بقلم دينا الفخرانى

موقع أيام نيوز


قليل ...
تقلبت بضيق... فوقع نظرها على ذلك الخاتم الذى يزين اصبعها ..وشعرت بغصه وهى تتذكر صاحب هذا الخاتم ...لا تصدق انها اصبحت الان زوجة ذلك المعتوه
دفنت رأسها فى وسادتها ..لا تريد الاعتراف بهذا الواقع الذى اصبح الزاما عليها...فتسلل اليها صوت والدتها وقد دخلت غرفتها وتظنها نائمه فتحاول ايقاظها 

_ يلا يا سلمى يا حبيبتى ...اصحى ...حسام مستنيكى ....يلا يابنتى الراجل مستنى 
نهضت بتكاسل وزفرت بملل فأخر شىء تتمناه فى هذه الحياه هو لقاء هذا المغرور
ارتدت ملابسها على مهل فهى لا تحترق شوقا لرؤياه ...وخرجت بوجه عابس لتستقبلها والدتها متزمره 
_ ايه ده يا سلمى كل ده بتلبسى وفى الاخر تلبسى ده
_ ايه ياماما وحش 
_ لا حلو ..بس فى احلى 
_ والله بقى يا ماما انا مرتاحه كده....وبعدين اصلا الحكمه مش فى اللبس الحكمه فى اللى لابس اللبس ...وبنتك ما شاء الله قمر
_ انت هتقوليلى مين يشهد للعروسه .....يالا روحى لجوزك منتظرك فى الصالون مع اخوكى 
بدا عليها الضيق وهى تستمع لوالدتها فقالت بتذمر طفولى
_
بس هو مش جوزى ...احنا بس كتبنا الكتاب ...فمتقوليش جوزى ده 
طالعتها والدتها بإستغراب 
_ يابنتى مش قبل كده قولت خطيبك اعترضتى ودلوقتى جوزك برضوه اعترضتى ...يعنى اقوله ايه 
سلمى بتفكير
_ الراجل
اللى كاتب كتابه عليا 
_ امشى يا سلمى ...امشى يا بنتى الله يهديك...هو مستنيك جوه وانا هاروح اشوف ورايا ايه 
تركتها والدتها وظلت سلمى تفكر لما ڠضبت والدتها فحتى هذا اللقب لا تريده عليه فهناك العديد من الالقاب اطلقتها عليه وخشيت اخبار والدتها بها ..منها المغرور ..المعتوه.. الاحمق ... وغيره كثيرا ..
دلفت الى غرفة الصالون فوقع نظرها عليه وهو يتحدث مع اخيها بأريحيه كبيره ..رسمت ابتسامه بلا اى معنى والقت السلام فور دخولها 
بينما نهض هو متأففا ...وفى عين كل منهما سؤال واحد ماذا يجب علينا فعله 
حضر الاب اليهم وفى يديه العديد من الاوراق وهويقول بفتور
_ تعال يا حسام يا ابنى شوف الحاجات اللى جهزناها عشان لو مش عاجبك حاجه نعدلها انا عارف ان والدك ومامتك لو كانوا عايشين كانوا عملولك افضل من كده كمان بس والله ده الللا قدرت عليها
فتوجه اليه حسام بإبتسامه ودوده 
_ ياعمى ما انا قولت لحضرتك اعمل كل حاجه على ذوقك ولو حابب تستشير حد اسأل سلمى هى اكيد تعرف ذوقى كويس قوى 
رمقها بنظرات استخفاف بينما حدجته هى بقوه فهو الان يلقى بالكره فى ملعبها ...فهى عنه لا تعرف اى شئ 
انقذها صوت والدتها وهى تقول
_ يلا يا ولاد انتوا لسه ما مشيتوش... وراكوا مشاوير كتير يا حبايبى..لسه هتستقبلوا بنات خالتك من المطار وتوصلوهم وتروحوا تشوفوا الفستان وتتأكدوا من القاعه....وتعدوا على محل الموبيليا تشوفوا لو فى حاجه مش عاجباكم ...يالا عشان تلحقوا اليوم من اوله ..وراكوا حاجات كتير 
نزل كل منهم يستثقل المهمه التى على عاتقه .....ليس الثقل فى المهام التى سيقومون بها..... بل الثقل فى مع من سيؤدون هذه المهام
زفر حسام بضيق وهو يركب سيارته 
_ يعنى يوم الاجازه الوحيد اللى عندى فى الشغل اتمرمط فيه كده 
فتجيبه سلمى التى جلست بجواره 
_ مش دى فكرة جنابك ..نعمل اننا هنتجوز عشان حنين تيجى ولما تنزل مصر نبقى نفركش ...ادينا اتدبسنا فى بعض 
_ ده على اساس انه كان عندك فكره افضل 
_ لأ ..بس لوكنا فكرنا كان اكيد هيكون فى
ابتسم بسخريه وهو يدير محرك السياره ...ويذهب فلا تدرى تلك المغفله انها تعرف اشياء قليله فقط عن الحكايه ولا تعرف فيما تورطت 
بينما هى شردت تتذكر يوم الخطبه المزعوم فعلى قدر حزنها ليلتها انها حتى فرحتها بها كانت مزيفه ...على قدر سعادتها بسعادة اصدقائها وعائلتها ..
ظنت ان بعد فتره ستتحرر من قيود هذه العلاقه ولم تدر بأن والدها يسعى لتوطيدها اكثر ...فلم تستطع الرفض وهى تراه قد جلب المأذون ويريد توثيق هذه العلاقه 
وهكذا ظلت بين حيره وتردد ...حزن وندم ...قبول ورفض ..حتى انطلق من بين شفاه هذا ال حسام ..قبلت زواجها ..
فانتهى كل شئ ..وأصبحت الان زوجه لهذا ال حسام 
خرجت من بؤرة تفكيرها على صوت هاتف حسام ..لم تكن لتهتم لمكالمته لولا صوته الرخيم وهو يناديها 
_ سلمى 
نعم هكذا نطق فؤادها ..لكن ابى عقلها على الاستجابه له وتظاهرت بالشرود فأتاها صوته مره اخرى غاضبا 
_ سلمى 
فترد بفزع 
_ نعم 
_ ما كان من الاول ...افتح الموبايل وشغلى المايك ..عشان مش هينفع ارد وانا بسوق 
انصاعت لاوامره على مضض..... فأتاها صوت محمود يخبرهم بثقه انه ينتظر عند المطار يود استقبال حنين معهم
حاول حسام اثنائه عن رائيه.... ولكنه ابى الا ان يذهب ..فزفر بضيق بعدما اغلق الخط وقال پحده 
_ مچنون ....اكيد حد من ولاد عمها هيكونوا هناك ...ولو شافوه هتكون مشكله كبيره
فتحت فاها لتتكلم ...لكنه اسكتها بنظره من عينيه يخبرها بتحذير
_ مش عاوز اسمع صوتك ...خالص ...فاهمه 
اومأت برأسها بسرعه ..فهى تهاب غضبه ...وتخشى نيران عصبيته ..لكن هذا لم يمنع ان تتمتم 
_ ده على اساس ان انا اللى بمۏت فى نبرة صوتك وعايزه اسمعك على طول ...يا شيخ اتلهى... ده صوتك عامل زى الضفدعه المخنوقه 
لم تدر انه سمع كلماتها ...لكنه تجاهل الامر فهو لديه اهم يفكر به وليس هراء تلك الغبيه 
وقفا سويا ينتظران فى المطار ..كانت تتطلع بلهفه على القادمين بينما هو يبحث بترقب عن محمود لم يكن يهتم بوجودها ..لكنه انتفض فجأه عندما صړخت 
_ حنييييييييييييين 
وركضت تعانق تلك الحسناء القادمه ...بينما اطلق صفيرا هادئا 
_ عندك حق يا محمود تعمل كل ده عشانها ...دى قمر ...مش ام اربع تلسن اللى اتدبست فيها ..روح يا شيخ منك لله 
كانت حنين تمتلك جمال خاص ..أخاذ بكل ما تحمل الكلمه من معنى ...فهى ذات العيون الزيتيه وبشره بيضاء مخمليه تتلاعب بها حمره طبيعيه ....فاتن قوامها ..لا تمتلك انوثه طاغيه بل انوثه هادئه ..راقيه تصرفاتها ...وانيقه فى ملابسها مما جعلها محط انظار الجميع 
على النقيض من اختها الصغرى حبيبه ذات العيون السوداء والاهداب الناعسه ...طفوليه فى تصرفاتها وملابسها 
استقبلهم حسام
بحفاوه استغربتها سلمى لكنها ارجعت ذلك الى علاقة حنين بمحمود وعلاقته هو بمحمود
فى الطريق لم يكف حسام عن استراق النظر الى حنين وكأنه يتبادل معها حديث خاص ....بينما اراحت حبيبه رأسها وأغمضت عينيها
تطلب النوم ...
نقلت سلمى انظارها بينهم تحاول فهم ما يدور فلم يقابلها سوى صمت الشفاه وكلام العيون وهى غير ضليعه به 
لتقطع هذا الصمت قائله بمرح 
_ ها يا حنون قوليلى ....اخبار تركيا ايه ...سمعت ان المزز هناك زى مهند كده مليين الشوارع 
فتبتسم حنين بحذر يلحظه حسام فيقول رافعا عنها الحرج 
_ متقلقيش يا انسه حنين انا واخد بنت خالتك على التقفيل ده فعادى يعنى
لتضحك له حنين بخفوت ويتبادل معها المزاح ...بينما سلمى تجلس لا تعى شيئا مما يقال ..تنقل انظارها بينهم ببلاهه واحيانا تبتسم بسخريه محدثه نفسها بقى ده اللى عاوز يجمع ما بينها وبين محمود ..ده مش بعيد يكون نسى اصلا ان ليه صاحب اسمه محمود ...بس الصراحه معاه حق البت حلوه ..حلوه حلوه يعنى مفيش كلام 
قطع حوارهم المتبادل هذه المره حبيبه وهى تقول 
_ هو
 

تم نسخ الرابط