بقلم دينا الفخرانى
المحتويات
توتر ملحوظ .. وبداخلها ألاف التسؤلات أهمهم بماذا يفكر هذا الرجل
ظل ينظر لها بتسليه .. قبل ان يكمل كلامه
_ نبقى صحاب .. صداقه بريئه .. ايه رأيك
جحظت عيناها پصدمه .. ونظرت له مطولا .. وبتساءل من لا يعى شيئا سألت
_ صحاب!! .. كل ده عشان نبقى صحاب .. انت بتتكلم جد
ابتعد عنها يحاول كتم ضحكاته .. وقال بمكر
قررت انهاء الحديث معه ..فقالت وهى تستدير لتذهب
_ انا من رأيى تستشير دكتور نفسى .. لأنى بجد متأكده انك مچنون
امسك يدها يمنعها الذهاب
_ اهدى بس .. في ايه لكل ده
بتعجب أكملت
_ ولسه بتسأل .. المفروض انى جايه اتكلم معاك فى قرارات مصيريه عشان اعرف حياتنا سوا هتكون نهايتها ايه .. وحضرتك بكل بساطه بتهزر
_ طب تعالى اقعدى بس وانا هفهمك
جلست أمامه فى ترقب لما سيقول .. نظرت فلمحت شئ استعجبته فعينه كانت تلمع ببريق غريب .. لأول مره تراه وما الفائده فى أن تراه .. فهى لو مهما حدث لن تفهمه .. لو كانت تفهم ما تحكيه العيون لما كانت الأن فى هذه المأساه
اقترب منها قائلا بشرح
يا ستى انا من رأيى نكون صحاب .. على الأقل دلوقتى لحد ما نعرف هتكون ايه نهاية علاقتنا دى .. لأنى عن نفسى مش عارف والصداقه هتكون صفه تانيه لعلاقتنا سوا .. ايه رأيك
شردت تفكر فى عرضه .. كيف يمكنها تغيير تلك النبضات بداخلها من عاشقه تهتف بأسمه .. لأخرى تدعى صداقه .. وكما يريد هو صداقه بريئه
حاولت تغيير مجرى الحديث وإدارته لصالحها .. فقالت كمن تذكر شيئا
_ انت كل ده ومقولتليش .. انت كنت عاوز تقول ايه واحنا جوا اكيد ما كنش العرض المغرى ده
ظلت تنتظر الإجابه .. بينما هو وضع رأسه بين يديه وأغمض عينه بقوه كمن يجاهد ليخرج الكلمات وبصعوبه نطق
لاحظ شرودها فاقترب ممسكا بكفوفها بين يديه .. ولصغر حجم يديها شعرت أن كفيها يغوصان فى يديه .. شعرت بإحتوائه لهما
نفضت رأسها من تلك الأفكار .. فمازال قلبها يحاول تطيب جراحا خلفها هو بتجاهله وبروده .. تسائلت وهى تخشى الإجابه
_ طب جانا .. مش المفروض انك بتحبها
نظر لها مؤكدا
_
المفروض .. بس للأسف مش كلنا بنمشى بالمفروض .. لأن لو كان اللى شوفته معاها ده حب .. مش عارف اقول على اللى بشوفه فى عنيكى ده ايه
تاهت فى نظرته .. ومازالت لا تفهمه ..وهذه المره لم تصمت فترجم لسانها كلام عقلها وقلبها
_ المشكله انى مش فهماك
نظر لها وعينيه تبتسم بسخريه
_ عادى ما انا كمان مش فاهمنى
شعرت بسخافة الحديث معه .. فهى تكاد تجزم انه غير مدرك لما يقول .. وايضا لديها رغبه ملحه فى النوم فهى منذ ما حدث بالأمس لم تنل قسطا جيدا من الراحه.. لكنها مازالت فى حيره من أمرها من كلماته .. عقلها الصغير لا يستوعب كلماته وقلبها قد اكتفى بما لديه
لاحظ تشتت أنظارها وتوتر أهدابها فشعر بما يعتريها قال بهدؤ وهو يستعد ليخرج
_ انا طالع بره شويه .. فيه حاجه مهمه لازم أعملها .. تقدرى تروحى ترتاحى شكلك تعبان
هزت رأسها بإمتنان شديد لأنه عافاها من إتخاذ قرار الأن .. وخرج تشيعه نظراتها مثقله بتفكير قررت تأجيله حتى تستيقظ فعقلها قد أرهقه الفكر والجسد أصبح منهك يطمح فى قليل من الراحه .. ثوانى لم تنعم فيهم بما تمنت .. ودق جرس الباب معلنا عن زائر زفرت بضيق
وهى تتجه ناحية الباب لتفتح .. فعلى ما يبدو أن حلمها الصغير فى النوم لن يتحقق
الفصل العشرون
فتحت الباب بضجر مما هى فيه .. ألا يكفيها فكر يؤرق نومها عافاها منه صاحبه لبضع سويعات .. حتى يأتى أخر يسلبهم منها زال الإرهاق والتعب فجأه عندما ارتمت من بالباب فبالنهايه تبقى الأم دافئ يعيننا دوما على إكمال ما نظنها صعاب
لندرك حين تشاركنا تلك الهموم أنها أسهل بكثير مما ظننا .. لتظل هى دوما منبع الأمل والتفاؤل
تعلقت بأحضان والدتها تود لو تظل هكذا للأبد .. لكن قد يتغير أى شئ فى الكون سوى قلق الأم حتى لو رأت طفلتها سليمه معافاه .. يجب أن تتأكد .. ففى النهايه العقل له ما ينظر أما القلب فله ما يشعر .. والأم ما يحركها تجاه أبنائها هو نفس ذلك القلب
أمسكت بها تهزها تسألها وتتأكد أنه لم يصبها أى مكروه .. فرسمت سلمى بسمه خفيفه تتطمنها لتجيبها بخنوع
_ انا بخير وكويسه . متقلقيش عليا
ردت الأم بعدما خف توترها قليلا
_ وليد حكالى على اللى حصل معاكوا هناك .. فخفت أوى عليكى طمنينى عليكى .. انتى كويسه
امسكت بها تحاول جعلها تهدأ
_ يا ماما والله انا كويسه .. ووليد ده والله لاوريه عشان قلقك كده
قالت الأم وهى تجذبها لتسير معها
_ سيبك منه وتعالى احكيلى اللى حصل بالتفصيل
لم تجد بد سوى أن تحكى ..فتغافلت بعمد عن ذكر ما يخصها هى وحسام .. فليس للأم ذنب لأن تشركها فى مشاكل قلبها .. يكفيها قلقها عليها ..وأيضا مشاكل ذلك القلب لو عرفها العالم بأكمله لن يساعدها سوى من امتلكه .. وببروده تغافل عن الإعتناء به فأضحى كزهره جميله تركت لجوار الماء .. لا وضعوها به فرعرعت وازدهرت أوراقها ..ولا أبعدوها عنه لتجد لنفسها منبع أخر
ركب سيارته وقبل أن ينطلق بها أمسك هاتفه ينظر لتلك الشرفه التى تركها منذ قليل .. ثوانى حتى أتاه ماانتظره .. اتصال من جانا .. استقبل الإتصال وبسمته فى تزايد
_ جاجو .. ازيك
_ زعلانه منك .. المفروض كنت تيجى معايا
أراح رأسه للخلف ومازال نظره معلق على الشرفه
_ مكنش ينفع .. غزالتنا بدأت تعلن العصيان
مطت شفتيها فى استهزاء
_ وفيها ايه .. ما تعمل اللى هى عاوزاه
_ ما ينفعش يا روحى لو اعلنت العصيان دلوقتى .. مافيش حاجه من اللى احنا عاوزينها هتحصل .. لازم تستمر
متابعة القراءة