رواية فرح فهيمه بقلم اية السيد

موقع أيام نيوز

مرة ستراه بها أكمل شرح محاضرته وبعد أن انتهى تنحنح وهتف قائلا
وبكدا تكون دي أخر محاضره ليا معاكم وإن شاء الله هتكمل معاكم الكورس الدكتوره سجى
ارتفعت همهمات الطلبه فعقب قائلا
تقدروا تتفضلوا 
بدأ الطلبه بالخروج من المدرج وأوشك المدرج على الخلو من ازدحام أنفاسهم فقامت فتاه بأخر المدرج وبدأت تغني 
عادي أهي خلصت زي ما كل حكايه بتخلص إيه الي هيجرى وإي إلي هينقص لو أنا وإنت مكملناااش أنا هتعود وإنت كمان لازم تتعود عمر البعد مكان بېموت وأهي دنيا ولازم تتعاش
ابتسم يوسف دون أن ينظر إليها وبدأ يلملم أشياءه من فوق المكتب هو يرمق فرح ذات الوجه المتجهم بنظرة سريعة ويغادر المدرج برمته...
وكان كلماتها لمست ۏجع فرح فقامت لتغادر بعد أن أصبح اطمئنت أن باب المدرج شبه خالي من تكدس الطلاب هتفت زميلتها قائله
وااااحسرتااااه
عقبت أخرى
واااادكتوراااه 
وواحدة ثالثه
وااااأسفااااه
ضحكت فرح على كلامهم وخرجت من المدرج لتتجه لشؤون الطلبه وتقابل والدها لتنتقل من الجامعه إلى أخرى بمحافظة أخرى وعادات أخرى وقصص أخرى ...
وفي البلد كان سليمان يستشيط ڠضبا من تصرفات وأفعال ابن أخيه طلب رقمه وانتظر إجابته سرعان ما أجاب مرددا السلام رد عمه بنبرة حاده
عليكم السلام يا يوسف.... إيه الي أنا سمعته ده!
عقبت يوسف مستفهما
خير يا عمي سمعت إيه! 
رد عمه مستفهما لكن بنبرة غاضبه
إنت ناوي تأچر شقه وإنت ليك بيت كامل!!
حاول يوسف التبرير
________________________________________
قائلا
أنا مش حابب أعيش في البلد وهأجر شقه جنب شغلي معتقدش دي حاجه تزعلك!
رد عمه پغضب عارم
عليا الطلا....ق بالتلاته ما يحصل طول ما أنا عايش!
زفر يوسف بحنق وعقب بنبره متعجبه من يمين الطلاق الذي رماه عمه
مش فاهم حضرتك زعلان ليه!
عقب عمه بنفس الڠضب موضحا 
إنت عايز الناس تاكل وشي وتقول طفش ابن أخوه من البلد.... طيب أنا كنت موافق الأول عشان كنت في محافظه تانيه إنما دلوقتي لا يمكن أوافق!
نفخ يوسف بحنق فهو يعرف عمه وطباعه العنيد فمهما جادله لن يتراجع عن كلامه تنهد
بأسى قائلا
خلاص يا عمي متزعلش من بكره هرجع أقعد في البلد...
عاد يوسف لبيته وبعد تناول وجبة العشاء جمع والدته وأخته ليحكي لهما حديث عمه فعقبت صفاءوالدته
يعني هنرجع نعيش في البلد!
تنهد بأسى وقال
للأسف مضطربن نستحمل فتره على ما يسر تتجوز ونشوف هنعمل ايه
عقبت والدته برضا زائف
عادي يا حبيبي أي مكان مش فارقه 
تدخلت يسر قائله بتقزز
يعني هتستحملوا حنان وقرفها!
لوت صفاء شفتها لأعلى بسخريه وقالت
وإحنا مالنا بيها إحنا هنقفل علينا بابنا ونعيش في حالنا
قام يوسف وهو يتنهد وقال 
جهزو نفسكم عشان هنرجع البلد بكره عشان هنقل شغلي هناك 
عقبت يسر
على خير إن شاء الله
سار خطوات تجاه غرفته وعاد مرة أخرى كان مرتبكا يحك أنفه بتوتر ويمسح على ذقنه بقلق تردد كثيرا قبل أن يلفظ جملته
أنا عايز أعترفلكم بحاجه
انتبها له وحدقا به فأردف قائلا باختصار
أنا اتجوزت
ضړبت أمه صدرها پصدمه وفغرت أخته فاها قائلين بنفس اللحظه
اتجوزت!!!
وبعد أن جمعت ملابسها وكل مستلزماتها لمغادرة القاهره وبدأ حياة جديده بالريف الذي كان تهوى العيش به وتستمتع بالأيام التي تقضيها برفقة عائلتها بالبلد ابتلعت غصة في حلقها حين تذكرت يوسف وأنها لا تراه مجددا حملت هاتفها الذي صدع برساله من زميلتها لتقرأ الرسالة التي
محتواها
بيقولوا دكتور يوسف سافر يحضر الدكتوراه بره وهيرجع كمان خمس سنين
ردت فرح برسالة أخرى
عرفت ازاي! 
كتبت زميلتها
البنات كلهم بيقولوا كدا 
أغلقت معها وشعرت بخنقة تقبض على صدرها أخذت نفسا عميقا وزفرت بقوه ثم طلبت رقم المجهول لتستمتع قليلا بإزعاجه وتخرج من تلك الحاله التي انتابتها...
منك لله يا سليمان
قالتها صفاء بقلة حيله نظرت صفاء ليوسف وأردفت بنبرة معاتبه
وإنت إزاي تعمل كدا من غير ما تقولي يا يوسف!
عقب يوسف مبررا
أقولك إيه يا أمي صدقيني مكنش قدامي أي حل تاني 
وضعت يسر يديها حول قائلة
وشكلها إيه البت دي ومؤهلاتها إيه
تلعثم قائلا
لا أنا مشوفتهاش أصلا ولا أعرف أي تفاصيل عنها 
عقبت يسر بتعجب
ازاي مشوفتهاش! هاتلي اسمها بالكامل وأنا أجيبلك كل حاجه عنها...
قاطعها رنين هاتفه فنظر لشاشة الهاتف على اسمها فهيم مبتسما فقد أنقذته من اسئلة أخته ونظرات والدته الحاده ولاول مره يجيبها وهو راض...
نظر لوالدته قائلا
معايا مكالمه مهمه جدا بخصوص شغلي 
هرول من أمام والدته ودخل غرفته ثم أوصدها من الداخل وأجاب قائلا
حيوانة حياتي 
ردت فرح قائلة بنزق
أحيانا تلسعك الحياه على قفاك بشخص يشبه البهائم ليعكر حياتك أكتر ما هي عكره
أحيانا تلسعك الحياه على قفاك بشخص يشبه البهائم ليعكر حياتك أكتر ما هي عكره
هو أنا مش فاهم الجمله دي عندك مدح ولا سب بس ما علينا خير عايزه إيه الساعه دي
تنهدت قائله
كنت مخنوقه قولت أكلمك شويه تفرفشني 
عقب قائلا بسخرية
افرفشك... يعني أقوم أرقصلك ولا أعمل إيه!
عقبت بابتسامه
والله لو بتعرف ترقص ارقصلي 
خبطت يدها على فخذتها قائله بتنغص
بس المشكله هشوفك إزاي! 
زم شفتيه بحيرة زائفة
فعلا مشكله! 
عقبت فرح متخابثه 
طيب عارف يا حيوان
عقب يوسف قائلا پحده 
برده حيوان!!! يا بنتي ارحميني 
كبحت ضحكتها وتجاهلت كلامه قائله بنبرة جادة
عايزه أقولك إن أنا بعرف أرقص حلو قوي حتى سندس تشهد يامه رقصتلها كنت بمسك عصابة چدى وأقعد أرقصلها بالساعات
مجرد تخيله لما تقول كان كافيا لينفجر يوسف بالضحك تركته يضحك وعقبت مردفة
مش مصدقني طيب دا سندس مكنتش بتبطل تشچعني طول ما أنا برقص 
كبح ضحكته وسألها بابتسامه
بتشجعك ازاي! كانت بتهزلك ديلها ولا بترقع بالصوت من الهبل إلي بتشوفه
وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكتها وعقبت
لا دا كانت بترقص معايا وتتنطط كدهون في قلب الزريبه 
اڼفجر يوسف بالضحك حتى أدمعت عيناه وقال من خلف ضحكاته
ودا ملفتش نظرك إن الجاموسه خاڤت من الهبل إلي إنت بتعمليه!
لم تستطع كبح ضحكتها وأغلقت الخط بوجهه لتنفحر ضاحكة وبعد أن انتهت من نوبة الضحك طلبته مجددا فأجاب مسرعا لتكمل حديثها بحزن زائف
أنا عايزه أحكيلك وأشكيلك 
وضع قدما فوق الأخرى وقال
احكي واشكي دا أنا معاك للصبح 
وضعت فرح يدها على عنقها قائله
انا مخنوقه كدهون وفيه حاچه طابقه على نفسي 
سألها مستفهما بنبرة ساخرة
مخنوقه من ايه اوعي يكون سندس حصلها حاجه! طمنيني عليها ولدت ولا لسه!
ابتسمت قائله
ولدت وچابت عچل زي فلجة القمر 
عقب بابتسامه مصطنعه
الف حمد الله على سلامتها 
رقدت على سريرها ورفعت قدميها لأعلى على الحائط قائله
بس أنا مخنوقه ومضايقه كده
سألها يوسف بسخريه
ليه بس مش اطمنتي على سندس إيه إلي خاڼقك! 
عقبت قائله
مش عارفه أنا ممكن اكون مضايقه عشان متعشتش كويس!
رد يوسف بسرعه
طيب قومي اتعشي ولا معندكوش أكل 
لم تعقب على جملته وهتفت قائله
لا لا لا أنا مضايقه عشان منمتش كويس 
عقب يوسف
طيب قومي نامي وريحيني
لم تعقب على جملته وقالت
لا أنا بچد عرفت أنا مخنوقه ليه!
وضع يده أسفل ذقنه قائلا
طيب مخنوقه ليه!
عقبت پبكاء زائف
عشان عمتى خدت مني العروسه وأنا لسه مكملتش لعب 
عقب بسخريه
فعلا حاجه تضايق لازم تعاتبيها 
ردت بنبرة حادة
ليه هو أنا اتهبلت أعاتبها على موقف بقاله ١٥ سنه 
تجهمت ملامحه ولم يرد عليها فأردفت
عارف يا حيوان أنا عندي عقده كبيره كدهون في حياتي بسبب الموقف دهوت وحاسه إني محتاچه أتعالچ نفسيا
عقب يوسف قائلا بتأكيد
فعلا أنا ملاحظ
إنك محتاجه تتعالجي 
كبحت ضحكتها لتقول
شوفت أهو الي يسوى والي ميسواش بقا ملاحظ عقدتي 
عقب مستفهما
مين ده الي يسوى ومين الي ميسواش إوعي يكون قصدك عليا!
ضحكت ضحكة مكتومه وهي تضغط على شفتيها وقالت
طبعا هو أنا بكلم حد غيرك ركز شويه يا حيوان 
سألها پحده
حيوان الأخيره دي كانت شتيمه صح
كبحت ضحكتها وردت قائله
لا دي غلاوه متقلقش
عقب قائلا بسخرية 
أنا بطمن بس!
أغلقت الهاتف بوجهه وضحكت وهي تنظر للهاتف وتقول
دي كانت جرعة اليوم بالشفا يا حيوان 
قالت
جملتها قبل أن ټنفجر بالضحك 
وفي اليوم التالي وصلوا للبلد كان نوح يحمل الأمتعه للداخل وفرح تجلس على المقعد في الحديقة بكل أريحه وتنظر لنوح الذي يدخل ويخرج من البيت وهي ترمقع بمكر وتغني
شي حا يا حماري يلا امشي بالرحه وشيل أحمالي كلها
رمقها بغيظ وهتف
حمارك.... ماشي يا فرح أخلص ونتحاسب 
ابتسمت بسخرية وقالت بنبرة مرتفعه
أنا في حماية جدي محدش يقدر يقربلي هنا
نظر لها والدها قائلا
قومي يام لسان طويل خدي ورقك قدميه في الكليه 
وقفت تهندم ثيابها وتقول
حد يجي معايا أنا معرفش المكان 
كان نوح قد انتهى من توصيل كل الحقائب والأمتعة لشقتهم اتجه نحوها ليلقنها درسا على نعته بالحمار فركضت بالحديقة وهو يركض خلفها ويقول
أنا حمار يا نص جاموسه 
رمقها بسخريه وضحك قائلا
والله حتى ما كملتي ربع جاموسه 
ادعت الضحك ساخره وهي تقول
يا خفيف!!
كانت ترمقهم بنظرات مغتاظه من شرفة شقتها بالطابق الثالث وهي تمتم پحقد
شكلنا هنشوف أيام سوده... إيه إلي چابهم هنا دول
رفع نوع بصره لأعلى فدخلت على الفور اقترب من فرح هامسا
كانت واقفه تبص علينا عينها هتتخلع 
ابتسمت فرح پألم وقالت
الله يرحمه عمي إيهاب جابلنا بلوى قبل ما ېموت
تنهد نوح بحسره قائلا 
الله يرحمه 
قاطعهما صوت والدهما قائلا
روح يا نوح مع أختك وقدملها ورقها في الكليه 
اومأ رأسه بالإيجاب ونظر لها قائلا
ورايا يا ربع جاموسه
سارت خلفه متمتمه بكلمات سب له فرمقها بغيظ وهو يشد ملابسها پحده لطيفه
قصري لسانك وامشي قدامي
زوجة إيهاب وتسمى ساميه امراه حقوده لم يتزوجها ايهاب حبا بها لكن تزوجها لتصليح غلطته معها بعد أن تبين حملها منه أمرأة بمنتصف الثلاثينات متوسطة القامه ممتلئة الجسم قليلا لا يوجد أي مميز بملامحها وتمتلك بشړة خمريه 
قدم يوسف أوراقه بالجامعه واستلم عمله الجديد لفت نظره تلك التي تقف أمام الكليه تنتظر أخاها حتى ينتهي من تقديم أوراقها أقبل نحوها وهي يدقق النظر لها ليتأكد أنها هي لم تراه واستدارت موالية ظهرها له...
إنت كدا بقا ماشيه ورايا! 
قال يوسف جملته مبتسما استدارت فرح أثر صوته ونظرت له قائله بدهشه 
دكتور يوسف!!
تذكرت كلام زميلتها وأردفت تساله باستفهام
هو مش حضرتك سافرت تاخد دكتوراه بره!
قطب حاجبيه وارتسمت ابتسامة عذبه على شفتيه قائلا
جبت الكلام ده منين!
عقبت فرح قائله
البنات الي في جامعة القاهره قالولي كده!
لوى شفتيه لأسفل قائلا
مش كل حاجه بتتقال بتكون صح
أومأت رأسها بالإيجاب قائله بإبتسامه واسعه كشفت مدى سعادتها لرؤيته حاولت إدعاء الجديه وسألته باستفهام
هو حضرتك بتعمل إيه هنا!
أشار للكليه خلفهم وقال
بشتغل.... نقلت شغلي هنا
اتسعت ابتسامتها مرة أخرى فقد ظنت أنه سافر لخارج مصر ولن تراه مجددا لكن جمعهما القدر مجددا طال الصمت بينهما فوضع يديه الإثنين بجيوب سرواله قائلا بمكر
ماشيه ورايا ليه بقا يا فرح!
ابتسمت فرح قائله
او يمكن حضرتك إلي ماشي ورايا!
ابتسم ثم سألها بجديه
اوعي تقوليلي انك نقلت كليتك هنا!
أومأت رأسها بالإيجاب قائله بابتسامه
حصل
تنهد
تم نسخ الرابط