بقلم ندى محمود
المحتويات
يحدق في الفراغ بصمت
استنشقت الأكسجين بصعوبة وربطت على قلبها ببأس ثم قادت خطواتها المرتجفة كأنفاسها تماما
نحو زوجها القابع بذلك الركن بعيدا عن الجميع ويستحوذه الصمت القاټل وقفت أمامه دون أن تتفوه بكلمة واحدة فقط صوت أنفاسها المتلاحقة هو المسموع !
رفع عدنان رأسه ناحيتها وغصن حاجبيه پصدمة لوجودها المفاجيء سرعان ما وثب واقفا وسمعها تسبقه وتسأل بعينان تخشى السؤال
لم تشعر بشيء بعدها سوى بالقطرات الدافئة التي تسير فوق وجنتيها بانسيابية وصوتها الذي بدأ يرتجف وهي تتحدث
عدنان عشان خاطري قولي الحقيقية هو لسا في العمليات بجد
صدقيني لسا مطلعش والله وأنا واثق إن هيخرج منها سالم ومعافى ان شاء الله
أجفلت نظرها أرضا وتركت العنان لشلال دموعها في الانهمار ترغب في البدء بالعتاب والتعنيف أنه اخفي عنها مرض والدها لكنها ليست بوضع يسمح لها بالحديث كل ما
هيخرج ويرجع معانا البيت ويبقى زي الفل كمان
نظرت له بعين دامعة تحمل كل البؤس وهي تقول بالأمل الشيء الوحيد الذي يسعها التعلق به الآن بعده هو
يارب ياعدنان أنا خاېفة أوى اخسر بابا أنا بحبه أوي
لم يتحدث واكتفى الثانية التي كانت تتحدث بدلا عنه تبعث إشارات الاطمئنان والآمان لها بأنه معها وسيبقى للأبد
الوقت كان الد الأعداء لها في تلك الساعات والخۏف هو صديقها أما
ذراعيه وصدره كانوا الترياق
حمدالله على سلامته الحمدلله العملية نجحت وهو كويس وحالته مستقرة بس هيفضل تحت المراقبة 24 ساعة زيادة اطمئنان وتحسبا لأي مضاعفات مفاجأة لكن حتى الآن اطمنوا هو بخير ومفيش أي خطړ على حياته
الحمدلله شكرا يادكتور
على إيه ده واجبي
كان الطبيب على وشك الرحيل لولا صوت جلنار الخاڤت وهي تسأل بلمعة فرحة
ينفع ادخل اشوفه
رد الطبيب بمرونة باسما
مفيش مشكلة بس بدون كلام كتير وخمس دقايق كحد أقصى
أماءت له بالموافقة وهي تتسع ابتسامتها أكثر ثم تابعته بعيناها وهو يبتعد عن ناظريهم لتلتفت برأسها لعدنان واندفع نحوه تعانقه بسعادة متنهدة الصعداء براحة
الحمدلله
ضمھا إليه أكثر وتمتم باسما
قولتلك هيخرج ويبقى كويس الحمدلله
لم تبتعد عنه إلا بعد لحظات طويلة وهي تتلذذ بشعورها بين ذراعيها لكي ترتدي الملابس الخاصة وتستعد للدخول له وزيارته
داخل غرفة المراقبة العناية المركزة
تقدمت جلنار بخطواتها الهادئة تجاه فراش أبيها وهي ترمقه بنظرات واهنة وعينان دامعة ترى الأجهزة المتصلة بجسده وهو يغلق عيناه نائما في هدوء
بابا أنت كويس
فتح نشأت عيناه بوهن والټفت لها نصف التفاتة وراحت البسمة تجد طريقها فوق ثغره وهو يجيبها بصوت يكاد يسمع
أنا كويس ياجلنار الحمدلله
راحت تشكر ربها دون صوت وعيناها تعكس ابتسامتها داخلهم بوضوح بينما نشأت فتابع رغم تعبه وعدم قدرته على الكلام
متزعليش مني ياحبيبتي إني مقولتلكيش و
قاطعته بلين وهمست باسمة
مش وقته الكلام ده يابابا دلوقتي أهم حاجة أنك كويس وبخير الحمدلله بلاش تتكلم كتير عشان متتعبش نفسك
رنين الهاتف لا يتوقف منذ دقائق وهي أوشكت أن تلتقط ذلك الهاتف اللعېن وتلقيه بعرض الحائط لكي يتهشم ويتوقف عن الرنين للأبد
تحاول النوم لكن كيف وبجانبها ذلك الإزعاج المستمر لم تعرف هوية المتصل لكن اكتفت
طفح كيلها واصدرت صړخة مغتاظة لتلتقط الهاتف وتجيب بعصبية دون أن تتأكد من هوية المتصل
إيه قلة الزوق وعدم الاحترام ده في حد يتصل في الوقت ده ناس معندهاش ډم ومش محترمة صحيح
سمعت نبرة رجولية تعرفها جيدا تجيبها بلهجة مريبة
والله !!!
تلعثمت وجحظت عيناها بدهشة لتبعد الهاتف عن أذنها وتتفقد هوية المتصل لټضرب بيدها على وجهها في لطف ناعتة نفسها ب
حمقاء كل ذلك حدث في ظرف ثلاث ثواني وبالرابعة كانت تعود بالهاتف فوق أذنها وتجيبه باضطراب بسيط وابتسامة لم يراها لكن ظهرت في دلال نبرتها
آدم ! وحشتني أوي ياحبيبي والله
تجاهل تغذلها به حتى لا ينفجر بها وتابع بنفس نبرته السابقة
أنا قليل الزوق ومش محترم يا مهرة !!!
عضت على شفاها بتوتر ثم ابعدت الهاتف قليلا عن أذنها وهمست
يارب سامحني على الكدب ده
وفورا
عادت به مجددا تجيبه بجدية متصنعة ورقة جميلة
لا طبعا ياحبيبي أنا مقصدش ده أنت صفة الاحترام موجودة عشانك أساسا
آدم بوعيد مغتاظ
بعيدا عن اللي بتقوليه ده وأنا فاهم إنك بتاخديني على قد عقلي بس هي كلها يومين وتكوني في بيتي وسعتها محدش هيحوشني عنك
تنحنحت پخوف وهي تضحك ببلاهة محاولة تلطيف الأجواء هامسة
طيب أنت تعرف أنا لسا كنت بتكلم مع زوزا وبقولها آدم ده أنا بحبه بشكل لا يمكن حد يتخيله عارفة لو هشحت
كدا محبش قده
التوى فمه ببسمة مغلوبة وأردف بدهاء يفوق محاولاتها السخيفة لكسب الوضع بصفها
وإيه كمان !
تدللت في الحديث بنبرة افقدته
صوابه
بحبك يادومي
هيمن الهيام عليه ولم تسمع سوى صوت أنفاسه القوية فيضقت عيناها بحيرة وهتفت
آدم
أخذ نفسا عميقا يحاول التحكم بالثورة التي اندلعت بثناياه ورد عليه بصوت متيم
لم يجيبها واكتفى بابتسامته بينما هي فقامت بفتح النافذة واطلت منها برأسها فقط لترى سيارته بالفعل أسفل المنزل وهو يقف مستندا بظهره على السيارة ويرفع عيناه إليها يتأملها بعشق جارف فيخرج صوته في الهاتف أصاب يسارها بسهم العشاق الذي لا شفاء منه
وأنا كمان بحبك
رأى ابتسامتها الخجلة تعتلي معالمها وهي تتمعنه بحب لكن فجأة انتفضت والتفتت خلفها بزعر على صوت جدتها التي تهتف
بتعملي إيه يامهرة على الشباك السعادي !
تلعثمت وردت بسرعة محاولة إنقاذ الموقف
ولا حاجة ياتيتا انا سمعت أصوات بس وافتكرت في حد پيتخانق ولا حاجة بس طلع عيال المنطقة مع بعضهم إنتي إيه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي
فوزية بدفء
كنت رايحة أنام بس قولت اطمن عليكي الأول
مهرة بحب حقيقي ونظرات كلها امتنان
ربنا يخليكي ليا يازوزا متقلقيش أنا هروح أنام دلوقتي وأنا روحي نامي وارتاحي
طيب ياحبيبتي تصبحي على خير
وإنتي من أهل الخير يارب
فور رحيل جدتها رفعت الهاتف على أذنها فورا والتفتت للنافذة تتطلع لآدم وتهتف بحزم بسيط
امشي بقى يا آدم لو تيتا عرفت انك موجود تحت هتبهدلني
ضحك واتاها صوته في الهاتف متزامنا مع وجه وهي تراه يغمز لها بخبث
طيب ما تبعتيلي بوسة في الهوا كدا قبل ما امشي
اتسعت عيناها پصدمة وهتفت پغضب ممزوج بخجلها الشديد
آدم احترم نفسك وبلاش وقاحة
كتم ضحكته ورد ببرود ونبرة ازدادت جرأة
ما أنا مش همشي غير لما اخدها !
مهرة بعناد شديد
متمشيش خليك قاعد كدا وأنا هدخل أنام
هدر بكلمة سمرتها بأرضها من الذهول
هطلعلك
لهجته كانت تملأها الثقة المفرطة مما زعزعت شجاعتها هي لكن رغم ذلك احتفظت بثقتها وردت
متقدرش
ابتسم بخبث ورفع حاجة مستنكرا ثقتها بنفسها ثم استطرد بلهجة لا تحمل المزح
تتحديني !
استحوذ عليها السكون بعد سؤاله ولهجته التي تثبت جنون أفعاله فإن أكملت بتلك المجادلة ستخرج منها حتما خاسرة تنفست الصعداء بعدم حيلة ورفعت أناملها لفمها تطبق علي شفتيها وتضمهم للأمام ثم تبعد يدها متزامنة معها أرسلتها له بالهواء وهي تبتسم
بخجل فضحك هو بمشاعر طاغية ثم رد عليها بلؤم
هعتبرها تصبيرة لغاية الفرح يا مهرتي
لم يدهشها بوقاحته المعتادة بقدر ما أخجلها حيث أنهت الاتصال معه دون أي كلمة وتابعته بعيناها فقط وهو يستقل بسيارته ويلوح له بيده مودعا إياها ففعلت المثل وراحت عيناها تتحرك مع السيارة حتى غادرت الشارع بأكمله وتوارت عن أنظارها فدخلت غرفتها وهي
ابتسمت زينة له بحب وسألت برقة تليق بها
كنت بتقول لمين مبروك
هشام بنبرة طبيعية وهو يقرب كوب القهوة من فمه يرتشف منه بلطف
ده آدم بيعزمني على فرحه يوم الخميس
وكأن الماضي لم يعد لديه أثرا حتى لديها وعلى عكس المتوقع ابتسمت بسعادة دون أي ضغينة أو مرارة والتزمت الصمت للحظة ثم هدرت باسمة
هروح معاك
توقفت يده بكوب القهوة في منتصف طريقها لفمه والټفت بنظره ناحيتها يرمقها بتعجب ونظرة مطولة فهزت كتفيها ببساطة وتمتمت
مالك أنت مش حابب تاخدني معاك ولا إيه !
هشام بهدوء تام وأعين دقيقة
تستغرب ليه أنت عندك شك أن زينة القديمة لسا عايشة !!
لم تجد إجابة منه وعيناه فقط كانت تستشفي الأسئلة منها التي تطلق إشارات مبهمة
وغامضة فتنهدت بعمق والتصقت به لتهمس أمام وجهه مباشرة
أنت عارف كويس إني مسحت الماضي من حياتي وآدم مكانته عندي حاليا كأخ ليا مش اكتر من كدا
سكتت للوهلة ثم تابعت بعينان تلمع بوميض زاهي يظهر بداخله الامتنان والعشق لكل ذرة حب لا تنطفأ بداخلها
أنا عرفت معنى الحب الحقيقي معاك أنت ياهشام أنت حبي الأول والأخير
غلبته رغبته وعقله الذي ېصرخ به أن يصنع من تلك اللحظات ذكرى لا تمحى ولا إراديا انحرفت نظراته لتستقر فوق شفتيها فدنى منها يسرق معها لحظات ستوثق
للأبد بذاك
كانت الصغيرة تجوب الغرفة إيابا وذهابا وسط همهماتها الطفولية الغير مسموعة وهي تدندن بفرحة فاليوم هو يوم عودة جدها من المستشفى بعد
غياب ثلاث أيام عن المنزل لم تكن فرحتها فقط بعودة جدها بل أيضا أبيها الذي لم تراه طوال الثلاث أيام سوى مرة واحدة
بينما هي منشغلة بالتفكير في طريقة تستقبل بها جدها المړيض اقټحمت أمها الغرفة وهي تقول لها باسمة
يلا ياهنا البسي عشان جدو زمانه على وصول
انتصبت واقفة وقالت بلهفة
بابي معاه
أماءت لها جلنار بالإيجاب وتقدمت نحو خزانتها الصغيرة تخرج لها ثوب طفولي من اللون الأحمر ثم التفتت لها وتمتمت
يلا ياهنون عشان تلبسي إيه رأيك في الفستان ده
هنا بحماس وعينان لامعة
حلو أوي
اقتربت جلنار وچثت على قدميها أمامها ثم بدأت في مساعدة ابنتها بتبديل ملابسها والصغيرة لا تتوقف عن الغناء بمرح فراحت جلنار تشاركها الغناء وهي تضحك ووسط اللحظات الحافلة بالأجواء الإيجابية الجميلة سألت هنا بنظرة فضولية
مامي هو أنتي هتلبسي احمر زي
ضيقت عيناها بتعجب وردت
أنتي عايزاني البس أحمر ليه
زمت هنا شفتيها وردت بكل هدوء طفولي جميل
عشان إنتي زهرة حمراء ولازم تبقى لابسة أحمر زي الزهرة
اندهشت من رد ابنتها فاستخوذ عليها السكون لبرهة من الوقت قبل أن تبتسم بحيرة وتسألها
مين قالك إني زهرة حمراء !
ابتسمت وسرعان ما تحولت البسمة لضحكة وهي ترفع كفها الصغير تكتم على فمها وتقول برقة ساحرة
بابي دائما بيقولك كدا وكمان بيقولك يارمانة والرمان لونه أحمر هو بابي بيقولك رمانة ليه يامامي اشمعنى الرمان !
انطلقت ضحكة جلنار العالية على سؤال صغيرتها العفوي واجابتها وهي تكمل مساعدتها في ارتداء ملابسها
عشان اسمي جلنار هو اسم لزهرة حمراء وليها اسم تاني كمان اللي هو زهرة الرمان
هنا بإشراقة وجه وعينان حماسية
طيب وأنا معنى اسمى إيه
احتضنت جلنار يدين ابنتها ودنت منها تلثم وجنتيها بحنان أمومي وتهمس بنبرة تنبع بالحب والدفء
إنتي الفرحة والسعادة والسرور زي ما كنتي فرحتنا أنا وبابي وسعادتنا لما نورتي حياتنا وكنتي فرحة بابي الأولى
ثم سكتت وتابعت بغمزة لعوب وهي تضحك بخفة
عرفتي بقى هو بيقولك هنايا ليه !
أماءت الصغيرة بإيجاب وهي
تبتسم باتساع وسرعان ما ارتمت على جسد أمها تعانقها هاتفة
أنا بحبك أوي إنتي وبابي يامامي
واحنا كمان ياحبيبة قلبي بنحبك اكتر
انتفضت بعيدا عن أمها فور سماعها لصوت باب المنزل وراحت تركض لخارج الغرفة وهي تصيح بفرحة غامرة
بابي وجدو جم بابي وجدو جم
استقامت جلنار واقفة وعدلت من ملابسها وكذلك شعرها ثم غادرت الغرفة بخطوات هادئة لكن في ثناياها ممتلئة بالشوق واللهفة لرؤية أبيها
بالأسفل نزلت هنا آخر درجة من درجات الدرج ورأت جدها أمامها فركضت إليه بلهفة تصرخ جدو لينحنى نشأت لمستواها ويحملها فوق ذراعين لاثما وجنتيها بشوق هامسا
وحشتيني ياحبيبة جدو
هنا برقة
وإنت كمان ياجدو وحشتني
عاد يلثم وجهها من جديد فسألته هي باهتمام
إنت بقيت كويس دلوقتي ياجدو
ضحك
بخفة ورد عليها وهو يلتقط كفها يرفعه لشفتيه ويلثمه برفق
وهو حد يشوف الهنا ويفضل تعبان
لاحت بسمتها الخجلة على وجهها ولم تدم طويلة حيث صدح صوت جلنار الناعم وهي تتقدم نحو أبيها هامسة
حمدالله على السلامة يابابا
انحنى وانزل حفيدته من فوق يديه ليبسط ذراعيه أمامه يستقبل بهم ابنته التي انضمت لحضنه مردفة بشوق
وحشتني يابابا ونورت بيتك كله
نشأت وهو يلثم شعر ابنته ويضمها لصدره بحنو
البيت نور من وقت ما رجعتي ليا ياجلنار إنتي وهنا
جلنار بحب نقي
ربنا يخليك لينا يارب
تعلقت الصغيرة بقدم جدها وأخذت تشد بنطاله
بشكل متكرر حتى ينتبه لها وتهتف في عبوس وعينان منطفئة
بابي فين ياجدو
نشأت ببسمة هادئة
بابا راح يخلص شغل و جاي ياحبيبتي وهو قالي مش هيتأخر
مطت شفتيها للأمام بحزن وقالت بعينان تلألأت بالدموع وتذمر
هو قالي هيجي مع جدو أنا زعلانة منه
أنهت عبارتها الطفولية الحزينة واندفعت للأعلى حيث غرفتها تنوي المكوث بها والانفراد
بحزنها من أبيها بعيدا عن الجميع بينما بالأسفل الټفت نشأت تجاه ابنته وحدثها بلطف
روحي ياجلنار شوفيها
جلنار بهدوء وهي تمسك بذراع أبيها تساعده على الحركة
حاضر يابابا هروح أشوفها بس الاول تعالى اوصلك اوضتك عشان ترتاح شوية
سار معها ببطء تجاه الدرج يصعد درجاته بكل حذر وهي تساعده حتى انتهى ووصلوا لغرفته ساعدته على الاستلقاء فوق فراشه ودثرته بالغطاء جيدا ثم استدارت ورحلت حتى تقوم بتحضير وجبة الغذاء له وكذلك تطمئن على ابنتها
بتمام الساعة التاسعة مساءا
فتحت بدرية باب المنزل واستقبلت عدنان الذي دخل وأرسل لها بسمة بشوشة قبل أن يقود خطواته للطابق العلوى قاصدا غرفة ابنته وبيده
يحمل علبة كبيرة داخلها دمية إحدى أفلام الكرتون المفضلة لديها
تحرك بخطوات هادئة حتى لا يوقظ أحد بالمنزل وبالأخص نشأت وقف أمام باب غرفتها ومد يده يمسك بالمقبض ويديره لليسار برفق ثم دفع
الباب للداخل بلطف وادخل رأسه أولا يتجول بنظره بين أرجاء الغرفة بحثا عن صغيرته لكن لا أثر لها فعقد حاجبيها باستغراب وقد تلاشت ابتسامته ليدخل ويغلق الباب هاتفا بصوت قلق
هنا !
كانت الصغيرة تقف أمام النافذة تتابع بوابة المنزل منذ وقت طويل تنتظر وصوله وفور رؤيتها لسيارته تدخل لحديقة المنزل أسرعت تبحث بغرفتها عن مخبأ حتى تختبأ منه كتعبير طفولي لطيف عن ڠضبها وانزعاجها منه
ظلت تستمع لصوته وخطوات قدمه وهو يبحث عنها بالغرفة بينما هي تختبأ في خزانة الملابس ورغم ڠضبها منه إلا أن عدم استطاعته في العثور عليها اشعرتها بالنشوة وجعلتها تضحك بصمت وحماس وبعفويتها الطفولية راحت تعتدل في جلستها داخل الخزانة ودون أن تنتبه أصدرت ضجة جعلته يتسمى بأرضه ويلتفت برأسه تجاه
متابعة القراءة