بقلم دينا الفخرانى
المحتويات
الفصل الاول
زفرت بضيق وهى تدلف لداخل المنزل ..يوم اخر ممل رتيب لا شىء به جديد..لتقابلها والدتها عند الباب تطلب منها ألا تحدث اى جلبه وعندما طالعتها سلمى بإستفهام ..لما!!
وكزتها الأم بسعاده وهى تشرأب بعينيها ناحية غرفة الصالون وتقول بهمس
_فيه عريس قاعد جوه مع باباكى
فتتسأل سلمى بدهشه يصحبها الإستغراب
فتطالعها الأم بحنق وتقول بينما تكز على أسنانها
_ يعنى هيكون ليا ولا لأخوكى..مين هنا على وش جواز غيرك
لتفغر فاهها وتقول بشهقه
_ هارررر اسود... عريس ليا
لتوكزها الأم مره ثانيه
_ يعنى هيكون ليا ..انجرى يالا على اوضتك غيرى هدومك
وظبطى نفسك على ما اجيبلك العصير تقديميه
القت مابيديها وهى تنظر ناحية غرفة الصالون بتوعد
وتوجهت بقوة ناحية غرفة الصالون وقبل ان تثنيها والدتها عن رئيها كانت قد ادارت مقبض الباب ودلفت الى الداخل ..
فى غرفة عتيقه ذات اثاث كلاسيكى قديم ..وبينما الأب يتحدث مع العريس المتقدم لإبنته بهدوء ...إذ فجأه دخلت ابنته كالإعصار لم يسعنا الكلام عن ابنته كثيرا حسنا فلنصفها ..فتاه عشرينيه ..ذات قوام ممشوق وعينين عسليتين..بريئه كبرائة الأطفال عفويه ..تحب الحياه وتكره الإرتباط
استأذن الأب وخرج تاركا لهم الفرصه للتعرف وليته ما خرج ..
فما ان خرج حتى التفتت الفتاه للعريس
_ انت... اتفضل بره ما عندناش بنات للجواز
ليطالعها الشاب بإ ستغراب ناطقا
_ اومال انتى تبقى ايه
_ لأ أنا مش من البنات
_نعم!!!
_ انا عملك الاسود فى الدنيا لوما خرجتش من هنا
_ يااه للدرجادى مش طيقانى وعايزه تطفشينى..ليه فى حد تانى ولا إيه
قال جملته الأخيره وهو يغمز بإستهزاءوجملته كانت كفيله بإثارة البراكين داخل عقلها
_ انت بتقول ايه يابنى ادم انت ...بقى انا يا حقېر يا زباله يتقالى كده
رأت إلتماع الڠضب فى عينيه ...فابتلعت ريقها بصعوبه ولامت نفسها بشده على ما تفوهت به وفكرت مجرد تفكير ان تفكر فى ان توصل له فكرة انها اسفه
أخرج شىء معدنى من جانب سترته وظل يمسح عليه لفتره قبل ان تتبين معالمه
جحظت عيناها ورمشت عدة مرات وهى تتمتم عن ماهية هذا الشئ انه مسډس
ليقول بهدوء
_ كنت بتقولى ايه
فترد سريعا وهى ترتجف فما لا تعرفونه انها شجاعه جدا جدا جدا
قهقه بقوه وهو يعاود الجلوس مكانه فسبقته بسرعه لتمسح كرسيه قبل الجلوس ..وتقول بطريقه مسرحيه
_ اتفضل ..اتفضل يا سعادة الباشا
عاود الضحك مرة ثانيه وهو يضع مسدسه على الطاولة
_ لأ..واضح انك بنت حلال فعلا وبتقدرى الناس كويس
نتعرف بقى على بعض عشان ډخلتنا دى كانت غلط ..انا الظابط حسام ...حسام فاروق 28سنه..كنت جاركوا هنا بس بعدين عزلنا... جاى اطلب ايدك وعاوز اعرف رئيك
للحظه لمع شىء بعينيها شىء لم يتبين ما هو تبعه تنهيده واغماض جفون عينيها كأنها تطبق على سر تخشى رحيله
رسمت ابتسامه بلا اى معنى وردت
_ اللى حضرتك تشوفه طبعا ..هو انا اقدر اتكلم ..خدامين الجذم سعادتك
ضحك بشده على طريقتها وقال بثقه
_ يبقى تطلعى كده زى الشاطره تقولى لأهلك انك موافقه ..وموافقه ان الفرح يكون كمان شهر
_شهر!!!
ليقترب من مسدسه قائلا بنعومه
_ايه كتير نخليه كمان عشرة ايام
فتجاوبه بقوه
_ ياباشا لو تحب الډخله النهارده انا ما عنديش مشكله
_ لأ بصراحه مش مستعجل اوى كده ..شهر كويس اوى
_ حاااضر
خارج الغرفه ..
وبينما كان الأب يجرى إتصال هام والأم قد نفذت اعصابها من التوتر والإنتظار...خرجت الفتاه إليهم وعلى وجهها ملامح الإنتصار وترسم على محياها إبتسامه هادئه...يتبعها حسام العريس المبجل
فتقبل الأم إليهم بسرعه ولهفه...وينهى الأب إتصاله سريعا ويذهب إليهم ..وقبل ان يباغته بسؤال قال حسام بسرعه
_ أظن حضرتك انك تعرفنى كويس فمش هتحتاج انك تسأل عليا كتير وكمان بصراحه كده الانسه سلمى عجبتنى جدا واتمنى يعنى بعد اذن حضرتك ان الفرح يتم فى اقرب وقت
فجيبه الأب بإرتياح
_ أكيد يا ابنى بس ناخد رأى العروسه الأول
كل هذا والعروس صامته تنظر الى الأرض بخجل أو بالأحرى هم من ظنوه خجل ....لترفع رأسها لهم على صوت حسام يسألها بتهكم يشوبه بعض السخريه
_ ها يا عروسه ايه رئيك
فترمقه بنظره خاطفه قبل ان توجه نظرها لوالدها قائله بثقه
_ بصراحه كده يا بابى مش موافقه...عن اذنكم
وتظهر البسمه جليه على وجهها وهى تستدير لتذهب لغرفتها
تاركه اياه خلفها يكاد ينفجر من الڠضب وتذهب الأم خلفها ..بينما الأب يربت على كتفه يخبره بأسى ..ليس هناك نصيب
أبدلت ملابسها سريعا وتحاشت الحديث مع والدتها وهى تدعى النوم .....فتركتها الأم متحسره على ذلك العريس الذى لا يعوض بنظرها..ونامت هى قريرة البال سعيده بما حققته من انجاز وهو رفضها له.....لقد ربحت بعد
خساره ...ترى أسيظل الإنتصار حليفها أم أنها مازالت البدايه..
الفصل الثانى
أشرقت
الجوناء على وجه فتاتنا الحسناء ..ومازالت البسمه رفيقتها غبطه تملأ قلبها فرحا ..كلما تزكرت وجهه وهو يكاد ينفجر من الغيظ..تضحك لا إرادى ...نعم هى تذكره هو ابن الجيران الذى لطالما ضايقها وهم أطفال ..قد يكون أ صبح شخصا أخر الأن ناضج ..لكن بداخلها مازال هناك تلك الطفله المشاكسه.
انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من غرفتها تدندن بسعاده وتبعث رسائل صباحيه لصديقاتها تعدهم فيها بإخبارهم بأمر سيجعلهم يتسامرون فيه كثيرا
الټفت مع العائله حول طاولة الطعام وحاولت الأكل مع تجاهل والدها لها ...ونظرات العتاب من والدتها ...حاولة مشاكسة اخوها الوحيد ليسبقها قائلا بمرح
_ بقى كده يا بت ياسو تطفشى العريس من غير ماتستنينى..اخص عليكى ..
ثم تابع بضحكه عاليه وهو يصفق بيديه
_ اكيد طلع من هنا وهو بيقول مش عايز اتجووووووز
ابتسمت لمداعبة أخوها فقالت بتعالى
_ لاااا... يا بابا انا المرادى اللى رفضته مع انه كان ھيموت عليا ...اعمل ايه متيم طبعا
حدجها الأب بقوه وهو يحاول فهم ما يدور بخلد ابنته
_ ولما هو متيم رفضتيه ليه...ومن غير تفكير كمان
لترد بمزاح ..تتقنه جيدا فهو غالبا منقذها من ڠضب من حولها
_ جرا ايه يا حاج هو كل متيم هاتجوزه ...ده انا على كده هاتجوز دسته ..دستة ايه ..ده مش بعيد ابقى مجواز عام
لتدخل الأم قائله بغيظ
_ اه ..اتلمضى اتلمضى ..ماانت مش فالحه غير فى كده خليكى عماله تطفشى فى العرسان كدهوو لحد ماتقعدى جنبى
فتجيبها سلمى وهى تنهض ..
_..فيوقفها صوت والدها وهو يسألها برجاء
_ سلمى ..ممكن تفكرى تانى ..انا عارف انك مافكرتيش اولانى بس عشان خاطرى فكرى
فتومأ له رأسها بشرود وتخرج ..يتبعها بقليل خروج أخيها ذاهبا لكليته
وتظل الأم مع الأب تحاول أن تخفف عنه
_ فيه ايه يا ابو وليد ...مالك
_ بنتك يا ساميه ..تعبانى وتعبه قلبى معاها كان نفسى تريحنى وتوافق ..كنت هابقى مرتاح ومطمن عليها ....الواد ما يتعيبش محترم ومتربى على ايدينا وكمان شريها ..لأ ..وكانوا هيسكونا قدامنا يعنى مش هتبعد بس اقول ايه بقى .. ربنا يهدى
من نافذة شركه راقيه .....
وقف شاب ذو بشره سوداء لامعه
متابعة القراءة