بقلم دينا الفخرانى

موقع أيام نيوز


معايا للأخر 
اعتدلت فى جلستها لتقول بإهتمام 
_ خلاص .. حاول تأثر عليها 
كان يتوقع إجابتها تلك ..فبرزت أسنانه من بسمته 
_ ما تقلقيش .. قولتلها الحقيقه 
انتفضت فى جلستها وتسائلت بترقب 
_ وقررت ايه 
زادت بسمته حتى وصلت ضحكه 
_ لسه هتفكر 
لانت ملامحها مره ثانيه وبثقه أكملت 

_ متقلقش يا بيبى .. اكيد هتوافق .. ولو موافقتش اديها قرشين انا عارفه النوعيه دى كويس .. بالفلوس بتلين 
ابعد الهاتف وهو يقول بإستهزاء 
_ طبعا تعرفيها ما انتى منها 
أعاد الهاتف مره ثانيه لأذنه وأكمل بثقه 
_ متشغليش بالك انتى بالحاجات دى .. انا اعرف أتعامل مع سلمى كويس اوى .. استمتعى انتى بوقتك 
أغلق الهاتف وقد أدار عجلات السياره لينطلق .. ليتمتم بسخريه لسه متخلقتش بنت حوا اللى هتسيطر عليا 
توقف على عند منزل حنين .. ووقف يحاول إقناعها بأن تذهب معه الى أسيوط 
_ يا بنتى انتى المفروض تيجى معايا على اسيوط .. على الأقل تعيشى معانا فى بيت العيله 
تمتمت ببسمه هادئه 
_ انا افضل انى استنى هنا .. انت عارف خالى محمد عايش لوحده ومحتاج حد يفضل معاه .. بس كنت عاوزه منك بس تحاول تظبط موضوع ورق حبيبه عشان تدخل اى كليه هنا 
هز رأسه قائلا بجديه 
_
متقلقيش الورق هيخلص ببساطه خالص وانا كفيل بيه .. بس هو عمى وافق انكوا تفضلوا عايشين هنا 
_ هو فى الأول كان قلقان شويه .. بس أظن بعد اللى حصل مفيش حاجه يقلق عليها 
كان سامح قد أتى فى ذلك الوقت .. ليستمع لحديثهم الدائر .. وبعد السلامات صعدت حنين لأعلى ووقف سامح يود إخبار على بشئ .. اوقف على سامح عن الاسترسال فى الكلام ليقول هو 
_ يالا ورانا سكة سفر طويله لأسيوط 
وقف سامح مترددا قبل أن يقول 
_ ماهو ده اللى كنت عاوز اقوله .. انا مش عاوز ارجع اسيوط 
وقف على أمامه مكتفا ذراعيه .. ناظرا له بتسأل علمه سامح فأكمل بتردد 
_ انا عاوز افضل هنا .. مش عاوز اروح اسيوط 
كان على لايزال على هدؤه حين اكمل 
_ والسبب 
رد سريعا قبل أن تهرب شجاعته 
_ مرتاح فى العيشه هنا .. وكمان عاوز امسك فرع الشركه هنا بدل الموظفين وانت تفضل رايح جاى كده 
عقد حاجبه مفكرا قبل أن يقول 
_ طب ممكن تيجى معايا دلوقتى عشان الولاد وحشهم عمهم .. وبعدين نبقى نتكلم فى الموضوع ده 
استجاب له سامح وغادرا سويا .. وفى قلب سامح نبض ينولد يخشى الفراق 
مر يومان 
والجميع لم يحدث
معهم جديد .. مازالوا فى محاوله منهم فى نسيان ما حدث .. إلا سلمى كان إلزاما عليها أن تتذكر ما حدث لتستطيع إتخاذ القرار السليم 
أما حسام فلم يتوانى فى أن يصل لها فكرة أنه حقا منجذب لها
ومن ضمن ذلك اخبرها بأنه جهز لها مفاجأه .. موعدهم اليوم ليريها لها 
تململت سهيله فى فراشها بضجر .. من صوت الباعه المتجولون أسفل بنايتهم .. قامت تنفض عنها غطاء السرير وهى تتمتم بغيظ 
_ كل الناس فى الدنيا دى .. اللى يصحا على صوت حبيبته واللى تصحى على صوت حبيبها إلا انا لازم اصحى كل مره على صوت ..يا بتاع الخزين ااابصل 
قامت تضع حجابها على شعرها وهى تتجه صوب النافذه .. فتحت الشباك بكسل وهى تفرك عينيها ..وقالت بينما تمد يدها بالمال
_ والنبى ياعمو نص كيلو بصل .. اصالح بيه الحاجه .. شالله يخليك 
وزعت أنظارها على الطريق أمامها .. بينما مد الرجل ذراعه بما طلبت لتشهق فى صډمه بنعومه .. فهو قد أعطاها البصل ملفوفا فى باقة ورود 
فركت عينيها أكثر من مره وهى تنظر لما فى يديها .. وعندما اقتنعت ان ما تراه حقيقى .. نظرت للبائع لتنصدم لرؤية شئ اخر فالبصل قام بتوزيعه على العربه ليكون على شكل قلب جميل بداخله اول أحرف إسمها 
ظنت أنها تحلم فقرصت ذراعها بخفه حتى تعرف إن كان ما تمر به يقظه ام حلم .. لتتأوه بعدها وقد أوجعتها قرصتها 
لم تستيقظ من كل هذا إلا على صوت البائع يقول بلهجه خشنه 
_ جرا ايه يا انسه .. هتفضلى تبصى كده كتير 
لم تتمالك ضحكتها وهى تتأكد من أن الذى أمامها هو نور وقد ارتدى عباءه قديمه ..وعلى رأسه تلك العمه البلدى .. وأكثر ما أثار رغبتها فى الضحك هو أن تلك الملابس كانت قصيره فضلا عن كونها واسعه مما جعله يظهر كإحدى الشخصيات الكوميديه فى فيلم مصرى قديم 
تمالكت ضحكتها عندما قال بلهجة الأمر 
_ بطلى تضحكى بقا 
ظنت أنها أغضبته فصمتت .. لا تقصد إهانته ليقترب هو أكثر من شباكها قائلا بتبرير 
_ كل ما تضحكى بتحلوى اكتر .. ينفع كده 
هزت رأسها بالنفى وهى تحاول تمالك ضحكتها لتقول بإستفسار 
_ بس ايه اللى انت عمله فى نفسك ده 
أتى بعض الناس منهم من جذبهم منظر البصل ومنهم من أتى للشراء .. ليقول وهو يبتعد عنها 
_ عاوز اشوفك انهارده 
ابتعد يخبر الناس ان ذلك البصل مجانى .. وكما العاده من يود الشراء ومن لا يود انتهز الفرصه وتجمع كثيرون حول العربه كانت تغلق نافذة غرفتها وعينها مزينه ببسمة سعاده مما رأته لكنها أغلقته سريعا فلم تر كيف أضحى القلب بعدما عبث به الأيدى !
كانت تتناول فطورها بلا شهيه عندما أتت الوالده تخبرها ببشاشه 
_ جايلك عريس 
لم تحرك ساكنا فقد كانت شارده ولا زالت على شرودها .. شارده فى صاحب البشره البرونزيه .. جلست الأم تعدد مواصفات ذلك العريس المتقدم ويبدو على وجهها السعاده 
لكن تلك التائهه فى حزن على عشق قتل فى المهد لم تلتقط أذنها كلمه مما قيل 
عندما انتهت الأم من سرد ما تود قوله انتظرت الإجابه وعندما لم يأتيها الرد من إيمان وكزتها الأم متسائله 
_ ها مقولتليش موافقه ولا لا
لم ترد إخبارها أنها لم تسمع منها كلمه .. فيكون عليها توضيح سبب شرودها قالت سريعا كحمل تود التخلص منه 
_ ماشى يا ماما .. اعملى اللى انتى عاوزاه 
فرحت الأم بشده وقالت 
_ مبروك يا ايمان هتبقى احلى عروسه .. هو اينعم جاى بس يشوفك هو واهله بس متأكده انك هتعجبيهم اوى .. ربنا يتمملك على خير يا حبيبتى 
مهلا أمى فليس ذلك ما وافقت
عليه ... ظننتك تتكلمين عن شئ اخر .. ظننتك تتكلمين عن أى شئ لكن ليس هذا .. كيف اخبرك بهذا الأن 
فقد غادرت بسعاده مبتهجه تعلو شفتيها بسمة رضا .. كيف لها أن توقفها لتخبرها أنها لم تعى ما قالت !! وكيف لها أيضا ان تقابل ذلك العريس والقلب والفكر بأخر منشغل!
وقفت فى مكتبها تتفحص احدى الملفات بضجر شديد .. فها قد غاب سيد العمل وبقيت هى هنا وحيده .. تشتاق لمشاكسته ..أجل تشتاق أوليست بشړ !! 
وإن كانت عنيده تخشى على قلبها من التعلق بما يؤذيه .. لا يمنع هذا من أنها تعلقت بذلك الذى اقتحم حياتها بلا معاد مسبق وبقى عليها اقناع قلبها بذلك .. لكن لا 
فى علاقتها معه لا تود أن تخنع ..فلتظل هكذا حتى يتخذ هو الخطوه .. وبعدها يحاول هو بنفسه أن يقنع القلب بذلك 
التفتت لتصتدم
 

تم نسخ الرابط