس ايه حكاية انى اكسب واخسر دى ..انا قبلت بالمهزله دى كلها بس عشان اجمع ما بين حنين ومحمود وده بالنسبالى اكبر مكسب 

نظرت الاستهزاء فى عينيه وبسمة السخريه على شفتيه دائما ما تخبرها انها مخطئه لتعاود التفكير فى شئ تستطيع به مجاراته 
_ لما نتطلق هاخد المؤخر وما اظنش انه مبلغ قليل ..وكمان متنساش انى استفدت من الجوازه دى كفايه اللبس الكتير والميكب والبرفانات والحاجات الكتير اللى جبتها ده كمان مكسب ..يعنى مش هطلع من الموضوع ده خسرانه 
اقترب اكثر بينما ارتدت هى للخلف اثر اقترابه قائلا بهدؤ 
_ ما اظنش انك من النوع المادى اللى بيهتم بالحاجات دى 
رجل الغموض توقف فانا لا استطيع مجاراتك 
هبت واقفه تخفى توترها 
_ لو زى ما بتقول كده .. قولى استفاد ايه وازاى 
اقترب منها بهدؤ ومكر يراقب رجوعها للخلف اثر اقترابه ..وما ان اصبحت فى حصار بينه وبين الجدار حتى
همس عند اذنيها 
_ تسمعى الكلام وتنفذى طلباتى عشان اعلمك ازاى تبقى ست بيت شاطره وزوجه مطيعه كده وحلوه ..عشان لما نتطلق تعرفى تتجوزى وما تطلقيش تانى 
استدار وعلى شفتيه ابتسامة تسليه ..بينما سارت هى ناحية المطبخ تغمغم من بين شفاهها 
_ هحضرلك النسكافيه 
ثوانى معدوده غابت فيهم عن انظاره ثم عادت اليه مره ثانيه قائله 
_ اتفضل 
_ ياااه بسرعه كده ..شكلك مستعجله اوى على العريس عاوزه تتعلمى كل حاجه بسرعه 
_ لا وحياتك انا عملت كده عشان اخلص من غلاستك 
_ مش مهم السبب ..المهم انك حضرتيلى النسكافيه 
بدت متردده وهى تجلس الى جواره تحاول قول شئ ثم تعود الى الصمت مره ثانيه الى ان استجمعت شجاعتها فقالت بسرعه 
_ انا عندى فكره عشان نخلى حنين ومحمود يقربوا من بعض 
بدى غيرمباليا لما تقول وهو يدقق النظر فى حاسوبه ثم قال بآليه
_ خير
فقالت بحماس 
_ نروح شهر عسل ..لمكان هنا فى مصر وناخد حنين وحبيبه على اساس انها فسحه وهناك بمحض الصدفه اللى احنا ما لناش فيها طبعا تقابل محمود وبما انه شخص لطيف يعنى .. وكده... ياخد باله منهم لاننا هنكون مع بعض ..وبس ..ايه رأيك 
ناظرها بنصف عين 
_ على الرغم من ان الخطه دى ممكن تمشى من غير فكرة اننا نروح شهر العسل ده بس شكلك كده هتموتى وتسافرى فمش هزعلك ..هنسافر بعد بكره الصبح لمرسى مطروح ..وهنقعد هناك تلات ايام بس عشان شغلى ..بلغى حنين بكده 
ابتسمت بفرح وغادرت بسعاده تشيعها نظراتها التى ما لبثت ان تحولت للغموض متمتما بينه وبين نفسه افرحى دلوقتى على قد ما
تقدرى عشان لما الحقايق تنكشف يكون عندك مخزون كويس من السعاده 
امسكت هاتفها بلهفه تطلب حنين التى استجابت سريعا قائله بمرح 
_ عروستنا الحلوه ..عامله ايه 
_ بخير يا حبيبتى ..المهم كنت عاوزاكى فى حاجه 
_ خير 
_ بصراحه انا وحسام كنا رايحين نقضى شهر العسل بتاعنا فى مرسى مطروح وكنا عايزينك تيجى معانا 
_ اجى معاكوا ليه ! 
_ يعنى ..تيجى انتى وحبيبه تشوفوها دى جميله جدا وكمان دى فكرة حسام عشان تغيروا جو وتتفسحوا وكده 
بصوت خالى من اى تعبير 
_ كده بقى امر مقدرش ارفضه 
اكملت سلمى بمرح 
_ ايوه امر ولازم تنفذيه 
_ بس بصراحه سامح ابن عمى كان عاوزنى اروح اساعده فى الشغل امسكله مكتبه ابقى السكرتيره حاجه زى كده ..لانه مش لاقى واحده تساعده فى الشغل 
فكرت سلمى قليلا قبل ان تلمع عينيها بفرح 
_ لاقيتها ..رحمه صاحبتى فاكراها 
_ ايوه ..اللى كانت معانا فى الفرح فاكراها ..مالها 
_ ايوه ..اصل هى كانت بتدور على شغل ومش لا قيه ..خلاص ابعتها بقى لابن عمك ده وتيجى انتى معانا عادى جدا وادى المشكله اتحلت فى حاجه تانيه 
_ لا كده مافيش ..انا هاتصل على سامح اقوله ..واقوله كمان انها هتجيله بكره الصبح ..وانتى اتصلى عليها وبلغيها ..تمام 
_ تمام 
اغلقت معها الخط لتطلب من فورها رحمه التى اخبرتها بموضوع العمل فوافقت على مضض الذهاب اليه غدا 
اخذت تقلب فى هاتفها بملل قبل ان تتصل على اخيها قائله بفرح 
_ وليد ...اذيك ..وحشتنى 
_ تمام يا عروسه ..وانتى عامله ايه 
_ انا كويسه بس مال صوتك ..شكلك تعبان 
_ لا ..لاتعبان ولا حاجه بس يمكن مرهق شويه يمكن عشان ما نمتش من امبارح 
_ وما نمتش ليه ......اااا...وليد بطل تصرفات الاطفال دى وروح نام 
_ ما انتى عارفه انى مش هاعرف انام غير لما اشوفك 
_ خلاص تعالى شوفنى وروح نام ..ده الباب فى وش الباب 
_ ماهو بابا مش هيوافق ..ده منع ماما من انها تجيلكوا عشان تطمن عليكى وقاعد فى البيت عشان يتاكد ان ماحدش هيجى ويزعجكوا 
_ طب خلاص يا وليد اقفل دلوقتى وانا هاتصرف.. سلام 
جلست تفكر قليلا ثم امسكت هاتفها تحاول التقاط بضع صور لها وهى مغمضة العينين ..والتى فشلت بها فشل ذريع ..قبل ان تقرر الخروج تطلب المساعده من حسام 
خرجت بهدؤ ليصلها همسه عبر الهاتف 
_ زى ما قولتلك السفرية دى امر مش بمزاجى ...يعنى اعمل ايه ما انتى عارفه اللى فيها ...خلاص ي حبيبتى مش هاتعصب بس انتى كمان راعى مشاعرى شويه ..يا حبيبتى والله انا ما يهمنى حد فى الدنيا دى كلها غيرك ..بس اعمل ايه مضطر ..ههههه..سلام ي حبيبتى وشكرا على الضحكه اللى بترسميها على وشى كل ما بكون معاكى ..سلام 
كاد نبض قلبها ينتحر من الالم ..لكن ذلك العقل اعطاه جرعه من الامل عندما فكر قليلا هو مش مجبر على السفريه دى زى ما بيقول هو وافق عليها عشانى ..ايوه صح هو كدب عليها عشان يسعدنى 
ابتسمت خارجيا لهذه الفكره وما زالت نيران الڠضب والغيره تستعير بداخلها 
لمحها فى التفاتته فخمن انها من الممكن ان تكون سمعت شيئا من محادثته لكن ما سر تلك البسمه المرتسمه على وجهها اقترب منها بهدؤ حذر يتفرس ملامحها 
لوح بيديه امام وجهها لتستيقظ من شرودها التى استيقظت منه بكلمه واحده 
_ ليه 
_ ليه
ايه !
_ ليه مش اتجوزتها هى 
ظهر الالم على وجهه وهو يغمض عينيه بقوه سابحا فى افكاره الى ذكرى بعيده وصوتها يتردد بأذنه مش هاقدر اتجوزك ...افرض الموضوع متحلش ابقى انا اللى خسرانه ...يا حبيبى مش مهم تتجوز واحده تانيه المهم الموضوع ينحل وبعدها ترجعلى وساعتها نقدر نتجوز ...يوووه المفروض انا اللى ابقى مضايقه من جوازك مش العكس زفر بضيق عندما اخرجته من ذكرياته بسؤالها التالى 
_ للدرجادى السؤال صعب 
_ ما اظنش حنين كانت هتيجى لو كنت اتجوزتها هى 
اومأت رأسها موافقه ..تكاد تكون اكيده ان هناك امر مخفى عنها لا تدرى ماهو ..راقبت التفاتته وهو يغمغم 
_ انا هاطلب دليفرى اطلبلك معايا
_ ياريت انا جعانه جدا 
_ تحبى حاجه معينه 
_ اى حاجه مش فارقه ..المهم اكل 
ذهب يجرى اتصاله بينما عادت هى لغرفتها ..لتزفر بضيق فهاهى قد نسيت لما خرجت له من الاساس 
عادت مره اخرى لتقول بارتباك 
_ ممكن تيجى معايا
 

تم نسخ الرابط