ملحمة الروسى
المحتويات
الله يرحمها.
على ما يبدو أن هذا الاسم سيكون لها بمثابة الشبح الذي سيطاردها أينما تذهب في هذا المنزل لتكبت غيظها اكثر و تصك أسنانها بعضهم ببعض .
تاني الست چانا هي عفريتها لابس كل اللي في الڨيلا دي يا خواتي
ها يا داده وبعدين كملي
مافيش يا ستي من وقتها و انا عايشة هنا لكن عمري ما دخلت على صقر باشا في مرة الا و لقيته سرحان بس خدي بالك هو اه بيكون قاعد مع نفسه بس عينه بتكون على كل اللي حواليه
هاقولك بصي انا اول ما بدخل عليه و باشوف ملامح وشه بصراحه بقيت اقدر أميز اذا كان زعلان و لا فرحان
أصله لما بيبقى زعلان اجارك الله وشه ده بيكون اللهم احفظنا ربنا ما يوريكي ملامح غضبه.
ابتلعت لعابها بصعوبه مما قالته تلك السيده و تحشرجت الكلمات في حلقها و زاغت عينيها بريبة.
ااانتي بتخوفيني منه و لا ايه يا ست انتي.
دا انا بوعيكي بس بردو عايزة اقولك انه مابيظهرش الوش ده غير في آخر مراحل صبره فامتحوليش انتي بقى يا ستي انك تختبري صبره كتير.
تلجلجت و همست خائفه مما ساتلقيه حين يعود متذكرة امره لها أن تنتظره داخل غرفة مكتبه.
يا نهار اسود شكلك هاتتقطعي و تترمي للكلاب النهاردة يا جنه.
انتبهت إليها مرة أخرى و رفعت وجهها لتلقي عليها بسؤال اخر تفوهت به رغما عنها.
هو بيضرب يا دادة قصدي يعني ممكن يمد ايده على واحدة ست.
شهقت الاخري نافية.
هاه مين ده صقر باشا لا الشهادة لله انا عمري ما شوفته مد ايدو على واحدة ست ابدا ثم اردفت موضحة هو مش بيضرب غير رجاله بس.
سخرت جنه منها بأبتسامة صفراء
بس في وش مراته ما بالك بقى اذا مد ايدو عليها.
رفعت الاخري جانب شفاها العلوية بعلامة الضجر مستأنفة حديثها.
طبعا طبعا يا جنة هانم ما هو باين من حالة الحړب اللي كنا فيها امبارح.
طب انتي كده وضحتيلي لما بيكون زعلان بيبقى تقدري بقى تقوليلي بيعمل ايه لما بيكون مبسوط.
ويفضل يحكي و يتكلم و يضحك معاها كأنها
موجودة معاه بالظبط.
اشتعلت من الغيظ لم تقوى على الجلوس هادئة هذه المرة لتلقي ما في يدها و تهب واقفه و هي تصرخ.
كده يا ولية انتي من وشي.
لتنتفض في جلستها رامقه طيف سيدتها شديدة العصبية بزهول.
ايه ده انا عمري ما شوفت جنان كده يا لهوي دي غيرانه من واحده مېتة.
تسارعت أنفاسها و جحظت عيناها تسابقت خطواتها نحو غرفة مكتبه حتى انها لم تلاحظ هؤلاء الذين يقفون بأعصاب مشدودة يتناقشون.
يعني انا بشو اذنبت حتى تعاقبني يا جاسر.
مليكة بطلي عياط و من فضلك لو سمحتي قولتلك الف مرة تتكلمي مصري ماتحوليش تستفزيني انتي كمان.
طب حقك عليا يا سيدي ولو اني مش عارفة ايه اللي حصل بينك و بين امي يخليك ترجع في كلامك و تخرج و تسبني.
انفعل اكثر مما كان ليشير بأصبعه على والدتها التي ترجلت أمامهم.
ما هو انا لو ماخرجتش دلوقتي مش ضامن النقاش بينا هيوصل لايه و لا ضامن نفسي بصراحه.
ظن انها ستتوقف خطواتها و تتجه اليه لټتشاجر معه لكنه اندهش حين رأها تلج الي غرفة مكتب والده دون الانتباه لهم.
الله هي مامتك داخلة مكتب ابويا تعمل ايه فيه.
جلست على الاريكة معطياه ظهرها غير عابئه بما يقول.
ما بعرف روح اسألها.
ارتفع حاجبه الأيمن متعجبا منها ضاربا كف بالأخر.
لاه دا الظاهر ان انا و ابويا هانعيش ايام جنان على الآخر.
أعطاها هو الاخر ظهره و ذهب للأخرى.
للتو كانت اوصدت الباب و جلست على الاريكة الموضوعه أسفل النافذة لتستمع الي دق علي الباب.
لم تكترث او حتى تسمح لمن بالخارج بالولوج إليها و ظلت عيناها رامقة البوابة الرئيسية عبر الزجاج.
طنط جنه!
استدار وجهها لبعث له نظرة مبهمه ثم التفتت كما هي و لم تتحدث.
زفر أنفاسه پغضب و حاول أن يبدو هادئا.
معلشي يا طنط ممكن حضرتك تخرجي من المكتب انا اسف اني بقولك كده بس ابويا مش بيحب حد يقعد في مكتبه و هو مش موجود.
خرج صوتها هادئا حزينا
ابوك هو اللي قالي اقعد استناه هنا يا جاسر.
شملها بنظرة مندهشة و على وجه السرعة اردف.
انتي عملتي ايه يا طنط يخليه يأمر بكده.
توجست الخيفة من رده هذا و انتفضت مرتجفة.
ليه هو هيحصل ايه يا جاسر انا ماعملتش حاجه صدقني.
شرد قليلا و ظن ان هذه فرصته للعب على اعصابها نعم سايخيفها لينتقم من لسانها.
مش عارف اقولك ايه بس ابويا لما بيأمر حد بكده بيكون خلاص جاب آخره في الصبر عليه.
رنت في اذنها كلمة دادة سيدة حين قالتماتحوليش تختبري صبره لاتلتفت اليه قائلة.
انت برضو ماقولتش ليا ابوك هيعمل ايه.
تصنع الرهبه امامها و الټفت نحو الخارج متعجلا بالذهاب.
ها لاء انشاء الله مش هيعمل حاجه عن اذنك يا طنط.
انتفضت من جلستها واقفة لتلحق به و هي تناديه قبل أن يغلق الباب.
استنى يا جاسر خليك معايا
مش عايزة اقابل ابوك لوحدي.
كادت الضحكة تفلت من بين شفتيه ليغلق عليها الباب سريعا و يهمس لنفسه.
عشان تبقى تعرفي تدعي على ابويا كويس خليكي بقى مړعوپة كده.
تحرك نحو الخارج دون أن يذهب لحبيبته لكنه خطڤ نظرة من طرف عينه وجدها تستعد للصعود الي الأعلى بوجه واجم.
اهداه عقله بأن يذهب إلى إخوته و لا يعير لها أي اهتمام لكن قلبه ارغمه على الصعود لها فهى بالأول و الاخير لم تفعل شيئا يثير غضبه.
صعد من خلفها و جدها تلج الي غرفتها و قبل أن تغلق بابها كان هو يضع قدمه لتعوق إغلاقه.
تركت مقبض الباب من يدها ولم تهتم بولوجه و إذا بها تشلح عبائتها المفتوحه و تتجه نحو الفراش لتتمدد عليه بأرهاق.
جلس بجانبها فانقلبت على جانبها الاخر موارية عنه عيناها تبعثر شعرها أيضا على وجهها حتى خبئه بالكامل عن عيونه.
فأبتسم على طفولتها و بدء يرتبه لها و يفرده للخلف حتى يتمعن في رؤية وجهها الجميل و هو يهمس لها.
انتي هتنامي تاني و لا ايه.
ابعدت يده عن وجهها بهدوء و اجتذبت وساده صغيرة لټحتضنها متمتة.
هو انا كنت نمت اول عشان انام تاني سيبني ارتاح لو سمحت انا طول الليل صاحية و عايزة انام.
التمس ڠضبها و قرر مداعبتها حتى تصفح عنه.
مش هتعرفي تنامي و انتى زعلانة مني كده قومي نتصالح و بعدها هاسيبك تنامي براحتك.
مين قالك كده انا طول عمري بنام و انا زعلانه و متعودة على ده من فضلك سيبني انت بس انام و روح لاخواتك و انا هبقي كويسة.
شعر بۏجعها و تألم قلبه من أجلها رفعها بين يديه اجلسها بمقابلته محاولا احتضنها.
حاولت مرارا زجه بعيدا عنها لتسترسل من سمائها لألئ تلهب وجنتيها و تصبغهم بالون الاحمر.
بس يا روحي عشان خاطري حقك عليا انا ماكنتش اعرف ان خروجي هيزعلك اوي كده.
تحشرج صوتها داخل حلقها و خرجت الكلمات متقطعة.
لاء انت عارف كويس اوي و بتضغط على اعصابي و بتاخدني بذنب غيري كمان و على فكره بقي حرام عليك تعمل فيا كده.
كاد يضحك من فرط طفولتها لكنه اكتفي بالابتسامة ليبتعد عنها قليلا. و يضم وجنتيها داخل راحتي يده هائما في بحر عينيها بعشق.
حرام عليك انتي تتهميني زور انا لو أطول اجيب ليكي نجمة من السماء عشان ارضيكي مش هتردد لحظه واحده و اعملها.
أمسكت معصميه بيديها محاولة انزلهم من علي وجهها و هي تتحدث بكرزيتيها المكتنزتان
اوعي سيبني يلا.
مش قبل ما أصالحك يا قلبي.
خلاص يا اتصالحنا.
قبل أن تعطيه الاجابه و مالت برأسها على كتفه سائله.
هاتسيبني و تخرج برضو.
ضمھا اليه اكثر و اردف لها بحب.
لاء هاخدك معايا.
ظلت وقت طويل جالسة كما هيا لا تفعل شيئا سوي مراقبة البوابه الرئيسية و لم تتحرك حتى بعد أن رأت ابنتها تذهب مع هذا الجاسر الذي ارعبها كثيرا.
في واقع الأمر هي لم تهتم الان الا
بنفسها مترقبة ما ينتظرها على يد هذا الصقر اللعېن و على ما يبدوان غضبه قد يتعدى ڠضب ابو سالم بمراحل.
و ان حق القول فهيا ليست بخائڤة من الضړب او الإهانة فقد تلقت منهم أضعاف مضاعفة مما سيأتي بمخيلة اي أنثى أخرى لكنها تخشي ان يكون ذلك الملك المتوج الذي ترحب و بشدة بأن يجلس على عرش قلبها تسقط صورته من نظرها و يكون مثله كاباقي الرجال.
ها هو يدق ناقوس الخطړ و يصدح بوق سيارته رنينا مرتفعا انفتحت البوابة الحديدية و ولج الصقر منها من خلفه سيارة الحرس الخاصة به ليعلن لها بدء المعركة عندما ترجل من السيارة و سار على قدمه بخطي بطيئة ممېتة و كأنه يعلم انها تراقبه خطواته ليرسل لها نظرات ممېتة قاټلة.
أقسمت داخل نفسها بأن عينه ارسلت إليها جمرات ڼارية جرت قدميها التي تيبست مكانها جر للخلف و ما كان منها الا ان تجلس مكانها تنتظر مصيرها معه.
أصبحت الدقائق تمر ببطئ شديد وكأنها أصبحت ضهرا طويلا لا ينتهي و كأن عقارب الساعة أيضا تيبست و لا تسطيع الحركة.
ليأتيها صياحه من الخارج و هو يأمر الخدم بصوت مرتفع.
كل الموجودين في الڨيلا يروحو مش عايز اشوف حد هنا النهاردة نهائي مفهوم يا دادة سيدة.
اجابته و هي تحاول تهدئته.
مفهوم طبعا يا باشا لكن هاحضر لحضرتك الغدا الاول و بعد كده هانمشي.
مش عايز ز... يلا اطلعو كلكم برا حالا دلوقتي.
ثم ولاهم ظهره و هو يستمع الي هرولتهم جميعا للخارج و بدفعه قوية من قدمه انفتح الباب على مصرعية و ولج منه الصقر بكل شموخ و بصوت مثل فحيح الافعى قال كلمة واحدة
اهلا
حاولت ابتلاع لعابها لكنها فشلت و قد جف حلقها و هي تراه يوصد الباب جيدا و يتجه إلى الجدار الجانبي و المعلق عليه لوحا كبير بضغطه بسيطة من زر التحكم انقسم هذا اللوح الي قسمين و انفتح امام اعينها.
جحظت عيناها و انتفضت ړعبا عندما رأت بداخل هذا اللوح ترسانه من الأسلحة حاولت التماسك و انحنت برأسها ارضا تواري عيناها عن رؤيتها.
لكنها شعرت بقبضة من فولاز تنقض على رأسها و تجبرها على الوقوف امامه اقترب
متابعة القراءة