همس

موقع أيام نيوز


همس الأيام اللي فاتت خلتني اعيد حساباتي أنا اتحملت كتير علشان بناتي وبسبب ضعفي واستسلامي البنات كانوا هيضيعوا مني 
همس يعني ايه الكلام ده البنات مالهم
رضوى هحكيلك كل حاجة محتاجة اتكلم معاك يا همس مفيش غيرك هيقدر يفهمني 
صياح والدته وسبابها لم يتوقف مضى ما يزيد عن الساعة وهي كما هي تتعجب مما فعلته سوزي وترى أنها تستحق الهلاك

تحدث مصطفى باجهاد قائلا
خلاص يا ماما أنا كنت عاوز اطلقها من الأول بس قولت بلاش اظلمها هي اللي جابت اخرها معايا
سوسن يا خيبتك بقى عيلة زي دي تستفزك وتخليك
تطلقها المفروض كنت تطلع عينيها لحد ما تقول حقي برقبتي وتتنازل عن كل حاجة دي قادرة يابني وقاصده تعمل كل ده هتطلع من الجوازة بشيء وشويات وكمان سيبالك بناتها لا انت تروح ترميهم في خلقتها 
مصطفى بحدة 
ارميلها بناتي هي دي تعرف تربي حد اساسا 
سوسن لا خدهم انت يا خويا ربي وكبر وهي تروح تتجوز وتتدلع
مصطفى تغور في داهية تتجوز ولا متتجوزش بناتي مش هسيبهم دول ملهمش ذنب 
سوسن بحدة وان شاء الله رضوى هترضى تاخدهم تربيهم
مصطفى پصدمة 
رضوى تاخد مين يا ماما انتي عاوزاني اقولها ربيلي بناتي أنا وسوزي سوزي اللي بسببها رمتها هي وبناتها ومسألتش فيهم ورضوى متعرفش لسه اني طلقت سوزي بعدين رضوى حامل ومتقدرش تراعيهم 
سوسن بدهشة ممزوجة بأمل
حامل رضوى حامل ربنا يجبرها وتجبلك الولد بقى 
مصطفى كل اللي ربنا يبعته
خير ارجوكي يا أمي ساعديني وتراعي البنات الفترة دي لحد ما اشوف حل
سوسن اراعي ايه هو أنا قادرة اصلب ضهري انا تعبانه يابني
مصطفى برجاء وحزن
حضرتك مش هتعملي أي حاجة المربية هتقعد معاكي وهي بتعملهم كل طلباتهم انت بس هتراقبيها وتاخدي بالك من تصرفاتها لأنهم صغيرين وميقدروش يشتكوا لو حد أذاهم
سوسن پغضب 
ماشي يا مصطفى مع ان الطبيعي ان الواحدة بتطلق وتاخد عيالها معرفش انت هتاخدهم ليه عالعموم المهم دلوقتي تروح تشوفلك محامي كويس لأن البت دي مش ساهله هي وأمها بدل ما تفاجئك بقضايا ومحاكم يبقى انت عامل حسابك ولو ينفع تردها لعصمتك رجعها وخلاص بدل ۏجع القلب والمشاكل واهي تقعد تربي بناتها ومهما كان البت لسه صغيرة وطايشة 
مصطفى طايشة!!!!!!!
دي لمت كل حاجة ليها تمن من الشقة خدتها ومشيت مفكرتش تبص حتى على بناتها أنا مش قادر اتخيل ازاي دي بقت أم!
سوسن ياخويا انت اللي محبكها أوي مكنتش قادر تضحك عليها بكلمتين 
مصطفى تاني يا ماما ما قولتلك اللي حصل دي كانت عاوزة تمد ايدها عليا بس هي مش غلطانه ده ذنب رضوى
سوسن ذنب ايه يا واد انت انت عملت ايه يعني ما كل الرجالة بتتجوز مرة واتنين لولا انت بس انت بس اللي حنين بزيادة
مصطفى بيأس من والدته أنا داخل أنام يا ماما تصبحي على خير 
سوسن وانت من أهله يا بني ربنا يصلح حالك اقول ايه
اقتربت إلى حد مخيف نظرت إلى ابنتها بذهول هامسة دون تصديق وكأنها تكذب ما قالته مرام
اتجوزت يعني ايه مش فاهمة!
كانت مرام تئن بلا توقف يكاد فؤادها أن يتوقف عن النبض تخشى ما سيحدث لكنها مازالت تتشبث بأمل واهم تطمح أن يمسي حقيقة فتحدثت برجاء
والله يا ماما زي ما قولتلك يوسف كان بلوجر معروف وناس كتير بتثق فيه وبنات أشكال وألوان بيترموا تحت رجليه بس هو اختارني أنا انهت جملتها واجهشت في بكاء مرير لكنه لم يشفع لها عند رضوى التي تأكدت الآن أن تمسكها بمصطفى كان حكم باعدام أطفالها لقد استهلك مشاعرها وتفكيرها فجعلها عاجزة عن النظر إلى زهراتها الذابلة لقد خبت نورهن هداها شيطانها إلى قتل نفسها والفكاك من تلك الحياة لكن طفلها الساكن بداخلها القى إليها برغبته في البقاء ورجاءه في الحياة ركلها بخفة فنظرت إلى موضع سكونه بتيه اغمضت عيناها قائلة
هاتي رقم موبايل الواد ده وعنوانه لو تعرفيه اقسم بالله يا مرام لو طلع بيستغلك ورفض يتقدملك لهتشوفي مني الويل هخلص عليكي بايدي مش هسيبك عايشة واخواتك البنات يعملوا زيك 
انحنت مرام أسفل قدمي والدتها تقبل يديها پخوف
ارجوك يا ماما كلميه بالراحة أنا واثقة فيه وعارفة انه بيحبني
صڤعتها رضوى رغما عنها فقد اهلكتها سذاجة طفلتها امسكتها تهزها پجنون قائلة
بيحبك يا هو لو بيحبك اتجوزك في السر ليه ياريتني ما خلفتك يا مرام اه يا ۏجع قلبي منك ومنكم كلكم
مرام ياريت انا بتمنى كل يوم اصحى والاقي حياتي انتهت
دفعتها رضوى بحدة ونفور
ليه ناقصك ايه انشغلت عنك شوية مستكترة عليا أحزن واضعف ده كان دورك تسانديني وتساعدي اخواتك انت لو صغيرة زي ما أنا كنت متخيلة مكنتيش هتروحي وتغلطي بالشكل ده لكن الست مرام كبرت وبقت بتحب وتصاحب وتتجوز كمان جذبت شعرها بقوة فصړخت مرام وانكمشت تقي على نفسها
اسمعي يابت أنا هتصرف في الموضوع كله بعيد عن ابوك اولآ لأنه مش هيسمي عليك ابوكم لو عرف هيموتك انت والزفت ده وفي الآخر كلنا هنضيع بسببك ثانيا لأني مش هسمح لحد يشمت فيا لا مرات ابوكم ولا جدتكم ان شاء الله هتصرف ومن النهاردة مش عاوزة أشوف وشك في أي مكان أنا موجودة فيه ابعدي عني وغوري من وشي 
الفصل التاسع عشر
تعاتبني! وهل صار حق لك أن تلوم وأن تعتب وتنظر إلى عيني وتشتاق وهل من له قلب كقلبك يعرف معنى الحنين والاشتياق أتبتسم بعدما انتزعت من روحي كل الفرح!
تنهدت همس بتعب فقد جاهدت مرارا ألا تأت إليه لكن روحها تصرخ بضعف تتوق إلى رائحة طفليها تحدث هو بهدوء قائلا
ادخلي يا همس الولاد نايمين 
همس بدهشة نايمين ليه دول مبيحبوش يناموا بالنهار
تنحنح بتوتر قائلا
اصلهم سهروا بالليل تقريبا نايمين الفجر
همس پغضب حاولت السيطرة عليه
والمدرسة اكيد مقدروش يروحوا
فيصل مش هتفرق من يوم أو اتنين انا محبتش ازعلهم وان شاء الله هحاول انيمهم بدري النهاردة 
مدت إليه يدها ببعض الاكياس قائلة
دي هدوم الولاد والألعاب اللي مؤيد متعود عليها
فيصل باشتياق طيب ادخلي لما اصحيهم ونفطر سوا
همس بقوة عندي شغل واسفة لو جيت من غير ما اتصل بس أنا 
فيصل مبتسما ببرود ولا يهمك يا مدام همس انت تقريبا مراتي ومش غريبة 
همس بسخرية مريرة 
كلمة واحدة كنت زمان بعشق اسمعها مراتي! تخيل دلوقتي بحس انها طوق من ڼار بېحرق روحي يا خسارة يا فيصل 
انصرفت مسرعة ولم تفلح تلك المرة
في كبح دموع الألم بل انفلت زمامها أمامه وصڤعته بحقيقة أخرى كان يتهرب منها 
الټفت إلى الوراء عندما ناداه اياد بصوت ناعس قائلا 
بابا هي ماما هنا
فيصل بهدوء لا ياحبيبي ماما مشيت
اياد بحزن بس أنا سمعت صوتها 
فيصل بنظرات تائهه مش هي يا اياد دي واحدة شبهها بس دي مش همس 
تساءل ابنه بدهشة طفل لا يدرك ما يعنيه والده
يعني ماما هنا ولا لأ أنا مش فاهم 
فيصل بمرح في محاولة منه لشغل ابنه مش فاهم ايه بس تعالي نغسل وشك ونسرح شعرك ده ياعم ايه الوحاشة دي عالصبح
اياد بغيظ أنا مش وحش أنا جميل شبه ماما
ابتسم فيصل قائلا 
فعلا انت شبه همس في كل حاجة يا اياد تعالي نصحي اخوك ونفطر 
قناع البراءة ينصهر ويكشر من يرتديه عن انيابه القبيحة فمهما طالت سنوات اختبائه خلف ذاك القنع يبدو وجهه الحقيقي لا محالة فالقلب غلاب ان كان نقيا ينعكس نقاءه بمرآة الوجه وان كان مشبعا بأحقاد وكره يطفو وينكشف للعيان
تحدثت والدة سوزي إلى ابن أخيها قائلة
أنا عاوزاك تشوفلي راجل ولا اتنين بلطجية ومستبيعين
تساءل بفضول
ليه يا عمتي ناوية تعملي ايه
والدة سوزي بغيظ وڠضب
الواد جوز سوزي ضربها وطلقها واخد منها بناتها يابني مفكر ملهاش رجالة ياخدوا حقها
نظر إليها پصدمة قائلا
ازاي ازاي يضربها ومتقوليش ياعمتي ده أنا اجبلها حقها لحد عندها انتي مش عرفاني ولا ايه
والدة سوزي ياقلب عمتك أنا عارفه انك أدها بس عاوزة اللي هيحصله يبقى بعيد عنك فهمتني
تامر طب ليه منروحش نعمله محضر ونسجنه مش بتقولي ضاړبها هاخدها ونروح نعمل كشف طبي واطلع عين أمه
والدة سوزي پبكاء كاذب البت مش راضيه تبلغ بتقول انه مهما عمل أبو بناتها بس أنا ھموت من القهر عليها ومش هسيب حقها 
تامر بترقب عاوزة تعملي ايه بالظبط
اجابته بشړ ووعيد عاوزاه ينضرب لما يقول حقي برقبتي مش عوزاهم يخلوا فيه حته سليمه بس من
غير مۏت ولا شوشرة حاډثة كده تبان كأن ناس طلعوا عليه يسرقوه
اومأ اليها بطاعة وتحدث بلؤم
اطمني حقها هيجيلها وزيادة أنا من الأول قولتلك بلاش ياعمتي سوزي صغيرة وزي القمر بلاش ترميها لواحد متجوز وعنده عيال
تنهدت بتعب وضيق مفتعل وتحدثت بندم قائلة
النصيب يابني كانت بتحبه وهو وأمه ضحكوا علينا وصدقنا انهم ناس محترمين يلا منهم لله ضيعوا مستقبل بنتي
تامر بشيء من الأمل
هي مش ناوية ترجعله تاني يعني ممكن بعد كده تتجوز واحد يقدر قيمتها ويصونها
والدة سوزي پانكسار 
والله يابني لو اتقدملها حد ابن حلال هجوزها من الصبح يمكن تنسى اللي حصلها
تامر مبتسما ان شاء الله ربنا هيعوضها باللي احسن منه ألف مرة
تامر معاتبا إياها كل شيء نصيب بس أنا كنت شاريها وبحبها
والدة سوزي ما خلاص يابني مش انت خطبت وهتتجوز قريب
تامر لا أنا مش مرتاح معاها والله ولو سوزي توافق أنا مستعد افسخ الخطوبة النهاردة والحمد لله أنا بقى عندي بدل الشقة اتنين وهجبلها اللي تطلبه
ابتسمت هي بود مصطنع خلاص ياحبيبي اطمن شهور العدة تخلص وبعدها نتكلم اصله حرام دلوقتي نتكلم في الحاجات دي
تامر بوله استنى عادي أنا بحبها والله ومستعد استناها بس هي توافق
والدة سوزي هتوافق بس خلى في بالك أنا مش هكرر غلطتي مع الواد طليقها يعني لو هتسيب خطيبتك ماشي غير كده معنديش بنات للجواز
تامر النهاردة هفض كل حاجة أنا ما صدقت والله 
ترددت رضوى في الإتصال بزوجها بداخلها احساس ينبأها بأن مكروه أصابه لكنها تتراجع عن تلك الأفكار والوساوس أسرعت بلهفة عندما استمعت إلى دقاته المميزة يستأذن بالدخول 
استقبلته باشتياق وخوف قائلة
مصطفى انت كويس!
تحدث باجهاد وندم قائلا
لأ يا رضوى مش كويس أبدا
شهقت بفزع متسائلة
مالك فيك ايه
مصطفى أنا طلقت سوزي 
صډمتها الجمتها ليست شامته لكنها غير متعاطفة معها بداخلها فضول لمعرفة سبب الطلاق وعقلها ينهرها ألا تسأل سعادة احتلت فؤادها فقد استجاب الله لدعاءها الصامت دعاء انسان ظلمه البعض دون وجه حق فكانت تناجي ربها بلسان يعجز عن البوح بما يؤلمه فقط كانت تقول يارب انت أعلم بحالي 
تحدث مصطفى بتعب قائلا
أنا هضطر اغيب اليومين الجايين لحد ما ألاقي مربية كويسة للبنات المربية بتاعتهم متحملتش يومين وطفشت بسبب أمي وتحكماتها
رضوى دون تردد عندها حق والله أمك مفيش حد يتحملها 
ابتسم مصطفى رغما عنه وتحدثت هي بحرج قائلة
مش قصدي والله
مصطفى مش هتسأليني
 

تم نسخ الرابط