بقلم دينا الفخرانى

موقع أيام نيوز


ثانيه ليقول وليد هذه المره 
_ واضح انك مش طايقانى يا انسه حبيبه 
كانت اخر قضمه تلك التى أخذتها لتقول بعدها 
_ وانا من امتى يعنى بطيقك 
قالت حنين فى محاوله منها لتهدئة كلمات حبيبه 
_ ما تعرفش يا وليد اننا خلاص هنستقر هنا .. ده حتى حبيبه هننقل ورقها لجامعه هنا 
اكمل وليد معها وقد لمعت

عيناه بشغف 
_ هى هتدخل سنه اولى صح 
أومأت رأسها بنعم .. فأكمل بمرح 
_ وانا فى السنه الأخيره يعنى تيجى معايا الكليه واخد بالى منها 
أنشرحت الصدور لذلك فهم كانوا فى مخافه من وجود ها وحيده فى مكان بعيدا عنهم .. لكنها اعترضت وقالت بضيق 
_ يا يهوى .. مش عاوزه اكون معاك يا غيييس انت واحد بايد 
. يا لهوى .. مش عاوزه اكون معاك يا غلللس انت واحد بارد 
على الرغم من تضايقه من تلك الكلمات لكنه تضايق اكثر عندما تلقت اللوم والتقريع ممن حولها لتلجأ أخيرا الى غرفتها بحزن أحزنه هو اكثر 
حل المساء سريعا فتجهزت سلمى استعدادا لما ينوى أن يريه لها ووقفت تنتظر قدومه وعندما أنار هاتفها معلنا عن رساله منه التقتت حقيبتها سريعا وغادرت تتقافز دقات قلبها 
حتى وان كانت تدعى الامبالاه أمامه لكن ما يحركها كأى انثى اخرى هو الفضول .. الفضول لمعرفة ما أعده لها 
استقلت السياره لجواره واستدارت تنظر من زجاج السياره .. لتخفى ارتباكها وتوترها وتحافظ على وتيرة البرود التى اتخذتها نهجا لها 
دخلت السياره احد المناطق الراقيه تتراص الفلل الأنيقه لجوار بعضها البعض وعند إحداها دخل بسيارته من تلك البوابه الإلكترونيه التى بضغطه منه على زر فى جهاز انفتحت 
ظنت أنه قادم لزيارة أحد قد يكون صديق أو قريب .. لكنها انصددمت عندما وجدت الفيلا من الداخل خاويه .. فذاب الجليد عن وجهها وهى تتسائل بدهشه 
_ بيت مين ده 
وبنبره واثقه وكأنه يتوقع السؤال ويعرف الإجابه 
_ ده بيتنا 
الفصل الثانى والعشرون 
قامت حنين برص الأطباق حول الطاوله وذهبت تدعوا وليد والخال الذين كان جو من المرح يسودهم وهم يلعبون الشطرنج 
قالت ببسمه طيبه 
_ يالا الأكل جاهز 
فنهضا خلفها .. يتحركان ناحية الطاوله .. لكن ما ان وقف وليد أمام باب الغرفه التى غابت خلفه حبيبه .. حتى توقفت قدمه يشعر بفراغ بعد غيابها .. وحزن شديد .. يشعر وكأنه السبب فى ذلك .. فهى بريئه لا تنتقى ما تقوله كطفله صغيره عندما تغضب من أحد تزمجر فى وجهه .. لا توارى ولا تدعى .. لا ترتدى قتاع لأنه حتما يتحطم أمام برائتها 
حثته حنين على إكمال سيره فقال بلمحة حرج 
_ هو انا ممكن اعتذر لحبيبه لو كنت يعنى ضايقتها .. عشان تخرج تانى 
ضحكت حنين ملئ فمها .. فلم يدر وليد السبب لذلك ثم قالت بتوضيح 
_ حبيبه دى ليها قوانينها الخاصه فمتشغلش نفسك بيها .. يعنى مثلا لو حد ضايقها ممكن تكسر أى حاجه فى ايدها .. لو زعلت من حد تخاصمه وتزعل اكتر لو كسر قوانين الخصام وحاول يكلمها .. والأهم من كل ده انها لما تحس انها غلطت بتحبس نفسها فى اوضه كده .. يعنى هى مش زعلانه منك هى زعلانه عشان حست انها غلطت 
أومأ برأسه فى تفهم لكنه لم يستطيع الحركه فعاد يقول لها 
_ هو مافيش طريقه تخليها تخرج ..انا ممكن اروح اقولها انى مش زعلان 
ضحكت حنين مره ثانيه .. فشعر وليد هذه المره بالڠضب فهو جاد فيما يقول .. لتكمل هى 
_ يعنى انت عاوزها تخرج .. يا سيدى دا الموضوع ابسط من كده بكتير 
ذهبت حنين وظل هو على موقفه فى عدم التزحزح عن أمام باب غرفتها .. بعد قليل انقطعت الكهرباء عن الشقه فوقف بړعب يتحسس الطريق أمامه .. عادت الكهرباء ليتزامن مع عودتها فتح باب غرفة حبيبه .. لتكون هى أول ما يراه وليد بعد عودة الكهرباء 
مما جعله ېصرخ بقوه .. بعدما فزع من رؤيتها من العدم فهو لم ير خروجها .. استند بذراعه على كتفها فى محاوله منه لتمالك أعصابه .. وقال بصوت كاد أن يبكى 
_ كان نفسى أخلف 
تسائلت بإستغراب 
_
ما تخيف .. حد مانعك . ما تخلف .. حد مانعك 
أكمل وقد تجمعت الدموع بعينه 
_ لا .. ما هى كانت أمنيه .. ودلوقتى راحت .. يا اختييييى 
توقفت كثيرا عند حرف النا الذى ذكره فى كلمته .. على النقيض منه فهو لم يتوقف ولو للحظه بل أكمل يشرح لها المنزل الذى كان مكون من طابقين بسلالم داخليه .. وخاوى عن أى فرش وعند هذه النقطه توقف ليخبرها بشغف 
_ انتى اللى هتفرشى بيتنا .. العفش وكل اللى فيه عاوزه على ذوقك .. وانا متأكد انه هيكون جميل 
عقلها كان فى متاهة النا والأن فى متاهة العفش والذوق .. وهو الأن يسألها ما بالها 
_ في ايه يا سلمى سرحتى فى ايه 
أتجيبه بالمتاهات داخل عقلها حتى يهديها متاهه أكبر فتتوه فيها للأبد تطلعت أمامها بشموخ زائف تفكر فى شئ يخرجها من سؤاله فأول ما خطړ بعقلها بعيدا عن ذلك قالت 
_ مكنتش اعرف ان شغل الشرطه بيكسب كتير كده .. واضح ان الفيلا غاليه 
ابتسم لسذاجتها .. لازلت لا تعرفينى عزيزتى .. قال ببساطه 
_ شغل الشرطه مش هيكسبنى كل ده طبعا .. بس شغل
بابا يقدر 
رسمت على وجهها ملايين علامات الإستفهام ليجيبها وقد أخذ بيدها فى صعود السلم 
_ بابا قبل ما ېموت سابلى ثروه كبيره من شركات وغيره والفيلا دى كانت بتاعتنا بس بعد مۏت بابا وماما الله يرحمهم قررت أغير ستايل الفيلا ووقت ما اتجوزنا مكنتش لسه جاهزه فعشان كده اتجوزنا فى شقتنا القديمه .. وطبعا من يومين العمال سلموهالى جاهزه يا دوب على الفرش ... فقولت يبقى انتى اللى لازم تفرشيها 
نظر لها بعدما انتهى متوقع ان تكون منبهره بما قاله .. وسعيده بما عرفت عنه لكنها لم يدر أن كل كلمه قالها فتحت قاعه مليئه بالأسئله داخل عقلها .. بادرت بأول سؤال 
_ بس انت طول الوقت فى شغلك .. مين اللى بيدير الشركه 
ببساطه أجاب دون أن ينظر لها 
_ نور 
شئ من الغيره أصابها .. فهى لم تنسى بعد أنه يكون أخا لتلك الجانا ترجمت غيرتها لكلمات خرجت منها بعصبيه 
_ هو مافيش غير نور يعنى واضح انك بتثق فيه اوى 
أكمل ببساطته دون أن يلحظ نبرة الغيره المشتعله بصوتها 
_ من أكتر الأشخاص اللى بثق فيهم فى حياتى كلها 
دون تفكير نطقت 
_ اه .. ما انا واخده بالى ان هو واخته ليهم نصيب الأسد فى الثقه دى 
لاح الألم فى عينه للحظه وهو بمهارته أخفاه سريعا .. فلم تلحظه هى ربما لإنشغالها فى نيران الغيره التى أخذت تتلاعب بعقلها 
_ نور خدمنى قبل كده خدمه مستحيل أنساها له .. عمل شئ خلانى اثق فيه اكتر من أى حد 
لمعت عينه مره ثانيه وهو يجذبها ناحية احدى الغرف هاتفا بسعاده 
_ بصى يا ستى .. دى بقى هتكون اوضة الأولاد ... أولادنا 
لم تدر أين تتوقف تحديدا هذه المره .. أتتوقف عند أولاد .. أم النا مره ثانيه
 

تم نسخ الرابط