بقلم دينا الفخرانى
المحتويات
حتى يوقع بين الأخين .. سار وقد تلاعبت الشياطين بعقله فلم يعد يرى شيئا سوى ما خطط
الأربعه فى مسار .. ليسوا فى نفس الطرقات وليس نفس المسار لكن فى النهايه لكل منهم مساره الذى لم يحد عنه
ليلتفت أدهم حوله باحثا عن هاتفه .. وعندما لم يجده فكر فى العوده عند ايمان .. فمن الممكن ان يكون نسيه هناك
حتى وان كثرت بينهما الخلافات فهو من المستحيل ان يتوانى عن مساعدة اخته
وسامح الذى تلاعب به تفكيره متسائلا ماذا من الممكن ان يفعل لها عندما يذهب فهو المذنب .. فهو من لم يتحكم فى نفسه أمام كرزية شفتاها .. سيتلقى معها اللوم والتقريع لا أكثر ولا أقل .. فماذا من الممكن أن يفعل !
تسارع الناس للذهاب اليها ومساعدة من بداخلها .. تجمع من الناس حوله .. تلاه قدوم الإسعاف لأخذه الى المشفى .. وأطباء فى الطوارئ تستقبل لتفعل كل ما بوسعهم قبل أن يهز أحدهم رأسه قائلا بأسى
الفصل التاسع والعشرون الأخيررررره
مر خمس أعوام .. ومرت بالقلوب مراحل كثيره
وفى النهايه اجتمعت على خبر واحد توالت ذكره الألسن وهو زفاف وليد ... كان الشباب يجتمعون حول طاولة النادى ..تلقى أدهم الدعوه ليبتسم ملئ فيه قائلا ببهجه
_ دى ايمان هتفرح أوى .. يالا وهو بالمره تغير جو
_ مبروك يا وليد .. ربنا يتمملك على خير .. مكنش في داعى تتعب نفسك كده
وليد بإبتسامه مرحه
_ ولا تعب ولا حاجه .. المهم بس تحضروا .. انا حجزت لكل واحد فيكوا جناح خاص بيه هو ومراته يعنى معندكوش حجه
سامح بإبتسامه تخفى مراره
_ طب ليه كده .. كان لازم يعنى موضوع مراتتنا ده .. ماكنا جينا احنا وخلاص
_ ازاى لازم يجوا .. دول زى اخواتى من قبل ما اعرفكم كمان وبعدين عشان سلمى كمان هتزعل لو محضروش
أدهم بتلقائيه
_ انا عن نفسى جاى .. ومونتى جايه معايا
نور فى نفسه
_ وانا بطختى اكيد هتيجى معايا
تعلقت الأنظار بسامح ليقول بحرج
ليخفى عنهم كلمة ربنا يستر
تنبه نور فجأه ليقول
_ طب
وحسام .. هييجى
بهتت معالم وليد وأنظار الجميع معلقه به ليقول بعدما كاد حلقه يجف من التوتر
_ مش عارف .. وبعدين هو حر لو حابب يجى هيجى
جلست لجوار أختها تبكى بشده حتى تلونت عينيها بالأحمر .. تمسك بالدعوه بين يديها تكاد تعتصرها .. لتربت أختها على كتفها قائله بحيره
_ انا نفسى أفهم بتعيطى ليه دلوقتى
نظرت لها بعيون مغرورقه بالدموع
_ الفراق وحش اوى
_ متقلقيش وليد مش هيحسسك بيه ابدا .. هو بيحبك وبيخاف عليكى واكيد هيكون جمبك علطول متقلقيش
ردت من بين دموعها
_ انا كمان بحبه اوى
ارتفع رنين هاتفها .. لتنظر له قبل ان تقرر أختها الذهاب .. التقطته وهى تحاول اخفاء دمعاتها وتهدئة أنفاسها .. تحاول اخفاء تلك البحه بصوتها
_ الو
وليد بإستهزاء
_ الو .. وبتقوليها من غير نفس كده ليه
_ وليد .. لو سمحت مش ناقصه تريقه
_ اممممم شكلك معيطه
حاولت أن توقف سيل دمعاتها .. ليظهر صوت شهقاتها واضحا ليقول بثبات
_ عيطى من هنا لبكره .. برضو الفرح مش هيتأجل
حبيبه وهى تحاول تمالك نفسها
_ وليد ارجوك ..
زفر بضيق لتقطع هى كلماتها وتعيد صياغة ما قالت
_ وييد ارجوك .. بقى ما تستهبلش انا لسه عاوزه استنى مع اهلى شويه .. الله يخليك اجل معاد الفرح
حاول ان يتمالك أعصابه ليقول من بين اسنانه
_ حبيبه .. احنا مخطوبين من امتى
ردت بلا تفكير
_ من اربع سنين
لم يتمالك أعصابه فانفلتت
_ نعم يا اختى احنا هنستعبط .. انا طالب ايدك من ابوكى من وانتى فى المستشفى من خمس سنين .. وكتبنا الكتاب بعدها بسنه يعنى بقالنا كده خمس سنين وروحتى سافرتى عند اهلك وقعدتى فى تركيا وسبتينى لوحدى وبقالك هناك اربع سنين كل ما اقول يلا نتجوز تقولى لا مش دلوقتى .. استنى لحد امتى انا بقى
_ دا على اساس انك سمعت كلامى .. ما انت روحت طبعت كروت الفرح وحددت ميعاد الفرح وجهزت كل حاجه وخليتنى انا اخر من يعلم
_ ملكيش فيه .. معندناش بنات تقول رأيها
ردت بغيظ
_ اها عشان كده مش بتاخد بكلامى فى حاجه وفى كل مره بتمشى كلمتك
أكمل ببساطه
_ عارف انه على قلبك زى العسل
ابتسمت بخجل وعادت تكمل
_ طبعا انت ما بتصدق عشان تثبتنى .. غلس
_ لوسمحتى انا عاوز السينفونيه بتاعتى .. يلا قسمى وسمعيلى
ابتسمت للذكرى وقالت بلمعة عين فرحه
_ بايد وغيس وشي يي . بارد وغلس وشرير .. مش فاهمه ليه مصمم افضل اقولك كده
_ هو انا حبيتك الا عشان كده .. وابقى اسمعك مره تانيه تقولى وليد مره تانيه .. اسمى من لسانك وييد .. مش عارف ليه الحاډثه عدلتلك لسانك انا يا ستى كان عاجبنى لسانك القديم
شردت قبل أن تقول ما
يجول بخاطرها
_ ليه مش ساعدتنى وقتها
رد بتهكم
_ لو مكنتش ساعدتك وقتها كان زمانك دلوقتى مش موجوده
_ مش قصدى .. قصدى ليه اخدت وقت لحد ما جيت وساعدتنى ليه ماتحركتش بسرعه
شرد يفكر بما يجيب ! ..أيخبرها أنه لم يستطع تصديق ان تلك المسجاه فى دماؤها .. هى ..
أيخبرها بأن فكرة خسارتها أعجزته .. فجعلته كالمقيد لا يقو على الحركه .. أيخبرها أن روحه خرجت منه تهفو اليها وعادت اليه بعدما استيقظت هى فى المشفى
بعض الكلمات لا يجب أن تقال .. فهى تفقد بريقها حين اذن .. يجب أن تظل هكذا معلقه فى القلوب الى أن يحين الوقت الذى ستخرجها فيه العيون .. لتصبح أنشوده يتلوها الفكر
وقتها ستعرف دون السؤال ما هى الإجابه
قال بشرود
_ حبيبه .. انا بحبك اوى
تفتح الجورى الأحمر على خديها .. ونفضت عن رأسها الفكر لتستمتع بكلماته تلك التى تلاها على مسامعها
_ وانا كمان بحبك اوى
كان همسها ضعيف .. فقال بلهفه
_ انتى قولتى ايه
عضت على شفتيها بخجل وقالت تخفى توترها
_ مش قولت حاجه
رد بإلحاح
_ لا .. قولتى .. عاوز اسمع تانى
_ أخبار التورته ايه
_ تورتة ايه
_ التورته اللى هناخدها بعد الفرح واحنا مروحين .. اللى بيجيبوها للعريس والعروسه فى الفرح دى
رد بعدم تصديق
_ يا نهار اسوح يا حبيبه .. انتى عاوزه تاخدى التورته اللى المفروض تتوزع على المعازيم
مطت شفتيها بطفوليه
_ يعنى المعازيم تاكل منها وانا لأ .. وبعدين مش كفايه انهم هيكلوا من البوفيه .. خلى بالك انا لو مسابوليش اكل من البوفيه مش هسيبلهم ولا حتة تورته صغيره حتى
_ حبيبتى انا حاسس ان يوم الفرح .. هتاخدى التورته وتسيبينى
ضحكت ..
متابعة القراءة