سندريلا المنبوذة بقلم سولييه نصار

موقع أيام نيوز

وقهوتي بالمرارة والإدمان !
....
متسبنيش ...متسبنيش يا مها 
قالها مصطفى بصوت منها ر وهو يحاول أن يمنعها من الذهاب ...ولكن مها كانت مصرة على الذهاب ...هي بالفعل كر هته...لقد أتى قرارها متأخرا...لن تشارك في ظل م خالد أكثر من هذا ....
هو يحاول أن يمسك حقيبتها إلا أنها دفعت كفه وهي تصر خ به 
خلاص كفاية يا مصطفى ...اللي بيننا انتهى ....انت قررت تكون ظا لم وانا قررت اني مفضلش معاك اكتر من كده ...كفاية كده ...سكت كتير على معاملتك لخالد ...كنت بشوفك بټحطم فيه واسكت....بشوفك بتفضل يعقوب عليه ومبتكلمش ...بتقول عليه فاشل وتهينه في اي فرصة ...بتستغل اي اجتماع لينا مع بعض عشان تقولنا قد ايه هو فا شل ومش نافع ...ورغم كده كنت بسكت ...بسكت عشان مش عايزة ازعلك ...بس لا ..أنا المرة دي مش هسكت ...المرة دي مش هظ لم ابني ...خالد غلط غلطة كبيرة صحيح بس غل طه ده بسببك انت وابنك ....انتوا اللي عملتوا فيه كده ....
تهدج صوتها بفعل البكاء وقالت 
وأنا مشتركة معاكم في الغلط ده يا مصطفى ...وهصلح غلطي ...عيش انت مع ابنك المفضل في البيت الكبير ده وانا همشي واعيش مع ابني ...هديله الحب اللي انت رفضت تديهوله...ههتم بيه واعوضه عن كل اللي عاشه معاك....سلام يا مصطفى وياريت ورقة طلاقي توصلي في اقرب وقت ...
ثم غادرت الغرفة وهي تحمل حقيبتها ولكنها توقفت فجأة وهي ترى يعقوب أمامها 
أنا مش مصدق انك هتسيبي البيت عشان الفا شل ده يا ماما ....
وكان ردها عليه هي صڤعة ...صڤعة أتت متأخرة ...وقالت من بين اسنانها وهي ترى وجهه 
انت مش احسن منه ...انت فا شل كمان يا يعقوب ...خسړت وتين وهتندم على خسارتك ليها وهتشوف ...في الأيام اللي جاية لما تشوفها مبسوطة مع جود هتتمنى أن الأيام ترجع ومتعملش اللي عملته ....
ثم تركته وغادرت ..غادرت القصر الذي عاشت به اجمل ايام حياتها مع حبها الأوحد مصطفى !!!!
...............
دخل الغرفة ليتوقف مكانه وهو يجدها نائمة بسلام ...شعرها الرائع يغمر الوسادة تنهد خالد وهو يتذكر حديثها الليلة السابقة الذي حطم قلبه ...
...
احنا اتفقنا يا خالد ...جوازنا مؤقت ...يعني لا هو حقيقي ولا هيكون ...
قالتها صافي بإرتباك وهي تنظر إليه ...ترى وقع كلماتها عليه ....وبالفعل وهي ترى الأ لم يظلل عينيه ....
بس أنا بحبك ...بحبك ..أنا كنت فاكر اني مش هقدر احب اي ست غير ماما....كنت فاكر اني اقدر اسيطر على قلبي بس معاكي يا صافي مهما حاولت مبقدرش لا اسيطر على قلبي ولا على عينيا اللي بتدور عليكي في كل مكان ...
ابتلعت ريقها وقالت
بس
أنا مبحبكش...أنا اسفة يا خالد ...عمري ما فكرت فيك بالطريقة دي ...كنت
بشوفك اخويا وبس ...لكن الحب مش موجود....أنا اسفة بجد....
أطرقت برأسها وتنهدت ...لا يمكنها تحمل الأ لم بعينيه ولكنها لن تكذب عليه ...لقد تزوجها من أجل أن ينقذها من خطيبها السابق الذي قرر تحويل حياتها لج حيم وهي ممتنة له للغاية ...ولكنها لا يمكن أن تحبه ...الأمر ليس بيدها ...
تنهدت وقالت 
تصبح على خير يا خالد أنا هنام على الكنبة اللي في الصالة تقدر انت تنام في الاوضة ...
وما كادت أن تذهب حتى وقال بهدوء 
نامي هنا أنا هنام في الصالة ....
ثم خرج بكل هدوء للصالة وتسطح على الأريكة وهو يفكر أنه احب من لا تراه من الأساس وكأن الله يعا قبه بسبب كل تلك القلوب التي حطمها فها هو الآن قلبه يتحطم !!!
..
خرج من شروده وهو ما زال يتأملها وهي نائمة ...كم أراد أن..يطلب منها أن تحبه كما يحبها هو ...ولكنه لم يكن يوما رجل يتوسل الحب ...ولن يتوسله ابدا ..خرج من شروده وجرس الباب يرن ...خرج من الغرفة واتجه نحو الباب وفتحه دون تردد وهو يرى والدته تقف وهي تحمل حقيبتها ...
ماما !
قالها خالد لترد مها 
أنا سيبت البيت ومبقاش ليا مكان تاني الا هنا ...هدخلني يا بني !
........
مر أسبوع ...اسبوع وهي تعيش معه هو ووالدها ووالدته ليالي ... التي اكتشفت أنه أيضا يعتني بها لأنها تعاني من الزهايمر ...في هذا الأسبوع اكتشفت كم هو رجل رائع. .يعاملها كما لم يعاملها أحد من قبل ....يهتم بها وبوالدها يفعل المستحيل لجعلها سعيدة ...ولكنها لا تثق به بعد ...يستحيل أن يعاملها رجل بتلك الطريقة الرائعة دون أن يريد اي شئ ...لابد أنه يريد شئ ...هو بالتأكيد لديه هدف معين .....
........
كانت جالسة بغرفتها ...تطعم والدها بكل حب ...وعندما انتهى وهي تقول 
بالهنا والشفا يا بابا ...
كان ينظر إليها والدموع تنساب من عينيه...كان يوم دليلا على بكاؤه ....تجمعت الدموع بعيني وتين وهي تقول 
بابا ايه اللي بتعمله ده ....
حرك فمه ليحاول أن يتكلم ...أن يعتذر منها عن كل ما بدر منه ولكنه فشل تماما وبدل من ذلك أخذ يبكي بشدة ....بكت وتين أيضا..تعلم ما به ...وتعلم كيف يشعر بالذ نب بسبب ما حدث ....ولكنها تسامحه ..تسامحه لأنها ليس لديها غيره....هي بدون عائلة ...هي لا تمتلك الا والدها !!
....
بعد قليل ...
نظرت إليه براحة وهو يغط بنوم عميق وخرجت بهدوء متجهة إلى غرفتها ....تجمدت لحظة وهي ترى جود يجلس على الاريكة الصغيرة بغرفتها ...ابتلعت ريقها ...ماذا يريد منها !هل سيكشف أخيرا عن نيته أو سبب زواجه منها ...سبب مساعدته لها...هي تعرف بكل تأكيد أن جود يريد شيئا منها ...شيئا لا تعرفه بعد....
أزيك النهاردة يا وتين !
قالها بلطف لتشد الحجاب عليها وتقول 
كويسة الحمدلله. ...
ثم انتظرت
بصبر لكي يتكلم ...نهض وقال
حجزت لوالدك عند دكتور مخ وأعصاب كويس ..هو هيعمله شوية فحوصات عشان نقرر هنمشي ازاي على العلاج والعملية امتى ...
توسعت عينيها وهي تنظر إليه وابتسامة مترددة ناوشت ... بينما ترطبت عينيها بفعل الدموع ...نظرت إليه بإمتنان ...مهما كان ما سيطلبه هي ستفعله بطيب خاطر ....
شكرا ...شكرا ..
قالتها والدموع تنساب من عينيها ثم أكملت 
أنا والله ما عارفة اقول اي كلمة غير الكلمة القليلة دي ....أنا ...أنا ...
عجزت عن إتمام الكلام ...لم يسعفها عقلها بعبارات الشكر اللازمة ...ابتسم جود وهو يرى فرحتها ....عدوى فرحتها انتقل إليه وأصبح سعيدا بدوره ...هو مستعد لفعل اي شئ لكي يرى تلك السعادة على وجهها ....اي شئ ....
متقوليش حاجة يا وتين ...عايزك تفرحي وبس ...وتبتسمي كمان ...اللي حصل قبل كده ده كان ماضي وانتهى. ..أنت في أمان هنا ...
تلاشت ابتسامتها فجأة وهي تنظر إليه بقلق وقالت
ليه!
ليه ايه !
قالها بحيرة لترد
ليه بتعمل معايا كده ...ليه بتساعدني...انت مش مضطر ابدا ...الا اذا في نيتك حاجة تانية .
ابتسم لها بكل بساطة لتجلس على الأريكة وجلس ثم قال 
هو أنا لازم اكون عايز منك حاجة عشان اساعدك !مينفعش اساعدك كده ...خاصة انك مراتي وده واجب عليا اتأكد انك مبسوطة ومرتاحة ...
تنهدت وقالت بنبرة مخټنقة 
عشان اتعودت ماخدش حاجة بسهولة ...لازم أضحي عشان ابقى مرتاحة ...حياتي كانت ماشية كده يا جود ...مع مرات ابويا كنت بشتغل خد امة مقابل اني اعيش في البيت واكل وفي بيت يعقوب كنت مضطرة اتجوزه واتحمل إها نته ليا عشان برضه اعيش واعالج بابا ....أنا مباخدش حاجة ببلاش يا جود ...فياريت تقولي من دلوقتي ومتخد عنيش ...ايه اللي عايزني أضحي بيه مقابل مساعدتك ليا !
نظر إليها مطولا وقد لمعت عينيه بقوة وقال
أنا بالفعل عايزك تضحي بحاجة ...انا عايزك تضحي بقلبك ...
نظرت إليه بدون فهم فقال
أنا عايز قلبك زي ما اخدتي قلبي ...أنا بحبك يا وتين !
يتبع
سندريلا_المنبوذة
سولييه_نصار
الفصل الأخيرأنت حياتي 
لا أحبك كشخص فقط بل أحببتك كوطن لا أريد الانتماء لغيره 
نزار قباني
..
..
رمشت پصدمة وهي تنظر إليه ...للحظات شعرت أنها جن ت...لا بالتأكيد هو لم يقل هذا ...لم يقل أنه يحبها ....يحبها هي !!كيف يحبها هي ...رجل رائع مثله ...وسيم للغاية وناجح ...رجل جميع النساء تتمناه ...لما ينظر إليها هي ...مجرد فتاة مشو هة ...لا تمتلك الا شئ الا الاحزان ....
أنت بتقول ايه !
قالتها پصدمة ..وجهها شاحب كالا موات بينما هو ينظر إليها بهدوء ...عينيه فقط تبرق لها بالحب !!!
لا لا هذا مستحيل ...مستحيل أن يكون ما تراه هو الحب ...هي لا تستحق هذا ...لا تستحق أن يحبها رجل رائع مثله
بقولك بحبك!ممنوع راجل يقول لمراته بحبك !!
اقترب اكثر وأكمل 
أنا بحبك يا وتين وعايز اعيش حياتي كلها معاكي ...عايز اشوفك كل يوم ...اقف جمبك في حزنك وامسح دموعك واكون معاكي في السعادة ...عايز ابني حياتي معاكي ...ويكون لينا اولاد ...عايز اعوضك عن كل اللي شوفتيه...عايزك تنوري من الفرحة والسعادة ...
اقترب خطوة منها وكرر بحب 
أنا بحبك ...
لا لا أنت مبتحبنيش ...
قالتها وتين وهي تنظر إليه ...عينيها مشبعة بالدموع ...لا تريد تصديق هذا ...لو وثقت سوف تتحطم ....
هتعرفي اكتر مني يعني ...أنا اهو بقولك اني بحبك ...والقرار ليكي لو عايزة تديني فرصة أو لا أنا مش هج برك ومفيش حاجة هتتغير انت وباباكي في عيوني سواء وافقتي أو لا ....
انسابت دموعها ومسحتها بسرعة ثم قالت
لا انت مبتحبنيش ...يمكن دي شفقة ...دي مجرد شفقة وده ...ده ...
قاطع كلماتها غير المترابطة وهو يعانق وجهها فيسقط حجابها ...حبست أنفاسها وهو ينظر إلى حر قها ....أغمضت عينيها كي لا ترى اشمئز ازه منها ...ما زالت تتذكر كيف اشمئ ز منها يعقوب ...وجود ليس مثالي لدرجة أنه لن ينفر من التشو ه الذي بوجهها ولكن لصډمتها شعرت به يلثم حر قها برقة ....فتحت عينيها وهي تنظر إليه پصدمة فابتسم وقال 
أنا بحبك يا وتين ...بحبك من اول يوم شوفتك فيه ..من اليوم اللي مسكت ايديكي فيه ...فضلت أفكر فيكي دايما ...احلم بيكي دايما ...ولما عرفت انك مرات ابن خالتي كل اللي حلمت بيه اته د قدام عينيا وحاولت كتير انساكي ...كنت حاسس بالذ نب وانا حاسس اني بفكر فيكي....لحد ما جات فرصتي اني ابقى معاكي ...فاديني فرصة ...فرصة واحدة بس ...اديني قلبك !
ابتعدت عنها ..دموعها ټنفجر بقوة ...مازالت خائڤة ...غير واثقة منه ...
لا لا ...أنا مش عايزة ...أنا اسفة ...
ثم ركضت خارج الغرفة وهي تبكي !!
نظر جود إلى أثرها وتنهد بتعب قائلا
ياريت تثقي فيا ...ياريت تحبيني زي ما بحبك ...ياريت ..
......
يالا يا ماما العشا جهز ..
قالها خالد مبتسما لوالدته التي انتهت من صلاتها للتو ...نهضت مها وهي تبتسم له بدورها ...لقد اتت إلى هنا قبل اسبوع وعلى غير توقعها رحب بها كثيرا ...ادخلها منزله واعتنى بها ...ومع كل الذي يفعله خالد من اجلها كانت تشعر بالذ نب ...لقد عرفت أن خالد ليس سي ئا ..وان ما وصل
تم نسخ الرابط