بغرامها متيم
وام لعياله رغم ظروفي يا دكتورة
ضمت سكون حاجبيها بدهشة من حيرتها ثم طمئنتها بحفاوة
ومالها ظروفك يا مها يا حبيبتي انت اي حد يتمناكي في الدنيا جميلة وصغيرة وهادية ورقيقة وناعمة وفيكي كل الصفات اللي يتمناها اي راجل ده يا بخته وامه داعياله اللي انك تكوني في حياته والله مش علشان اختي والله بقول لك الكلام ده علشان فعلا انتي فيكي كل الصفات اللي يتمناها اي راجل تكون في الست بتاعته ولأنه واثق ومتأكد من حبه ليكي زي ما عمران قال لي انه هيحبك قوي يا مها ومش عايز في الدنيا غير وجودك جنبه وانك تكوني زوجته وشريكته واني بشجعك انك تاخدي الخطوة داي وتتقدمي في حياتك وتنسي الماضي الأليم لأن الدنيا مجبرين ان احنا نعيش فيها ونتقبل كل ظروفها الحلوة والۏحشة وبرضو نتقبل اقدار ربنا سبحانه وتعالى فعلشان اكده بقول لك افرحي واتمني لنفسك أحسن حاجة في الدنيا علشان بجد انتي احسن ست في الدنيا كلاتها ويا بخت اللي تكون في حياته مها الجندي
شوف يا خالة أني رجعت من السفر ورايد مرت اخوي الله يرحمه تكون حلالي ان ما كانش عنديكي مانع اني اولى بيها من الغريب واي حد مكاني هيقول اكده فانتي ايه رايك
توافق مما جعلها حائرة فعامر كلامه بالنسبة لها صحيح ومعقول ووقفت الآن لا تعرف بما تجيبه ولكن كي تنهي ذاك الحوار لأنها سمعت قدوم جاسر من صوتهم في الخارج فقد فتحت لهم سكون الباب
أغلقت معه الهاتف ثم خرجت لاستقبال الضيف وألقت عليهم السلام بابتسامة ووجه بشوش وبعد التعارف بينهم دام لأكثر من نصف ساعة تحدث جاسر بما أتى إليه بملامح سعيدة
واكمل عمران مشجعا ماجدة
شوفي يا أمي مش عشان هو ولد عمي اني هدافع عنيه وهقول كلام واوصف صفات في مش موجودة فيه لا سمح الله بس اني حابب اقول لك مش هتلاقي راجل لأم الزين احسن من جاسر ولد عمي هيحطها في عيونه وهيحافظ عليها وهو رايدها دونا عن ستات الدنيا كلاتها قلتي ايه
شوف ياعمران ياولدي انت وكلامك وولد عمك على راسي من فوق واني أتشرف بنسبكم تاني إللي مشفتش منيه غير كل خير بس في حاجة اكده لازم اقولها اخو زوجها الله يرحمه كلمني عنيها ورايدها وبيقول اني أولى بيها واي حد هيسمع طلبه ليها من اخوالها هيقولوا عين العقل والصح ومصمم عليها وأني دلوك وشي منك في الأرض ياعمران انت والأستاذ
سألها عمران
طب هو كان فين اخو جوزها دي يا امي طول السنتين دول
ولا بعد مارجع بعيلين جاي عايزها الدادة بتاعت ولاده مش تقولي كلام يعقل
يا ست الكل
فقد أبلغ جاسر عمران بعرض عامر وأعلمه بجميع ظروفه كي يتفادى حدوث ذلك الأمر وما فكر به جاسر بحنكته ودهائه وجده الآن ويكاد أن يتركهم في التو والحال ويذهب لذلك العامر ويختنقه بين يديه كي يتخلص منه وينهي أمره فقد أصبح الآن كالشوكة في الحلق ومن الواضح أن والدتها تميل إليه والي عرضه أكثر من جاسر والموقف الآن أصبح محتدما ثم أجابته بما دله عليه عقلها
طب وهو ذنبه ايه ياولدي في اليتامى اللي هيربيهم وبعدين دول لسه حتة لحمة حمرا ومها تعتبرهم مكان ولادها وتربيهم وتكسب فيهم ثواب وهي هتحب العيال زي عينيها فالمشكلة دلوك مش في العيال خالص
تحدث جاسر بتعقل ولم يستطيع الصمت أكثر من ذاك وهو يستدعي الهدوء بأعجوبة
طب لما هو بيقول إنه أولى بيها ياخالة ليه سابها سنتين بحالهم وراح اتجوز وخلف وعاش حياته يعني لو كانت مرته مراحتش للي خالقها كان هيريدها بردو وياجي ينفش ريشه ويقول اني اولى بيها من الغريب !
فكرت ماجدة سريعا في كلامه ثم أجابته بفطنة لأنها مائلة لعامر أكثر من جاسر
يابني هو اتجوز مرته بعد مۏت اخوه بشهرين علطول مكانتش مها تنفعه وقتها وبعدين اللي حوصل حوصل
إحنا في الأمر الواقع دلوك يعني متآخذنيش ياولدي هو انسب ليها منك وظروفهم مناسبة لبعض اكتر أما أنت بنات الناس كلاتها تتمناك أما مها اني شايفاها لأخو المرحوم
ضړب عمران كفا
بكف من إصرار حماته ثم هتف باستنكار
يعني يا امي هي مها بيعة وشروة للمرحوم ولما ماټ اخوه يورثها اي عقل بيقول اكده !
واسترسل حديثه باستجواد
انت مش يهمك في الموضوع دي كلاته ان مها تتستر زيها زي اخواتها مع راجل يحبها وېخاف عليها ويقدرها يوبقى العقل هيقول اللي تختاره ام الزين هو اللي يوبقى من حدها ونصيبها يعني احنا دلوك عمالين نقول عامر ولا جاسر وناسيين ان هي صاحبة الشأن وهي اللي ليها القرار الأول والأخير في حياتها اللي جاية وما ينفعش انك تقرري عنيها زمن اجبار البنت او الست على الجواز عشان العادات والتقاليد او العقل والمنطق خلص من زمان يا أمي
حركت رأسها للأمام باستحسان لكلام عمران ثم نظرت الى جاسر معتذرة له على طريقتها في الحديث التي بانت أنها جافة
اللي تقول عليه عمران يا ولدي وشايفه صح اني هعمله اني معتبراك دلوك ابني البكري اللي ما خلفتوش خلاص هستشير مها وهتحدت وياها واللي هي عايزاه هو اللي هيمشي داي يا حبة عيني ما شافتش يوم راحه في حياتها مع المرحوم ومش عايزه أشيل ذنبها اللي باقي من عمري وانت يا جاسر يا ولدي ما تزعلش مني ان كان بان ان طريقتي ناشفة وياك بس لازم اعرض عليكم الأمر كله لأن الموضوع كبير مش صغير ومش عايزه حد يلوم علي ولا ياكل وشي وان شاء الله هبلغ عمران بردنا بعد ما اتحدت وياه وانت زينة الشباب وما فيش حاجة تعيبك ابدا والله لولا ظروفها انا ما كنت رجعتك ابدا الا وانت مجبور الخاطر بس الموضوع والحوار كلاته محتاج حبة صبر هبابة ولو هي وافقت على بركة الله وربنا يبختها لك
لاحظ عمران أن جاسر لن يستطيع صبرا وانه يريد أن يخرج من هذا المنزل اليوم وهي مكتوبة بإسمه ومن نظرة عينيه استشف إلحاحه عليه أن يسرع في اتمام هذه الزيجة اليوم لا بل الآن وفي تلك الدقيقة فتحدث وهو ينظر الى ماجدة راجيا اياها
طب بعد اذنك يا أمي هدخل اني لام الزين واخد رايها ما اني اخوها الكبير برده وخير البر عاجله لو وافقت نتمم الموضوع ونتفق على كل حاجة دلوك خليها تفرح وتشوف حياتها وتعيشها بدل التأجيل اللي ما لهوش عازه دي
نظرت إليهم ماجدة بخجل فهي تريد التحدث مع ابنتها وإدلاء رأيها لها وأنها ترى من وجهة نظرها الصحيحة أن عامر أنسب من جاسر فهي لديها قدرة في التأثير عليها ثم عللت لهم
معلش يا عمران يا ولدي اني رايدة اتحدت وياها الاول اني وهي لحالنا وبعدين اقعد معاها على كيفك وشوف رأيها بس آني عايزة اتكلم معاها في حاجات هي ما وعياش ليها وبعدين في التأني السلامة ومش هتصبر كتير دي كلاتهم يومين تلاتة اتكى على الصبر يا ولدي
لم يستطيع عمران إقناعها بشتى الطرق وقد فقد جاسر الأمل في ان تكتب على اسمه اليوم ودق قلبه پعنف داخله من تلك الظروف التي منعته عن حبيبته فقد كان حاملا لها في قلبه اليوم من الغزل والهيام والغرام ما لم تحلم به امرأة من قبل فهو قد منى حاله برؤيتها والجلوس معها في حلال الله كي يقول لها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ولكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه
فهتف برضا كي ينهي الموضوع فوالدتها لديها تصميم أن تتحدث معها أولا ومهما حاول عمران اقناعها لن تجدي محاولته نفعا فالصح والمعقول أن يهدأ ولكن سيفعل ما جال بخاطره كي يبتعد ذاك العامر عن أنثاه التي عشقها ولم يسمح له بالاقتراب منها وبداخله ني رانا مش تعلة من ذاك العامر
خلاص اللي تشوفيه يا امي بعد اذنك يعني تسمحي لي اقول لك يا أمي
مش هنضغط عليكي بس عايزك تعرفي اني شاري أم الزين بالقووي ومش شايف ولا عايز غيرها واوعدك بردو اني عمري ما هزعلها في يوم من الأيام ولا هشيلها الهم وهحطها جوة عيوني وهستنى منك الرد بكرة بالكتيير معلش مش هقدر استنى في تعب الأعصاب دي كتير
أعجبت ماجدة بكلامه ولباقته في الحديث وتأدبه معها ورضوخه لأمرها ثم قالت بموافقة
منحرمش منك ولا من كلامك الزين اللي هينقط ادب واخلاق عالية يابن الطيبين حاضر ياولدي بكرة بالليل إن شاء الله
قبل أن تكمل هتف هو بثقة مصاحبة للدعابة
هتقولي لي تعالى ياجاسر نبل الشربات مش هلاقي زيك عريس لبتي وخليكي فاكرة ياحاجة الكلمتين دول علشان هتقوليهم لي بالنص اكده
ضحكت على طريقته وأعجبها ثقته بحاله ثم هتفت بدعابة مماثلة
حاضر ياولدي حفظتهم خلاص وطالما انت واثق اكده ربنا يفرح قلبك ويسعدك يارب
انهي مناقشتهم ثم استأذن جاسر في المغادرة وهو يشعر بالحزن داخله فقد كان آتيا بقلب عطشان لتلك الحورية التي خط فت قلبه والآن خرج