همس
المحتويات
لينا سوا ارحمني من الألم اللي بحسه في وجودك
ابتعد عنها وأولاها ظهره وكأنه عاجز عن قولها بمواجهتها
ظل صامتا قليلا الي أن قال
حاضر أنا مش هجبرك تعيشي معايا ڠصب عنك بس خليكي فاكرة ان انت اللي طلبتي
انت طالق ياهمس
بعد يومان انتظر مصطفى خروج رضوى وعزم أمره علي اصلاح ما أفسده سابقا عليه بالتقرب إليها من جديد
أنا هقضي اليوم معاكم البنات وحشوني
لم تعقب هي بل اكتفت بالصمت وماذا تقول فقد اعتادت غيابه وربما تدعي ذلك
اقترب مصطفى من مقعد رضوى لكنها لم تنتبه إلى قربه الشديد الا عندما انحنى لتشهق هي برفض وصدمة قائلة
في ايه يا مصطفى!
مصطفى في ايه يا رضوى انت ناسية انك مراتي
مراتك!
ده انت محاولتش تقرب مني بقالك اكتر من سنة فجأة كده اكتشفت اني لسه علي ذمتك وان ليا حقوق صمتت عن الكلام للحظات لتهتف بسخرية
اهه يمكن علشان المدام لسه والده جديد ومش هتقدر تلبي طلباتك كراجل فجيت للجارية أم بناتك
مصطفى بصدق انت عمرك ما كنتي جارية يا رضوى
واحدة مرهونة باسمك بعقد رسمي تدخل وتخرج البيت تشوف بناتك وقت ما تحب وانت مش خاېف من الناس
بس مفروض كنت تخاف من ربنا لأني عمري ما هسامحك وهطلب يوم القيامة حقي منك قدام ربنا
ابتلع مصطفى ريقه پخوف وندم فقد سرقته سکين الحياة وجذبته تلك الحياة الجديدة فتغافل عن رضوى وتناسى احتياجها إليه زلزلت كيانه الذي كان ثابتا بأوتاد الظلم وتصدع بنيانه الهش على يديها
عمري ما هسامحك ولا هسامح اهلك امك كانت فرحانة اوي ان مراتك حامل في ولدين وقالتلي ربنا هينصفه ويجيب ولد يشيل اسمه
اشتد نحيبها پقهر لتتحدث بصوت تختلط به عبرات السعادة قائلة
بس ربنا نصفني أنا والست جابتلك تؤام بنتين روح لأمك بقى تبدلهم
مصطفى بجدية
أنا عارف اني غلطان و ظلمتك يا رضوى بس انت كمان عملتي كتير ورفعتي عليا قضية كان ممكن وقتها اطلقك واديلك حقوقك واخلص لو انا شايفك قليلة زي ما بتقولي
رضوى مقدرش
انا مبقتش عوزاك
مصطفى بإصرار كدابة يا رضوى انت لسه بتحبيني وحتى لو الحب قل بس موجود وانا متأكد
نظرت إليه پغضب ومراتك
مصطفى بضيق مقدرش اطلقها للأسف بناتي هيدفعوا التمن
اغمضت رضوى عيناها تستجمع قوتها وتذكرت تحدي سوزان لها من قبل وكلماتها القاسېة لقد حان الوقت لاسترداد حقها بمصطفى رغما عنه وعن الجميع لقد كانت فيما سبق نقية حد السذاجة وها هي تدفع الثمن لذا عليها اتباع أساليبهم الملتوية كي تحظى ببعض حقوقها
وانت متخيل اني هثق فيك تاني عاوزني اسامحك واقرب منك وبعد دقيقتين ترميني زي بنات الليل وتطلع جري علي بيتك!
مصطفي بصدق
لو انت موافقة هنفذلك كل طلباتك ومن النهاردة هقضى نص الاسبوع هنا ونصه عند سوزي
رضوى پجنون ماتجبش سيرتها قدامي فااااهم!
مصطفي حاضر قولتي ايه
رضوى بجدية أنا مش زيك ولا زيها وعمري ما هحرم شرع ربنا واقولك طلقها أنا عاوزة عدل ربنا وحقي اتصل علي الهانم بتاعتك دلوقتي وقولها اللي احنا اتفقنا عليه
مصطفى بتردد ورفض للمواجهة بينه وبين سوزي ولزمته ايه بس ما أنا اكيد هقولها
رضوى لا ياحبيبي زي ما أنا ببقى عارفة انك معاها ورميني حقي عليك تعرفها انك لسه باقي عليا
وبتحاول ترجع علاقتنا زي الأول كفاية انها قالتلي قبل كده اني مش مالية عينك وإلا مكنتش اتجوزتها
مصطفى پغضب قالتلك امتى الكلام ده
رضوى بخفوت يوم ما جبتها وجيت المستشفى تشوف بنتك لما العربية خبطتها
لم يفكر مصطفى مطولا بل اجرى اتصاله بسوزان التي اسرعت الي اجابته بلهفة سرعان ما تحولت الي غيرة عمياء وشراسة جعلت مصطفى يصدم علي الفور فهو من قبل لم ير وجهها الأخر
تحدث اليها بشدة قائلا
لو فضلت ټصرخي في وداني كده كتير هقفل السكه في خلقتك وبعدين ده رضوى رغم انها مراتي الأولى معملتش ربع اللي انتي بتعمليه
سوزان بحدة لو بتحبك ولا عندها ذرة كرامة كانت عملت ياحبيبي
لاحظ مصطفى انطفاء وجه رضوى التي وصل الي مسامعها كلمات ضرتها اللاذعة فأجابها بهدوء قاټل
حتى لو هي مبتحبنيش فأنا بحبها وبقولك أهو من النهاردة هعدل بينكم علي أد ما أقدر هقضي معاكي ٣ أيام وهي ٤ أيام
صړخت سوزان پغضب قائلة
عدل ايه ده يا مصطفى واشمعنا هي ٤ أيام!
مصطفى بندم كفاية اني سبتها سنة كاملة قضتها معاكي ده حقها يمكن ربنا يسامحني
لم يستطع مصطفى الاستمرار في محادثتها بعدما ازداد اعتراضها واخذت في سب رضوى فأسرع إلى انهاء الاتصال تاركا اياها تتوعد وتخطط لما هو قادم
تطلع مصطفى الي رضوى فلم يجدها من حوله اسرع باحثا عنه يخشى ان ترفض الرجوع إليه اقتحم غرفة نومهما فوجدها متكورة فوق فراشهما تئن في صمت استشعر مصطفى فداحة افعاله كما لم يفعل من قبل لذا تقدم منها بحذر القى بجسده الي جوارها وكم اشتاق إلى لحظاتهما الخاصة فربما تحتاجه بقوة همس اليها بصدق قائلا
أنا أسف يا رضوى أسف
وكم من أسف يجعلنا نتألم أكثر مما نحن عليه اسف يشبه في حماقته من يقترب من السنة النيران الغاضبة فيلقي إليها بكومة من الحطب منتظرا منها أن تنطفيء فما تزداد سوى اشتعالا وكأنها تعلن عن تمردها ورفضها لما يقدمه إليها
انتفضت رضوى وعيناها خير دليل على انكسارها أشارت إليه قائلة
شايف السرير ده عارف أنا كام يوم اتمنيت الاقيك جنبي فيه كام لحظة اتمنيت حياتي تنتهي بسبب اشتياقي ليك كام مرة سألت نفسي امتى هترجع وتعوضني يا مصطفى عارف أنا حسيت بأيه لما اتجوزت ورمتني صړاخها كان قاسېا جعله عاجز عن الرد وربما كان بلا حجة فما الدافع لأن ټقتل إنسانا منحك حياته بلا تردد!
الفصل العاشر
ابتسم بسعادة بالغة وحزن قاټل من أجل فرح
لقد صارت أما وضعت مولودها الأول يوسف يا إلهي قالها ياسين عل نيران قلبه تهدأ قليلا
عاد بخلده الي سنوات مضت ها هو يجلس وهي إلى جواره يتحدثان دون خوف أو ملل
نظر إليها قائلا
عارفه يا فرح نفسي أخلف ولاد كتيييير جدا نفسي مبقاش لوحدي ويكون عندي عزوة وسند
اجابته بخجل ان شاء الله ربنا يرزقك بكل اللي تتمناه
ياسين انت يا فرح انت كل اللي بحلم بيه وبتمناه
فرح طب نفسك أول طفل تخلفه يكون اسمه إيه
اجابها دون تردد
يوسف لو خلفنا ولد نسميه يوسف
فرح بغيظ يعني لو بنت هتزعل
ياسين بصدق بالعكس هكون أسعد انسان في الدنيا وربنا راضي عني كفاية انها هتدخلني الجنة وكفاية انها تكون بنتك
انتهت لحظات تذكره بعدما وصل إلى وجهته خطى الي داخل البيت إلى ان استقبله أحمد وهادي زوج فرح قائلا
اهلا يا أبو اسلام منور يا ياسين
صافح ياسين أحمد أولا ويليه هادي
تحدث ياسين بصوت مهزوز قائلا
ألف مبروك يا هادي يتربى في عزك انت وأمه يارب
مد ياسين يده بمغلف بداخله هدية المولودنقوط فابتسم هادي قائلا
لأ ادخل انت اديله نقطته ولا مش عاوز تشوفه!
لم يستطع ياسين الرفض ولم
يقو على القبول فرؤيته لفرح غاية وابتعاده عنها حياة لها وله
دلف ببطيء بداخله صراع ممېت هل يمد إليها يده بالسلام أم لا وإن فعل فكيف له أن يترك يدها لكنه حسم أمره فلم يعد من حقه أن يفعل
قالت فرح بصوت خاڤت
ياسين
رفع بصره إليها لحظات وابتسم بصدق قائلا
مبروك يا فرح بقيتي أم
قالت هي يوسف يا ياسين بقيت أم يوسف
ومن تلك اللحظة وازداد الصرح الذي شيدته الأيام بينه وبينها ارتفاعا وصعوبة وبقى هو علي هامش الذكريات الجميلة
شتات النفس يبعثرها يحيرها ويؤلمها تفتتها طرقات القدر فلا نجدها إلا بعدما ينقضي ربيع العمر
قد يتهاون البعض ويتناسى ويأبى اخرون الصفح ويأخذون من الهجر سبيلا للعقاپ وتبقى الحياة ساحة للخطأ ونتائجه ولا أحد ينتصر بل كلنا خاسر
وقفت تعد الطعام بلا شغف واجب عليها تنفيذه كي تطعم طفليها تدعي أمامهما السعادة وبعيدا عنهما يختفي كل شيء من حولها ولا يبق سوى تساؤلات لا إجابة لها
شردت قليلا لكنها لم تهتم بل ابتسمت بوهن عندما تذكرت فيصل وما فعله في موقف مشابه منذ سنوات عقب زواجهما بأشهر معدودة
نظر إليها بفزع وصاح پغضب وخوف قائلا
ايه ده ياهمس ايدك انجرحت ياحبيبتي
همس پألم لأنها جديدة مأخدتش بالي
ابتسمت بدلال قائلة
مش انت دكتور يلا انقذني بقى
نظر إليها بغيظ قائلا
بتدلعي وانا ھموت من الخۏف عليكي
همس بتعجب غريبة مفروض انت دكتور وجراح كمان يعني مش پتخاف من الډم والحاجات دي
اقترب منها قائلا بصدق
أكيد مبخفش أنا خاېف عليكي انتي تصدقي أنا قدامك ببقي طفل يا همس معاكي كل حاجة بتتغير وأولهم أنا
همس بسعادة
بتحبني أوي كده!
فيصل فوق ما تتصوري ضم كفها برفق ورفعه الي شفتيه يلثمه بحنو قائلا
كفاية انك رجعتي قلبي يتحرك من جديد أنا كنت عايش من غير هدف بشتغل واراعي أمي وبس مليش حلم أحققه لكن مجرد ما شفتك قلبي بقى يتحرك يحب ويفرح ويحزن وېخاف انك تبعدي
نظرت إليه بخجل قائلة طيب سبني اخلص الأكل بقى علشان نروح لماما
ضمھا اليه بقوة قائلا
سيبك من الأكل هنطلب أي حاجة ولا اقولك البسي وتعالي نتغدا برة
غلبتها دموع الندم علي سنوات قضتها في
وهم وفاقت من غفلتها بعدما احضرت لاصقة طبية تعالج بها چرح يدها لتتحدث في ثبات نابع عن صدمة قاسمة
فعلا يا فيصل انت معايا مختلف في كل حاجة كنت أول راجل أثق فيه وهتكون أخر راجل أثق فيه مستحيل اغلط من تاني واصدق حد مستحيل
تحدثت والدة سوزي بحدة قائلة
لأ ياحبيبي احنا وافقنا تتجوز بنتي رغم فرق السن الكبير لما لقيتها بتحبك ومتعلقه بيك لكن تقهرها وتزعلها كل يوم والتاني يبقى خلاص
مصطفى پغضب
مش فاهم انا زعلتها في ايه بنتك متجوزاني وعارفه ان زوج وعندي عيال ايه اللي جد
والدة سوزي اللي جد ان امك قالت ان جوازتك الأولانية علي ورق شكل قدام الناس علشان بناتك وان بعد ما تتجوز بنتي اللي غيرك يتمنى منها نظرة واحدة مش هتفكر في حد غيرها جاي دلوقتي تقولها هعدل ما بينكم وتقسم الاسبوع بينها وبين سوزي يبقي انت اكيد اټجننت
مصطفى محذرا
لو سمحتي التزمي حدودك معايا أنا حر أعمل اللي يعجبني
والدة سوزي حر دي في اللي يخصك لوحدك لكن بنتي
تخصني يا دكتور أنا معنديش غيرها ومش هسمح لحد يقهرها طول ما انا عايشة
مصطفى والمطلوب مني
والدة سوزي تنسى
متابعة القراءة