بغرامها متيم

موقع أيام نيوز


يطمئن لهذا المؤشر 
ثم استأذن من ماهر ان يتناوب في عمل تمارين لقدميها فرفع ماهر الغطاء قليلا وعدل من هندامها كي لا تظهر قدميها فهو يغار عليها بشدة ثم بدأ بتحريك قدميها ولكن رحمة لم تشعر بهم على الإطلاق مما جعلها رددت بذهول
اني مش حاسة برجلي خالص هو في ايه 
اڼصدم عمران وماهر من ما قالته للتو مما جعل الطبيب يتنهد بأسى مما شك فيه من البداية فاستأذن من ماهر 

بعد اذنك ممكن تبعد اشوف شغلي 
ابتعد ماهر وخطى إليها وأمسك كف يديها واحتضنه بين يديه وباليد الأخرى يربت عليه ظهرها بحنو كي تهدأ اما الطبيب بدا ايه بعمل تمارين لقدمها وهو يسألها وكل ما تجيبه انها لن تشعر بشيء أبدا فقام بشك قدمها بذاك الدبوس ولكنها أيضا لم تشعر ولم تتأوه مما جعلهم جميعا منصدمين من عدم شعورها بشكة الدبوس حتى نطقت پصدمة 
معقولة هو انا اكده اتشليت يا دكتور !
خطى عمران إليها هو الآخر ثم شملها بنظرة حانية وهو يربت على ظهرها كي يرزقها السکينة والهدوء ثم تحدث الطبيب بنبرة حزينة وهو يعلمهم حالتها 
الحمد لله قضى أخف من قضى ربنا نجاكي من المۏت بمعجزة من عنده لو كان جوزك اتأخر عنك دقيقة واحدة بس كانت هتفرق في عمرك فمش عايزين ايه اللي حصل يأثر على نفسيتك علشان في مشوار علاج لازم هتكمليه وبإذن الله ربنا بيخلف في قضاه ألف رحمة 
انهمرت الدموع من عينيها بغزارة وكأنها كانت تعلم كم ذاك الۏجع الذي سيسكن قلب تلك الرحمة وشعرت أن الدنيا اظلمت من حولها 
أيعقل بعد أن كانت تلهو وتلعب وتجري بشقاوة وتملأ الكون من حولها بهجة وسعادة لاااا بل هي صاحبة السعادة بنفسها أن تقضي باقي عمرها على
كرسي متحرك !
أما ذاك الماهر هو وعمران انصدموا بشدة وعمران نطق بلسان غير مصدق 
يعني ايه كلامك دي يادكتور ! هي اكده مش هتقدر تمشي تاني على رجليها !
أجابهم الطبيب بعملية 
اللي هيتابع الحالة بتاعتها 
أنهى الطبيب فحصه لها وإخبارهم بكل شئ يخص حالتها وأجابهم على جميع أسئلتهم ثم خرج معه عمران وهو يسأله صريحا بعيدا عنها 
يعني يا دكتور ممكن تقعد قد ايه في حالتها دي من نظرتك 
ولا هي أصلا هتفضل اكده على طول قاعدة على كرسي متحرك 
تنهد الطبيب بأسى وهو يصارحه 
مش هقدر اجزم في حالتها واريحك بحاجة اني ما هعرفهاش ومش متوكد منيها لكن في حالات كانت زيها بالظبط ومع العلاج والمداومة والمتابعة مع دكتور العظام ربنا كرمهم رجعوا يمشوا على رجليهم تاني 
اني هقول لك الكلام دي عشان تاخدوا بالكم منها كويس قوي ولازم تحطو قدام اعتباركم انكم هتشوفوا إنسانة جديدة خالص غير اللي انتم تعرفوها لأن اللي حصل لها مش شوية إن الإنسان يكون بيمشي ويجري ويلعب ويروح كل مكان ويعتمد على نفسه في كل حاجة وفجأة يلاقي نفسه قاعد على كرسي متحرك مش قادر حتى يخدم نفسه ولا قادر حتى يعمل لنفسه أقل الأشياء البسيطة فبالتالي الدنيا هتسود في عينيه وعلشان اكده لازم الدعم النفسي أولا وآخرا وكل شيء وطالما الدعم النفسي موجود ان شاء الله العلاج هيجيب نتيجة 
أما المدة قد ايه فلازم ما نعرفهاش للمريض عشان ما يبنيش أمل عليها وبعد اكده لما تخلص المدة وما يلاقيش نفسه استجاب للعلاج هينتكس فنقول للمريض كل شيء بأمر الله واحنا نعمل اللي علينا 
حبيت اعرفك كل حاجة علشان تكون على علم ولازم تبلغ جوزها بالكلام اللي اني قلته لك وربنا يشفيها يا رب وترجع لكم بألف سلامة 
أما في الداخل عند رحمة وماهر كانت تبكي بكاء شديدا يقطع نياط القلوب في صدر زوجها الذي التقطها إلى أحضانه الدافئة وهو يحاول أن يهدئها ويطمئنها بأن الأمور ستسير على ما يرام ولكن ما وصلت إليه الآن وعلى حين غرة لن يستطيع عقلها تحمله ثم غفت في نوم عميق من أثر الأدوية التي دخلت جسدها ومن أثر البكاء التي بكته بشدة ويجلس ماهر وعمران بجانبها وعلى وجوههم حزنا يكفي العالم بأكمله وقد سرد عليه عمران ما قاله الطبيب وهم ينظرون لهيئتها النائمة كالملاك وقلوبهم تتألم بحسرة على ما حدث لها ولم يعلموا كيف سيكون القادم وكيف ستكون هي 
هل ستتقبل الأمر برضا بقضاء الله أم ستكون الصدمة شديدة ولم تتحملها 
كل تلك الأسئلة التي دارت بمخيلتهم وهم ينظرون إليها والصمت أصبح سيد الموقف من كليهما 
بعد مرور ثلاثة أشهر على الأحداث حيث أن سكون لم تذهب للطبيب نظرا لظروف رحمة وأجلت الموضوع قليلا 
العلاقة بين شمس وعامر تتطور بسرعة رهيبة وهم يأتون كل يوم
في نفس الموعد عند غروب الشمس والكلام يأخذهم حتى اعتادوا على الحديث مع بعضهم بشدة وهي تعلقت بالطفلين بطريقة لا توصف فقد شعرت معهم بالإحساس بالعائلة التي تفتقده حتى بات يومها يفقد طعم اللذة بدونهم إن اختفوا عنها 
وكذلك فارس وفريدة فقد أصبح فارس إنسانا جديدا بشخصية واحدة بعد محاولات فريدة الشرسة في الوقوف بجانبه وصار متعلقا بها بشدة ولم يستطيع الإبعاد عنها وهي الأخرى هكذا 
أما ذاك العاشقان جاسر ومها حيث أنهم قد قرروا تأجيل كتب الكتاب حتى تستقر حالة رحمة فقلوبهم لم تستطيع الفرح ورحمة بتلك الحالة 
ولكن اليوم أتى عمران خصيصا لجاسر وبعد أن جلسا يتحدثون في أمور عامة تحمحم عمران متسائلا
أمال هتتجوز مېتة انت وأم
الزين بزياداكم تأجيل عاد يا بن عمي 
أومأ جاسر عينيه للأسفل بخجل فهو لم يستطيع التحمل أكثر من ذاك وكأن الظروف تعانده في راحته ولكن لابد عليه أن يصبر فرحمة ليست ابنة عمه فقط ولكن هي من كانت صاحبة النبض الأول من الحب في
قلبه ومكث كثيرا كي يخرجها من قلبه ويعتبرها مثل أخته وبالتأكيد هو حزين لأجلها ثم أجابه بتأني
مش وقته ياعمران لما نطمن على رحمة الأول وبعدين نشوف الموضوع دي أصلا الواحد ما لوش نفس يفرح بسبب اللي حوصل بس اهو قدر ربنا وتدابيرة في خلقه 
قوس عمران فمه بأسى لينطق بامتنان لموقف جاسر النبيل في ذاك الموضوع 
دي العشم بردو يابن عمي بس ان جيت للحق ما ينفعش ان احنا نتىخر اكتر من اكده انت كان زمانك متجوز من أول شخص وكمان موضوع الفرح دي هيوبقى كويس لرحمة هيخرجها من جو الاكتئاب اللي هي دخلت فيه من ساعة اللي حصل لها علشان اكده هاخدك ونروح لأم مها ونخلص الموضوع دي وتتجوزو على خير وتتهنى انت وام الزين اللي الدنيا حالفة تعطل فرحتها بالقوي 
كان جاسر من داخله يريد أن يقفز فرحا من قرار عمران له فهو ينتظر زواجه عاجلا غير آجلا فقد زهق الصبر من صبره فهو بات يحلم بها ليلا ونهارا فقد شغفها حبا حتى ظهرت معالم الفرحة على وجهه مما جعل عمران ينطق مداعبا إياه 
ايه يا عم جاسر ايه يا عم النحنوح اشحال ما كنتش عمال تقول لا مش وقته وانت الفرحة هتطق من عينك بالراحة على نفسك شويه يا عمنا بكرة تتجوز وتبقوا في بيت واحد وتعمل ما بدالك 
ابتسم جاسر وهتف بدعابة مماثلة اعتاد عليها مع عمران 
ايه يا عمنا ما هو انتم السابقون ونحن اللاحقون ولا انت عايز تدوق العسل لوحدك من غير ما تسيب لغيرك حبة يحلو حياته 
ضم عمران حاجبيه باقتضاب وهو ينظر للناحية الأخرى مكبرا في وجهه بنفس الدعابة 
يا اعوذ بالله هو الواحد هيرتاح يوم بسبب العيون اللي هتلاحقه كل شوية داي مش عارف الواحد هيلاقيها منين ولا منين والله مش كفايه اللي أني عايش فيه له و كمان مستكترين علينا حبة عسل 
ثم أكمل وهو يكبر في وجهه بأصابعه العشرة بطريقة مشاكسة له 
خف عننا يا أبو عمو خليها ماشية اكده مستورة حكم الواحد شاف بلاوي ما يعلم بها الا ربنا وادعي ما يوقعك فيها يا جدع 
وطال الحديث بينهم وقد اتفق على كل شيء ما بين مداعبتهم لبعضهم ومشاكستهم وما بين الجد واتفقوا على أن
بعد أسبوع من الآن ولكن سألتهم ماجدة السؤال الذي حيرها كثيرا
طب ما قلتوليش يا ولاد هتعملوا فرح ولا هتمشوا دنيتكم كيف 
أحست مها بأن موضوع الفرح ثقيلا على قلبها فهي ستخجل بشدة فمجمل الأمر صعب بالنسبة لها فهي كانت أما ولكن استمعت الى جاسر يجيب بتأكيد مما صدمها 
طبعا يا خالة ماجدة هنعمل فرح وفي احسن قاعه فيكي يا قنا ايه اللي ما يخليناش نعمل فرح أصلا 
أنهي كلماته وهو ينظر إلى مها كي يستشف رد فعلها فوجد أن وجهها متغيرا ويبدو عليها الإنزعاج فسألها مندهشا 
مالك يا مها هو انت عندك اعتراض على الفرح ممكن تقولي رايك 
هنا قام عمران وهو يشير الى ماجدة وسكون آمرا إياهم
طب نقوم احنا بقى ونسيبهم يتكلموا على راحتهم ويتفقوا على كل حاجة وأيا كان قرارهم هم حرين فيه 
اطاعوه وقاموا خارجين وتركوا لهم المكان كي يتناقشوا بحرية فاقترب منها جاسر قليلا مع حفظ المسافات وهو يسألها عن ذاك الأمر وهو يرى التوتر باديا على وجهها 
مالك يا أم الزين من ساعة ما سيرة الفرح جت وانت متغيرة وشك قلب وحاسس بالتوتر اللي انت فيه على الآخر هو انت مش عايزة الفرح 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي خائڤة أن تخبره برفضها لذاك الحفل فهي خجلة بشدة ولن تستطيع أن تقف بين حشد من الناس بمظهر العروس لأن ظروفها مختلفة عن أي أنثى في حالتها تلك ثم فهمته مقصدها بهدوء وخاصة عندما رأت هدوء أعصابه معها وطريقة سؤاله بعيدة كل البعد عن الإنفعال وخاصة أنه استشف رفضها وتوترها ولكن ذاك الجاسر دائما يفاجئها برجولته معها وعدم عصبيته وتلقيه منها جميع الأمور بسلاسة مما جعلها تهدأ قليلا وهي تخبره بما تريد دون خوف وهكذا هي العلاقات المريحة لكلا الطرفين علاقات خالية من التعقيد وخالية من الجبن حيث أن الطرفين فيها يشعر دائما بالأمان والأمان هو سبب نجاح أي علاقة بين رجل وامرأة فحينما وجد الأمان وجد الحب ووجدت السعادة 
انت من حقك طبعا تعمل فرح لأن دي أول مره ليك في الحياة الجديدة دي بس مش عارفة حاسة اني هبقى مكسوفة او مش مستريحة او مش هعرف اتعامل مع الجو لأن اني ظروفي مختلفة مش حابة اشوف في نظرات الناس لوم مش حابة أشوف نفسي في عيونهم الست اللي جوزها ماټ ولادها ماتوا فراحت اتجوزت ونسيتهم مش حابة اشوف في عينيهم اني ما عنديش ډم حاسة وقتها النظرات دي هتق تلني وهتخليني أنكد عليك فرحتك بس الموضوع كلاته لما اتقال دلوك قلقني قوي ما كنتش بفكر فيه قبل اكده فياريت
 

تم نسخ الرابط