العاصفة

موقع أيام نيوز

عثمان ملامحه باهتة عيونه منطفية جسده الرياضي أصبح جسد طفل مراهق عثمان عانى الكثير بغيابها همست بإسمه قبل أن تجد نفسها منغمسة بداخل أحضانه..
لحظة تخيلت أنها لن تحدث أبدا أخذت نفس عميق تكتم به شهقاتها تلف ذراعيها حول عنقه ليستمتع كلا منهما بجمال اللحظة بعيدا عن أي كلمة تفسد مشاعرهما...
سمحت لنفسها بالبكاء بعدما شعرت بملمس دموعه الساخنة على عنقها قائلا
حقك عليا مع إني عارف لو فضلت أعتذر من هنا لسنين قدام قليل عليكي أنا يوم فرحنا كنت أسعد عريس في الدنيا حبيبتي اللي ربتها على أيدي النهاردة هتكون بتاعتي بس وقتها جالي صداع كان بييجي من فترة و الخدامة كانت بتحط المخډرات في كل حاجة ليا أكل أو شرب بمعدلات عالية جدا فوزي بعت رجالته تاخدني عشان أموت قصاد عينه بس فاروق طلع ليا زي طوق النجاة و من وقتها و أنا هنا بتعالج ضعت و ضيعتك معايا يا فرحة عمري كله...
ابتعدت عنه قليلا ثم ضمت وجهه بين كفيها هامسة بنبرة أخذ منها الزمن ما أخذ
مش مهم أي حاجة في اللي فات يا عثمان المهم دلوقتي أنت رجعت تاني معايا جوا حضڼي مش عايزة أو محتاجة حاجة تانية فوزي الخولي كان لعڼة أذى كل الناس حتى الست الوحيدة اللي حبها خليك معايا قلبي مش حمل فراق جديد...
أنا معاكي المهم إنك أنتي تفضلى معايا....
وصل فاروق لغرفة أزهار فتح الباب ليراها نائمة و جليلة و فريدة بجوارها تنهد بإرهاق شديد ثم ألقى بجسده على الأريكة الموضوعة بإحدى زوايا الغرفة قائلا
روحي
مع السواق للبيت يا جليلة و خدي معاكي فريدة أنا هفضل معاها و محتاج نبقى لوحدنا..
جلست جليلة بجواره مردفة بقلق
فاروق أنت كنت فين من الصبح و قادر تتحمل ألم رجلك ده إزاي أنت شكلك ناسي إن رجليك الاتنين مصابين...
حرك رأسه بتعب قبل أن يغلق عينيه بصداع شديد ثم قال
مټخافيش عليا أنا بخير هبقي أقولك كنت فين بعدين بس أنا دلوقتي محتاج أبقى مع مراتي لما تفوق و نبقى لوحدنا يا جليلة....
تفهمت جليلة موقفه و تركت لهما مساحة خاصة ليخرج كلا منهما ما يؤلمه دون حساب لوجود أحد بعد خروجها مع فريدة اعتدل بجلسته يراقب تلك النائمة بسلام و كأنها تتمنى العالم ينتهي بما فيه بعد نصف ساعة رأي دموعها تسقط و هي مغلقة العينين....
قام لينام بجوارها على الفراش يضم جسدها إليه بحنان استيقظت و ترفض المواجهة لأول مرة يرى أزهار ضعيفة عاجزة عن رفع عينيها لعينيه قبل خصلاتها السوداء التي يعشق عنبرها المحلى برائحة الكاكاو هامسا بهدوء و كأنه يتحدث مع نفسه
أول مرة أشوفك ضعيفة حتى يوم صباحيتنا كنتي قوية لدرجة إنك ضربتيني بالسکينة أنتي أنقذتي حياتي من المۏت بعد كل اللي عملته معاكي صممتي يا نعيش سوا يا ڼموت سوا محدش في الدنيا دي كلها بياخد كل حاجة يا أزهار إحنا طلعنا من المۏت...
قاطعته و هي تفتح عينيها إليه ليري لون الډم بهما مردفة
يا ريتني ما طلعت من المۏت يا فاروق...
قالتها بحسرة قلب و برغبة صادقة بالتخلي عن كل شيء و الاستسلام للمۏت ليس لديها أي مشاعر و لو بسيطة إنها تستطيع الصمود أكثر أملها الوحيد بالحياة فقدته أن تصبح أم لطفل تكون سنده بشبابها و يكون سندها بشبابه حلم الأمومة فطرة ټحرق كل من فقدها أكملت حديثها بتقطع
أنا تعبت اتحملت فوق طاقتي كتير و المرة دي كسرت ضهري و أخذت روحي..
وضع يده على فمها يمنعها من باقي الحديث مردفا بابتسامة حنونة و كفه الأخر يزيل دموعها
كل واحد فينا بياخد على اد ما يقدر يشيل يا زهرة قلبي و دي محڼة زي حاجات كتير هتمر في أمل في الحمل يا أزهار و أمل كبير كمان بس مينفعش الفترة دي هنصبر مع بعض سنة و الا اتنين كمان و الكلام ده مش كلام ده كلام دكتورة متخصصة هنروح عندنا من أول بكرا عايز عيال كتير منك يا أزهار بس أنتي توافقي منبقاش عايشين زي الأخوات...
رفعت عينيها إليه بأمل كبير مردفة بتوتر
بجد في أمل يا فاروق!..
بجد يا شكولاتة...
شيماء سعيد
بعد ثلاث سنوات...
انتظروا القادم....
أستغفروا لعلها تكون هذه ساعة استجابة
الفصل السابع عشر
بصباح يوم الجمعة بمنزل جليلة بحي المغربلين...
إنتهت جليلة من اعداد وجبة الفطار مع أخواتها فريدة و فتون و زوجة شقيقهم أزهار مثل كل جمعة يأتوا لمنزل العائلة و يقضوا اليوم هناك ثم يعودو لقصر المسيري بعد العشاء إلا فتون التى تسكن بعمارة الحاج منصور حملت جليلة طبق الفول بالزبدة الفلاحي و خلفها الفتيات بباقي الطعام وضعت فتون طبقها و جلست على مقعد السفرة بتعب مردفة
أنا خلاص تعبت مش قادرة أكمل خلوا عندكم ډم بقى انا في التاسع و كمان عندي مريم مطلعة عيني....
ضړبتها جليلة بقوة مردفة
مالكيش دعودة بمريم يا بت أنتي دي حبيبة قلب خالتها أقعدي و إحنا نكمل...
قهقهت أزهار بمرح قبل أن تضع العيش على السفرة على حنق فريدة من راحة شقيقتها قرصت أزهار وجه فريدة مردفة بخبث
ما أنتي لو تحني على الواد و ترضي تروحي تعيشي عنده بدل الحال ده لا أنتو متجوزين و الا أنتو عازبين كان حاليا عندكم عيال حني بقى يا فريدة...
أخذت فريدة قطعة من الخيار ثم وضعتها بفمها قائلة بغرور
خليه يتعذب شوية نجم مصر يمكن يتربى...
ردت عليها أزهار بعتاب و خوف أخوي
أقولك على حاجة يا فريدة أنا أكتر واحدة المفروض ترفض تسامح فاروق بعد كل حاجة حصلت بس لما قربنا من المۏت عرفت إن الدنيا قصيرة أوي و العمر أكتر حاجة ممكن تخونك و تخلص من غير ما تاخدي بالك خۏفت أموت برة حضنه و أنتي كمان لازم تفكري بعقلك و تخافي...
بالفعل حديث أزهار أصابها بالخۏف فارس صبر عليها ثلاث سنوات يركض خلفها بكل مكان ليثبت كم هو عاشق شقيقتها أصبحت أم و تعيش حياة مستقرة إلى متى ستظل هي تهرب من الحب و الاستقرار حتى حلم الإعلام حققه لها فارس على طبق من ذهب ابتسمت باتساع على جليلة التي أردفت پغضب
قدامي على المطبخ يا بت أختك حامل و مرات أخوكي عملت الفطار قدامي اعملي العصير قبل ما صلاة الجمعة تخلص و الرجالة ترجع...
ذهبت خلف شقيقتها أما أزهار ابتسمت لفتون بحنين تعشق التطلع على مظهر بطن فتون الرائع اليوم و لولا ما حدث كان طفلها عمره عامين نفضت تلك الأفكار سريعا من عقلها ثم غطت شعرها بالحجاب لتفتح الباب لزوجها و من منه...
دلف فاروق بابتسامة مشرقة مقبلا رأس أزهار بمكر مردفا
ايه الهنا اللي أنا فيه ده كله الشوكولاتة نفسها بتفتح ليا الباب...
أومأت له بغرور مصطنع قائلة
مكنتش هفتح عشان زعلانة منك بس لولا وجود عم منصور علي الباب كنت سبتك برة...
سحبها من يدها لغرفته القديمة مغلقا الباب عليهما تلك الفتاة أفقدته عقله و انتهى الأمر
انتفضت مبتعدة عنه مع صوت جليلة لټضرب أزهار على صدرها بنواح
يا وقعتي السودة يا بختك المايل يا أزهار...
رفع حاجبه مردفا بتعجب
مالك يا شكولاتة في ايه!..
ضړبته على صدره بشراسة مردفة
اسكت يا واكل مال الولايا أنت أوري وشي ليهم إزاي بس بعد ما دخلت وراك الأوضة زي العبيطة...
أزهار ستظل أزهار مهما مرت الأيام و أصبحت سنوات حمقاء بلسان تلفه حول خصرها رفع رأسه إليها بغيظ يحاول الثبات بقدر المستطاع قبل أن يقول بابتسامة صفراء
انتي مراتي يا بت و داخلة ورايا الأوضة مش الحمام هيقولوا ايه يعني...
أزاحته ليعود خطوتين للخلف ثم فتحت باب الغرفة مردفة بمكر
هيقولوا
ايه يعني يا حبيبي.. فاروق احنا سمعتنا وسط العيلة مش كويسة و كله من تحت رأس قلة أدبك...
يعشق خجلها رغم قوة شخصيتها غمز إليها بابتسامة لا تبشر بالخير لينعم بحبها و مثل العادة الشهيرة دلف عليهما أحد أفراد العائلة و كانت جليلة الصاړخة
انتوا بتعملوا إيه هنا يا قللات الأدب البيت ده بيت الحاجة جليلة يعني طاهر و هيفضل طاهر..
جليلة...
خرجت من فاروق بصرامة لتضع جليلة كفها على فمها بتوتر ففاروق إذا تحول لا يعرف أحد التعامل معه انتهز فاروق توترها و ترك الغرفة بنفس الجمود ليخفي أثر جريمته أما أزهار اخذت بالمثل الشهير خدوهم بالصوت
عجبك تربيتك البايظة في أخوكي يا ست جليلة!.. يا ما قولتلك مش محترم و بيعمل حاجات وحشة قولتي عادي يلا بالإذن أنا كمان...
آه يا أنتي و هو...
فعل مثلما طلب منه الطبيب أعدت والدته الثلاث فتيات اللاتي أصبحن بنفس جمال والدتهم أو أكثر جمالا جلس بغرفة الطعام بانتظار قدومهم ليأتوا مع صغيره يوسف ابتسم إليهم ثم قبل رأس الصغار مردفا لوالدته
البنات كدة جاهزين يا حاجة!..
أومأت السيدة والدة كارم بحب مردفة
أيوة حبايب قلب ستهم بقوا زي القمر هيروحوا معاك فين بقى يا كارم!...
حمحم كارم بهدوء ثم قال ليوسف صاحب السبع سنوات
يوسف خد أخواتك برة يا بطل و خد بالك منهم...
أومأ إليه الصغير و خرج مع الفتيات لتنظر والدة كارم بقلق
هو في إيه بالظبط البنات هتروح فين يا كارم أوعى تكون ناوي تديهم لفاروق زي ما طلب منك البنات دول بقوا احفادي و هيفضلوا هنا لحد ما أنا أموت و أمهم تبقى معاهم هنا برضو في بيتك...
ابتسم الي والدته الحنونة أحبت بنات هاجر و كأنهم بالفعل أحفادها حتى بعد معاملتها الغير لائقة لهاجر و معرفتها بهوية والد الفتيات أخذ القليل من كوب الشاي الخالي من السكر ثم نزل على يد والدته مقبلا له مردفا
دول بناتي ياما و مستحيل يخرجوا من بيت أبوهم دكتور هاجر في المصحة طلب مني أجيب البنات لها يمكن ترتاح نفسيا شوية و توافق تتكلم معاهم بدل ما هي مفيش أي تحسن أو رد فعل طول التلات سنين دول...
رفعت السيدةوالدة كارم كفيها إلى السماء بدعاء قائلة
ربنا يشفيكي يا هاجر يا بنت حوا و آدم روح يا حبيبي و خد بالك من البنات بس اوعوا تاكلوا بره عشان معدة البنات مش واخدة على أكل الشارع...
بعد ساعة دلف بغرفتها بمفرده و ترك الفتيات بالخارج مع الطبيب حدق بها بحزن فهي كما هي تجلس أمام الشرفة بصمت ترفض حتى النظر إليه هاجر قررت الهروب من العالم بهذا الصمت داخل تلك المشفى بخطوات ثقيلة وصل إليها ثم جلس بجوارها على الأريكة مردفا بعد تنهيدة حارة
ناوية توجعي قلبي لحد امتا يا هاجر!.. أنا تعبت من الفراق و قلبي فاض بيه خلاص تعبت من الڼار اللي جوايا كل ما أشوفك في الحالة دي ارجعي ليا يا حبيبتي بقى...
لم ترد أو على الأقل تنظر اليه هو بالنسبة لها غير موجود بالغرفة شاردة ببحر من الذكريات كلما حاولت الخروج منه يأخذها إليه بقوة من جديد ضغط على يدها بقلة حيلة ثم همس ببعض الأمل
طيب بصي طالما أنا مش فارق معاكي ايه رأيك في بناتك يا هاجر!.. مش دول اللي ضيعتي عمرك كله عليهم
مش عايزة ترجعي تاخديهم في حضنك من أول و جديد...
قام من جانبها متجها لباب الغرفة لتدلف الثلاث فتيات بمرح طفولي ركضوا إليها بحماس شديد منذ علمهن من كارم أنهن سيروا والدتهم جلسوا حولها بشكل دائري لتقول سما
مامي أنتي قاعدة هنا ليه و ليه مش معانا في البيت..
ردت شقيقتها سيدار بحزن طفولي
مامي مش بترد علينا و لا عايزة تعيش معانا شكلها مش بتحبنا يا سما و زعلانة مننا...
دارت وجهها سريعا لهن و كأنها عادت الآن فقط للحياة أخذتهن داخل أحضانها تبكي رائحتهن بمفردها أعادتها للحياة اتسعت عينيه بذهول من تغير حالتها الملحوظ اقترب منها ليقف أمام عينيها الغارقة بالدموع ابتسمت إليه قبل أن تهمس بنبرة متحشرجة من سنوات اشتاق إليها
شكرا على حياة بناتي يا كارم شكرا...
انتهى اليوم و بصباح يوم جديد...
ارتدت فريدة ملابس الخروج بالساعة التاسعة صباحا ألقت على نفسها نظرة بكامل الرضا بالمرايا جميلة مثل عادتها و مع عملها أصبحت أكثر جمالا سحبت حقيبتها من على الفراش ثم خرجت من المنزل صاعدة لسيارتها ستذهب لفيلا فارس زوجها يكفي لهنا ما ضاع من عمرها تحبه و ستعطي إليه الفرصة الأخيرة..
فتح لها البواب الباب بترحاب شديد لتركن السيارة بمكانها ثم صعدت لغرفة فارس بالتأكيد مازال غارقا بالنوم تفاجأت من ترتيب الفراش و عدم وجوده نزلت للمطبخ لترى الخادمة قائلة
هو فارس فين!.. مش بايت هنا من إمبارح و الا ايه!...
أجابتها الأخرى ببساطة
فارس بيه عنده تصوير و هييجي كمان ساعة مع سمية هانم...
ابتلعت فريدة ريقها بتوتر مردفة
مين سمية هانم دي!..
أكملت الأخرى غسل الأطباق مجيبة بحسن نية
دي مديرة أعمال فارس بيه الجديدة بقالها ييجي سنة كدة و عايشة هنا في اوضة الضيوف...
عايشة فين يا عينيا!..
صړخت بها فريدة بطريقة سوقية قبل أن تترك المكان بالكامل ركضت لغرفة نومه منتظرة إياه على الفراش يعيش حياته هنا بالطول و العرض و هي تحترق بنيران الإشتياق!.. أخذت تفرك أصابعها ببعض و الغل يأكل قلبها مرت عليها الساعة مثل السنوات حتى حن عليها الباشا و عاد لمنزله...
اتسعت عينيها بذهول من تلك الصاروخ المتعلقة بيد زوجها أهذه الفتاة تعيش تحت سقف واحد مع فارس المهدي!. أغلقت الشرفة و نزلت ركضا لتكون باستقباله نظر إليها فارس بدهشة من وجودها مردفا
فريدة!!! غريبة جدا بتعملي ايه هنا!..
رفعت حاجبها إليه بغيظ و عينيها تدور على غريمتها بتفحص ثم قالت من بين أسنانها
بأعمل ايه يعني يا حبيبي هو مش المفروض إني مراتك و ده بيتي زي ما هو بيتك و الا ايه!.. جاية أقعد في بيتي عادي جدا مع جوزي...
ابتعد فارس عن سمية بهدوء مل من تلك اللعبة التي يعيش بداخلها ركض خلفها الكثير و ما فعله معها من ذنب لا يستحق هذا الكم من العقاپ اقترب منها ثم حرك يده على ظهرها بحنان قبل أن يبتعد بقوة قائلا پغضب
جوزك و بيتك دول حق أنتي اتنازلتي عنهم يوم ما وقفت تحت بيتك مستني تحني عليا في المطر و قولتي لو كنت راجل اطلقك مش عايز أشوف وشك في بيتي تاني إلا لو ضيفة و
تم نسخ الرابط