بقلم اسراء عبد اللطيف

موقع أيام نيوز

نظرت مها إلي نور ب عدم تصديق قائله 
_ س سبتي البيت !
أنزلت نور رأسها في حزن قائله 
_ اه أتخانقت مع زينا و ماينفعش أقعد معاها في نفس المكان بعد كده 
أقتربت مها من نور و جلست بجانبها قائله ب هدوء 
_ علشان موضوع أدهم صح !
نظرت نور إلي مها ب أعين ممتلئه بالعبرات قائله 
_ أدهم سابني و مشي علشان زينا هددته إنه لازم يبعد عني 

أشفقت مها علي حال رفيقتها المقربه كثيرا فتحدث بآسي 
_ و أنا كمان النهارده عمر عرف إني بشتغل جرسونه في مطعم 
_ أيه عرف منين طيب !
حركت مها رأسها في حزن قائله بقلة حيله
_ و حياتك ما أعرف يا نور 
أحتضنت نور صديقتها بشده و هي تحاول أن تمنع عبراتها قائله ب حزن مكبوت 
_ شكل كده مكتوب علينا الحزن يا صاحبتي و يوم ما نفكر نحب نتهان 
ب القاهره 
في فيلا الشناوي 
ظلت نهله قابعه بغرفتها و هي تفكر و تحرك قدميها بعصبيه في الأرض و تقرض أظافر أصابعها بأسنانها 
ثم أعتدلت في جلستها و أمسكت هاتفها و فتحت قائمة الأسماء و لكن سرعان ما أغلقته و ألقته علي الطاوله و وقفت بعصبيه قائله ب ضيق
_ لأ بقي ما أنا مش هفضل محپوسه هنا لحد ما سي أدهم يحن عليا و يخرجني و كل شويه يسرح في وادي تاني 
و فجاءه مالت علي الطاوله و ألتقطت هاتفها و قد حسمت أمرها 
أمسكت نهله الهاتف بلا تردد هذه المره و عبثت بأزراره ثم وضعته علي أذنها حتي جاءها صوت رامز قائلا 
_ أيوه يا نهله عايزه أيه !
أخذت نهله نفسا عميقا و زفرته بهدوء قائله
_ أنت قولتلي إنكوا عاملين بارتي النهارده في و عرضت عليا أجي ينفع ي يعني أجي !
صمت رامز قليلا ثم لمعت عيناه ب مكر قائلا
_ و الله هو أحنا قررنا نعمل البارتي في فيلتي أيه رأيك تيجي !
ترددت نهله كثيرا قبل أن تجيبه و لكنها قد أتخذت قرارها و حسمت أمرها فلن تتراجع فيه فأجابت ب 
_ أوكي هاجي بس أنا ما أعرفش عنوانك !
أبتسم رامز أبتسامه وضيعه مجيبا ب مزاح
_ ياستي إنت تؤمري حالا يوصلك في ماسيج
أبتسمت نهله قائله برقه 
_ ميرسي جدا رامز باي بقي لحد ما أشوفك !
_ سلام يا يا نهله !
أغلقت نهله المكالمه و توجهت ناحية خزانة ملابسه لأختيار شئ مناسب لأرتدائه 
ظلت تعبث بالخزانه حتي أعلن هاتفها عن وصول رساله ف أتجهت ناحيته لتجدها الرساله المدون بها عنوان رامز فأبتسمت و أتجهت ناحية المرحاض للحصول علي حماما منعشا 
بعد أن أرسل رامز عنوانه برساله إلي نهله و ضع الهاتف علي الطاوله و أستند بظهره علي خلفية الأريكه و تنفس براحه و هو يقول بفرحه
_ أخيرا هكسركوا يا عيلة الشناوي و أخلص اللي عملتوه زمان في أبويا !
ثم وقف ليقوم بتحضير ما يلزم هذه الليله !
ب الفيوم 
في أحد العيادات الطبيه 
جلس معتز قبالة أحد الأطباء المقربين له متحدثا ب حماس 
_ يعني في أمل يا دكتور إني لو أتعالجت أقدر أخلف يا دكتور شوقي !
خلع الطبيب شوقي نظارته الطبيه و وضعها علي مكتبه ثم شبك أصابع يديه معا قائلا ب أبتسامه 
_ جرا أيه يا دكتور معتز أنت دكتور زيي و عارف إن مافيش مستحيل في العلم و كل حاجه و ليها علاج طالما بنمتلك الأراده 
أبتسم معتز قائلا 
_ صدقت يا دكتور 
ثم تابع محدثا نفسه ب 
_ هعمل أي حاجه علشان ترجعيلي يا زينا 
خرج أدهم من غرفته و توجه إلي أسفل و لكن أوقفه صوت عمه قائلا 
_ أدهم تعالي عايزك 
لحق أدهم ب عمه إلي غرفة المكتب 
جلس أدهم علي المقعد المقابل للمكتب و نظر إلي عمه قائلا ب هدوء 
_ أفندم !
أبتسم عاصم و جلس علي مقعده الجلدي و أشعل سيجارته الفاخره قائلا ب أبتسامه خبيثه 
_ مهمه جديده 
وقف أدهم قائلا ب برود 
_ خلي جاسر ينفذ أنا ماليش نفس لأي حاجه !
كاد أدهم أن يخرج من مكتبه حتي أوقفته جملة عمه الصارمه 
_ أستني عندك يا أدهم أنا لسه ما خلصتش كلامي !
ألتف أدهم ناحية عاصم و نفخ ب ضيق قائلا
_ أيه تاني !
أقترب عاصم قائلا ب ڠضب 
_ لم أقول إن أنت اللي هتنفذ يبقي أنت جاسر في الفيوم 
أنتفض أدهم بمجرد أن علم بهذا و عقد حاجبيه مستفسرا ب سرعه 
_ بيعمل أيه في الفيوم !
رفع عاصم أحد حاجبيه و قد شعر بأن هناك شيئا ما مريب و لكنه لم يرد أن يعلق فقال 
_ أبدا بيخلصلنا شغل هناك تعالي أقعد يا أدهم و أسمع الكلام و نفذه و ماتنساش الملفات اللي معايا !
أبتسم أدهم ب سخريه قائلا 
_ هو أنا لو ماوفقتش ممكن تعمل أيه بالملفات اللي معاك دي يا عاصم بيه فكرك هتسلمها للنيابه !
ضحك عاصم ب شده و هدأ فجاءه قائلا 
_ وماأسلمهاش ليه !
ڠضب أدهم فصاح قائلا 
_ طيب ما الصفقات الو دي تخصكم !
ضحك عاصم ب سخريه قائلا 
_ أثبت يا بابا أمضتك بس اللي عليها !
نظر أدهم ب أشمئزاز إلي عمه قائلا ب حزن
_ و تسجن ابن أخوك !
ضحك عاصم ب شده ساخرا من أدهم و توجه ناحية أدهم ثم رفع ذراعه ليضع كفه علي كتف أدهم قائلا 
_ و أسجن ابني نفسه لو ما عملش اللي بطلبه
ثم حك طرف أنفه متابعا ب تفهم شديد من وجهة نظره هو 
_ بص يا أدهم الفلوس هي كل حاجه هي الأهل و العزوه و الأولاد و البيت و القوه لم بتمتلكها هتمتلك كل حاجه علشان كده لازم تعمل أي حاجه علشان تحصل عليها 
أبتسم أدهم ب سخريه معلقا ب 
_ للأسف هي مش كل حاجه لا يمكن تشتري السعاده و الحب و الراحه و الصحه ب الفلوس !
ضحك عاصم علي تعليق ابن أخيه و توجه ناحية مكتبه و جلس عليه قائلا 
_ طيب سيبك من جو الدراما اللي قلبناه ده و تعالي علشان تعرف هتعمل أيه و أيه المطلوب منك و أكسب رضايا أحسنلك و أتقي شړي !
شعر أدهم ب العجز الشديد من حديث عمه لا مخرج من هذه الدائره المغلقه المحاصر بها و توجه ناحية المكتب و جلس عليه ب جمود رغم براكين الڠضب المشتعله بداخله و ضميره الذي يلاحقه و لكن ضغط علي نفسه قائلا 
_ أيه المطلوب !
أبتسم عاصم و أمسك بقلم و دون بورقه أمامه شيئا ما و أمسكها و أعطاها لأدهم 
ألتقط أدهم الورقه من عمه و نظر بها ثم أعاد نظره إلي عمه
و عقد حاجبيه متسائلا 
_ ده عنوان !
تراجع عاصم علي مسند المقعد ب ظهره قائلا
_ اه ده عنوان صحفي بيخبط في واحد من حبايبنا الكبار !
_ و المطلوب !
مال عاصم بجسده ناحية المكتب و ضم قبضتي يده معا و وضعهم أسفل ذقنه و أرتسمت أبتسامه خبيثه علي ثغره قائلا 
_ تخلص عليه 
_ أيه !!
ب الفيوم 
في أحد الفنادق المشهوره 
ألق جاسر بثقل جسده علي الفراش و حدق بالسقف قائلا ب هدوء 
_ و لأول مره جاسر الشناوي يعرف معني الۏجع بجد 
ثم أغمض عينيه ب أسي متابعا ب حزن 
_ ياه أحساس صعب أوي لم تحب حد مش بيحبك و لأول مره الأقي نفسي مرفوض من واحده كده يابختك يا أدهم ب نور بجد بحسدك علي حبها رغم إني عارفه إنها مستحيل تكون ليك بس مجرد إنها تحبك ده في حد ذاته حاجه تتحسد عليها 
ثم ظهر شبح أبتسامه علي ثغره متابعا ب نبره يشوبها شئ من التفاؤل 
_ بس هفضل وراك يا نور و مش هستسلم هفضل وراك لحد ما تحبيني زي مابحبك لأنك بجد إنسانه تستاهلي إن الواحد يحارب علشانها !
ب القاهره 
في فيلا الشناوي 
ظلت نهله تتحرك أمام تلك المرآه الكبيره ب غرفتها للتأكد من هيئتها ب فستانها الأزرق القصير العاړي ب طريقه مثيره و أبتسمت لأنعكاس صورتها بها و هي تنظر لنفسها بنظرات أعجاب ثم توجهت ناحية الطاوله و ألتقطت حقيبتها الصغيره و توجهت ناحية باب الغرفه و فتحته ب هدوء و نظرت ب عينيها للتأكد من عدم وجود أحد و خرجت متوجها لأسفل ب هدوء شديد 
خرجت من الباب الخلفي للقصر و وصلت للحديقه و كادت أن تخرج حتي لمحت أدهم يخرج من القصر و ملامح الضيق و الڠضب مرسومه علي وجهه جليا ف أختبئت بسرعه حتي لا يراها و تسائلت في قرارة نفسها ب 
_ ماله ده و رايح فين كده !
و لكنها سرعان ما وجدته يركب سيارته و تحرك بها مغادرا القصر 
بعد أن تأكدت من رحيله توجهت ناحية بوابة القصر خلسه و هي تتلفت حولها و بسرعه أوقفت سيارة أجره و أنطلقت بها !
أوقف أدهم السياره أمام النيل و نزل منها و ألتف ليستند عليها و هو ينظر لمنظر النيل في المساء و كمية الأضواء المنعكسه علي سطحه ف أبتسم ب حسره علي ما هو يمر به و بدون شعور أنسابت العبرات علي وجهه و لم يقاومها هو بل أطلق سراحها و حدث نفسه قائلا 
_ ياريتني عندي الجرأه إني أموت نفسي و أستريح المره الوحيده اللي جربت فيها إني أعمل كده قلبت حياتي خالص لما ساعدتني نور نور القمر اللي نورلي حياتي بس للأسف أنا تحت الأرض و عمري ما هقدر أوصلها حتي إني بعيد إن شعاعها يوصلي و ماينفعش أنا أقرب منها لأني هلوثها 
ثم ضحك ب مراره متابعا ب سخريه 
_ زينا كان معاها حق لم قالت إني شيطان و ماينفعش أقرب من نور و عمري ما هبقي إنسان نضيف !
أخذ أدهم نفسا طويلا و زفره ب هدوء قائلا ب ندم 
_ ياريتني قابلتك من زمان يا نور قبل ما رجلي تنزل جامد في الطريق اللي أنا فيه علي الأقل كنت هتكوني الحافز اللي بيشدني لطريق نضيف كله نور !
نزلت نهله من سيارة الأجره و توجهت نحو الفيلا التي يسكن بها رامز و طرقت الباب طرقات خفيفه 
بعد عدة لحظات فتح الباب و ظهر رامز أمام نهله قائلا ب
تم نسخ الرابط