العاصفة

موقع أيام نيوز

الصمود و القوة مهما كلفه الأمر أبيه كان له مقولة تربى عليها البكاء ضعف و سند المسيري الوحيد لا ينفعه الضعف...
الآن هو بأضعف حالاته خسر طفله و كان على وشك خسارتها رفع عينيه يحدق بها بحنين
عايزك أنتي و بس يا أزهار مش فارق معايا حاجة تانية كفاية أوي عليا أنتي و بس هنعيش أجمل أيام عمرنا هعوضك و ده وعد مني ليكي...
ابتسامتها أدخلت بقلبه الحياة قطعة الشكولاته خاصته فاقت و ابتسمت إليه تغلب على ۏجع ساقه ليقوم من مكانه آخذا إياها داخل أحضانه بلهفة كادت أن تتمزق بين يديه إلا أنها لفت كفها السليم حول عنقه بقوة لحظات من الړعب مرت عليهما ليعلم كلا منهما أنه بلا الآخر لا شيء....
أخرجت أنين بسيط يعبر عن إشتياقها مع سماعها لصوته تأوه بمتعة خالصة قبل أن يردف
بحبك يا أزهار بحبك أوي...
أخيرا قالها بصدق سمعتها كثيرا منه من قبل إلا أنه الآن قالها من أعماق قلبه دفنت وجهها بعنقه مردفة بخجل
و أنا...
أبتعد عنها قليلا ناظرا لها ثم قال
الشاش اللي في رجلي منعني من حاجات ھموت و أعملها..
رفعت حاجبها بشراسة مردفة
إحترم نفسك مش أنا اللي ممكن تغرغر بيا و تسلبني
هنا اختفت ضحكتها و هي تضع كفها على بطنها بتلقائية قائلة بړعب
فاروق ابننا بخير صح...
أخذها بصدره مغلقا ذراعيه عليها بقوة رسالته وصلت واضحة فقدت جنينها مثلما اعتادت على الفقدان لم تبكي أو تصرخ كانت تعلم أن السعادة غالية و بعيدة عنها كل البعد ابتعدت عنه مردفة بتقطع
أنا مش زعلانة يا فاروق بالعكس أنا مبسوطة جدا إنه ماټ هو كدة في مكان أحسن بدل ما كان هيبقى طفل لأم زيي فقر أي حاجة حلوة تقرب منها لازم تروح اللي قهرني إني كل مرة أتعلق و أفرح رغم إني عارفة إن مفيش حاجة دايمة أو مكملة معايا بس أحسن إنه ماټ بدل ما كان أخد حظي و بختي و فقري...
كلماتها سهام قاټلة لم يتحملها ابتلع لعابه معتذرا
لأ يا حبيبتي أنتي أحسن واحدة في الدنيا و ابننا أول ما نخش الجنة هيبقى هو مستنينا هناك حقك عليا أنا السبب مش أنتي يا زهرة عمري...
بعد مرور أسبوع كان طوال تلك الفترة يدللها مثل طفلته الصغيرة يطعمها بيده تأخذ دوائها مع رجائه تنام مع سماعها لصوته الخشن يتلو عليها بعض الآيات من الكتاب الكريم نظرت إليه بعبوس ترفض أخذ الدواء مثل عادتها ليقول بحزم لطيف
و بعدين بقى يا شكولاتة مش المفروض نهتم بنفسنا أكتر من كدة خدي العلاج عشان أجبلك شكولاتة طعمة زيك كدة...
حركت رأسها نافية بقوة و بدأت دموعها بالسقوط مثل كل يوم مردفة بحنق
لأ بقى يا فاروق أنا خلاص تعبت مش قادرة كل يوم حقن و دوا زهقت و جسمي و معدتي ۏجعوني كفاية كدة...
قرص أنفها پغضب مصطنع ثم قال
دلع مش عايز دلع مش
كل يوم نفس المسلسل الهندي ده افتحي بوقك يا أزهار ما أنا كمان عيان و باخد دوا يلا...
نظرت إليه بحزن طفلة صغيرة ثم فتحت فمها تستقبل الدواء بصمت ابتسم إليها بمرح مقبلا ثغرها ثم أردف
زي القمر يا حبيبتي في كل حالاتك دوري أنا بقى آخد العلاج من ايدك يا شوكولاتة...
قطع حديثهما رنين هاتفه برقم الحارس الموجود مع جوليا حدق بها بارتباك قبل أن يغلق الخط إلا أن الآخر أستمر على الاتصال ليفتح و عينه على أزهار التي أغلقت عينيها بنعاس
خير في ايه يا زفت أنت...
مدام جوليا بتولد يا فاروق باشا اجبها أي مستشفى!...
انتفض من مكانه خارجا من الغرفة لتفتح أزهار عينيها بتعجب اما بالخارج رد فاروق پغضب
إياك تروح بيها المستشفى اللي أنا فيها بصي روح مستشفى و أنا جاي على طول....
أشار لفارس ليقترب منه مردفا بقلق
خير يا فاروق رايح فين...
أجابه فاروق و هو يتحامل على عكازه مردفا بنفاذ صبر
خد بالك من أزهار لحد ما أرجع يا فارس...
دلفت فريدة و جليلة لغرفة أزهار لتقول لهما بتوتر
هو فاروق راح فين!.
ابتسمت إليها جليلة بهدوء قائلة بمكر
راح مشوار مكنش عايز يسيبك قولتله متخافش على حبيبة القلب في الحفظ و الصون...
أومات إليها أزهار بتعب قبل أن تدلف الطبيبة غير التي كانت تتابع حالتها أخذت التقرير الخاص بحالة أزهار قائلة بهدوء
أنا الدكتورة مني هتابع مع حضرتك لأن الدكتورة أسما أخذت إجازة مدة...
تابعت الحديث دون أن تلاحظ إشارات جليلة و فريدة لها
حالتك دلوقتي بقت أحسن يومين كمان و ممكن أكتب ليكي خروج بس طبعا هتفضلي ماشية على العلاج ده لحد ما الرحم يهدى مش عايزة يكون عندك يأس ياما ناس الدكاترة كانت فاكرة إنهم مش هيخلفوا تاني و بقى عندهم أطفال خلي عندك إيمان كبير بربنا.... بس أهم حاجة العلاج بانتظام يا مدام أزهار أوعي تفقدي الأمل حتى لو فعلا التقارير بتقول إن حملك مرة تانية صعب جدا ...
حملي مرة تانية مستحيل...
الفصل السادس عشر
خرجت الممرضة من غرفة الولادة لتعطي إليه ابنته الصغيرة شعور غير سار بجسده المرتجف بعدما ضمھا بين ذراعيه اتسعت عينيه بلذة منبهر بتلك الصغيرة الجميلة مغلقة العينين ابتلع ريقه متوترا خائڤا أن يصيبها أي أذى قرب أنفه من عنقها ليأخذ أكبر قدر من عنبرها الفطري الخالص...
لذيذة بكل شي رهبته من الموقف ذهبت يود فقط بقائها بداخل صدره يحميها من العالم و ما فيه ارتفعت دقات قلبه أكثر بړعب على بكاء الصغيرة الذي انبعث فجأة أخذت شفتيه تتجول على وجهها مقبلا إياها عدة قبلات هادئة و هو يتحرك بها ذهابا و ايابا بطرقة المكان هامسا بحنان
بس بس يا حبيبة بابا كفاية عياط أنا معاكي أهو بس يا روحي إيه رأيك يا زهرة تفتحي عينيكي عشان أشوفها...
صمتت الصغيرة و كأنها تشعر به ثم ابتسمت إبتسامة واسعة بريئة أثناء نومها قبلها قبلة طويلة على جبينها ثم أشار للحارس قائلا
روح قول للدكتور بدر الطحان فاروق باشا عايزك حالا..
دقيقتان و كان الطبيب بدر الطحان يقف أمامه بترحاب شديد ففاروق صديق عزيز عليه حاول حمل الصغيرة من والدها إلا أن الآخر تمسك بها أكثر ليقول بدر بمرح
جرا إيه يا فاروق عايز أشيل البنت عشان التحليل... و بعدين دي مقابلة بعد سنين يا راجل..
ألمها صعب عليه تحمله قبل رأسها قبل أن يمد يده بها لبدر قائلا برجاء
ليك وحشة جامدة يا إبن الطحان بس الله يباركلك بلاش توجعها بلاش ډم استنى لما رمشة تقع و الا حاجة...
قهقه بدر بمرح و هو يأخذ منه الصغيرة قائلا
متخافش يا حنين دي زي بنتي تعال ورايا لما أشوف واحشك بجد والا أنت قليل الأصل...
بعد عشر دقائق انتهى التحليل بسلام لتؤخذ زهرة الصغيرة للحضانة و يجلس فاروق مع بدر بمكتبه تحدث بدر بهدوء
التحليل ده في الطبيعي بيقعد أسبوع بس عشانك هيكون عندك بكرا بالليل قولي بقى ناوي على إيه يا جوز الاتنين...
نظر إليه فاروق بسخرية قائلا
بلاش أنت الله يصلح حالك يا جاحد يا أبو ليلى أول ما أثبت إن البنت بنتي هسجلها بأسمي بعدها هطلق جوليا و أخليها تقعد هي و البنت في شقتهم عادي...
سأله بدر بأعين جادة
طيب و مدام أزهار يا فاروق هتقول لها ازاي!..
انتفض فاروق من مكانه بفزع مردفا برفض شديد
مش هقول حاجة لأزهار أبدا بالذات في ظروفها دي كان ممكن أقولها الأول لكن دلوقتي مستحيل أكسرها بالشكل ده دي تروح فيها طلبي الوحيد إنك تخلي مدام مسك تتابع حالتها يا بدر أتمنى يكون في أمل تحمل...
قطع حديثهما دخول مسك للغرفة بعدما تمت عملية الولادة لجوليا لتقول بابتسامة صفراء لفاروق
حمدلله على سلامة المدام يا فاروق بيه تقدر تروح تشوفها ده لو تحب طبعا...
خرج فاروق بلا كلمة أما مسك نظرت الي أثره بسخرية قبل أن تسحب زوجها من قميصه مردفة بدلال
هو أنا مش قولتلك ابعد عن الراجل الصايع ده يا إبن الطحان و الا أنت عايز تبقى زيه...
جذبها اليه أكثر فهو مع الكبر زاد وسامة و هي أصبحت أنثى كاملة الأنوثة و الجمال همس لها بشغب
تعرفي عني كدة برضو هو فاشل لكن أنا معايا أجمل و أروع و ألذ ست في الدنيا يا روحي...
بمنزل عابد و فتون...
بعد أذان العصر..
استيقظ عابد بسعادة أخيرا حصل على حبيبته لا يعرف كيف يشكر فاروق الذي طلب منها الرحيل معه لعش الزوجية ليلة أمس كانت ليلة بالعمر كله تخيل كثيرا هذه اللحظة و توقع جمالها إلا أنه تخطى تفكيره بآلاف الخطوات ألقى عليها نظرة شاكرا ربه...
لكل زرع يوم حصاد و ها هو حصد ما كان يريده حبيبته أصبحت زوجته حقه الذي ظل يبحث عنه الكثير و الكثير من حلاوة مشهد نومها بجواره لأول مرة تأكد أن كل ما مر قليل جدا للحصول عليها بالغطاء جيدا قبل أن يخرج من الغرفة متجها للمطبخ...
انتهى من إعداد الفطور لها ثم حمل الصينية الموضوع بداخلها أكلاتها المفضلة عائدا للغرفة وضع الطعام على الفراش قبل أن يقرب وجهه من خصلاتها هامسا
يلا بقى يا روحي اصحي عشان تفطري...
فتحت فتون عينيها بثقل قبل أن تبتسم إليه باتساع ليظهر صف أسنانها مثل الحمقاء مردفة بهيام
يالهوي على الروايات اللي أكلت عقلي يا جدع بقيت بتخيل حاجات غريبة قال ايه أستاذ عابد محضر ليا الفطار بنفسه..
قهقه بصوته كله ثم حمل الطعام ليضعه على فخذها مردفا بعبث
مهو لما يبقى حبيبتي كاتبة و عاشت حياتها كلها في الخيال يبقى لازم أحقق ليها حلمها مرة واحدة حتى زي ما أخذت منك أحلى هدية يبقى أديكي هدية بسيطة من عندي تفرحك إيه رأيك بقى في الفطار يا روحي...
اتسعت عينيها بفزع ما عاشته ليلة أمس و ما تعيشه الآن حقيقة بعيدة كل البعد عن أحلامها الخرفاء تورد وجهها بخجل تتمنى لو تعود للنوم من جديد هاربة منه مهما تخيلت الموقف فهو أصعب من أي تخيل قطع حبل أفكارها بقطعة الجبن التي وضعها بفمها هامسا
اليوم ده كان بالنسبة ليا حلم بعيد بس لما اتحقق عرفت إن تعبي اللي فات كله و لا حاجة قصاد إني أصحي من النوم و تكوني أنتي جوا بيتي و في حضڼي حقي ڠصب عن الكل...
أدمعت عيناها بسعادة مردفة بحب بعدما ابتلعت طعامها
لو رجع بيا الزمن تاني مستحيل كنت
كذبت اللي بيحب حد بيحبه زي ما هو كدة مهما كانت عيوبه إيه شكرا على كل حاجة يا عابد...
أنتي اللي شكرا ليكي يا روح عابد....
في المساء...
ترك فارس فريدة مع أزهار بالمشفى و عاد للفيلا ليأخذ فرحة الأيام الماضية كانت قاسېة لدرجة إنه غير قادر على الحركة سار بثقل حتى وصل لغرفة فرحة دق علي الباب لتفتح اليه بعد عدة لحظات مردفة بقلق
خير يا فارس رجعت النهاردة مع إنك كنت بتنام في المستشفى...
أخذ نفس عميق قبل أن يقول بهدوء يعلم جيدا أن بعده عاصفة
أنتي طالق يا فرحة طالق طالق....
للحظة حاولت استيعاب ما قاله طلقها فجأة و بلا سابق إنذار ارتفعت دقات قلبها الغير منتظمة صراعات عقلها بدأت بداخلها تكاد ټنفجر هل ما وصل إليها صحيح!... قالها لها بالماضي ستظل على اسمه لحين عودة عثمان هل عاد حبيبها الضال!.. حركت رأسها ليفهمها فارس الذي كان يتابعها بترقب ابتسم إليها بحنان ثم أومأ برأسه مردفا
أيوة يا فرحة عثمان رجع روحي غيري هدومك عشان تروحي تشوفيه..
فقدت قدرتها على الحركة فقدت جميع حواسها بلحظة لم تتوقع أنها سوف تحدث بحياتها عاد بعدما فقدت الأمل بعودته و ضاع من روحها ما ضاع سقطت دموعها بحسرة قبل أن تقول بنبرة متقطعة
مش عايزة أشوفه يا فارس مش هقدر احط عيني في عينه بعد كل اللي عمله كنت فاكرة إن ممكن روحي ترجع ليا برجوعه بس أنا کرهت نفسي أكتر...
محقة و هو مقدر ما ما عاشته بعد إختفاء شقيقه رفع كفيه ليزيل دموعها بحنان قائلا
معاكي كل الحق عشان تعملي فيه كل ما بدالك و يريحك بس ده هيبقى قرارك بعد ما تعرفي هو كان فين و عايش ازاي تعالي معايا اتكلموا سوا و بعد كدة أنتي حرة و القرار في ايدك لوحدك....
ترك الصغيرة بصعوبة تنام بين أحضان والدتها ثم جلس على المقعد المقابل لفراش جوليا واضعا ساقا على الآخر يحدق بها بصمت حتى انتهت من إطعام الصغيرة ليقول بجدية
البنت نامت و أنتي كمان محتاجة تنامي بكرا الصبح هعدي عليكم عشان ترجعوا شقتكم مش عايز حاجة توصل لأزهار يا جوليا عشان لو نزل منها دمعة واحدة بسبب الموضوع ده مش هتشوفي بنتك الباقي من عمرك...
زفر بضيق قبل أن يقوم من مكانه متجها للهاتف الموضوع على الشاحن بعدما فقد شحنه من الصباح نهش القلق قلبه مع عدد المرات التى اتصل بها فارس عليه أخذ الهاتف و خرج من الغرفة متصلا بالآخر ليرد عليه فارس پغضب
جرا إيه يا عم من الصبح برن عليك غير متاح أنت فين و سايب مراتك بټموت...
ټموت!... اسود وجهه و سقط قلبه أرضا
قائلا بهلع
مالها أزهار يا فارس أنا جاي مسافة الطريق...
زفر فارس مردفا
تعال عشان فيه دكتورة بقرة قالت لها إنها مستحيل تخلف و من وقتها و أزهار مڼهارة أخذت منوم و قدامها ساعة و تفوق أما الدكتورة بنت عندنا في المخزن ليلتها شبه وشها... و أنا دلوقتي في طريقي مع فرحة لعثمان...
وقفت سيارة فارس المهدى أمام مشفى خاصة بعلاج الإدمان نظرت لفارس بذهول هل عثمان يتعالج من الإدمان أومأ لها الآخر بلا كلمة لتنزل من باب السيارة تسير خلفه مع كل خطوة تقترب بها من غرفته ترتجف أكثر ساقيها تهددها بين الحين و الآخر بالسقوط خائڤة غاضبة حزينة مشتاقة كانت كغريق ابتلعه الماء و يئس من النجاة إلا أنها جاءت فجأة...
وقف فارس أمام باب الغرفة مشيرا لها بالدخول مردفا
أدخلي هو جوا و أنا مستنيكي هنا....
وضع يده على كفها المثلج هامسا بقوة
مټخافيش يا فرحة عثمان بقى كويس و أنا هفضل سندك و ضهرك للنهاية...
ابتسمت إبتسامة باهتة ثم فتحت باب الغرفة رأته أخيرا و بعد طول انتظار إلا أنه كان بقايا
تم نسخ الرابط