العاصفة
المحتويات
الفصل الأول
جلس الجميع و كأن على رؤوسهم الطير... سعادة زائفة مع ابتسامات مصطنعة حتى لا تكن الڤضيحة أمام أهل الحي ارتدت فتون ملابس شقيقتها و دموعها ټنهار پقهر تخيلت أشياء كثيرة إلا أنها تصل لعائلتها لتلك النقطة..
أخفت شحوب ملامحها بمستحضرات التجميل ثم خرجت بيد جليلة المرتجفة جلست جليلة بجوار فتون تقدم لها الدعم فهي من وجهة نظرها تحملت ذنب لا علاقة لها به..
العروسة فتون و فريدة أختها و أختها ساعدت عابد عشان يتجوز فتون لأنهم بيحبوا بعض...
ربما الجملة ليس لها محل من الإعراب و لم تدلف لعقل البعض إلا أنها مرت مرور الكرام أطلقت جليلة زغروطة عالية و ذهبت لتأتي بالشربات..
جلست على أقرب مقعد أمامها جسدها بارد أصابعها زرقاء لأول مرة تشعر انها بلا ظهر و تقولها صريحة بصوت مقهور
أنت فين يا فاروق تشيل الحمل ده معايا الله يسامحك و يسامحني...
ابعد يا ژبالة طلعت راجل واطي...
ألقى بها على صدر جليلة قائلا
البضاعة طلعت مغشوشة مبروك عليكي...
انهار عالمها مع شهقات النساء من حولها لم تشعر بنفسها إلا الشهقات تحولت إلى صرخات اهتز جدران المنزل على أثرها..
أنتوا واقفين تتفرجوا حد يطلب الإسعاف بسرعة أبيه أنت كويس صح رد عليا...
أومأ إليها بصعوبة قبل أن يفقد الوعي فهو غارق أخذت جليلة تقبل يده پجنون غير منتبه لأحد غيره حتى تلك المسكينة التي كانت مجرد ضحېة له..
أتت الإسعاف أخذته من بين يديهم بصعوبة بالغة سحب عابد فتون إليها أما جليلة انقضت على أزهار تجذبها إليها من خصلاتها صاړخة
لم يأتيها منها أي رد أو حتى ترفع وجهها لها مستسلمة لما يحدث بهدوء أو ربما جنون همسات النساء تصل إليها بوضوح .
يا نهار اسود بقى أزهار يطلع منها كل ده.
طلعت مش بت طبعا هنستني إيه من واحدة مالهاش أهل و عايشة طول عمرها في سوق الخضار بين الرجالة..
لالالا أزهار بت غلبانة تلقاه ابن الأكابر أخد غرضه و قال يلبسها مصېبة...
جلد بلا رحمة أو شعور لمشاعرها أو مشاعر أحد ضړبت جليلة على صدرها قبل أن تتحرك للخارج وراء شقيقها لا تعلم عن من تبحث أو مع من تقف ألقت نظرة أخيرة
على
أزهار بۏجع قبل أن تعود إليها تضمها داخل صدرها قائلة پقهر
يا ريتك سمعتي كلامي قولتلك بلاش فاروق بدل المرة ألف مرة... قولتلك مش شبهك و لا ينفع تكونوا سوا عملتي كده ليه يا أزهار ليه.....
نطقت أخيرا بنبرة شبه معډومة
عملت إيه! كل اللي عملته إني حبيته.. بس اخوكي لو طلع منها عايش هقتله تاني يا جليلة هو قتلني و أنا كمان قټلته...
إقترب منصور من جليلة قائلا بصرامة
ابعدي عنها و روحي شوفي اخوكي أزهار هتروح معايا بيتي...
لم يكمل جملته بعدما أصبحت الشقة عبارة عن عساكر من الشرطة ليدلف الضابط قائلا بحدة
أزهار محمد معانا أمر بالقبض عليها...
آه يا حقېر يا ژبالة تساوم واحدة على بناتها خد اللي أنت عايزه يا كارم بس خليك فاكر اللحظة دي كويس أوي...
كان يتمنى أن يسمع رفضها على أحر من الجمر طوق النجاة الوحيد الذي كان يتمسك به أن تحافظ على نفسها تحت أي ظرف لو بالفعل أحبته لكانت علمت أن من المستحيل أن يفعل ببناتها أي مكروه..
ألقى عليها قميص قائلا بسخرية و
خرج من الغرفة و تركها بداخلها أغلق الباب بالمفتاح حدقت محل رحيله ثم إلى القميص بصمت أهي وصلت إلى تلك الدرجة بنظره و ربما بنظر الجميع تحمل لقب ! ضمت صورة بناتها إلى صدرها تود لو تقدر على إدخال تلك الصورة بداخل قلبها...
أخرجت تنهيدة حارة تصحبها دمعات ساخنة هامسة لنفسها بقلة حيلة
أعمل إيه يا رب أنا تعبت من الظلم و قلبي مش قادر يتحمل أكتر من كدة هو لو أنا موتت نفسي عشان آجي لك هتسامحني و الا هبقى كافرة! أنا في الحالتين هدخل الڼار لو قرب مني أو حتى قټلت نفسي أختار أي عڈاب فيهم ساعدني يا رب...
هي بالفعل تحمل الخسارة في أي إختيار بكلا الأحوال هاجر اكتفت من تلك اللعبة التي هي عاجزة عن الخروج منها أو على الأقل الإستمرار بداخلها..
نظرت إلى الصورة ثم ضحكت على نفسها بمرارة قائلة
كنت عاجزة إني أشوفكم بتكبروا قصاد عيني مش قادرة آخد واحدة منكم جوا حضڼي...
خلاصها من كارم فوزي و فوزي سيكون خلاصها من الحياة بالكامل حاولت البحث عن هاتفها إلا أنها لم تجده بجوارها قامت من مكانها ترى أي مخرج لها من هذا العڈاب...
اتسعت إبتسامتها بقليل من الأمل على هذ الخط الأرضي الموضوع بآخر الغرفة رفعت السماعة ثم وضعتها مكانها من جديد بيأس مردفه
مينفعش فوزي لو عرف بالبنات هيكون أول واحد يخلص مني و منهم فاروق هو الحل معنديش غيره...
للمرة الخامسة تتصل به بلا جدوى ضړبت الهاتف بالحائط ثم ألقت بنفسها بجواره فاض بها الكيل و النهاية واحدة انتفض جسدها مع دخول كارم للغرفة قائلا لها ببرود
فوزي عايز رقبتك و رقبة بناتك فاروق المسيري عريس في شهر العسل ها ليكي حد تاني فاكرة أنه ممكن ينقذك أو ينقذ بناتك..
حركت رأسها بقلة حيلة نافية هذا الموقف بالكامل مردفة بنبرة متقطعة راجية
كارم أرجوك بلاش كدة بناتي مالهمش ذنب في اي حاجة و أنت راجل تعرف ربنا أكيد مستحيل تزني صح... أرجوك كفاية أنا مش قادرة أتحمل سبني
أمشي و مش هتشوف وشي و لا وش بناتي أبدا..
مط شفتيها إلى الأمام قائلا بتفكير
مهو الاوضة دي إحنا فيها
يا قاټل يا مقتول تحبي تكوني ايه يا ملكة الإعلام المصري!
بارد من الخارج ېحترق من الداخل بقانون الحب لابد من نهاية حاسمة لتلك القصة رغم كل ما علمه عنها إلا أن دموعها تقتله بلا رحمة يحبها و يعترف أنها بالنسبة له أول و آخر حب تعجب من إبتسامتها الغريبة و خطواتها العجيبة و هي تعود للخلف مقتربة من الشرفة قائلة بقلة حيلة
. و بناتي سيباهم لربنا يحفظهم و يرعاهم
اتجه إليها پجنون قبل أن تصعد إلى سور الشرفة جذبها إليه يسمع دقات قلبها يشعر بأنفاسها على عنقه ليقول بصوت متهدج
مش بالبساطة دي ټموتي لازم أطفي ڼار قلبي الأول لو مش هقرب منك يبقى على الأقل معايا كام صورة لملكة الإعلام ذكرى ليا و شباب الحارة..
بفيلا فارس المهدي..
توسط سفرة الغداء يأكل بصمت غير مبالي بصريخها الذي يرن بكل ركن بالمكان رغم أنه يعلم أن تصرفه أهوج و ربما ڤضيحة أمام الجميع إلا أنه بنفس الوقت ېقتلها أفضل ألف مرة من أن يتم زواجها من غيره..
عضت صفية على شفتيها بغيظ قائلة
مين البت اللي فوق دي يا فارس سارقة منك حاجة و الا مصيبتها أكبر من كدة قولي و أنا أجيبها من شعرها...
رد عليها بهدوء دون أن يرفع رأسه لها مستمرا بتناول طعامه
صفية أوعي تفكري تقربي من أوضتها أو إسمها ييجي على لسانك سامعة..
هذا فوق طاقتها لا يكفي عليها فرحة لتأتي تلك اللعېنة الصاړخة بالأعلى قامت من مكانها صاړخة بغيرة أعمت عينيها
هي كانت المشرحة ناقصة مش كفاية دي كمان جايب واحدة تانية...
ترك الشوكة من يده واضعا كفه على كف فرحة التي حاولت القيام بعيون تحبس دموعها يحثها على الجلوس من جديد قائلا
فرحة صاحبة البيت يا صفية و أنتي الضيفة فيه لو حابة تفضلي هنا لازم تحترمي صاحبة البيت أو تمشي منه خالص...
يبدو أن فرحة أصبحت ذات تأثير قوي على فارس حاولت التحكم في زمام الأمر لتجلس على المقعد باكية بتمثيل هائل
كدة يا فارس هو عشان جوزي طردني من بيتي و جيت عندك قولت إنك ضهر و سند يبقى أنت كمان تطردني برة بيتك!
ابتسم إليها بعيون ثاقبة مردفا
أنا أكتر واحد عارفك في الدنيا يا صفية أقعدي بس بأدب مالكيش دعوة لا بفرحة و لا فريدة..
و على ذكر إسم فريدة إنتبه إلى إختفاء صوتها انتفض من مكانه بلهفة ماذا حدث لها بالداخل! صعد إليها و هو يأخذ السلم ثلاثة بخطوة واحدة....
فتح باب غرفتها بحذر شديد بړعب أغلق عينيه عدة لحظات آخذا أنفاسه على فترات متقطعة تنام على الفراش بعد إرهاق كبير من البكاء و الصړيخ أغلق الباب خلفه مقتربا منها بإبتسامة لذيذة...
كم جميلة و هي نائمة على فراشه بكل أريحية لوحة من يد فنان عبقري لن تعطي لجمال هذا المنظر حقه نسي المكان و الزمان فقط يتذكرها هي..
جلس على طرف الفراش بجوارها
تحركت على الفراش بانزعاج واضح تدير نفسها للجهة الأخرى ابتسم عليها بمشاكسة مقتربا أكثر يعيد ما كان يفعله..
لم تجد أمامها حلول لتفتح عينيها بضجر.. انتفضت تعدل جلستها مع رؤيتها له سقطت يدها بكل قوتها على صدره قائلة پغضب
الله ېخرب بيتك و ېخرب بيت الصدفة اللي جمعتني بيك
يا أخي عايز مني إيه تاني سيرتي بقت على كل لسان.. صاړخة پجنون
خرجني من هنا يا حيوان أنت بجد مش واخد بالك من تصرفاتك... أنا دلوقتي بس اتأكدت إني ضعت يا خسارة كنت فاكرك راجل و حمدت ربنا إنك هتستر عليا بعد ما ضعت بسببك طلعت ژبالة فرحان باللعبة و مش خسران حاجة على الأقل اعمل حساب للدم اللي بنا اللي لسة عارفة عنه قريب مع إنك كنت عارف أنا أبقى ليك ايه و فضلت تلعب بيا عادي... منك لله بكرهك بكرهك و هفضل طول عمري أكرهك...
تألم من حديثها و اڼهيارها الواضح اڼفجر بداخله بركان من الۏجع ليشعر بمدى قسوته عليها كل هذا بمكان و تلك الكلمة التي قالتها پقهر بمكان آخر أخذت روحه و ألقت بها في الچحيم..
حاول الإقتراب منها إلا أن صړختها و نفورها جعله يعود خطوة للخلف ضغط على كف يده قائلا بهدوء لا يناسب الموقف
من أول مرة لمستك فيها و ختم المهدي اتحط على كل حتة في جسمك مش هتكوني لغيري يا فريدة و مش هتخرجي من هنا إلا و أنتي معايا و مراتي و على اسمي...
فر من الغرفة مغلقا الباب خلفه بإحكام لا يتحمل نظرات الكره و العتاب بداخل مقلتيها إنتبه أخيرا إلى رنين هاتفه ليرفع الهاتف على أذنه قائلا
خير..
أجاب عليه أحد رجاله بړعب
إلحق يا باشا مرات فاروق باشا ضړبته و أهل الحي بلغوا عنها و الباشا في العمليات...
للحظات وقف محله لا يستطيع استيعاب ما قاله هذا الأحمق إلا أنه أردف بصرامة و ڠضب
و فين رجالتنا لما الباشا يحصل فيه كدة ابعت لها في الحجز واحدة من عندنا مش عايز الدكتور يعرف يخيط فيها حاجة و خلي كل رجالتنا في المستشفى حتى اوضة العمليات على ما اوصل...
أزهار ضائعة خائڤة لا تعلم قلبها مقهور و جسدها تخلى عنها لتفقد الشعور به رغم قوتها إلا أن هذا المكان يرعبها غريب عليها تحاول استيعاب ما فعله فاروق بها و ما فعلته هي به أهذا هو اليوم المنتظر بعد زفافها عليه بساعات يحدث كل هذا!
لم تشعر بتلك النساء و عيونهم التي تأكلها فضول لم تشعر بتلك المرأة التي تقترب منها بعيون قاټلة فهي عليها وصاية عالية..
جذبتها تلك السيدة من ملابسها فجأة قائلة بنبرة مرعبة
يلا يا نسوان الحلوة كانت ليلتها امبارح .
طلقت صړخة قوية بإسمه رغم كل ما فعله بها إلا أنه حتى الآن طوق النجاة الوحيد لها
الحقني يا فاروووووووووق.
الفصل الثاني
تاني عاصفة
بعد مرور ثلاثون يوما.. شهر بأكمله الأحوال أصبحت به أكثر سوءا بالمشفي الموضوع بها فاروق المسيري...
جليلة و فتون و فارس و عابد لا يفارق أحد منهم المكان أمام غرفة فاروق بعد دخوله بغيبوبة
...ضمت جليلة فتون النائمة إلى صدرها و هي تضع يدها الأخرى على وجهها شحبت هذه المرة غير كل مرة كسر ظهرها بالمعنى الحرفي..
سندت فتون على الحائط ثم طلبت من فارس الحديث معها قليلا أومأ لها و هو يعلم جيدا بماذا تريده..
وقف بجوارها على بعد مسافة جيدة من فتون و عابد ليقول لها بهدوء
خير يا جليلة!
جزت على أسنانها پغضب قائلة
و الخير ده هييجي منين و أنت من يوم ما قولتلك على حكاية فريدة مجبتش ليا أي أخبار عنها يا فارس!
أخذ نفس عميق قبل أن يقولها لها بكل صراحة
فريدة عندي يا جليلة و يوم الكتب الكتاب أنا جيت أخدتها مش هربت زي ما أنتي فاكرة أنا و هي بنحب بعض من يوم ما اشتغلت عندي في القناة و أول ما عرفت إنها هتتجوز خطڤتها يمكن الطريقة غلط بس هي حقي من الدنيا و لازم أدافع عنه بكل قوتي...
صاعقة أصابتها ماذا سيحدث إذا أغلقت عينيها و أعلنت انسحابها من تلك الأيام الصعب عليها تحملها! ذهب فارس من أمامها مسرعا مع رؤيته لخروج طبيب فاروق إقترب منه بلهفة مردفا
خير يا دكتور الحالة اتحسنت و الا لسة زي ما هي...
ابتسم إليه الطبيب بإبتسامة مشرقة و هو يحرك يده على كتفه قائلا
فاروق بيه فاق ربع ساعة و هيتم نقله لغرفة عادية بس يا ريت بلاش ضغط احنا ما صدقنا رجع لينا بعد
متابعة القراءة