بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


صاحب المعرض وعرفت اسمه من هناك 
المعرض اللي وقعت سلسلتك فيه ! 
أيوة هو يا زوزا على حظي النحس السلسلة متلاقيش غير هناك وتقع مني ! 
رتبت فوزية على ذراعها بحنو متمتمة 
ولا يهمك يابنتي متعرفيش الخير فين أنا هقوم انام وانتي كملي نومك 
اماءت لها بالموافقة وتابعتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب فور انصرافها أخذت مهرة نفسا عميقا واخرجته زفيرا قوي ثم أغلقت الهاتف ووضعت رأسها على المخدة من جديد ثم مدت يدها واطفأت ضوء الغرفة وبعد دقائق قليلة غاصت في ثبات عميق 

ارتفع رنين الباب فظنت انتصار أن جلنار قد عادت ضيقت عيناها باستغراب وهتفت وهي تسير نحو الباب 
حاضر حاضر هو إنتي لحقتي تروحي تشوفيه ! 
وصلت إلى الباب ثم أمسكت بالمقبض وإدارته وجذبت الباب إليها فتصلبت بأرضها كالصنم حين رأت نشأت أمامها 
كانت هنا في الداخل وحين سمعت صوت رنين الباب ركضت وهي تهتف بحماس 
ماما 
لكنها وقفت تحدق في جدها بدهشة لم تراه منذ أكثر من شهرين وقاربت على ثلاثة أشهر فانطلقت منها صيحة عالية بفرحة 
جدو ! 
انتبه نشأت على أثر صوتها الرقيق فعلت الابتسامة المشرقة وجهه وهو يتقدم خطوة للداخل وينحنى للأمام بجزعة فاردا ذراعيه لها يحثها على الركض والانضمام لحضنه ففعلت الصغيرة ف
وحشتيني أووي ياحبيبة جدو 
هنا بصوتها الطفولي الساحر 
وإنت
كمان إنت كنت فين ياجدو 
أبعدها عنه قليلا وحدقها بنظرة دافئة متمتما بأسف 
سامحيني
ياحبيبتي 
زمت هنا شفتيها بحزن وتمتمت 
تعرف بابي تعبان وماما راحت تشوفه وقالتلي إنها بكرا هتاخدني عشان اروح اشوفه كمان 
نشأت ببعض الحزن المماثل لها 
عارف ياحبيبتي مټخافيش بابا هيبقى كويس إن شاء الله 
اعتدل في وقفته وتطلع لانتصار متمتما بنبرة عادية 
عاملة إيه يا انتصار 
انتصار بمضض 
بخير الحمدلله يانشأت بيه جلنار راحت تشوف عدنان يعني مش موجودة 
عارف يا انتصار أنا جاي اتكلم معاكي إنتي 
ظهرت معالم الحيرة على وجهها وضيقت عيناها باستغراب ثم افسحت له الطريق ليدخل وأغلقت الباب خلفه تحركت أمامه
نحو الصالون وجلست على أحد المقاعد الواسعة وجلس هو على الأريكة المقابلة لها وفوق قدميه جلست هنا بين ذراعين جدها الذي أخفض نظره لها وقال بحب وهو
تعرفي تجبيلي ماية ياهنون 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة واسعة ثم نزلت من فوق قدميه تركض نحو المطبخ حتى تجلب لجدها الماء كما طلب منها بينما هو فهتف بإيجاز في نبرة مهتمة ولأول مرة تشعر انتصار بخوفه وحبه الحقيقي لابنته 
أنا عارف إني لو كلمت جلنار وطلبت منها تيجي تقعد معايا لغاية ما عدنان يتحسن مش هتوافق فأنا جيت عشان اقولك بس واوصيكي بنتي وحفيدتي أمانة في بيتك يا انتصار وأنا هخلي رجالة تبعي يقفوا عند بوابة العمارة تحت عشان اكون مطمئن اكتر عليهم
وكل ده ليه يعني ! 
عشان حاډث عدنان كان مدبر وممكن اللي أذاه يحاول يأذي بنتي وحفيدتي وأنا مش هسمح بده صلاح بيراقب جلنار في كل خطوة وفي تلاتة هيبقوا تحت بيحرسوا العمارة لغاية ما يقوم عدنان بالسلامة وانا هتكلم معاه
ضړبت انتصار على صدرها شاهقة بهلع وهتفت پخوف 
يامصيبتي يعني ممكن يأذوا جلنار 
نشأت بحدة ونظرة قوية 
قولتلك مش هسمح أن حد يمس شعرة من بنتي أو حفيدتي يا انتصار كل اللي طالبه منك بس إنك تخلي بالك عليهم وتبلغيني بكل تفصيلة بتحصل وكمان ياريت متقوليش لجلنار إني جيت أو تجيبي ليها سيرة بخصوص مراقبة صلاح ليها وحتى الرجالة اللي هيقفوا تحت لو سألت قوليلها أي حاجة غير إنهم تبعي
هزت رأسها بالموافقة وقد فرت من وجهها بسبب الهلع ثم سألت بقلق 
طيب ومعرفتوش لغاية دلوقتي مين اللي ورا الحاډث
ده 
وصلت هنا ووقفت أمام جدها وهي تمد يدها الصغيرة حاملة كوب الماء الصغير وهاتفة برقة 
المايه ياجدو 
الټفت برأسه لها ولم يتمكن من الرد على سؤال انتصار فجذب كوب الماء من يد حفيدته وهو ينحنى لاثما وجنتها ومتمتما وهو يشرب الماء 
شكرا يا اميرة جدو 
وضع كوب الماء فوق الطاولة الصغيرة وهتف وهو يملس على شعرها بلطف ودفء 
انا همشي ياهنا دلوقتي بس اوعدك إني هاجي تاني إن شاء الله خلاص
ردت عليه بحزن 
خليك شوية متمشيش 
مش هينفع ياجدو عشان ورايا شغل بس وعد زي ما قولتلك هاجي تاني والمرة الجاية هقعد كتيييير أوي لغاية ما تزهقي مني تمام 
زي ما اتفقنا 
تمام يا نشأت بيه 
سار باتجاه باب المنزل وانصرف فظلت انتصار واقفة مكانها تفكر بحديثه والقلق والخۏف ينهش قلبها نهش وفقط تردد من بين شفتيها ربنا يستر 
احكيلي بقى إيه موضوع فريدة بالتفصيل 
كان ردا قويا
من آدم على سؤال جلنار له بنوع الحديث الذي يرغب في التحدث به معها فصمتت هي لبعض الوقت متطلعة إليه بتردد حتى قالت أخيرا بعدما حسمت أمرها 
طيب هحكيلك بس متجبش سيرة لعدنان دلوقتي خالص على الأقل لغاية ما يقوم بالسلامة ويطلع من المستشفى 
طيب قولي ياجلنار بس يلا 
أخذت نفسا عميقا قبل تبدأ بسرد كافة التفاصيل التي حدثت منذ خروجها من المعرض خلف فريدة حتى ټهديدها لها بالمستشفى وكان آدم يستمع إليها وعيناه تخرج شرارات ڼارية من فرط الڠضب يقفل يده ويضغط على قبضته بقوة يرغب الآن بالذهاب لذلك الوغد الذي يدعى نادر وېخنقه بيديه 
انتهت جلنار من التكلم فخرج من فم آدم لفظ بذيء يسب ويشتم به كل من نادر وفريدة ثم هب واقفا ينوي الذهاب لنادر لكن جلنار أمسكت به وقالت بحدة 
رايح فين يا آدم مينفعش ده واحد حقېر وممكن يعمل أي
حاجة ويأذيك 
آدم بصوت مرتفع قليلا وهو يصيح بانفعال 
وانتي متخيلة إني هسيب بعد
اللي عمله في عدنان أنا كنت شاكك فيه أصلا ودلوقتي اتأكدت منو مفيش حد ليه مصلحة يأذي عدنان غيره هو وال فريدة
هتفت جلنار محاولة تهدئته وهي تمسك بذراعه حتى لا يفر من بين قبضتيها 
ولا أنا كمان متأكدة أنا شاكة زيك يا آدم أنهم هما اللي ورا الحاډث ده ابوس ايدك اهدى عشان خاطري وخلينا نفكر
الأول بهدوء هنعمل إيه ونكشفهم إزاي لأن دول شياطين واحنا مش ضامنين ممكن يعملوا إيه
انطلقت من آدم ضحكة ساخرة رغم ملامح وجهه المخيفة وهو يلوح بيده في بعض الدهشة 
فريدة ومن سنة واكتر ومع 
لمحت جلنار فريدة وأسمهان وهم يركضون نحوهم فضغطت على يد آدم متمتمة بنظرة جادة 
جم متخلهاش تحس إنك عرفت حاجة وامسك نفسك قدامها يا آدم 
وصلت أسمهان إليه شبه ركضا وارتمت على ابنها وعانقته بفرحة غامرة متمتمة 
عدنان فاق يا آدم اللهم لك الحمد والشكر يارب
ملس على ظهرها بيده في رقة وعيناه عالقة
على فريدة تستقر في عينه نظرات قاټلة تكاد تفتك بها وتسرق أنفاسها وبالفعل هي ارتبكت من نظراته فاشاحت بنظرها بعيدا عنه متسائلة عن سبب تلك النظرات المرعبة التي يرمقها بها 
هتف آدم بابتسامة رسمها بصعوبة بسبب الڠضب الذي يهيمن عليه ورد على أمه 
فاق ياماما الحمدلله وكويس ادخلي شوفيه واطمني عليه بنفسك عشان ترتاحي اكتر 
هزت أسمهان رأسها في سعادة وهتفت بحماس وتشوق 
طبعا هدخل اشوفه
انتبهت إلى جلنار التي تقف بالقرب من آدم وتتابع ما يحدث بصمت فرمقتها بنظرة حاقدة كلها نقم وقرف ! 
في صباح اليوم التالي 
تم نقل عدنان إلى غرفة عادية بعد تحسن حالته الصحية واستقرارها تماما 
سحب آدم مقعدا وجلس بجوار فراش أخيه وتمتم باسما 
حمدلله على السلامة ياعم شيبت شعر راسنا من الخضة والله
ضحك عدنان ورد عليه مداعبا وهو يغمز بعيناه 
عمر الشقي بقى 
ثم هتف متسائلا بجدية 
عملت إيه في اجتماع الصفقة اللي كان المفروض امبارح 
آدم بنبرة رجولية خشنة 
اجلته لغاية ما تقوم بالسلامة وتظبط كل حاجة بنفسك لكن قولي إنت ناوي علي إيه صحيح 
تنهد بقوة وعلى ثغره ابتسامة لئيمة متمتما 
هتشوف استني بس اطلع من المستشفى واتفرج 
ضحك آدم وهو يغمز لأخيه بلؤم مماثل ثم هدر بجدية أشد من السابق تكاد تكون ڠضب ونقم 
سواق العربية النقل اللي خبطتك هربان بس الرجالة قالبين الدنيا عليه وهيتجاب ونتأكد مين
اللي ورا الحاډث ده 
إنت شاكك في مين ! 
هقولك بس مش دلوقتي لما نمسك الحقېر ده الأول
اقټحمت هنا الغرفة حيث فتحت الباب بقوة رغم جسدها الضئيل وركضت نحو أبيها صائحة بفرحة غامرة 
بابي 
ظهرت إشراقة وجهه فور رؤيته لها واعتدل في نومته بصعوبة ليستقبل صغيرته التي قفزت فوق فراشه وجلست بجواره ثم ارتمت عليه تعانقه بشوق حقيقي هاتفة بصوتها الطفولي اللطيف 
وحشتني يابابي 
لم يجبها فقط زاد من ضمھا إليها وهو يستنشق رائحتها المحببة لقلبه ويتمتم بنبرة مختلفة كلها مشاعر أبوية نقية 
وإنتي كمان وحشتيني ياهنايا 
ظلت بين ذراعيه للحظات وهو مغمض عيناه ويتمتم بصوت خاڤت ودافيء 
كنت خاېف مقدرش اشوفك تاني يا قلب بابا
الټفت آدم برأسه ينظر لجلنار التي تقف على مسافة ليست ببعيدة تتطلع لهم بعينان دامعة ومتأثرة فظهر شبح الابتسامة على شفتيه ثم هب واقفا وسار نحو الباب ينوي الرحيل حتى يترك لهم بعض المساحة الشخصية كعائلة وأثناء مروره من جانب جلنار رمقها باسما بمشاكسة وغمز لها بعيناه الخضراء فرمقته هي بنظرة حادة تكتم ابتسامتها وتابعته بنظراته حتى رحل عن الغرفة فتحركت باتجاه مقعده وجلست عليه ثم همست برقة 
حمدلله على سلامتك 
الټفت لها برأسه وابتسم بدفء ثم قال 
الله يسلمك 
انحنت هنا على أذن والدها وتمتمت بخبث طفولي ضاحكة 
بابي تعرف ماما كانت ټعيط كتير وقالتلي إنها بټعيط عشان زعلانة إنك تعبان 
اتسعت عيني جلنار وهي ترمق ابنتها بغيظ بينما هو فكتم ضحكته وهمس لصغيرته بمكر وعيناه ثابتة على جلنار 
امممم ما أنا عرفت ياحبيبة بابي هي كانت بټعيط كتير أوي يعني ! 
هزت رأسها بإيجاب وردت بخفوت وبعض التوتر من نظرات أمها لها 
أيوة كتيييير أوي 
اماء برأسه وهو يبتسم بمشاكسة ثم رمق جلنار بنظرة دقيقة مثبتا نظره على عيناها الحمراء والمتورمة من كثرة البكاء ثم هتف بمكر مقصود باسما 
امممم ماهو واضح عليها ياهنون فعلا 
ارتبكت من نظراته المثبته على عيناها فوجدت نفسها بتلقائية تشيح بوجهها
للجهة الأخرى بعيدا عنه ليضحك هو بصمت ويتطلع لابنته هامسا بعد أن لثم وجنتها بقلبة سريعة 
روحي يابابا قولي لعمو آدم بابا بيقولك جيب
ليا الشوكولاته اللي بحبها 
قفزت فرحا وصاحت 
بجد 
أيوة بجد ياملاكي يلا اجري الحقيه قبل ما يمشي هتلاقيه واقف برا 
نزلت من الفراش وهرولت راكضة للخارج بجسدها الصغير وفستانها الطفولي اللطيف مثلها تماما بينما هو فتابعها حتى رحلت ثم ادار نظره نحو الجالسة على المقعد ولا تزال تشيح بوجهها عنه ناحية النافذة المفتوحة فتحرك في فراشه ببطء على الجانب الذي تجلس هي فيه وخرج صوته الوديع 
ششششش 
رمقته بطرف عيناها في نظرة خاطفة وسريعة فابتسم وهتف 
بصيلي هنا 
التفتت برأسها مرة أخرى ناحيته في اقتضاب تخفي توترها وخجلها بتصنعها الحزم والجدية لكنه غمز لها بابتسامة لعوب وهمس بصوت يحمل بحة جديدة 
عيطتي
للدرجة اللي خلت عيونك يبقى منظرها بالشكل ده !
ابتسمت بسماجة وتمتمت بتصنع عدم الاهتمام رافضة الاعتراف بخۏفها وحزنها الشديد عليه 
لا ده أنا عيني كانت ۏجعاني وفضلت ادعك فيها كتير فورمت وبعدين أنت
متعرفش ااا 
توقفت عن الكلام حين وجدته يمسك بكفها محتضنا إياه بين قبضته الضخمة ويتطلع إليها بعينان حكت
الكثير عن الذي يرغب بقوله لها الآن قد يكون مندهشا وسعيدا عليه الاعتراف أن آخر شخص كان يتوقع أن يح
أنا اللي اعرفه إن عيون زهرتي الحمرا مش لايق عليها العياط أبدا
لأول مرة ينعتها بزهرته الحمراء لطالما اعتاد أن يقول لها رمانتي نسبة إلى اسمها الذي يعني زهرة الرمان الحمراء 
انفتح الباب وظهرت من خلفه فريدة فانزل يد جلنار تدريجيا التي التفتت برأسها للخلف تتطلع لفريدة باشمئزاز أسرعت فريدة إلى عدنان وارتمت عليه تعانقه بقوة وتهتف برقة مقصودة حتى تثير غيظ جلنار 
حمدلله على سلامتك ياحبيبي كنت هتجن من الخۏف عليك 
لم يبادلها عناقها كعادتها بل اكتفى بأنه ملس بيده على ظهرها في لطف وتمتم بنبرة فاترة 
الله يسلمك يافريدة أنا كويس متقلقيش
انطلقت من جلنار ضحكة بسيطة كلها استهزاء وهي معلقة نظراتها الشرسة على فريدة من ادعائها أنها
كانت في حالة هلع من فرط خۏفها عليه ولم تتمكن من منع نفسها من الرد حيث قالت بخبث أنوثي وابتسامة مائلة للجانب في سخرية 
صحيح يافريدة نادر كان موجود يوم الحاډث وبعدين مشي فجأة متعرفيش ليه 
فقدت فريدة النطق للحظة وابتعدت عن عدنان بعلامات وجه ظهرت عليها الاضطراب لكنه لم يلحظ لاهتمامه بجلنار وسؤالها عن نادر وطريقتها الغريبة في الحديث 
هتف عدنان بصوت رجولي غليظ 
وإنتي مالك بنادر ! 
جلنار بنظرات لا تزال ثابتة على فريدة وكلها غل وڠضب 
لا أصل شوفته واقف مع فريدة بيتكلموا
الټفت عدنان بنظره لفريدة يرمقها بحدة وعينان تلوح بها علامات الاستفهام ينتظر منها تبرير فابتلعت هي ريقها وردت بقوة متصنعة 
عادي كان بيسألني عن وضعك وقولتله 
ابتسمت جلنار بلؤم ثم هبت واقفة وقالت بنظرات غريبة ليست لجلنار الرقيقة ابدا 
أنا هروح اشوف هنا 
استدارت وسارت لخارج الغرفة بأكملها بينما فريدة فتحركت وجلست على مقعدها وهي تتفادي نظرات عدنان المشټعلة لها كان يحدقها بأعين لا تملك ذرة ثقة ويخبرها من خلالهم لم اصدق أي كلمة ! نظراته ممېتة اربكتها حقا لكنها تصنعت التجاهل وقالت بإشراقة وجه 
تقوم بالسلامة بس وترجع البيت وأنا بنفسي هعملك كل الاكل اللي بتحبه ياحبيبي من هنا ورايح مش هسمح لأي حاجة انها تخلق مشاكل بينا أنا كانت هتجرالي حاجة من خۏفي عليك 
رمقها بنظرة جانبية قاسېة لم يعد اعمي حتى يصدق كل كلمة تتفوه بها هو الآن كالأسد المتربص لفريسته ينتظر منها أن تخطأ حتى يتلهمها وبات لا يطيق رؤيتها هو فقط انتظار اللحظة المناسبة التي سيتأكد فيها من شكوكه حينها ستكون الفريسة قد سقطت بين فكي الأسد 
بمساء مدينة كاليفورينا في أمريكا 
خرجت من غرفتها بعد سماعها لصوت طرق الباب سارت في خطوات هادئة باتجاه الباب وهي ترتدي بيجامة منزلية لطيفة وترفع شعرها لأعلى بمشبك كبير 
وصلت امام الباب ونظرت من العين السحرية فرأت حاتم أصدرت زفيرا حارا بغيظ ثم تراجعت خطوة للخلف وفتحت الباب له وقفت تسد الطريق عليه حتى تمنع من الدخول هاتفة بقرف مصطنع 
خير شو بدك 
حاتم بتصنع الجدية محاولا تمالك ابتسامته من الانطلاق على
شفتيه 
ممكن افهم يا آنسة مجتيش الشغل ليه النهاردة ولا هو عشان إنتي رئيسة التحرير في الشركة ومع المدير دايما في كل حاجة يبقى هو هيسكت عن الإهمال وعدم الانتظام ده 
استدارت وسارت عائدة للداخل وهي تقول بسخرية وعدم مبالاة 
شو راح تعمل يعني يا حاتم بيك 
ضحك في ظهرها دون صوت ثم دخل وأغلق الباب خلفه متمتما بثقة وحزم مزيف 
هعمل
 

تم نسخ الرابط