ملحمة الروسى
المحتويات
بكل ما حدث لأبيه.
كل ذنبي اني قعد مع مراتي بعد كل اللي حصل ده عشان ابعد عنها خۏفها اللي كان مسيطر عليها بطريقة غير طبيعة و كنا قاعدين في امان الله بنلعب على البلاي ستيشن دخلت هي علينا مندفعة زي البركان الثاير و قعدت تقول كلام مش مفهوم ومش مقبول عندي بصراحة.
ظل صامتا يستمع اليه الي ان صمت منتظرا رده.
هو طبعا انا معاك ان كلامها مش مقبول بس انت مش شايف ان قعدتكم لوحدكم دي تخلي اي حد يظن السوء يعني بحكم ما اجتمع رجل و امراءة الا و كان الشيطان ثالثهم.
قالك الشيطان ثالثهم لكن ماقلش الشيطان غلبهم و بعدين تظنو ليه فينا كده هو انا كنت قاعد مع واحدة غريبة عني دي مراتي و انا كاتب كتابي عليها يا بابا.
اهدي يا جاسر و وطي صوتك ادامي.
شعر بفعلته فاحني رأسه و جلس مره اخرى متنحنحا بأدب.
اسف يا بابا بس بصراحه الموضوع ده مدايقني اوي و اللي جنني اكتر الهانم اللي وقفت زي الصنم مړعوپة تتكلم حتى ما حاولتش تدافع عن نفسها و عني.
و انا يا بابا ابقى ايه بالنسبة ليها دي حسستني بسكوتها ده اني انسان غريب عنها.
انت فعلا كده.
تفاجئ برد ابيه و جحظت عينه مردفا.
انت بتقول ايه بس يا بابا ابقى غريب عنها ازاي و انا جوزها و خلاص بقت ملكي.
يا حبيبي انا مش عايزك تقول الكلمه دي من غير ما تكون عيشتها ليه متسرع انك تنطقها و كأنك بتثبت لنفسك كل شوية انك خلاص حصلت على البنت و بقت ملكك بكل سهولة ليه مش عايز تعيش قصتك معاها بشكل حلو يخليك تتمسك بيها اكتر و عمرك ما تفكر تسيبها مش ممكن يكون حبك ليها حب تملك و بس.
ياه يا بابا انا بجد اتمنى احب مليكة بطريقة حبك لماما چانا الله يرحمها نفسي قصتي معاها تبقى زي قصتك انت و هيا كده بس امها بقى تبعد عننا و تبطل تكلمني بالطريقة دي.
ضحك الاب ملئ فاهه على تقليد ابنه لها ثم همس لنفسه.
فعلا نمرة متوحشة
ليوضح لأبنه مقصده.
معاها حق يا جاسر و لو انت فعلا عايز تكمل حياتك مع مليكة يبقى لازم حبك ليها مايبقاش حب تملك و بس.
انتبه اباه لوقفته و
اردف له قبل أن يذهب.
طب و انت رايح على فين دلوقتي.
هاطلع اوضتي لحد ما يصحو من نومهم و اشوف هتفضل في الملحق ولا هتيجي هنا تاني.
و انت ليه اصلا سمحت ليهم يقضو ليلتهم في الملحق انا مش أمرت انهم يقعدو هنا معانا في الڨيلا.
هو انا لحقت اتكلم يا بابا دانا كنت قاعد مع بنتها في أمان الله لقيتها دخلت علينا و قعدت تزعق و مادتنيش فرصة اني انبهها لحاجه زي دي و بصراحة انا ماقدرتش أشد معاها.
دقه قوية من قبضة يده على طاولة الطعام رجت الاطباق في مكانها و وقف من مكانه بشموخه المعهود.
انا بقى اقدر يا ابن صقر و انت لازم تكون أشد من كده شوية و تسترجل و المكان اللي ابوك يكون مش موجود فيه تبقى انت مكانه و كلامي يسري على الكبير قبل الصغير مفهوم يا جاسر.
اومئ له برأسه و جرى ليسد عليه الطريق محاولا تهدئته.
حاضر طبعا يا بابا بس حضرتك رايح فين دول اكيد لسه نايمين.
زجه بكل سهوله من امامه منفعلا بصوت جاهور صاح
يصحو يا بيه طلاما وافقو انهم يكونو من اهل البيت ده يبقى لازم يطبعو بطبع صاحبه و يعيشو زي كل اللي عايشين فيه.
للمرة الثانية وقف امامه مترجيا.
طب عشان خاطري انا يا بابا بلاش تدخل عندهم و انت ثاير كده انت عارف مليكة حالتها النفسية عامله ازاي دي پتخاف من أقل حاجة.
صمت قليلا يفكر في طلب ولده قلل من حدته و ضجره و ربت على كتفه مطمئنا له.
ماتخفش على مراتك يا جاسر انا مش هاتكلم معاها الكلام هيبقى مع امها و اللي انا هأمر امها بيه لازم انت تفهمه ليها و هي عليها انها تطيعك مفهوم.
تنحي عنه جانبا فاسحا له الطريق.
حاضر يا بابا مفهوم طبعا.
اومئ له برأسه و تركه و ذهب إليهم دون التحدث بكلمه أخرى.
بكل هدوء فتح باب الملحق الرائيسي و ولج منه و عند ولجه وجد تلك الجميلة الصغيرة تجلس وحدها على الاريكة تكور يدها أسفل وجنتها و يبدو على وجهها الوجوم.
مليكة
انتفضت من مجلسها و وقفت سريعا امامه بكل أدب.
اهلا و سهلا عمي صقر صباح الخير.
ابتسم لها على ادبها محاولا طمئنتها.
أهلا بيكي يا حبيبتي مالك قاعدة زعلانه لوحدك كده و لما انتي صاحية بدري ليه مش جيتي تفطري معايا انا و جاسر.
بمجرد ان استمعت الي اسمه رقص وتين قلبها لكن عندما تزكرت حديثه معها عادت شاردة في حزنها.
ليستشعر حزنها و يجبرها على التحدث.
الله مش بتردي عليا ليه اتكلمي انتي في حاجة مزعلاكي.
ها أنا لا أبدا انا بس كنت فاكرة انكم لسه نايمين.
طب ليه قضيتو ليلتكم هنا اصلا انا مش أمرت انكم تتنقلو معانا في الڨيلا ليه رجعت الملحق تاني.
بكل برائة و بدون أن تعرف شئ عن تلك المشاجرة التي حدثت بينهم اجابته.
ساعة الھجوم انا كنت مخباية هون و بعدها جاسر حضر و جلس معي و امي كمان حضرت و قالت اننا راح نبات هون بس ما بعرف ليش هو زعل و خاصمني.
ابتسم مره اخرى على حزنها البرئ و قرر مداعبتها.
يمكن زعل عشان حس ان مراته مش فهماه و محاولتش انها تنصفه قصاد والدتها.
احنت رأسها بخجل و همست.
انا ما بقدر ازعل امي ما استحمل أراها حزينة يكفيها ما رأته من حزن و عڈاب يا عمي.
شعر بغصة في قلبه تألم
لألم تلك الصغيرة
جلس على الاريكة و طلب منها ان تجلس هي الاخري.
اقعدي يا مليكة انا عايز اتكلم معاكي شوية.
استمعت الي ما طلبه و جلست بجواره منصته اليه ليكمل.
هقولك على سر ماقولتش لحد غيرك و لا حتى لجاسر ابني فاكرة يوم ما سألتك على اسم مامتك انا في اليوم ده حلمت بوالدة جاسر الله يرحمها و كان بقالي كتير اوي ماحلمتش بيها عارفه كانت جايلي ليه يا مليكة.
رفعت رأسها و سألته بعيناها قبل أن ينطقها لسانها.
ليه.
كانت جاية عشان توصيني اخد بالي من جاسر اللي كنت ماسكه في ايدي بس فجأه اتلفت ليه لقيتك انتي اللي ماسكة في ايدي
لفيت ليها تاني و عرفتها بيكي لقتها بتوصيني عليكي انتي كمان ضمتها لحضني و طمنتها اني هاعمل كده بس فجأه رفعت ليا وشها عارفه لقيتها مين.
مين
لقتها مامتك و هي اللي قالتلي على اسمها صحيت من نومي و انا حافر صورتها جوه مخي و حلفت اني هارجعها ليكي تاني و ان أمانكم هايكون مسؤوليتي الشخصية تفتكري بعد كل ده هاخلي حد يفكر يزعلك انتي او هي تاني.
نظرت له نظرة اطمئنان و شعرت بداخلها بالهدوء النفسي ليربت هو على كتفها بحنان ابوي.
يلا بقي قومي ادخلي لجاسر و اقعدي افطري معاه لأنه مافطرش و عمال يشرب في قهوة و دا معناه انه زعلان اوي من حد معين كده.
اومئت اليه بوجه ارتسمت عليه علامات السعادة لتعيد له بريقه و جماله المعهود.
ولجت داخل الڨيلا بعد أن فتحت لها دادة سيدة الباب لتبحث بعيناها عن من شغل قلبها الصغير دون جدوى لتلتفت إليها سائلة.
هو جاسر فين يا دادة
طلع اوضته من شوية يا بنتي.
عاد الوجوم الي وجهها احنت رأسها بحزن و قررت أن تعود من حيث ما أتت لتندهش الاخري من فعلتها و تحاول إيقافها.
على فين يا آنسة مليكة.
هارجع الملحق تاني يا دادة.
كده من غير ما تشوفي جوزك و تحاولي تطمني عليه.
تعجبت من كلامها!
اطمن عليه ليه هو ماله.
ضمت حاجبيها على عدم فهمها و قررت التدخل بينهم.
انتي مش عارفة ماله يعني يا مليكة يا بنتي انتي بقيتي مراته و المفروض تكوني أقرب واحده ليه اطلعي انتي و اسأليه ماله.
خاېفة اطلع ليه يجرحني و يطردني يا داده
نفت لها ما تفكر به فهيا من ربته وتعرف طبعه جيدا.
مين ده جاسر لااا انتي كده ماتعرفيهوش يا بنتي جاسر أطيب من كده بكتير هو اه بيزعل بسرعه بس بردو بيروق بسرعه جدا تقدري تكسبي قلبه بمجرد ما تضحكي في وشه و تكوني صادقه معاه.
من لمعة عينيها علمت انها قد فهمت مقصدها فابتسمت لها و ربتت علي كتفها مكمله.
انا هاحضر ليكي انتي و هو الفطار علبال ما تطلعي ليه يلا بقي اتحركي مستنية ايه.
ابتسمت لها و ركضت على الدرج و قبل أن تنهي الصعود اليه توقفت و استدارت إليها.
دادة سيدة
قبل أن تخطو من مكانها انتبهت لها.
نعم يا حبيبتي.
انا حبيتك و شكلنا كده هنبقى أصحاب.
ههههههههه دا انا يبقى ليا الشرف طبعا و انا القمر بتاعتنا تبقى صاحبتي.
بسطت راحة يدها الي ثغرها واذا بها تلقى إليها قبله في الهواء تعبيرا منها عن سعادتها و توثيقا لها بتلك الصداقة لتتصنع الاخري التقطها بصدر رحب و مبادلتها اياها بضحك من كلاهما.
دقت بابه بكل رقة و انتظرت حتى يأذن لها.
ادخلي يا دادة
عندما استمعت الي صوته ضغطت على مقبض الباب فاتحه اياه بهدوء هامسة له.
دي انا
كان يحضر ثيابه و يضع الهاتف على اذنه
لينتبه الي صوتها و يشرد قليلا الي وجهها الملائكي المرفوع من عليه وشاحها ليظهر له مدى حزنها لكنه تصنع عدم الاهتمام بها و قرر ان يكمل حديثه عبر الهاتف.
تمام يا ساندي خلاص بقى يا ستي قولتلك الف مرة متزعليش طب حقك عليا انا ساندي دا انا روسي حبيبك طب و حياة جاسر عندك ماتزعلي و قولي لماما اميرة كمان ماتزعلوش مني يعني خلاص كده اتصالحنا اه و حياتك انتي عندي جاي وهاقضي معاكم اليوم كله كمان خلاص تمام سيبيني بقى احضر نفسي عشان مش عايز اتأخر عليكم يلا باي.
ظلت ثابتة مكانها تستمع الي من ولاها ظهرها غير مبالي بها و كأنها قطعة اثاث تشتعل من اسفلها النيران و لما شعرت بمدى اغاظتها و اهانتها بعدم اهتمامه
متابعة القراءة