روايه ملاك الأسد بقلم الكاتبه اسراء الزغبى
المحتويات
الفصل ١
فى مكان ما حيث هذه الفتاة أو عفوا لنقل طفلة بفستانها البالى الذى يصل لركبتيها وقد خطت عليه آثار زمن لا تعرف مدته
وكيف تعرف مدته وهى قد وجدته فى الطريق !!!
فلقد تخلص منه أصحابه لقدمه
بالرغم من قدم الفستان إلا أنه جديد بالنسبة لها فارتدته ببسمة عارمة وكأن أباها
قد أهداها ثوبا باهظ الثمن لتحضر به العيد
وعند هذه النقطة اتسعت عينيها أكثر وأكثر فأصبحت فى غاية الفتنة
أزهار وورود ملونة
وهل تحتاج أكثر من هذا! بالطبع لا
اندفعت هذه الصغيرة للحديقة الشاسعة تقتطف ما تقدر يداها الصغيرة على حملها من الأزهار والورود فجمعت حوالى ثمان أو تسع ورود كبيرة بألوان مختلفة
نعم !
أمسك العجوز عكازه ورفعه عاليا منطلقا إليها صارخا بأعلى صوته عليها
أرنبا وسلحفاه!!!! بربك همس اصمتى واجرى فقط إذا نال منك لن يتركك
وأخيرا ابتعدت عنه
همس الحمت لله الحمت لله كنت ھموت
إيه ده أنا رحت فين
الله إيه المكان التحفة ده
دا طريق فيه عربيات كتيرة ! هقدر أبيع الورد بثرعة
بدأت همس تجرى من سيارة لأخرى لتبيع الورود وهى سعيدة
وقد انتقلت من الرقى إلى الجنة
فهذه كقطعة من الجنة على الأرض
المنطقة كانت راقية جدا بالمطاعم والشركات والسيارات وكل شيء بها
ولكن متى كان المال يكفيها!
بمكان آخر يتميز بالرقى والثراء الشديد فهذه المنطقة نالت شرف بناء قصر عائلة ضرغام عليها
على فراش واسع حيث ينام شاب طويل عريض المنكبين ذو عضلات متناسقة بالرغم من ضخامتها أنفه حاد أرستقراطى وعيونه لا متسعة ولا ضيقة مناسبة لوجهه بلونهما الرمادى وشعره حالك السواد وحاجبيه المعقودان
يدق الباب دون فتحه فمن الأحمق الذى يدخل عرين الأسد بقدميه! لينزعج ويعقد حاجبيه أكثر وأكثر وهو يقول للخادمة
الخادمة پخوف شديد وارتجاف حححضرتك أنا قولت كده لماجد بيه بس هو زعق وأصر إن حضرتك تنزل دلوقتى
أسد بصياح امشى بررره وأنا هنزل فى الوقت اللى عاوزه
الخادمة بس
زمجر كالأسد وكان هذا كافى لترتعب الخادمة حتى كادت تفقد وعيها فجرت بسرعة للأسفل
الخادمة وهى تدمع ماجد بيه أسد بيه بيقول هيصحى فى الوقت اللى عايزه وطردنى بره وزعق فى وشى
ماجد بقسۏة ميزعق ويطرد براحته دا أسد حفيدى ابن الغالى ويا تتحمليه يا تمشى ويلا شوفى شغلك
ذهبت الخادمة وهى حزينة
فالجد عطوف ورقيق القلب إلا أنه لا يظهره
ذلك حتى لأعز أحفاده
معروف هو بالقسۏة الشديدة على الكل يعتقد أن الحب خسارة كبيرة ولو كان مثل من يتعاملون بقلوبهم لما كون هذه الإمبراطورية
سعيد پغضب هو حضرتك يا بابا هتفضل مدلع أسد كده دا حتى مش أكبر حفيد ليك عشان أقول إن دى معزة خاصة
ماجد پغضب أكبر اتكلم عدل معايا يا سعيد أنا أعمل اللى عايزه وبعدين دا أسد ابن الغالى صلاح ابنى يعنى مش أى حد وبعدين أنا حر
سعيد بتراجع خوفا مما يستطيع والده فعله يا بابا مش قصدى والله أنا قصدى إنه المفروض فيه عدل يعنى أسد لا هو أكبر حفيد ليك ولا الصغير ولا حتى الوحيد ما إنت
عندل ولادى التلاتة
ما شاء الله سامر ابنى أكبر منه بخمس سنين وأول حفيد ليك وغير كده مخلص جامعة مش لسة بيدرس فى سنة أولى زى أسد
سعيد بأمل طب ابنى شريف مهو زى أسد ومحترم والسنة دى آخر سنة ليه وغير كده يعرف كل حاجة فى الشغل
ماجد وهو عرفه لوحده يعنى ما أسد هو اللى بيوجهه وصدقنى اللى بيشفعلك عندى دايما انت وسامر وسمر هو شريف لإنه محترم ومعدنه أصيل ومبيهونش عليه أهله سامع يا سعيد
سعيد بخضوع أيوة يا بابا سامع
كل ذلك أمام سمية زوجة سعيد وسمر وسامر الذين يزدادون حقدا بينما شريف لا يهتم بهذا الحديث فهو يتكرر كل يوم وما يهمه هو أسد وجده فقط
سعيد فى سره والله لأوريك إنت وأسد بتاعك ده يعنى فى الأول تحب ابنك صلاح ومراته ناهد أكتر منى ومن سمية وقولت ماشى لكن تيجى تانى وتفضل ابنهم على ولادى لا مش هسكت أبدا على كده والأيام بينا
بعد أن نهض من فراشه استحم ومارس الرياضة وكأنه آلة اعتادت على مهامها ينفذ دون إحساس أو شعور وكيف يأتى الشعور والإحساس وهما قد أخذا معهما كل شيء
والداه كانا كل شيء له فهما الحب والحياة جده قاس دائما وعمه وزوجة عمه وأبنائه لا يحبونه
أبدا سوى شريف الذى يعتبره أخاه وصديقه وذراعه الأيمن وسامر صديقه المفضل فى طفولته والذى تحول لشخص لا يعرفه ولكنه متأكد أن والديه السبب فى كرهه له ومهما حدث لن يعوض أحد حنان الوالدين ولكنهم قد تركوه فى عمر الثالثة عشر وحيدا وبعد عام من موتهما أصر ألا يتولى أحد المسئولية بعد أبيه سواه وفى أشهر قليلة علم كل شيء عن الشركات والمصانع والمستشفيات والفنادق والمطاعم وكل ممتلكات العائلة فأصبح اسما على مسمى
أسدا يهابه الجميع حافظ على كل ما تمتلكه العائلة بل زادها ونماها
هبط حيث الغرفة المخصصة للطعام
أسد بصوت مېت وبارد صباح الخير
رد الكل التحية إما بلامبالاة أو حقد أو مرح
شريف بمرح لتخفيف الجو يا ساتر يارب قل أعوذ برب الفلق إيه يا عم مالك شايل طاجن ستك ليه اضحك يا حبيبى هو حد ضامن عمره
ولا إنت بقى عشان لسه مقطقط ومسمسم ومز كده وعندك ١ سنة يبقى خلاص ضامن عمرك لا يا حبيبى مش لاعب
أسد بقرف مصطنع مقطقط ومسمسم ! فى واحد محترم يقول كده وبعدين إيه ١ سنة دى على أساس إنك عندك ٧ سنة ما إنت أكبر منى بأربع سنين بس
يعنى يعتبر زيى ولا هو حسد على الفاضى
شريف بمرحه المعتاد لا اوعى تفهمنى غلط أنا مش بحسد أنا بقر وپحقد بس
أسد يا ريتك ما فهمتنى الصح الغلط كان أرحم
بدأوا بتناول الطعام وسط جمود الجد وأسد وحقد سعيد وسمية وسامى وهيام سمر
بأسد وابتسامة شريف
أسد الحمد لله أنا رايح الشركة يلا يا شريف
شريف طيب جاى أهو
خرجا للشركة ليلتفت ماجد لابنه
ماجد بتهكم إيه يا سعيد مش شايف سامر راح يشوف مصالحه يعنى ولا هو كلام على الفاضى
سامر بغير نفس أوووف قايم أهو يا جدى سلام
ماجد سمر اوعى تكونى فاكرة إنى مش عارف شغل النايت كلاب كل يوم ها أنا مش هسكت كتير
سمر بزهق حاضر يا جدو أنا طالعة فوق
وتفرق الجميع ذهب كل شخص لمكانه المعتاد ولكن بأحداث غير معتادة
الفصل ٢
تجرى من سيارة لأخرى محاولة البحث عمن يترأف بحالها فمنهم من ينظر لها باحتقار ومن ينظر باشمئزاز وسخط ومن ينظر بشفقة وغيرها من النظرات
همس بدموع بعينينها وهى تتلمس بطنها الصغيرة التى تصدر أصواتا لا تتناسب مع حجمها خلاث اهدى متزعليث لو مث لقينا فلوث هناكل
متابعة القراءة