فراق مزيج العشق

موقع أيام نيوز

مندفعة وإنساقت وراء تهورها في الماضي ربما كانت هي زوجته الآن لكن هذا هو قدرها وهي الآن سعيدة بحياتها ويبدو أنه سعيد في حياته الجديدة أيضا وتأمل أن يغفر لها في يوما ما على ما فعلته به 
جاء المساء بسرعة
كانت كارمن تجلس أمام المرأة وتبتسم بشرود وهي تتذكر الساعات الجميلة التي قضتها مع أدهم 
استدارت وسارت إلى مكانها بابتسامة حيث تري ابنتها تلون الرسومات غير الملونة بألوان جميلة حقا 
قالت
ناولتها الورقة تقول
بصوتها الطفولي رسمة ملك
كارمن بإعجاب الله ايه الحلاوة دي يا نور عيني
مريم كارمن
استدارت عينا كارمن نحو الباب الذي انفتح ودخلت والدتها فقالت وهي تلهث نعم يا ماما
ليلي ببشاشة بتعملو ايه
كارمن بإبتسامة حلوة تعالي شوفي ملك بتعمل ايه
اردفت وهي تري مريم تفرك يديها بإضطراب بس انا حاسه ان في حاجة عايزة تقوليها صح
خفضت مريم بصرها قائلة بتوتر هقولك بس براحة كدا مش عايزة اعصابك تتوتر انتي عارفه مين تحت دلوقتي مع ادهم
همست كارمن وبدأ القلق يتملكها من نبرة والدتها المرتبكة مين يا ماما!!
مريم عمك وولاده
فتحت فمها بدهشة وعدم استيعاب عمي اللي في الصعيد جه هنا
عندما رأت شحوب وجه ابنتها هتفت مريم بسرعة في محاولة لطمأنتها ايوه يا حبيبتي بصي هما عايزين يتكلمو معانا فإلبسي وتعالي نشوف عايزين مننا ايه انا هسبقك علي تحت وماتخافيش ادهم موجود معانا
بعد قليل في الاسفل
نزلت كارمن والقلق يسيطر عليها كانت في حيرة شديدة من سبب قدوم هؤلاء الناس الآن بعد كل هذه السنوات تذكروا أن لديهم ابنة ويريدون رؤيتها
لن تنسى حزن والدها بسبب ڠضب والده عليه لأنه تزوج والدتها صحيح أنهم لم يتحدثوا عن هذا الأمر أمامها لكنها كانت تسمعهم يتحدثون عنه كثيرا بالخفاء وفي كل مرة كانت تري دموع والدها تتساقط بحزن كلما تذكر ڠضب والده عليه ورفضه رؤيته حتى عندما كان يحتضر أو هكذا اعتقدت أنها لا تعرف تماما ما كان يحدث 
وصلت إلى الريسبشن الخاص لاستقبال الضيوف ولكن قبل الدخول ألقت نظرة خاطفة ورأت ثلاثة رجال بدا علي أحدهم أنه أكبرهم سنا بسبب شيب شعره كان وقورا في جلسته
لكن ما فاجأها أن ملامحه كانت قريبة جدا من ملامح والدها 
بالتأكيد هذا عمها الذي لا تذكر اسمه حتى وبجانبه شابان لابد أن يكونا أبناء عمها ومعهم أدهم وليلى ومريم وهم يتحدثون لكنها لا تسمع شيئا مما يقولون 
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسها ودخلت برشاقة وخطوات متزنه عليهم 
فجأة توقفوا عن الكلام عندما رأوا تلك المرأة الفاتنة تظهر عليهم في مظهرها الهادئ خارجيا وقام الجميع من مقاعدهم للترحيب بها 
كارمن بهدوء مساء الخير
قام الجميع برد التحية
همس ماجد بصوت خاڤت لم يسمعه سوى زين الذي كان يقف بجانبه تصدق طلعت حلوة اوي علي الطبيعة بقي دي بنت عمي انا والله مش مصدق
تمتم زين بحنق وهو يلكزه بخفة احترم نفسك جوزها واقف جنبك يا غبي
مدها يده لمصافحتها فرفعت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة قائلة بتحفظ شكرا لحضرتك
قهقه بدر بمرح ما بلاش رسميات يا بنتي انا عمك بدر قوليلي عمي من غير حضرتك دي
أومأت إليه بخجل وهي تنظر إلى أدهم الذي كان يتابع ما يحدث دون أي رد فعل لكن عينيه على كارمن لم يرمش فكان يشعر بارتباكها ويريد بأي شكل من الأشكال طمأنتها 
أراد أن يصعد إليها منذ قليل لكنه حافظ على ثباته وأرسل والدتها لتخبرها بنفسها 
ادهم بثبات تعالي يا كارمن
بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها توجهت بسرعة نحوه 
اضاف ادهم برزانه وهدوء اتفضلو استريحو
شعرت بالأمان يغلف قلبها بحضوره فقط وأنها تحت كنف مسؤليته فالأمان العاطفي هو الذي يولد شعورا بالحب الصادق ويجعله يدوم طويلا 
جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة
ثم أشار إلى ماجد الذي قاطع كلماته قائلا بمرحه المعتاد وانا ماجد ابن عمك بشحمه ولحمه فاضلي السنه دي واخد ليسانس حقوق وابقي محامي
ابتسمت كارمن بسبب خفة ظله ربنا يوفقك
حدق بدر في ماجد بتحذير ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن عمك بدر كان عايز 
قاطعها بدر قائلا بوقار خليني انا افهمها احسن يا ست الكل
أومأت إليه مريم بتفاهم وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب
بدر 
نهاية الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون حاجز مزيج العشق
ما زلنا في قصر البارون
بينما هم مجتمعون في الداخل 
نزلت نادين بغطرسة ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف والتي
نادرا ما يدخلوها 
مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف 
أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة
ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم
نادين همست پصدمة وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا من الصعيد وايه اللي جايبهم هنا
مروة بحيرة علمي علمك يا هانم
نظرت نادين اليها في إزدراء ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك
بعد أن غادرت الخادمة تقدمت نادين إلى الأمام بخفة تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ربما تفهم ما يدور من ورائها 
في الداخل
إستطرد بدر
حديثه بابتسامة لطيفة تليق به شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي وايه اللي جابنا من الاساس صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين 
تنهد بحزن وأضاف بشرح بعد مت محمد الله يرحمه ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه ومابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك ويرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد
كارمن خفضت عينيها وفركت يديها ببعض الحزن وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب 
بدر بعطف بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني
رفعت وجهها ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه ولما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه
بدر بأسف والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا 
تدخل أدهم في الحديث بحزم وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط
تنفس بدر بعمق حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته واستمر في حديثه كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا وتيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها وتتعرف علي عيلتها هناك
حاولت كارمن الاعتراض لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه
تم نسخ الرابط