بقلم اسراء عبد اللطيف

موقع أيام نيوز

زيارة جاسر يوميا لتتحدث معه أملا أن يستفيق من الغيبوبه و كأن هذا له تأثير كبير ف فى أحدى المرات كانت تجلس نور بجواره و ظلت تتحدث و أبتسامه تعلو شفتيها و هى تضع كفها على يده حتى شعرت بحركه بسيطه أسفل كفها ف أنفرجت أساريرها و ركضت إلى الخارج لأحضار الطبيب و بالفعل حضر الطبيب و بدأ بالكشف عليه و كلا من نور و أدهم و صفاء ينتظرونه بلهفه 
أبتعد الطبيب بعد أن أعطاه أبره ثم مد كفه و ظل يدعك وجه جاسر حتى بدأ ب الفعل أن يتحرك ببطء و فتح عيناه بصعوبه ثم أغلقهم سريعا و كرر هذا
أبتسمت نور و نظرت إلى أدهم الذى بادلها أيضا ب أبتسامه و لف ذراعه حول كتفها 
بدأ جاسر في تحريك شفتيه ب صعوبه و هو يتمتم بشئ و بعدها بدأ صوته في الوضوح و هو يردد 
_ ن نور آآ أنت ف فين ننور 
أبتعدت نور عن أدهم و أقتربت من الفراش و وضعت كفها علي يديه هاتفه بفرحه 
_ أنا جنبك يا جاسر ماتخفش و مش هسيبك ابدا
حاول جاسر الجلوس بصعوبه و هو يتلفت حوله پخوف كأنه يبحث عن شيئا ما قائلا بصعوبه 
_ نور أنت فين أنت فين يا نور !
أزدردت نور لعابها بصعوبه و ألتفتت ناحية أدهم بقلق ثم نظرت إلى الطبيب و حركت رأسها پخوف حرك الطبيب رأسه إلى أعلى و أسفل ثم أقترب من جاسر متسائلا 
_ قولى يا جاسر أنت شايف أيه !
صاح جاسر پغضب و بدأ بتحريك يديه بهيسريا
_ أنا مش شايف أي حاجه الدن الدنيا ضلمه خالص أيه اللى حصل و أنا مش شايف حاجه ليه !
شهقت صفاء بقوه و وضعت كفها على فمها بينما فغرت نور فمها فى ذهول تام و كادت عيناها أن تخرج من مقلتيهما و ظلت تتراجع للخلف و هى تحرك رأسها ب أستنكار و أزدادت سرعة دقات قلبها بينما حاول الطبيب و الممرضين السيطره على حالة الهيجان التى أصابت جاسر قائلا 
_ أهدي يا جاسر ماينفعش كده 
_ أهدي أيه بقولك مش شايف مش شايف أبعدوا عنى أبعدوا 
حاول الممرضين تثبيت جاسر و بدأ الطبيب في ملئ أبره مهدئه و ألتفت للخلف هاتفا 
_ أطلعوا بره لو سمحتوا 
و ألتف ناحية جاسر مره أخرى ليعطيه المهدئ بينما خرج أدهم و صفاء و نور من الغرفه لأنتظار الطبيب بالخارج و الحزن و الخۏف و القلق يكاد يقتلهم بينما أنفجرت صفاء فى البكاء و النحيب 
بعد لحظات خرج الطبيب ف أتجه أدهم ناحيته متسائلا بقلق 
_ هو في أيه يا دكتور و أيه اللي بيقوله جاسر ده !
هز الطبيب رأسه ب آسي قائلا 
_ ده اللى أنا كنت خاېف منه للأسف الخبطه كانت جامده على راسه ف أدت إنه فقد البصر 
بمجرد أن سمعت صفاء هذا حتى لطمت بقوه على وجهها بينما شهفت نور و العبرات تملأ وجهها 
تحدث أدهم ب خوف و حزن شديد قائلا 
_ طيب طيب يا دكتور هو ممكن يعمل عمليه و يفتح تانى !
رفع الطبيب كفه ليضعه على كتف أدهم قائلا ب هدوء 
_ ممكن بس أكيد مش دلوقت عن أذنك 
منذ ما صار لجاسر و الحزن خيم عليهم تماما
ظل جاسر حبيس غرفته بعد أن خرج من غرفته يأبى التحدث إلى أحد فقط يجلس بغرفته بالقصر
جلس كعادته ب الشرفه و أسند رأسه للخلف و أغمض عينيه رغم إنه يعلم أنه لا يوجد فارق أذا أغلقها أم لا كان شاردا يفكر بما حدث كيف له أن يتخيل أن والده و أخته قد توفيا و الإنسانه التى كان سيتزوجها تكون أخته كيف لعقله أن يتحمل كل هذه الحقائق 
أخرجه من شروده صوت طرقات على باب الغرفه و لكنه لم يهتم حتى سمع صوت الباب يفتح و بعدها شعر ب يد رقيقه توضع على كتفه حتى جاءه صوتها الرقيق المبتسم تقول 
_ ينفع كده أخويا حبيبي يفضل حابس نفسه فى أوضته و سايبنى أجهز لحفلة خطوبتى لوحدي !
لوى فمه في سخريه معلقا ب 
_ قال يعنى لو نزلت هفيدكوا بحاجه بالعكس أنا هعطلكوا لأنى هحتاج حد ياخد باله منى !
شعرت نور بالحزن فجلست على المقعد المجاور و وضعت كفها على يده قائله حزن 
_ جاسر أنا عارفه إن اللى حصل كان صعب أوي كل اللى مرينا بيه يقتلنا مش يزعلنا و بس قولي يا جاسر هو باب عاصم بيه كان أزاي طريقته كان بيتعامل معاكوا أزاي أنت و نهله يعنى 
سقطت عبره على وجنة جاسر قائلا بسخريه 
_ أنا بحسدك لأنك اتربيتى بعيد عنه عمره ما عمل حاجه تسعدنا كل كلامه بالصړاخ و الضړب
عقدت نور حاجبيها معلقه بقلق 
_ ض ضړب !
_ اه ضړب كان بيضربنى و بيضرب أدهم و نهله كمان لم يضايق مننا أسرع حل عنده مد الأيد كلنا كنا بنتجنبه على طول أنا و أدهم سهر بره 
_ و نهله !
زاد أنسياب العبرات على وجنتي جاسر متابعا ب حزن 
_ نه نهله كان كانت سكرة البيت الدلوعه بتاعتنا كانت بتعرف تتعامل معاه كويس و تكسبه لكلمتين و تخرج من وراه برضو و للأسف نهايتها كانت على أيده زي ما قولتولى اااه يا نهله اااه ربنا يرحمك يا حبيبتى 
أحتضنته نور بقوه و هى تبكى حتى شعر هو بعبراتها الساخنه تبلل عنقه فرفع يده ب تردد ثم أنزلها مره أخرى و لكنه شعر ب تشبثها به بقوه فرفع كفه و مسح على ظهرها و شعرها و قبل رأسها قائلا 
_ ماتعيطيش يا نور خلاص 
أبتعدت نور عنه و مسحت عبراتها بكفيها قائله ب حزن 
_ ربنا يرحمها كان نفسي أقعد معاها و أشوفها و نعيش سوا بس 
ثم تابعت بمراره
_ بس الله يرحمها و برضو ربنا ماحرمنيش إنى أشوفها شوفتها مره بالساحل يوم م ماعرفت إنها خطيبة أدهم 
لم يتكلم جاسر فقط ترك عبراته هى من تعبر عن حزنه أدركت نور مدي الحزن الذى سيطر على الأجواء ف أرادت أن تلطفه فتحدثت مازحه
_ شوف الحظ يا اخى من حوالى شهرين كنا هنتجوز هههههه و أحنا أخوات أتخيل أنت كده إن مراتك هي أختك ههههههه 
ضحك جاسر بحزن على مزاحها و وقف معلقا ب
_ ما هو ده عقابى أنا من وسط بنات العالم كله مالقتش غير أختى اللى أحبها أوى كده هههههههه 
وقفت نور و أحتضنته قائله ب ضحك و صوتا مرتفع إلى حدا ما 
_ بس أنا بحبك و بحبك أوى كمان أكتر من الواد أدهم اللى تحت ده ههههههه 
_ الله الله أهو عرفتك على حقيقتك قبل ما نعمل خطوبه ههههه
قالها أدهم و هو يتجه ناحيتهم 
نظرت إليه نور ب خوف معلقه ب مزاح 
_ يخربيتك أنت بتيجي على السيره هههههههه
أقترب أدهم و وقف قائلا بضحك 
_ لا ياختى و حياتك أنت اللى صوتك عالى مش قولتلك الف مره صوتك يوطى !
أدعت نور الحزن و وجهت حديثها إلى جاسر و هى لازالت تحضنه قائله 
_ يرضيك كده يا جاسر أختك بتتشتم و أنت واقف !
ضحك جاسر و حاول الألتفات ناحية الصوت معلقا ب 
_ مالكش دعوه باختى يا أستاذ أنت بدل ما أضربك زي زمان و لا ناسي هههههههه 
رفع أدهم ذراعيه و أمسك ذراعى نور ليبعدهم عن عنق جاسر قائلا 
_ لأ أنتوا هتتفقوا عليا و لا أيه تعالى أنت كده و أنت ياعم ماتحضنش خطيبتى لأنى بغير عليها ماشي 
ضحكت نور معلقه ب 
_ أنت مش بتغير أنت بتستعبط بتغير عليا من أولها و من أخويا كمان 
ضړب أدهم كفا ب كف قائلا و هو يدعى الحزن
_ عاجبك كده يا سي جاسر أختك لسانها طول عليا أوي ماتزعلش بقي لم أمد أيدي !
و لم ينتظر ردا و أمسك خصلات شعرها و لكن دون أن يؤلمها قائلا بضحك 
_ لسانك مايطولش عليا يا هانم فاهمه هههههههه
ضحكت نور و هى تبعد يده عن شعرها معلقه بمزاح 
_ و أنت أيدك ما تطولش شايف يا جاسر بيشدلى شعرى 
تحسس جاسر الجدار و توجه إلى الداخل و هو يستند عليه قائلا 
_ أنتوا الأتنين هبل و أنا غلطان إنى واقف معاكوا هههههههه 
_ أستنى يا جاسر أنت هتسيبنى مع الكائن ده لوحدي !
أعاد أدهم مسك خصلات شعرها قائلا بضحك 
_ برضو مصممه تطولى لسانك شكلك عايزه تربيه من الأول هههههههه
ثم تابع بمزاج 
_ و بعدين أنا مش قولت الشعر ده يتكوي بدل ما هو منكوش كده 
ڠضبت نور منه بشده و أبعدت يده عنها و وقفت بعيد و هى تضع يدها فى منتصف خصرها قائله 
_ أيه اللى فهم الحمير في أكل الجنزبيل دي موضه يا جاهل 
ضړب أدهم كفا بكف قائلا 
_ هى وصلت لحمير خدي هنا يابت ناكشه شعرك و ه شبه ليفة السحوم كده و بتقوليلي موضه مش بعيد ألاقيكى حلقاه زيرو و جايه صلعه و تقوليلي موضه 
_ مالكش دعوه شعرى و أنا حره فيه 
_ و أنا خطيبك و حر فيك لأ أنا كمان ملاحظ إنك عايزه تربيه من الأول تعالى هنا يابت 
_ لأ هههههههه 
قالتها نور و هى تركض خارج غرفة جاسر و أتجهت ناحية الغرفه التى تمكث بها و أغلقت الباب خلفها وقف أدهم أمام باب الغرفه و ضړب عليه بقوه قائلا 
_ أفتحى الباب يا نور 
أستندت نور بظهرها على الباب قائله بضحك
_ لأ مش هفتح هههههه 
في هذه اللحظه جاءت صفاء و وقفت بجوار أدهم متسائله 
_ في حاجه يا أدهم هى نور مش عايزه تفتحلك و لا أيه !
شعر أدهم بالحرج فأبتسم قائلا 
_ لا ابدا أنا كنت جاى أطمن عليها و أنزل
_ اه ياريت يا أدهم أنزل أطمن على باقي تجهيزات الحفله و أنا هدخل أطمن على جاسر و أشوف نور 
حك أدهم رأسه و هو يبتسم ثم أقترب من باب غرفة نور قائلا بأبتسامه 
_ طيب يا حبيبتى زى ما اتفقنا ماشي بلاش تلبسي قصير سامعه 
ثم أبتسم لصفاء التى بادلته نفس الأبتسامه قائله 
_ ربنا يهنيكوا ببعض يا حبيبي 
_ يارب عن
تم نسخ الرابط