همس
المحتويات
ونروح احنا التلاته
اعترض أخيه قائلا
لأ مش هينفع نسيب ماما كده هتزعل
نظرت الي صغيرها بغيظ وعتاب قائلة
كده عاوز تسيب ماما لوحدها
لم يحتمل الصغير عتابها وأسرع يحتضنها بحب قائلا
لأ أنا أسف متعيطيش
قهقه فيصل بعدما حمل ابنه بخفة يقبله بحب قائلا
ياض اجمد شوية استرجل
همس بدلال انت غيران منه!
أه ياهمسي غيران جدااا بقولك ايه ما نسيب العيال دي تروح المطعم ونسهر انا وانت ناكل فشار
توترت همس وتوردت بشدة فازداد قربا منها إلى أن قالت بتلعثم
يلا يا فيصل خلينا نخرج انت فظيع جدا
ضړب بيده علي جبينه وكأنه بين شقي رحي جانب يلوم ويعتب وجانب يشتاق ويئن من فرط حنينه وبينهما عناده يحول بينه وبين العودة عناد لا يمت بأي صلة لما يريده القلب
تساءل بصوت حاد قائلا
كنتي فين لحد دلوقتي الفجر قرب يأذن كنتي فييين!!!!
نظرت إليه بتقييم لتزيد من غضبه بعدما ابتسمت بسخرية مريرة قائلة
تصدق بالله عمري ما تخيلت انك تيجي ورايا أنا كده هصدق اني أهمك
مصطفى محاولا التحكم في غضبه
رضوى انتي ليه بتتكلم بالطريقة دي اكيد تهميني أنا بقالي كام ساعة بلف في كل مكان ممكن تروحيه كلمت مامتك وهمس ومفيش حد قالي كلمة تطمني
رضوى پقهر هي سوزي بتحبك يا مصطفى قدرت تخليك تحبها
سيبك من زفته دلوقتي وقوليلي كنتي فين!
دفعته پجنون واخذت تدور من حوله وصياحها يزداد وهي تقول
طب ليه يعني ده جزائي انا عملتلك ايه ده انا وافقت اديلك فرصة ونبدأ من جديد رضيت انها تفضل على ذمتك وقولت حرام اخرب عليها ليه مكملتش شهر وقدرت ترجعك ليها طب خلاص سبني في حالي سبني بقي حرااام عليك رجعت ليه ووعدتني تعدل وتديني جزء من حقي فيك لييييه
رضوى سبحان الله صعبت عليك من أول ما عيطت قدامك ده أنا فضلت سنين ابكي وانت ولا هنا ياما اترجيتك تفضل معايا وانت مكنتش حتى
مصطفى لأ يا رضوى مش صحيح أنا والله ما كان في نيتي حاجة ولا تخيلت انها بتعمل حركات ژبالة علشان تضايقك
رضوى بجدية غير قابلة للنقاش
روحلها انا مش عاوزاك لا النهاردة ولا بعد سنه مش عاوزاك تاني
لم يتعجب أحمد كثيرا ولم يصدق بل كان بداخله الكثير من الأسئلة وجه إلى ياسين ما يدور بخلده قائلا
انت متأكد يا ياسين
ياسين بحدة
بقولك سمعته بنفسي عارف لو حد جه قالي انه عمل كده كنت هكذبه واقول مستحيل مستحيل اخويا وعشرة عمري يعمل فيا كده ده أنا كنت رايح اشتكيله اقوله اني بمۏت من ۏجع جسمي وألم روحي حاسس اني مېت على وش الدنيا طب ليه ليه يا أحمد ده دمرني وضيع فرحة عمري
ده الشيخ لما قالي انت في حد بيكرهك قولتله لأ كنت بقوله لا وانا متأكد لأني عمري ما اذيت حد قالي ازاي يابني ده انت معمولك سحر سفلي قذر ومفيش حد بيعمل الحاجات دي غير اللي ناوي عالأذية
بسببه ظلمت نفسي ومراتي وولادي ابتلع ريقه پقهر ليقول وفرح
تحدث أحمد بجدية وتعقل وحب قائلا
يمكن فعلا هو قدر يبعدك عن حاجة كنت بتتمناها بس صدقني وما هم بضارين به من أحد إلا بأذن الله انت واختي ملكمش نصيب مع بعض
ياسين أنا تعبان أوي نفسي اقتله
أحمد ميستاهلش نحمد ربنا انه انكشف على حقيقته حسابه على ربنا
صمت ياسين وكذلك أحمد وكلا منهما يتمنى لو عادت الأيام إلى الماضي ولكن هيهات
اسرعت سوسن لاستقبال مصطفي تطلعت إليه بقلق فلم يذهب إليها من قبل في ساعات متأخرة كهذه
سألته قائلة
في ايه يابني انت كويس !
مصطفى بتعب ايوة يا امي متقلقيش أنا هبات عندك النهاردة
سوسن ليه انت متخانق مع سوزي اه بنت الرفدي شدت حيلها أوي
مصطفى يا ماما دخليني الأول
ادخلته سوسن معلش ياقلب أمك انا اټخضيت عليك تعالي ياحبيبي ارتاح وانا أجوزك ستها وتجبلك الولد
فاض الكيل واطاحت والدته بتعقله فصاح بوجهها ايه اللي حضرتك بتقوليه ده ولد ايه وزفت ايه رضوى وسوزي الاتنين طالبين الطلاق تقوليلي اتجوز تاني قصدي تالت طب ايه رأيك اتجوز أربعة مرة واحدة ونخلص واللي تجبلي الولد تفضل والباقيين اطلقهم
والدته بحدة
انت بتتريق عليا علشان عاوزة مصلحتك
مصطفى مصلحة ايه دي وأنا مش لاقي حته أنام فيها
والدته ماهو من خيبتك سايب النسوان تركب وتدلدل رجليها بدل ما تديهم علي دماغهم
مصطفى بدهشة هو حضرتك مفكراني عربجي عاوزاني اضرب مراتي وام بناتي
والدته ببرود خلاص ياخويا طلقها ان كان دي ولا دي فقر بس سوزي لو طلقتها هتاخد علي قلبها مؤخر ومهر أد كده لكن رضوى مقدور عليها طلقها وريح نفسك واهي سوزي صغيرة وتقدر تخلف تاني لما تجيب الولد
نظر اليها بترقب شديد ولم يصدق
حمل مفاتيح سيارته أوشك على الذهاب فتساءلت والدته قائلة
انت رايح فين !
مصطفى رايح لفيصل
سوسن مش قولت هتبات هنا ولا كلامي زعلك
مصطفى لأ يا ماما مش زعلان أنا محتاج اتكلم مع فيصل تصبحي علي خير
نظرت في اثره بسخط لتهمس پغضب
معرفش ايه الخيبة دي
انتهت الاخصائيه من سرد ملاحظاتها حول التغير الظاهر بسلوك الطفلين لتنظر همس إليها بحزن قائلة
للأسف أنا ووالدهم انفصلنا قريب والولاد متعلقين بيه جدا
الاخصائية بتعاطف كده أنا فهمت وفعلا الولاد ماشاء الله عليهم كانوا شعلة نشاط وذكاء فجأة بدأ مستواهم الدراسي يقل بشكل ملحوظ ده غير تصرفاتهم العدوانية مع زمايلهم
ادمعت عينا همس فاستكملت الاخصائية قائلة
أنا مقدرة ظروف حضرتك بس ياريت يبقي فيه اتفاق بينك وبين والدهم بحيث انهم ميحسوش باختلاف كبير الطفل في السن ده بيكون حساس جدا ومبيعرفش يعبر عن مخاوفه وبيترجم مشاعره في صور احنا بنعجز عن فهمها
الطفل بيحتاج أمان اكتر من الحب الأمان بالنسبة له زي الماية بالنسبة للنبات
همس بصدق أنا بحاول أعوضهم والله
الإخصائية حضرتك أنا متأكده من ده بس للأسف مش كفاية
همس بجدية حاضر أنا هتفاهم مع والدهم ونلاقي حل اكيد هنلاقي حل
غادرت همس مكتب الاخصائية ولم تتردد في الاتصال بفيصل الذي اجابها مسرعا وكأنه ينتظر اتصالها قائلا
همس انتوا كويسين حد من الولاد حصله حاجة
همس بجدية احنا بخير بس ولادك محتاجين وجودك اكتر من كده لو تقدر تمر عليهم النهاردة ويقضوا اليوم معاك ياريت
فيصل بسعادة اه طبعا اجيلهم أمتي
همس باقتضاب وقت ما تحب مع السلامة
نظر طاهر إلى صورته بالمرآة وتنفس بعمق قائلا
أن الأوان تتصرف بنفسك يا طاهر مفيش وقت ولا مفر من الخطوة الجاية
كانت كاميليا تطالع والدها بإعجاب وعجب شديدين فهو في ابهى صوره متأنق ببراعة من يراه يخيل إليه أنه شقيقها الأكبر ليس إلا
تحدثت اليه بحب قائلة
ايه الجمال ده يا بابا ماشاء الله شيك جدا البدلة دي هو حضرتك رايح فرح!
طاهر بسعادة اقعدي
يا كاميليا
جلست الي جوار والدها وداخلها أمل أنه في طريقه الي اعلان موافقته علي زواجها من فيصل لكنه صدمها بعد أعلن قائلا
انا قررت اتجوز
كاميليا پصدمة
تتجوز! طب وماما
طاهر والدتك الله يرحمها هتفضل أول حب واكبر حب في حياتي
كاميليا ولو هي كده حضرتك هتتجوز ليه!
طاهر اعتقد اني مش كهل للدرجة دي أنا ٥٢ سنة والحمد لله صحتي كويسة محتاج ونس وواحدة تراعيني بعد ما انتي تتجوزي
كاميليا أنا مش هسيب حضرتك وممكن اقنع فيصل نقعد معاك لو تحب
طاهر لأ مستحيل مينفعش
كاميليا بتعجب يا بابا والله فيصل شخص كويس جدا ليه واخد منه موقف كده
طاهر بصي يا كاميليا أنا الست اللي هتجوزها مستحيل يبقي في تعامل بينها وبين فيصل وعلشان متقلقيش أنا خلاص موافق علي جوازكم ربنا يسعدك
احتضنت والدها بسعادة تغمرها وهرولت الي غرفتها تهاتف فيصل وتخبره بما قاله والدها
الفصل الثالث عشر
بكاؤنا ليس ضعفا لكنه حياة لصحراء الروح المقفرة مخرج لتلك الآهات التي بترت أجنحتها بيدي العادات وقيود التقاليد
لم تكن تلك المرة الأولى التي تقول فيها والدتها كلماتها المعتادة عليك بالصبر المرأة خلقت للتحمل لا تترك بيتك وزوجك سيرجع مهما فعل زواجه مجرد نزوة ليس إلا كلمات باتت محفوظة تستمع إليها رضوى في كل مرة في صمت إلى أن انتهى صمتها وأعلنت عن اڼهيارها قائلة
خلاص كفاية ايه كل مرة نفس الكلام مفيش مرة تاخديني في وتقوليلي بالكدب اقعدي يابنتي وسيبك منه مفيش مرة اشوف في عنيكي نظرة حزن علشاني ياستي عارفه ان الحال على الأد وانكم مش حمل رضوى وبناتها بس أنا تعبت تعبت أمثل اني قادرة اتحمل مبقتش عارفه اتنفس من كتر الۏجع
لم تعقب والدتها ليس قسۏة منها ولكن بعض النساء نشأن في تربة فاسدة فسادها يرجع إلى مبادئ ومورثات بالية
تقتضي بأن يفعل الرجل ما يشاء ومهما حدث على المرأة الصمود
أرض قاحلة ټقتل أزهارها اليانعة ولا يصمد ويبقى داخلها سوى النباتات الصلبة شديدة القوة
اقتربت زوجة أخيها قائلة بتعاطف
متزعليش يا ابلة رضوى والله أمك ما تقصد تزعلك وبعدين مين قالك اننا مش عاوزينك ده انتي تقعدي علي دماغنا
ابتسمت رضوى پانكسار قائلة
ربنا يكرم أصلك يا هناء معلش وجعت دماغكم انا قايمة مروحة
هناء بإصرار والله ما انتي ماشية تعالي نطلع الشقة فوق ريحي شوية وسيبي البنات جوة مع ولاد خالهم
رضوى بخفوت معلش مرة تانية
اقسمت هناء قائلة أنا حلفت بالله هتخليني أصوم وأنا مبحبش في حياتي أد الأكل تعالي بس ده أنا زارعة نعناع اخضر في البلكونة هنشرب شاي ونظبط دماغنا
تحدثت والدتها بلوم قائلة
اقعدي يا بنتي أنا مش هتكلم تاني طالما بتزعلي اقعدي اتغدي معانا
رضوى بهدوء
أنا شبعانة يا ماما بالصحة والعافية
هناء خلاص يا ماما أبلة رضوى مش هتكسر بخاطري صح يا أبله
ابتسمت رضوى ابتسامة باهته لكنها بالفعل تحتاج إلى عائلتها ولو لساعات قليلة صعدت مع زوجة شقيقها وتمتمت والدتها قائلة برجاء
ربنا يهديكي يابنتي ويريح قلبك انت عالم بحالها يارب وعالم بحالنا
عندما يلجأ الرجل إلى ذراعي زوجته دون سواها عندما يصفعه صقيع الحياة فيرتعد بدنه وترتجف روحه من فرط برودتها ولا يجد الدفء إلا فهنا
متابعة القراءة