ملحمة الروسى
المحتويات
هاتعمل ايه رايح فين جاسر يا جاسر.
لم يلتفت اليها و ذهب الي حيث يقف والده التي كانت معشوقته المنتقبة تقف بجواره.
بابا انت مالك واقف ماسك مليكة كده ليه سيبها عشان تيجي تركب معانا الطياره.
اغمض عينه بضغطه قوية يكاد ينفجر من ذلك الابن العنيد.
معلش يا حبيبي اركب انت عشان هاتسافرو دلوقتي و انا و مليكة و هشام هنرجع مع بعض.
ماينفعش يا جاسر مليكة لازم تستنى عشان تدلنا علي المكان اللي هربت منه عشان نقدر ندخل ليهم منه.
و اذا به يجذبها من يد والدها خلف ظهره و يقف امامه بكل تحدي.
ازاي عايز تعرضها لحاجة زي دي بابا لو مليكة فضلت هنا انا كمان هافضل معاها.
ابتسم له و وضع يده علي كتفيه ضاغطا عليهم بقوة و قاصد ان يألمه.
اغمض عينه بالم من ضغط والده علي كتفيه يعلم انه يريد اضعافه و اذا به ينفض يده من عليه بقوه و ېصرخ و هو يشهر له ذلك السلاح الذي اخذه منه.
هاحميها بروحي يا بابا و اللي هيقرب منها هانسف دماغه.
ب دي انت فاكر ياض ان الطبنجة دي هاتنفع في اللي احنا داخلين عليه.
ماشي يا جاسر مهمتك هاتبقي مليكة و ماحدش هايراقبها و يخلي باله منها غيرك و اوعدك لو نجحت في المهمه دي هاخليك زي هشام و ادخلك الحړبية او الشرطة.
نظراليها و ابتسم ثم عاود النظر اليه و اومئ له برأسه و اخذها من امامه و ذهب بعيدا.
اتي اليه هشام مندهش لما يراه.
هو في ايه يا باشا جاسر نزل ليه من الطيارة.
يا نهار اسود هو هايجي معانا ازاي بس يا باشا.
ماتوجعش دماغي يا هشام مانت عارف جاسر لما بيعند و اكيد يعني هاتخلي بالك منه مش كده و لا ايه.
يا باشا احنا شايلين هم البنت و هي معانا ازاي بس عايزنا نتحمل مسئولية الاتنين و احنا داخلين العملية دي.
اعتلي صوته فجاءه و ظهر للجميع بأنهم يتعاركو و ليست مجرد مناقشة.
احني رأسه امامه بكل احترام.
انا اسف بس انا خاېف عليه.
كاد ان يذهب من أمامه الا انه اوقفه ثانية.
هشام
الټفت له و لم يتحدث.
عينك تبقي علي اخوك و تخلي بالك منه.
اقلعت الطائرة و ذهبوا جميعا الا هؤلاء الاربعه.
جلست مليكة تنظر الي هشام بكل انبهار من تحت نقابها و هو يقف بين زملاءه يعطيهم التعليمات.
لم يلفت نظرها ذلك الصغير بزيه الذي بدله ليصيح فيها.
مالك بتبصي ليه كده ليه عجبك اوي
لم تتفهم غيرته هذه و نطقت.
بصراحه جدا تعرف انا لم اكون اتوقع انه هيك.
جلست مليكة تنظر الي هشام بكل انبهار من تحت نقابها و هو يقف بين زملاءه يعطيهم التعليمات.
لم يلفت نظرها ذلك الصغير بزيه الذي بدله ليصيح فيها.
مالك بتبصي ليه كده ليه عجبك اوي
لم تتفهم غيرته هذه و نطقت.
بصراحه جدا تعرف انا لم اكن اتوقع انه هيك.
بلا هيك بلا فيك ماله يعني مانا لابس زيه اهو و مافيش فرق بينا.
نظرت له و ضحكت.
بتضحكي علي ايه انا مش عاجبك
لا لا ابدا بس انت لساك صغير و هالبدله كبيرة عليك.
الشجاعه مش بالسن يا ماما و هاتشوفي.
مالكم انتو بتتخانقوا ولا ايه.
لاه يا عمي صقر مافي شي.
طب تعالي يا مليكة عشان عايزينك تكلمي مامتك دلوقتي.
ذهبو جميعا و جلسو امامها اعطاها صقر الهاتف الموصل بذلك الجهاز حتي يستمعو جميعا ما يقوله لها الطرف الثاني.
انتظرت قليلا الي ان اتاها الرد و لكنها تفاجائت بذلك البغيض.
اين انتي يا ابنة الافاعي.
و ما بالك انت بي لن اقول لك اين انا اعطني امي اريد ان اتحدث معها.
امك التي هربتك ستظل ټعذب الي ان تعودي و ان لم تعودي اعلمي انني سوف اقټلها.
كادت ان تصرخ و تغلق الهاتف الا ان هشام اشار لها بأن تكمل.
اين امي اريد ان احدثها و اطمئن عليها.
لن تحدثيها و لن اطمئنك عليها و سأظل اعذبها الي ان تعودي او تزهق روحها.
سأعود لكن بالله عليك لا تعذبها انها مريضة.
ههههههه اي مرض تتحدثين عنه لقد اكتشفت خدعة امك و هذا ما زاد من عڈابها.
اغلقت الهاتف و ركعت امام الجميع علي ركبتيها و تكورت علي نفسها تبكي بشده و هي تصرخ
امي لا امي.
يارب ساعدها في شدتها هذي امي امي.
انحني بجزعه امامها و مد يده لها.
قومي يا مليكة هاتي ايدك يا بنتي و انشاءالله هنلحقها.
نظرت له و الدموع ټغرق وشاحها.
امي ضعيفة لن تقوي علي تحمل عڈاب هؤلاء الأوغاد.
وجدت هشام هو الاخر ينحني لها
و احنا روحنا فين يلا قومي عشان نلحقها.
وقفت امامهم و هتفت..
اعتمادي علي ربي ثم عليكم.
وقف جاسر بجانبها هو الاخر و ابتسم لها.
ماتخفيش كلنا معاكي و انشاءالله ربنا هاينصرنا.
يلا بينا بقى عشان نلحق نوصل ليهم.
وصلوا الي منطقة الضبعة في ذلك الليل و في هدوء تام
ترجلوا من السيارات و بدؤو يسيرو علي الأقدام و هي تسير أمامهم تدلهم علي الطرق التي كانت تسلكها
الي ان ظهر لهم ذلك البيت المكون من طابقان و هنا اشار لها هشام بأن تتوقف.
انتي متأكده يا مليكة ان هو ده البيت.
نعم هو و لكن لم يكن مظلم بهذه الطريقة.
ارتاب هشام في الامر و هتف.
جاسر خد مليكة و ارجع المدرعة و احنا هانقتحم البيت و اشار لأحد العساكر ان يظل معهم.
و لكن هذا العنيد كالعادة ابي ان يطيع الأمر.
لاء يا هشام خلينا كلنا مع بعض.
بقولك ايه انت مش في رحله ده امر و لازم تنفذه يلا.
ماتزعقش فيا كده انا مش باخد اوامر منك.
اصدح دوي النيران من حولهم من كل الاتجاهات و هم في المنتصف.
حاسب يا جاسر.
ده كمين يا هشام.
مليكة مليكة مليكة.
ايه اتصابت ولا ايه يا جاسر
دي وقعت و مش بترد عليا
دي اغمي عليها خليها كده بقي لحد ما نخلص من اللي احنا فيه
رد احد الظباط
احنا هنفضل مستخبين كده ورا التابه دي و هما بيضربو علينا يا هشام
لاء قسمو نفسكم كل واحد يقف في ضهر اخوه واضربوا يلا
وقف هشام في ظهر جاسر الذي امسك سلاحة بكل شجاعه و بدؤو يشعلون المكان بطلاقتهم
الي ان شعرو بضعف هؤلاء الاوغاد من الخلف
نظرا لدخول الصقر ارض المعركة
و قد شل حركتهم و قتل معظمهم هو و من معه
رأه جاسر فهتف
وقفو الضړب ده بابا
صړخ هشام فيه
اخرس يا جاسر و ماتديش اومر من عندك
تعالو جنبنا و اضربوا لادام يلا
الضړب جاي من فوق يا هشام انا شايفه
اضربه يا جاسر لو تعرف
ليجد من يضع يده علي كتفه
برڤو عليك ابن ابوك بصحيح
بابا مليكة مغمي عليها
اطلق هشام سبة من فمه و هو يشير بيده لزملائه ليتبعوه و يقتحم المنزل.
.......مليكة يا أخي
سامع يا بابا
معاه حق خليك هنا اما نشوف اخرة الليلة السوده دي اية
اقتحموا البيت و مشطوه جيدا و لكنهم لم يجدو شيء
وقف هشام يجهر بصوته
يعني ايه بعد كل ده مانلقيش حد راحو فين اتبخرو
شششششش مش عايز اسمع صوت
وقف الجميع صامت ينظرون الي هذا الصقر الذي سلط كل حواسه بتجاه لوحه كبيرة معلقه علي الجدار
وقف امامها يستمع الي دق خفيف جدا يخرج من خلفها
و اذا به يأمر رجاله بأن يحملو تلك اللوحة ليجد خلفها باب خشبي
اتاه صوت احد النساء من جانبه
بربك لا ټضرب
اطلب عربيات الاسعاف تيجي بسرعه يا هشام
و انتي تعرفي هما راحو فين
لا
انا عارفة هما راحو فين
وقف امامها بكل هيبته وجهها متورم ملامحها تكاد تكون مجهوله و لكنه تعرف عليها من عيناها الړصاصية الكحيلة
انتي جنة
رفعت وجهها له و هي تبكي بشدة
هاتقدري تمشي ولا اشيلك
خجلت من كلمته و حاولت الابتعاد عنه و لكنها لم تقوي علي الوقوف فأسندها مره ثانيه
لاء هاقدر امشي
طب انتي عارفة المكان اللي هما مستخبين فيه
ايوه عارفه
خرجو جميعا و هم متربصين الي ان وقفت في ساحة المنزل و اشارت لهما تحت قدميها
ابعدهم هشام من علي تلك السجادة الموضوعه علي الارض و رفعها ليجد اسفلها باب خشبي
ضړب طلقتان علي ذلك الباب و بحذر شديد فتحه
ليجدهم منكمشين كالفأران المزعوره
و تم القبض عليهم جميعا و خرجو من المنزل
ظل ضممها الي صدره بكل قوه و عندما لمحتها ابنتها جرت عليها
امي امي ماذا فعلوا بكي امي
سبيها دلوقتي يا مليكة احنا هننقلها المستشفي و بعد ماتفوق هنعرف منها ايه اللي حصل
اومئت له برأسها و الدموع تملئ عيناها و ركبت معهم سيارة الاسعاف و بدؤو جميعا في التحرك.
عادو جميعا الي القاهرة و بعد مرور يومان كانت هي فاقدة الوعي فيهم
نقلت الي ذلك المشفي التي تعمل به شمس حتي تتولي هي رعايتها
و ذهب صقر اليها هو و ابنتها حتي يطمئنو علي حالتها الصحيه
خير يا دكتورة شمس المړيضة بتعاتنا اخبارها ايه
اهلا يا صقر باشا حمدلله علي سلامتكم
الله يسلمك يا بنتي و ماتقوليش باشا دي تاني قوليلي زي البت مليكة دي ما بتقول عمي صقر
حاضر بس في الحقيقة مامتها لسة تعابنه و عندها انميا حادة و الڼزيف اثر علي حالتها الصحية جامد
طب و بعدين اعملوا اي حاجه عشان الڼزيف ده يوقف
احنا بالفعل قدرنا نسيطر عليه بس للاسف الحقن اللي كانت بتخدها اثرت جامد علي الرحم واجهدته جدا و احنا بنحاول اننا نشطو عشان منضطرش نعملها عمليه و نشيله
لاء امي
ماتخفيش يا مليكة هتبقي كويسه صدقيني
طب هي فاقت ولا لسه في العنايه يا شمس
فاقت و نقلنها في غرفة عادية بس علقنا ليها ډم
عشان تعوض شوية الډم اللي فقدتهم
طيب و بالنسبة لأثار الچروح اللي في جسمها دي
لاء اطمن حضرتك كلها بدئت تلتئم و مع الوقت هتختفي
اومئ لها برأسه وضع يده علي كتف
الصغيره ليذهب بها الي غرفة والدتها
يلا بينا يا مليكة عشان نروح نطمن عليها
دقت باب غرفتها و فتحته و دلفت و ظل هو منتظر بالخارج
امي حمدلله علي سلامتكي
مليكة بنتي كيفك حبيبتي
ارتمت علي صدرها و احتضنتها جيدا و هي تجهش بالبكاء
اتوحشتك كتير امي
و انتي كمان حبيبتي وحشتيني اوي و كنت خاېفه عليكي اوي
اطمني عليا انا مليحة و عمي صقر واخد باله مني هو و جاسر و هشام و حتي كمان الدكتورة شمس و
متابعة القراءة