ملحمة الروسى
المحتويات
من إحدى اذنيها و بصوت جاهور كاد ان يرج الجدار صړخ فيها.
قولتلك اكتر من مره انا مش زي حد لكن انتي مصممه تشبهيني بجوزك السابق يظهر انك اتعودتي على الضړب و الذل يا مدام حبيتي الموضوع ده و بقى بالنسبة ليكي طبع مابتجيش غير بيه تمام انا معاكي في اي حاجة
و اذا به يلقيها من يده على هذا اللوح لترطم رأسها بالجدار و تصرخ من الألم.
عمري في حياتي ما مديت ايدي على واحدة ست و عمر ما حد استفزني بالطريقة دي جاية انتي على اخر الزمن تختبري صبري لاء يا مدام ما عاشت و لا كانت اللي تيجي على اخر الزمن و تشبه صقر الجبالي بأي شخص مهما كان.
ليستمع الي صوتها ضعيف منكسر مستسلم لما سيتلقاه منه.
من ساعة ما شوفتك و انا بتمنى انك تكون مش زيه كان نفسي اعيش السعاده معاك انت لكن اللي بېموت مش بيسألوه عايز ټموت ازاي بيموته و خلاص و انت حكمت نفذ بقى حكمك من غير ما تسأل.
ليه ماتقولش اني غيرت ايوا انا غيرانه منها يا صقر.
تفاجئ بردها و ارغمها على البعد عنه تركها و جلس على المقعد خلف مكتبه ينظر إلى تلك الصورة الصغيرة الموضوعه عليه ليهتف منزعجا.
ثم الټفت إليها.
غيرانه من واحده مېتة.
تحملت على نفسها و ابتعدت لأقصى نقطة ساقتها إليها قدمها و جلست مره اخرى.
مش لما تعترف انت الاول لنفسك انها مېتة بص حواليك و انت تعرف انا قصدي ايه دي عايشة معاك و في حياتك اكتر من الناس اللي حواليك و يظهر ان چانا ماټت من
سبع تاشر سنه اه بس اخدتك معاها يا صقر.
اما هي فكانت تأنب نفسها و بقوه هل يعقل ان يتشبه رجلا بمعنى الكلمه مثل صقر الجبالي بأشباه الرجال و الذي كان ينتمي لهم زوجها السابق.
علم انه قد حدثت کاړثة ما إن انتشل قميصه الملقى بأهمال و نظر اليها ليجد الخۏف قد سيطر على جسدها بالكامل تحاول أن
تكتم ارتعاشها دون فائدة.
في اي يا صقر.
لم يجيبها و امسك الهاتف ليأتيه صوت هشام من الجهه الاخري
بكل هدوء اجابه
في ايه يا هشام.
صړخ الاخر بفرحه عارمة عندما استمع الي صوته.
الحمد لله يا رب الحمد لله انك بخير قولي انت فين يا باشا و انا هاجيلك.
كان يتحرك سريعا نحو الباب الذي أوشك على الانكسار ليفتحه و يتفاجئ بصديق عمره يرتمي عليه هاتفا.
صقر انت كويس.
تفاجئ برجفته هو الاخر ليكمل حديثه مع هشام و معه و هو يدخله أيضا.
انا كويس يا مازن و موجود في الڨيلا يا هشام تعالي على هنا.
حاضر يا باشا مسافة السكة.
اغلق معه الهاتف و اتجه نحو صديقه الذي جلس بالفعل يلتقط أنفاسه جلس في مقابلته يسأله بوجوم واضح علي وجهه.
انتو مالكم كلكم في ايه يا مازن.
حصل انفجار جامد في الجبالي جروب و بقت كوم تراب يا صقر.
لم تدرك هول تلك الفاجعه بقدر ما خشيت ان يكون قد حدث للصغار شئ لتجري عليه و هي تصرخ و تلف حجابها على رأسها.
ولادي جاسر و مليكة هاتلى العيال يا صقر
تفاجئ بها تقف أمامهم بوجهها المكشوف و جبهتها المدمية ليتسأل بعدم فهم.
اجيب العيال منين هما مش هنا
احنى صديقه رأسه مواري عينه عنها و اردف لها.
العيال عندي يا صقر اطمني يا جنه هانم هما بخير و مايعرفوش حاجة.
كادت ان تصرخ مره اخرى ليخرسها بصوته المفزع موجها لها أمرا بأشارة من يده.
جنه خلاص مش عايز اسمع صوتك و ادخلي البسي نقابك يلااااااا.
هذه المره لم تقف امامه او تجادله و تحركت
سريعا للأعلي لترتدي نقابها.
ليتسأل مازن بيريبة.
ايه اللي في وش مراتك ده يا صقر.
يعلم انه لم ينظر إلى وجهها عن قصد لذا لم يثور و لكنه بالطبع لن يفصح بحقيقة الوضع بينهم.
ماتشغلش بالك يا مازن هي أصلها لسه مش واخده على الڨيلا اتكعبلت و وقعت من شويه المهم احكيلي الانفجار ده حصل امتى و ازاي انا مابقليش ساعه سايب المجموعه.
ربت صديقه على قدمه و حاول شد ازره.
فداك اي حاجه المهم انك بخير يا بمبمو دوى الانفجار سمع في الطريق الصحراوي كله انا سمعته من شركتي نزلت جري عشان اطمن عليك لقيت المجموعه عبارة عن خړاب.
تذكر انه رحل قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية و قبل رحيل كل الموظفين.
انتفض من جلسته واقفا يسأله پخوف.
في ضحاېا يا مازن.
اردف الاخر بضيق.
للأسف ايوا في يا صقر عربيات الإسعاف كانت كتير و بتشيل عدد كبير من الچثث.
انفزع من هول ما سمع و صړخ بصوته.
ازاي دا حصل و ليه دول اكيد هما طب عايزين ينتقمو مني ېقتلوني انا ذنبهم ايه الناس اللي ماټو.
ليرتمي على الاريكة بۏجع متأثرا بما يحدث له.
ذنبهم كلهم في رقبتي يا مازن ضحو بحياتهم و هما بيشتغلو و انا السبب الرئيسي في موتهم.
حاول مازن تهدئته بكلمات غير مجدية بشئ.
ماتحملش نفسك فوق طاقتها يا صقر قدر الله و مشاء فعل و ماتنساش انك ممكن تكون انت المقصود باللي حصل ده.
دي حاجه أكيدة يا مازن هما مافيش غيرهم جماعة ناصر و ابوالعابد.
ليتوجه حديثه إليها حينما رأها تترجل على الدرج بخطوات متثاقلة.
جايين ينتقمو مني بسببك انت و بنتك ماټو ناس أبرياء ذنبهم الوحيد انهم بيشتغلوا في شركتي يا ريتكم ما دخلتوا حياتنا انا و ابني عارفة يا جنه انت فعلا نقمه.
تفاجئت بهجومه عليها هرمت قدميها و لم تتحمل صدمة ما استمعته والقت بجسدها على الدرج باكية.
رجعلي بنتي
و طلقني و ساعتها اوعدك مش هاتشوف وشنا تاني.
وقف مازن يحاول دفعه داخل غرفة مكتبه ليحيد من هذا الموقف الصعب.
ايه اللي بتقوله انتو الاتنين ده هو دا وقت الكلام ده يا صقر اتحرك قدامي على جوه و انتي يا مدام جنه من فضلك اهدي و ماتخافيش علي بنتك هي في امان عندي.
صقر باشا
كان هذا صوت هشام الذي ولج سريعا يبحث عنه و حين رأه ارتمي بين ذراعيه وكاد ان يقبل يده لولا انه ضمھ بقوه.
حمدلله على سلامتك يا اخويا انا كنت هاتجنن و انت مش بترد عليا فداك روحي و ربنا يا باشا.
ابتسم له و ربت على كتفه بحب اخوي صادق.
الله يسلمك يا هشام انا عارف مدى حبك ليا ياض دا انت ابني مش اخويا بس.
ربنا يخليك ليا يا باشا و يبعد عنك اي حاجة وحشه.
طب اقعد بقى يا هشام وقولنا اللي حصل ده حصل ازاي.
اردف بتلك الجملة مازن الذي بدء رأسه يتخبط من كثرة التفكير ليشير عليها صقر بعينه متسائلا.
هما الجماعه بتوع الهانم مش كده يا هشام.
ضم حاجبه و فهم انه يلقى عليها اللوم ليلوح له نافيا.
لاء احنا لسه مش متأكدين يا باشا لسه حتى البحث الجنائي مابدئش شغله و دا للأسف من كتر الضحايا و الخړاب اللي حصل في المجموعة كلها.
تخطاهم مسرعا نحو الدرج و في طريقه اجتذبها بيده و صعد بها.
انا هاطلع البس و حضرولي العربية لحد ما انزل عشان اشوف اللي حصل بنفسي.
استدار هشام الي مازن الذي نطق بضيق.
مسكينة
هي مين دي يا مازن باشا.
الست جنه يا هشام صقر بيحملها ذنب الانفجار
ليردف هشام و كأنه يدرك ما يدور في رأس سيده
ماحدش عارف الحقيقة فين يا باشا
اما عندهم كانت مقابلتهم لها جافه للغاية كانت غير مرحب بها و كأنهم يردون لها ما فعلته والدتها بهم أثناء زيارتهم لهم.
اما عنه هو فقد ادنمج معهم لأقصى الحدود خصوصا ساندي التي كانت تدلله و تقبل فيه و كأنه قطها الاليف و هو يضحك معهم و يجاريهم و كأنه لم يحدث شئ.
لتتحدث اميرة معه دون النظر لتلك الجالسة بجواره.
بس انا برضو مش مصدقة صقر يا جاسر ازاي يعرض نفسه و يعرضك للخطړ بالطريقة
دي و عشان مين يعني اظن مافيش حد يستاهل الټضحية دي.
تمسك بها سريعا و نظر في عينيها المختبئه تحت نقابها ليهتف مبتسما لها.
ازاي بس يا ماما اميرة دي مليكة فداها روحي.
شعرت ساندي بالغيرة اقتربت منه و جلست بجانبه تأنبه على هذا الحديث.
لاء يا اخويا انت روحك مش ملكك لوحدك عشان تفدي بيها كل من هب و دب كده.
ها هي تقف في صمت و تترك لهم الساحة بأكملها اتجهت نحو الحديقة لتجلس بها وحدها ليوقفها جاسر.
على فين يا مليكة
لم تلتفت نحوهم و استمرت في طريقها.
اتخنقت من الحر يا جاسر هاخرج اقعد في الجنينه اشم هوا.
هذه الاجابه لم تعجب اميرة و اردفت بضيق.
ايه قلة الزوق دي في واحده تبقى قاعدة في بيت ناس محترمين و تتكلم بالاسلوب ده
اما صحيح تربية شوارع.
و هنا اڼفجر جاسر من غيظه المكبوت فيهم.
لحد هنا و كفايه بقى الظاهر اني غلط لما جبتها و جيت بس انا قولت اخواتي و امي هايفرحوا ليا و يحاولو يحبوها و يتقربو منها عشان خاطري.
تحدثت اميرة بضيق.
احب لك الخير لو انا عارفه ان دي هتسعدك لكن صدقني يا حبيبي اللي
زي دي مايجيش من وراها غير المتاعب دا انا كنت ناوية أسألك هاتطلقها امتى.
جحظت عينه كاردة فعل طبيعية على سؤالها و اجابتها و هو ينفض يد ابنتها عن ذراعه و يذهب لزوجته.
انا بجد مش مصدق كلامك ده الظاهر اني كنت غلطان لما جبتها و جيت على هنا انا هاخدها و امشي.
جرت ساندي خلفه تحاول الامساك به ليوقفها بأشارة من يده.
لاء مش هاتمشي استنى هنا رايح فين.
خليكي مكانك انتي كمان ماتجيش ورايا شكرا ليكم اوي على المقابلة الحلوه دي اثبتو فعلا انكم بتحبوني.
جلست امام طاولة بالحديقة قريبة من حوض السباحة الذي كان يسبح فيه حازم و لم تراه
ليلوح لها بيده و يناديها.
مليكة ايه رأيك لو تنزلي المايه دي جميلة اوي.
ضحكت رغما عنها ساخرة من هذا الطفل.
و هانزل ازاي بقى يا ناصح انت بنقابي ده.
بادلها
متابعة القراءة