رواية فرح فهيمه بقلم اية السيد

موقع أيام نيوز

انتابتها مجددا فسندت يدها على الجدار جوارها تنتظر ليعود اتزانها ككل مره لكن قد طالت تلك الحاله وظلت واقفه مكانها لفتره وعندما لاحظ الشاب حالتها هتف
إنت كويسه يا أنسه فرح!
اومات رأسها لأسفل بدون أن تنبث بكلمه فرأها يوسف الذي حدق بها بتمعن ليعرف لماذا تقف هكذا! ومن هذا الشاب الذي يقف جوارها! اتجه صوبها مسرعا ليصل لمسمعه حديث ذالك الشاب الذي قال
أنسه فرح مالك! 
حدجه يوسف بنظرات غاضبه وضغط على أسنانه قائلا 
مدام فرح مش أنسه
تلعثم الشاب قائلا
متأسف مكنتش أعرف... هو حضرتك قريبها يا دكتور
اومأ يوسف رأسه لأسفل متحدثا بجديه
أيوه أنا زوجها
تلعثم الشاب من صډمته وهتف قائلا
ا...طيب بعد إذن حضرتك 
رمقه يوسف بابتسامة سمجه فقد فهم معنى سهام تلك النظرات التي يرمي بها نحو فرح عاد الشاب لصديقه وهو يزفر پغضب قائلا 
يا عم دا طلعت متجوزه ومش متجوزه أي حد دا متجوزه الدكتور
ضحك الشاب الأخر قائلا
طلعها من دماغك بقا يا حلو
نظر لها بخبث وهو يقول
مش قادر البت دي عجباني أوي!!
تنفس يوسف بعمق ونظر لفرح التي أغمضت عينيها وسندت بكل جسدها على الحائط وهتف قائلا بلهفه 
مالك يا فرح! 
ردت بتعب
مش عارفه دايخه ليه!
سندها يوسف فرميت جسدها عليه بعدم اتزان ليبدأ الطلاب يرمقونهما بتمعن مع بعض الهمهمات والضحكات الخاڤتة لم يأبه لكل النظرات حولهما وسندها لفتره حتى استعادت اتزانها وابتعدت عنه قائله
تقريبا الدوخه دي عشان خرجت من غير فطار
دقق النظر لها بقلق وقال
ليه كدا يا فرح أخر مره تخرجي من غير فطار وبعد كدا أنا إلي هفطرك بنفسي 
ابتسمت ولم تعقب فأردف هو
يلا عشان أوصلك 
نظرت له قائله ببعض القلق
متقوليش إن إنت معاك المكنه الدراجه الناريه
ابتسم قائلا
للأسف هتضطري تركبي ورايا
ابتسمت قائله
أنا أصلا متوتره لوحدي ومش حمل أي توتر تاني
متوتره ليه بس متقلقيش إن شاء الله كله خير 
سرعان ما ركبت خلفه وانطلق بها للبيت....
لماذا يمضي الوقت بتلك السرعة! كانت تنظر لإنعكاس صورتها بالمرآه بعدما تزينت بالمكياج الخفيف واتدت فستانها الأبيض الرقيق لا تعلم لم تشعر بغصة في حلقها
فهي الآن عروس!! لم تخطط يوما لمثل هذا اليوم وكأنها تعتقد أنها لن تتزوج أبدا لكنه تقدير الله وترتيب القدر كم كانت تتمنى حضور حفل زفاف بالريف لكن لم تتخيل أن أول حفل ستحضره هو حفل زفافها! حسنا فلا تريد البكاء الآن حتى لا ينتزع مكياجها تنفست بعمق وزفرت الهواء من رأتيها حتى قاطعها قول يسر
العريس وصل 
ازدادت ضربات قلبها أكثر فكلما اقترب لقائهم كلما ازداد توترها أكثر وأكثر هتفت ابنة عمتها قائله
يلا يا جماعه عشان نعمل الفرست لوك 
ابتسمت فرح فكم رأت فديوهات على الفيسبوك لمثل تلك اللحظه لكن لم تتخيل تجربتها وبتلك السرعه! كانت مغيبه شاردة بكثير من الأمور هزتها مريم لتلف ظهرها مثل يسر التي كانت تبتسم بسعاده وتغني مع الأغنيه وهي تتمايل دخل يوسف ومعه سامر فأوقفتهم الميكب ارتيست قائله تقدر تعرف عروستك من ظهرها يا عريس ابتسم يوسف قائلا
ولو وقفت وسط مليون واحده هعرفها برده 
ابتسمت فرح لجملته واقترب سامر من يسر مرددا
بالنسبه لي بقا مراتي أهيه 
ضمھا سامر من الخلف قائلا
واثق إنك أحلى عروسه في الكون 
نظرت لهما فرح وتوترت أكثر ظنت أن يوسف سيفعل مثلما فعل سامر قبل قليل لكنه فاجئها بأكثر من ذلك فلم ينتظرها لتستدير إليه لكنه وقف
ايدك بترتعش يا فرح إنت كويسه
ازدردت ريقها بتوتر وأجابته 
مفيش بردانه شويه
وبعد زفة سيارت كبيرة دخلوا للبلد لكن اتجهت سيارة سامر نحو
________________________________________
بيت
يوسف فحمل يوسف هاتفه وطلب رقم سامر ليرد عليه
إنت رايح فين يبني نسيت مكان شقتك ولا ايه!
اجاب سامر
ماما صفاء كلمتني واكدت عليا اروح على هناك 
لوى يوسف شفتيه لأسفل متعجبا وهتف
غريبه! طيب يلا هكلمها كدا وأفهم.. 
هاتف والدته كثيرا لكنها لم تجيب على مكالماته فزفر بق...وه ونظر لفرح المتجهم وجهها وكأنها مغص...وبه على تلك الزيجه وسألها للمرة العاشرة بعد المائه
مالك يا فرح
لترد بنفس الإجابه
مفيش أنا كويسه
مسك يدها يظن أنها يطمئنها لكن مع كل لمسة منه يقشعر بدنها ويزداد توترها سحبت يدها منه وابتعدت مسافة عنه فتعجب من رد فعلها لكن حاول التغاضي عنه وحين وصلوا اقترب يمسك يدها مرة أخرى كانت منكمشه تتمنى أن يكون حلما وستفيق منه فلم ترتب لكل هذا! وبمجرد أن ارتجلوا من السياره لفت نظرهم الجموع الكبيره من الناس توترت فرح وضغطت على يده فنظر لها يطمئنها بعينه ارتفعت أصوات الزغاريد وهنئهم الجميع حتى صدع صوت أحدهم يغني
أجمل فرحة هيا
يوم فرحكو دا شيء أكيد
ذكريات الليلة ديا
حاضرة مش ممكن تغيب
إحساس اليوم دا مين فيكم ينساه على طول تجمعكم أحلى حياة
أجمل فرحة في حياتكو الليلة
حلوين والله الله الله
ما شاء الله ما شاء الله
يا سلام يا سلام ما تباركو يا أهل الله
هتف يوسف بدهشه وهو ينظر لسامر
سليم الأنصاري! إنت إلي عزمت سليم 
نظر لسامر الذي اتسعت ابتسامته حين رأى ذالك الرفيق الذي ظهر في حياة يوسف مؤخرا ليكتشف بعدها أنه ابن خالته المتوفاه منذ زمن بعيدسليم ابن خالة سامر وعزمه على فرحه فلبى الدعوه اقترب يوسف يضمه بحرارة وكذالك فعل سامر حتى ظهر شريف قائلا
أنا متعزمتش بس تطفلت عليهم وجيت معاهم
ضمھ يوسف وهو يقول
شريف حبيبي والله احلى مفاجأه
وبعد تبادل السلامات بينهم هتف سليم
قولت أعملكم فرح بطريقتي مينفعش تدخلوا كدا في هدوء 
أشار سليم لنفسه قائلا
وأنا إلي هحيلكم الليله دي
على جانب أخر كانت سلمى تقف بجوار صديقتها يمنى مبتسمة وفرحه بتلك الأجواء هتفت يمنى قائله بحب
الله حلوين أوي فكروني بفرحي 
أشارت نحو فرح قائله
خصوصا العروسه القمر إلي واقفه هناك دي هاديه كدا وكيوت أوي... شوفي ماسكه في ايد عريسها إزاي عسل أوي 
ردت سلمى بابتسامه
بصراحه العروستين زي القمر... والبنوته دي أنا عارفاها
سحبتها سلمى قائله
تعالي نسلم عليهم 
ترك سامر ويوسف العروسين وبدؤا بالتراقص مع أصدقائهم بكثير من السعاده والجميع يصفقون بحفاوة
أما فرح فكانت بعالم أخر خائڤة وقلقه مما هو قادم لا تعرف كيف ستسير حياتها لا تعلم هل يوسف هو الزوج الذي كانت تتمناه أم أنها اقترفت خطأ بحقه وحقها حين أزعنت لقرارهم وتزوجته! أخرجها من شرودها تلك الفتاه التي تعرف ملامحها الفاتنه جيدا التي سلمت عليها قائله
مبارك يا جميله... يا ترى فاكراني
اتسعت ابتسامة فرح وهي تقول
دكتوره سلمى! هو أنا بحلم ولا إيه
ضمتها فرح بابتسامه وهي تقول
أنا بجد مش مصدقه حضرتك موجوده هنا فعلا!
هتفت سلمى بابتسامه
أنا قريبة العريس.... الدكتور سامر يبقا قريب زوجي 
مسكت فرح يدها بسعاده قائله
فرصه سعيدة جدا 
ضمتها سلمى مرة أخرى قائله
حببتي أنا أسعد والله 
كانت يمنى تتابع حديثهما بابتسامه حتى أشارت لها سلمى قائله
دي يمنى صديقتي 
أهلا بيك 
ألف مليون مبروك يا جميل 
الله يبارك فيك 
قاطعهم صوت الشباب يصفقون وشريف الذي يغني بمرح
يا عريس ابقى افتكر وسيبلي حته من الدكر
ويوسف الذي يهز سبابته نافيا وهو يرد عليه مغنيا
لأ لأ دا كله إلا الدكر 
همس سليم بجانب أذن يوسف قائلا بمرح
إيه ناوي تاكل دكر البط لوحدك ولا إيه يا عريس! إحنا قاعدين معاكم يومين ولازم اتعزم فيهم ست مرات 
أشار ليوسف قائلا
يوم عند يوسف فطار وغدا وعشا
وأشار لسامر
يوم عند سامر فطار وغدا وعشا
كانت الأجواء مليئة بالسعاده حتى انتهت السهره وقدم الجميع التهاني للعروسين ليأخذ كل عريس عروسته لشقتهم بدأ الجميع بالمغادره ما عدا أهل العروسين وأخذ سامر عروسته وذهب لشقتهما ورافقه سليم وشريف مع زوجاتهم وأولادهم أما فرح فوقفت أمام البيت بعد أنا سلمت على جدها وأبيها ثم والدتها التي أدمعت عيناها قائله پبكاء
هتوحشيني يا شقيه...
نظرت ليوسف باكيه وهي تقول
دي أمانه عندك يا يوسف خلي بالك منها
نظر يوسف لفرح بحب وهو يقول
في عنيا يا طنط 
لم تستطع فرح كبح دموعها ولا السيطره على شهقاتها التي خرجت من فمها وهي تتشبث بيد والدتها وتقول
لا يا ماما مش عايزه أتجوز خدوني معاكم 
نظرت فرح ليوسف قائله بتوسل
أرجوك سيبني أرجع معاهم انا مش عايزه أتجوز خلاص 
كبح والدها دموعه وضمھا ليربت على ظهرها قائلا
اطلعي يا فرح مع جوزك الله يهديك
نظر لزوجته قائلا
يلا يا شهناز 
أخذ هشام يد زوجته التي كانت تنظر لفرح وتبكي وسحبها ليغادرا كانت فرح تصيح
لا يا بابا متسيبنيش هنا أنا خاېفه.... يا بابا أنا خاېفه أوي
لم يستطع والدها كبح دموعه أكثر فتساقطت على وجنتيه وهو يوليها ظهره ليغادر دون أن يلتفت لها فلو نظر لحدقتيها الدامعه سيضعف وسيأخذها معه لبيته غير مبالي بأي شيء اقترب منها نوح ليضمها ويربت على ظهرها بحنان قائلا
متعيطيش يا بت أنا
مش ماشي أنا هبات معاكم النهارده
اقترب يوسف ليمسك يدها فسحبتها في سرعه كأنها تعاقبه لأنه أخذها من أهلها حملها نوح بخفه قائلا بمرح
إيه رأيك بقا أنا إلي هشيلك وأطلعك الشقه بنفسي 
وبالفعل حملها نوح وهي تبكي وأدخلها شقتها لكنها مازالت تشهق باكيه أجلسها على سريرها ومسك يدها الباردة كالثلج قائلا بجديه
إهدي يا فرح إنت مش طفله صغيره دا بقا بيتك والي بره ده جوزك 
هتفت من خلف دموعها بصوت متحشرج
متقوليش بيتي ومتقولش جوزي... بالله عليك خدني معاك 
تنهد نوح پألم من حالة أخته ووقف قائلا
مينفعش يا فرح... مينفعش اهدي بقا بالله عليك متوجعيش قلبي
زفر بق...وه ونظر لها قائلا
أنا همشي يا فرح وهجيلك الصبح... خلي بالك من نفسك 
هبت واقفه ومسكت يد نوح قائله بړعب
متسيبنيش معاه لوحدي بالله عليك 
أفلت نوح يده من بين يديها وهتف قائلا
يوسف راجل يا فرح وأنا عارف إني سايب أختي مع راجل محترم هيحافظ عليها 
قائلا
تصبحي على خير يا فروحه
تركها تبكي وخرج من الغرفه وهو يرمقها بإشفاق سالت الدموع من عينيه ونظر ليوسف قائلا
بالله عليك تاخد بالك منها يا يوسف 
ضمھ يوسف قائلا
والله في عنيا يا نوح
وبعد أن خرج الجميع وقفت فرح بهلع تنتظر دخوله لغرفتها نظر لها يوسف قائلا
ممكن تهدي بقا يا فرح عشان لازم نتكلم 
كانت تتنفس پعنف وتشهق بالبكاء وهي تقول
أرجوك سيبني دلوقتي... أخرج وسيبني شويه لو سمحت 
اقترب منها ليمسك يدها ويهدئها فانتفضت وابتعدت عنه فهتف قائلا
يا بنتي اهدي إنت خاېفه من إيه والله ما هعملك حاجه
اقترب مجددا فرجعت للخلف پخوف وهي تمسح دموعها وتقول
لو سمحت متقربش
تركها وخرج من
الغرفه متمتما
هي ليله باينه من أولها!
خرج ليجلس بالغرفة الأخرى ليتركها تهدأ فمسحت فرح دموعها ونظرت لنفسها بالمرآة قائله
أنا جعانه أوي 
خرجت من الغرفه وبحثت عن المطبخ حتى وصلت إليه ودخلت تبحث عن طعام ليقاطعها فجأة صوته
بتعملي ايه يا فرح
وضعت
تم نسخ الرابط