بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


وابتسامة 
من غير مناسبة مش لازم يكون في مناسبة عشان اخدك ونطلع نقضي وقت لطيف مع بعض 
ابتسمت باستنكار عاقدة ذراعيها أمام صدرها تلقي عليه بسهام كلماتها القاسېة 
امممم أصل مش متعودة على الاهتمام منك أو إنك تفكر فيا أساسا عشان كدا مستغربة 
تلاشت ابتسامته ونجحت بالفعل في مبتغاها لكنها وجدته يمد أنامله لخصلاتها يبعدها عن عنيها هامسا في نظرة ذات معنى ونبرة جادة تحمل وعيدا عاطفيا 

وأنا سبق ووعدتك إنك هتشوفي شخص تاني ياجلنار وقولتلك إنك من هنا ورايح هتاخدي وبس مني يعني اتعودي على الاهتمام والحب ده 
جلنار باسمة بسخرية وصوت يضمر خلفه المرارة 
حب وهتديني الحب إزاي وإنت مش بتحبني ياعدنان !! 
رأته ينحنى مجددا عليها يلثم وجنتها بقوة ثم يهمس بالقرب من أذنها بنبرته الرجولية العاطفية 
ومين قالك إني مبحبكيش ! 
صابها السكون الممتزج بدهشتها من رده وكالمرة السابقة لم يترك لها الفرصة لتجيب حيث ابتعد وقال غامزا 
جهزي نفسك بليل زي ما قولتلك أنا همشي عشان اتأخرت
وباللحظة التالية كان يثير مبتعدا في اتجاه سيارته يتركها متصنمة مكانها بعدم فهم أو استيعاب لما تفوه به للتو 
توقف بسيارته أمام مبنى المستشفى ثم ترجل منها وقاد
خطواته السريعة للداخل كانت إحدى المستشفيات العامة مكتظة وممتلئة بالمرضى والأطفال وجميع الفئات وقف للحظة يتجول بنظره في الأرجاء يبدو أنا سيبحث عنها بنفسه ! 
اتجه نحو الدرج يصعد للطابق الثاني ثم وقف بمقدمته وعيناه تبحث عنها لكن لا وجود لها فأكمل صعوده للطابق الثالث والأخير ليندفع يسير به باحثا عنها وأخيرا عيناه التقطتها تجلس فوق أحد المقاعد وتبكي پعنف ثم ترفع أناملها تجفف دموعها بظهر يدها كالأطفال دون أن تتوقف عن ذرف الدموع 
تقدم منها في خطوات شبه سريعة حتى وصل إليها فانحنى عليها بجسده يضع كفه برفق فوق كتفها هامسا 
مهرة ! 
نبرة صوته مميزة تستطيع تميزه به وسط جيش من الرجال أو ربما قلبها هو من يميزه رفعت رأسها بسرعة تتطلعه بعيناها الغارقة ولم تشعر بنفسها سوى وهي تهب واقفة تتعلق برقبته وتبكي بنشيج مرتفع 
انتابها شعورا بالآمان فور رؤيتها له ودفعها قلبها لمعانقته والتعلق به كطوق النجاة الذي سيأخذ بيدها النور مشاعر غريبة تتمكن منها وبقدر ما هي تخيفها إلا أنها جميلة ! 
الدكتور قال إن في انخفاض حاد في نسبة السكر ودخلت في
غيبوبة سكر 
تملكه القلق هو الآخر حيث أبعدها عنه بلطف وهتف 
هي عندها السكر ! 
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت في ندم وألم 
كله بسببي يارتني قولتلها أنا يمكن مكنش ده حصلها كانت هتسمع منى احسن ما تسمع من
الغريب 
طيب اهدي واقعدي الأول بس وفهميني هو ده حصل إزاي ! 
جففت دموعها وردت بصوت مبحوح مجفلة نظرها الأرض بخجل ومرارة 
واحدة من الجيران جات عندنا وقالتها على اللي حصل معايا لما اتخطفت وكمان على الكلام والأشاعات اللي طلعتها عليا اللي متتسمي بدرية الهي ربنا ينتقم منها مطرح ما هي مرزوعة
وطبعا هي أول ما سمعت الكلام ده تعبت ومقدرتش تستحمل
آدم عاقدا حاجبيه باستغراب 
اشاعات !!! 
هتفت مسرعة في أسى وخنق دون أن ترفع نظرها عن الأرض 
قالت عليا كلام مش كويس
يا آدم يعني عشان تخلي
سمعتي في الطين في المنطقة 
لم يرد أن يضغط عليها أكثر خصوصا في هذا الوقت رغم أن ما سمعه للتو ألهب نيران الڠضب بداخله إلا أنه لم يظهر لها شيء وهتف في حنو وصوت هاديء يبعث الطمأنينة 
بصي بعدين تبقى تحكيلي الموضوع ده بالظبط لكن دلوقتي مش وقته إنتي اهدي الأهم ومټخافيش هتفوق وهتبقى زي الفل أنا واثق 
يارب 
هو فين أوضة الدكتور تعرفيها 
ليه 
هتكلم معاه شوية واعرف منه تفاصيل اكتر عن حالة جدتك فينها الأوضة 
أشارت بسبابتها على أحدي الغرف بالجهة المقابلة متمتمة 
شوفته دخل الأوضة دي 
استقام واقفا وقال بجدية 
طيب خليكي هنا متتحركيش من مكانك وأنا مش هتأخر عليكي
هزت رأسها بالإيجاب وتابعته وهو يسير متجها لتلك الغرفة التي أشارت إليها وبمجرد دخوله واختفائه عن انظارها عادت دموعها تنهمر من جديد ولكن بصمت ! 
في مساء ذلك اليوم 
تجلس بجواره في مكتبه الخاص وأمامهم عدة أوراق خاصة بالعمل يعملون منذ ساعتين تقريبا كلاهما يملي على الآخر بعض الأفكار لتحسين وضع معين يخص العمل فيتبادلون الأحاديث والافكار بتفهم وجدية 
توقفا عن الحديث والتقطت هي ملفا تتفقد أوراقه وتقرأه بعناية غير منتبهة لنظراته التي تعلقت عليها يتأملها بسكون وغرام وبعد ثلاث دقائق من الصمت التام التفتت برأسها له على حين غرة وكانت ستهم بالتحدث لولا ملاحظتها لعيناه الثابتة عليها فاضطربت وهمست بريبة 
شو صار لك ليش عم تتطلع فيني هيك !! 
رأت شبح ابتسامته العبثية تظهر فوق شفتيه ليجيبها غامزا بمكر 
بتأمل في الجمال اللي قاعد جمبي ده اصل حاسس إنه محلو النهارده مش كدا ولا أنا متهيألي 
رمشت بعيناها عدة مرات في صدمة قبل أن تشيح بوجهها للجهة الأخرى مسرعة وتهتف متذمرة بخجل شديد 
حاتم حاج تخجلني كل مرة هيك !! 
ضحك وقال مشاكسا إياها مستمتعا بخجلها 
وتخجلي ليه هو أنا قولت حاجة غلط ! أنا بس قولت اللي شايفه 
رفعت يدها لا إراديا ترجع خصلات شعرها المنسدلة على وجهها للخلف مبتسمة باستحياء ملحوظ وتجيب في خفوت 

أجابها بمداعبة وعينان تطلق نظرات غريبة ومختلفة
على الرحب والسعة ياعزيزتي 
أنا آسف 
نظرت له مجددا وهدرت باستغراب 
لشو !!! 
حاتم معتذرا
بلطف وحنو 
على اللي عملته معاكي في اليوم اللي اتأخرتي فيه برا اتعصبت عليكي جامد وزودتها بس مكنتش عارف أنا بعمل إيه والله من كتر عصبيتي وخصوصا لما قولتلي إنك مع راجل اټجننت متزعليش مني !
ابتسمت برقة ثم غمغمت في لؤم 
أي تمام ماني زعلانة خلص بس إذا تكررت مرة تاني ما راح مرأها بسهولة هيك ليكون بعلمك يعني مشان ما تفكر تتكررها 
حاتم ضاحكا بمرح 
ياشرس إنت 
نادين بحزم مصطنع مانعة ابتسامتها من الظهور فوق ثغرها 
خلينا نكمل الشغل مو وقت الكلام هلأ 
قهقه بخفة عليها بعدما لاحظ تغييرها لمجرى الحديث في محاولة بائسة لإخفاء خجلها بتصنعها للحزم !! 
يجلس بحديقة المنزل فوق المقعد الهزاز يرتدي حلته الرجولية وكل لحظة والأخرى يرفع يده يتفقد ساعته فقد أوشك على الساعة وهو ينتظرها هكذا بالخارج ولم تنتهى بعد ! 
ترك صغيرته مع جدتها وكان سيأتي ويأخذها في المساء أثناء عودتهم للمنزل لكن أسمهان رفضت وأصرت بأن حفيدتها ستقضي الليلة معها والغريب أن حتى الصغيرة لم ترفض بل رحبت بالفكرة وسعدت جدا 
هب واقفا وكان سيندفع للداخل حتى يذهب لها ويتفقدها بعد كل هذا
التأخير لكنه تسمر بأرضه في ذهول عندما وجدها تفتح الباب وتغادر المنزل تسير باتجاهه في خطوات متريثة وناعمة مثلها 
كانت ترتدي ثوب أسود اللون طويل وضيق يندرج بفتحة مثلثية من القدم حتى الركبة ومن الأعلى حمالات عريضة فوق كتفيها تنزل بشكل دائري عند الصدر أما من الخلف فكانت فتحة الثوب واسعة تصل لمنتصف ظهرها وتترك شعرها الأسود الحريري ينسدل على ظهرها من الخلف تاركة بعض الخصلات المائلة أمام عيناها 
كانت تسير نحوه برقة معهودة منها وبقدمها ترتدي حذاء مرتفع من نفس
ابتلع حلقه الجاف وقال باسما بإعجاب وهيام 
لولا إن المطعم مش هيكون فيه غيرنا مكنتش خليتك تطلعي باللي إنتي لابساه ده أبدا 
جلنار پغضب بسيط 
ماله فستاني !!!
عدنان بعينان تتفحصها بجراءة مبتسما 
إذا كان أنا وعملتي فيا كدا أمال لو طلعتي قدام الناس هيحصل إيه ! 
تأثرت قليلا بكلماته لكنها لم تظهر حيث ردت بصرامة 
إنت قول الحمدلله إني وافقت أخرج معاك أصلا 
عدنان ببرود يحسد عليه بعدما فهم أنها تتعمد إثارة غضبه 
الحمدلله مش يلا بقى ولا إيه يارمانة اتأخرنا
تأففت بخنق من كلمته المشهورة رمانة وسارت باتجاه السيارة فكانت خطواته هو اسرع منها حيث وصل قبلها وفتح
لها باب المقعد المجاور له يبسط كفه مشيرا للداخل فوقفت وتطلعت إليه رافعة حاجبيها بابتسامة قبل أن تمسك بثوبها ترفعه قليلا وترفع ساقها الناعمة والجميلة حتى تدخل وتجلس بالمقعد وتتابعه بعد أنا اغلق الباب والتف للجهة المقابلة يصعد بجوارها وينطلق بالسيارة 
كان العشاء بأحد افخم المطاعم وحين دخلت معه كان المكان فارغ تماما لا يوجد به أي طاولات ولا وجود لأي زبائن وفقط بالمنتصف وضعت طاولة متوسطة الحجم وحولها مقعدين مقابلين لبعضهم والأضواء كانت بنية خاڤتة وصوت موسيقى رومانسية هادئة تملأ المكان 
التفتت برأسها إليه وقالت بدهشة 
إنت حجزت المطعم ده كله علشانا احنا بس !!! 
انحنى على أذنها يهمس في عاطفة 
تؤتؤ عشانك ! 
مالت برأسها للجانب وحدجت في لمعة عيناه الجديدة بعمق وفورا اشاحت بوجهها بعد أن أحست بأن الابتسامة ستخدعها وتنطلق فوق ثغرها ثم سمعت همسه الخاڤت مع ابتسامته 
تعالي نقعد يلا
سارت معه نحو الطاولة الوحيدة المتبقية بالمطعم وقبل أن تسحب مقعدها كان يسحبه
هو لها بأسلوب راقي هنا فشلت في إخفاء ابتسامتها التلقائية التي شقت طريقها لثغرها وجلست فوق المقعد ثم ابتعد هو والتف ليجلس فوق مقعده يتابعها وهي تتجول بنظرها في أرجاء المكان كله معادا وجهه 
فجأة صدح صوت رنين هاتفه الموضوع فوق سطح الطاولة فتطلع لشاشته يقرأ اسم المتصل ثم جذبه واستقام واقفا
يسير مبتعدا عنها ليجيب بغلظة 
عملت إيه 
رد الطرف الآخر بخبث وشيطانية 
كله تم زي ما أمرت ياباشا مش فاضل غير أوامرك بس عشان ننفذ فورا 
أظلمت عيني عدنان بشكل مخيف وغمغم في صوتا مريبا ومخيفا بعض الشيء 
تمام انتظر مني الإشارة مش عايز أي غلطة ولا عينكم تغفل للحظة 
اطمن ياباشا كله تحت السيطرة
انهى الاتصال فهو ليس بوقت يسمح له بالانشغال بهذه الأشياء الآن وضع هاتفه في جيب بنطاله وعاد لها ليجلس فوق مقعده من جديد 
كان يعم الصمت القاټل بينهم لا يسمع سوى صوت الموسيقى من حولهم هي لا تنظر له وهو يتأملها بعمق حتى وصل نادلين أحدهم يحمل صينية واسعة فوقها صحون الطعام والآخر كان يقف بجوراه يلتقطت الصحون ويضعها أمامهم فوق الطاولة بانتظام وبعد انتهائه ارسل لهم ابتسامة عذبة في رسمية قبل أن يستدير وينصرف 
كانت الأغنية رومانسية هادئة تجعلهم يتحركون معها بتناغم ورقة وبعد دقيقة من الصمت سمع أخيرا همستها القوية بنظراتها الثاقبة كنظراته تماما كأنها تعلمتها منه 
ليه !! 
هو إيه اللي ليه ! 
جلنار بتوضيح أشد 
ليه بتعمل ده كله ياعدنان !! 
تنهد بقوة وغمغم في صوت رجولي جاد دون أن تزين شفتيه أي ابتسامة 
بحاول اعوضك بكل شكل ممكن صحيح أدركت خطأي وندمت متأخر بس ده ميمنعش إني احاول اصلح الغلط ده
لمعت عيناها بالعبارات ليس لجمال كلماته ولكن لذلك الوضع الذي يعاني كلاهما منه 
لا هو يتخلى ولا هي تتمكن من العفو بسهولة 
قالت في خفوت وضيق 
اللي قولته الصبح مش هيغير حاجة ومش هيخليني انسى كل حاجة واسامحك 
ابتسم بمرارة وتمتم في تفهم 
عارف ومش منتظر إنك تسامحيني بالسهولة دي أساسا أنا بس حبيت اوضحلك إني عمري ما كرهتك ولا يمكن هكرهك
جلنار باستياء وألم دفين 
وليه متقولش إنك حاسس بالندم عشان كدا رافض تطلقني كنوع من تكفير الذنب وعشان تريح ضميرك
احتدمت نظراته في حدة ليهز رأسه بالنفي في عڼف ويقول بصدق لمسته في نظرته وصوته 
أبدا أنا لو فعلا زي ما بتقولي كنت هطلقك واسيبك وهبقى برضوا ريحت ضميري لكن أنا عايزك بجد ومش مستعد اخسرك إنتي وبنتي إنتي عرفاني
كويس وعارفة إني مش بتمسك بشيء إلا لما يكون غالي عندي بجد وإنتي وهنا اغلي حاجة في حياتي دلوقتي
فشلت في منع دمعتها المتمردة التي سقطت فوق وجنتها الناعمة والبيضاء لتجيبه في قوة رغم عيناها الدامعة 
الكره حاجة والحب حاجة ياعدنان مش معنى إنك مش پتكرهني يبقى بتحبني يمكن صحيح إنت عمرك ماكرهتني بس كمان مبتحبنيش
ارتفع صوت رنين الباب وكانت أمها تقوم بأداء فرضها فاضطرت هي للنهوض حتى تفتح للطارق المجهول سارت زينة باتجاه الباب هاتفة 
أيوة ثواني 
وصلت وامسكت بالمقبض تديره وتجذب الباب إليها بعفوية غير متوقعة لما ستجده أمامها وبمجرد ما أن وقعت عيناها عليها تصلبت كان صاعقة أصابتها من فرط الصدمة وتفوه لسانها بشكل لا إداري في عدم استيعاب 
هشاام
الفصل الرابع والثلاثون 
كانت في عالم آخر حتي صړخ صوت بعقلها واستفاقت على أثره فأدركت الوضع ابعدت يديها عنه وتراجعت للخلف بخطوة تسحب جسدها من بين ذراعيه وتحدجه بسكون وبعيناها نظرة استنكار لضعفها أمامه لا يجب أن تكون لينة بهذا الشكل فمازال الطريق طويل أمامه حتى ينال ما يسعى إليه 
تابعها عدنان بعيناه
البائسة وهي تعود لتجلس فوق مقعدها أمام الطاولة وتشيح بوجهها للجهة الأخرى تتفادى النظر إليه عمدا كإشارة بسيطة ترسلها له من خلال تلك التصرفات أن ما حدث كان مجرد حالة لحظية لا تعني
شيء وأنها لن تكون دليل على هي في المقدمة تلك القائمة التي يود الهروب منها ظن أن السنوات والبعد سيقضى على عشق لم يجد مأواه مع عاشقه لكن لم تزيده السنوات إلا ألما وشوقا يتخبط كل ليلة بأشواقه وأحلامه التي
تزوره بها دوما كأن عقله الباطني يرسل له إشارات ليخبره من خلالها يكفيك تفكير بها ترهق نفسك وترهقني معك ! لكن هيهات فهل يستمع القلب المتعجرف لذلك العقل المتفلسف ! 
قلبه أخذ يطرق بقوة يرسل للجميع دليلا بأن الليلة التقى أخيرا بذلك المعشوق الذي ارهقه لسنوات والإبتسامة صعدت بشكل لا إرادي
فوق شفتيه أما عينيه فحملت لمعة العشق والشوق لكم يرغب الآن بضمھا إليه يستنشق رائحتها فتتخلل إلى نفسه المشتاقة 
تغيرت وأصبحت أكثر جمالا اكتسبت القليل من الوزن في جسدها الضئيل ملامحها الطفولية
نضجت وباتت تليق حقا بأنثى فاتنة مثلها تلك العينان السوداء اللامعة والواسعة والشفاه المنتكزة والأنف المستقيم مع شعرها الطويل المنسدل بخصلات صغيرة فوق وجهها وترفع باقيته لأعلى بمشبك صغير 
رمشت زينة بعينها عدة مرات في عدم تصديق حتما تحلم لا يعقل أن تكون تراه بالفعل أمامها بل هو حتى لم يعد هشام التي تعرفه ! أين جسده النحيف وشعره الذي يستمر بحلاقته كلما ينمو بسبب انزعاجه من الشعر الطويل أصبحت بنيته ضخمة وجسده رياضي ومثاليا أما شعره الناعم سرحه بشكل عصري ورائع حتى
أن لحية ذقنه نمت بشكل كثيف ومعالم وجهه أصبحت أكثر غلظة وصرامة يبدو أن تلك السنوات لم تذهب هدرا بالفعل وذلك الغبي انسته السنوات صديقته الوحيدة ! 
ظلوا يتطلعون ببعضهم في صمت أحدهم لا يبالي بشيء سوى بإشباع عينيه من النظر لذلك الوجه الجميل والأخرى تتملكه الصدمة قطع لحظتم قدوم ميرفت التي بمجرد ما أن لمحت عيناها هشام صاحت بعدم تصديق 
هشاااام 
هرولت إليه شبه ركضا تضمه لها بقوة
 

تم نسخ الرابط