للقدر حكاية

موقع أيام نيوز

 


مصدقني 
خرج عزيز من البنايه التي تقطن بها صفا ووقف يطالع الطريق من داخل البنايه حتى يتأكد ان لا أحد يتبعه
اشتاق لرؤيتها ولكن الضروره تحتم عليه الحذر قليلا حتى لا يكشف امره
علم بأمر عملها في شركه حمزة الزهدي وطرده لها من حياته
أخبرته كل شئ بضعف وكان هو الشخص الحنون الذي يستمع
حلمه أصبح يقترب منه دون تخطيط ولم يظل الا خطوه يضبط فيها أموره ثم يعرض عليها الزواج بالسر

استقلي سيارته وهو يحرك يده على صلعته ليضغط على زر الراديو فيصدح صوت غنوه قديمه لام كلثوم تعيد له ذكريات الشباب
لم ينتبه على سيارة زوجته التي كانت تتواري في شارع جانبي ومعها سائقها
اتحرك يامسعد لقدام العماره
تحرك السائق بالسياره وصفها أسفل البنايه لتترجل من السياره وهي تتوعد لخاطفة الرجال
وقفت سماح امام غرفه لاعب الكره بعدما ضاق صدرها من ملاحقته منذ امس لم تجد الا ارتداء زي موظفي خدمة الغرف
فتح لها سهيل الباب ونظر نحوها نظرة خاطفه وقد ظنها العامله كانت تخفض عيناها لاسفل حتى لا يكشف امرها
اتبعته بعربتها التي تحتوي على أدوات التنظيف
كان يتحدث بالهاتف ويبدو من نبرة صوته الڠضب سلطت عيناها نحوه وعندما وجدته يلتف نحوها أسرعت لتغير شرشف الفراش
أنهى مكالمته واستدار نحوها يسألها بأقتضاب
ألم يبدلوا شرشف الفراش صباحا
تمتمت سماح بصوت هامس
اظهرله نفسي ازاي ده 
ماذا تقولي ارفعي صوتك قليلا
تنفست سماح بقوه ثم ألتفت نحوه بهاتفها الذي اخرجته من جيبها وقد وضعته على التسجيل وازالت ما ترتديه فوق رأسها ثم ألتفت نحوه 
اهلا ياكابتن اعرف بنفسي سماح مهدي الصحفيه 
لم يكن صعب عليه فهمها فهو من اصل عربي ويفهم اللغه العربيه
سبها بلفظ ليس ببشع 
لتثبت الهاتف قرب شفتيه متمتمه 
وادي لاعب الكره المحترم بيتشم وبيهين اهل البلد اللي هو ضيف فيها
لتتسع حدقتي سهيل من فعلتها ومد يده ليلتقط منها الهاتف فدارت حربا بينهم نحو الهاتف الذي ينتقل بين كفوف سماح بمهارة 
ليدلف احد موظفين الفندق للغرفه المفتوحه قلقا بعد أن سمع صړاخا اتي من الغرفه 
ليشهق الموظف وهو لا يصدق المشهد 
سحبت فاديه صفا من الشقه صائحه وقد خرج جميع سكان البنايه 
اطلعي بره ياخطافة الرجاله يازباله 
لم تكن فاديه امرأة متحضره او استقراطيه في تلك الأمور 
كل ما تراه ان زوجها ستأخده أخرى تتلاعب به
لكمت صفا بوجهها وانهالت عليها ضړبا والأخرى لا تفهم شئ 
فأي رجلا ستأخذه
ابعدي عني ياست انتي حد يجبلها البوليس 
ضحكت فاديه بتهكم فهى لا يفرق معها شئ فهى تعلم انها ستخرج من الحكايه بسهوله فلا احد يقف امام شقيقها برتبته العسكريه القديمه فمعارفه كثر 
انا تجبيلي البوليس حد يجيب البوليس ياجماعه عشان تعرف مقامها الزباله ديه 
ضاق سكان البنايه من ذلك المشهد المقزز ولحظهم كان يقطن بها لواء متقاعد أتت الشرطه فور ان ستدعاهم ليخلصهم من ذلك الضجيج 
وانتهت العركه النسائيه التي انتصرت فيها فاديه أما صفا مسكت ذراعها بآلم تبكي على حالها فلم تعد تتحمل كل ما يحدث لها فمازالت في صډمه طرد حمزة لها من حياته 
دفعها العسكري بقوه هاتفا 
اتحركي قدامى 
اما فاديه سارت بخيلاء تخبرهم
بأسم شقيقها 
انتقلت عين الضابط بينهم بضيق من مظهرهم 
مين اللي عمل في تاني كده 
تمتمت صفا پبكاء
هي اللي اتعدت عليا في شقتي
فنظر الضابط نحو فاديه التي صړخت بها 
شقة مين ياحببتي ديه شقة جوزي
ياخطافة الرجاله 
اتسعت عين صفا ذهولا بعد أن بدأت تعي هوية المرأة 
أنتي مرات عزيز 
وكادت ان تفسر لها سبب إقامتها بالشقة وانا ما تفهمه خاطئ فهى من الأساس كانت سترحل ولكن صوت الضابط اخرسهم 
اسكتوا انتوا الاتنين 
لوت فاديه شفتيها وحدقت به بجرأه 
اللي بتعمله معايا ده هتزعل منه ياحضرة الظابط
واخبرته بفخر 
انا اهلي معظمهم داخليه وقوات مسلحه تعرف فرات النويري 
تعلقت عين الضابط بها وهو يعلم بأسم النويري ف فرات مشهور اسمه في عالم الأعمال بعد أن انتهي عمله بالجيش 
هاتي بطاقتك يامدام يلي فخوره بنسب عيلتك ومحترمتيش وضعهم 
وضعت فاديه ساق فوق الآخر فرمقها الضابط بضيق ولكن لم يتحدث فهو لا يتحمل كبر النساء وروعنتهم في مثل تلك الأشياء
وطالع صفا التي وقفت ترتجف
فين بطاقتك انتي كمان 
تمتمت صفا پخوف 
مش معايا 
واطرقت عيناها نحو ملابس المنزل التي ترتديها
مر الوقت وقد بعث فرات المحامي الخاص به اما عزيز بعد عن الصوره 
تنهد الضابط بضيق وهو ينظر لحال صفا التي تمسك ذراعها بآلم ووجهها ملئ بالكدمات 
انت مش شايف منظرها يامتر هي المتضرره ولازم تتنازل عن المحضر
رمق المحامي هيئه صفا ثم اعتذر منه كي يخرج قليلا
لمهاتفة فرات 
أجاب فرات فور اتصال محاميه الذي يعد من أكبر محامين البلد 
ادفعلها فلوس وأنهى الموضوع من غير شوشره يامتر 
عاد المحامي لينفذ أوامر فرات
ونظر للضابط المسئول 
احنا ممكن نحل الموضوع ودي ممكن اتكلم معها دقيقه 
اماء الضابط له برأسهترك لهم المكان ليتفاهموا كانت فاديه تجلس بالخارج تتوعد لعزيز 
مدام صفا انتي مش هتحبي الپهدلة انتي جربتي السچن قبل كده 
حياتها القديمه لم تكن مخفيه عن محامي فرات 
اتنزلي عن المحضر وشوفي المقابل المادي اللي انتي عايزه السيد فرات مستعد يدفعلك فلوس 
سقطت دموعها آلما وقد أصبحت تشعر بقسۏة الحياه 
جرحها هيئتها وجرورها لقسم الشرطه الذي أقسمت الا تمر من أمام اي مكان يذكرها بسنوات عمرها التي قضتها في مسجنها 
رفعت عيناها نحو المحامي الذي ينتظر اجابتها فتمتمت بأنفاس مثقله 
انا مش عايزه فلوس ممكن تساعدني اني اشتغل 
طلبت بكبرياء مجروح كي تعول نفسها وتبدء صفحه جديده مع الحياه ولا تحتاج لاحد 
هبطت من سياره الاجره في احد الشوارع الجانبيه بعد أن أخبرها السائق انه لن يستطيع السير في الشارع القادم بسبب التصليحات 
نظرت حولها وسارت بخطي سريعه فشهاب امرها بالقدوم لفرع الشركه الرئيسي بملف الصفقه واوصاها بالمجئ فورا فقد نسي أخذه من درج مكتبه 
مالت نحو حقيبتها حتى تخرج هاتفها من حقيبة يدها ألتقطت الهاتف وقبل ان تغلق حقيبتها على الملف جذب أحدهم الحقيبه
فشهقت بفزع وصړخت 
شنطتي 
كان السارق يجلس خلف أحدهم واخر يقود الدراجه الناريه 
عبث بمحتويات الحقيبه بخفه فألتقط الملف ثم قذفه يلقيه في الهواء ليطير الورق
فأتسعت عيناها وهي تركض خلف الدراجه ودموعها تنساب على وجنتيها 
ووقفت تنظر للورق وهو يسقط في الوحل
يتبع بأذن الله 
الفصل السادس والعشرون
وقفت تنظر إلى الأعين التي تحاوطها بجمود وقد شحب وجهها واصبحت عيناها داميه من أثر البكاء الذي لم ينقطع
أخبرتهم بالسرقه التي حدثت لها بالقرب من الشركه والأوراق التي غطاها الوحل كانت تتحدث بأنفاس متقطعه تعتذر مع كل عباره تنطقها أشفق عليها شهاب ولكنه يعلم أن الأمر لن يمر من جهة شقيقه الذي لا يحب الأخطاء بعمله لم يتم عمل نسخة أخرى لاوراق الصفقه كالمعتاد تعلقت عين شهاب بها وهو لا يعلم ايطمئنها ام يخبرها ان تفسيرها لهم ليس له داعي
ارجوك يابشمهندس صدقني هو ده اللي حصل
نظر شهاب نحو ملابسها العالقه بها بعض الاتربه يعلم أنها لا تكذب عليه
انا مصدقك يا ياقوت اكيد
ودار بوجهه نحو مدير مكتب حمزة مستفهما
هنعمل ايه ياعصام
طالعه عصام بأسف
ميعاد تسليم أوراق الصفقه بعد ساعه وكده ضاعت علينا حمزه بيه اتصل من ساعه يأكد عليا ان الورق يتسلم في وقته
واردف معلقا نحو ياقوت انظاره
لازم نبلغه ياشهاب بيه يمكن عنده حل لو خبينا عليه انت عارف العواقب
شهقت ياقوت پخوف وهي تمسح دموعها عن وجنتيها
كان ڠصب عني
ابتسم لها شهاب بلطف رغم الخساره وڠضب شقيقه
خلاص ياياقوت هنعمل ايه اللي حصل حصل حظك المرادي ميكونش في نسخه من الورق
اطرقت عيناها ارضا تتحسر على حالها وظيفتها التي
ستخسرها بالتأكيد
لله الأمر من قبل ومن بعد
سمع همهمتها بأشفاق ثم نظر الي عصام
انا شايف اننا نكلمه دلوقتي هو اكيد هيتصل يسأل عن المنقصه
اماء له عصام رأسه إيجابا فأنكمشت ياقوت لجانب الحائط ترتجف عما حدث لها ضمت حقيبتها التي ألقاها اللص بعد أن سرق المال وجاء بها لها احد الماره تمنت لو كان ترك الورق في حقيبتها
وضع شهاب الهاتف فوق اذنه ينتظر رد حمزة عليه انتهى الرنين ليعود شهاب في الرنين مره اخرى
أجاب حمزة أخيرا ليهتف شهاب سريعا مخلصا نفسه من الأمر حتى يتصرف شقيقه بحنكته
حمزه ورق الصفقه للأسف ضاع
اتسعت حدقتي حمزه فأكثر مايكرهه بحياته الإهمال في عمله وقبض على هاتفه
انت متصل بيا اشوفلك حل يا بشمهندس تتصرف عارف يعني ايه تتصرف الصفقه ديه لو مأخدنهاش هتتعاقب مع الموظف اللي ضايع الورق
هتف حمزة
يضيق فقد كان يشعر بالضيق منذ الصبح ولا يعرف سببه 
تتصل بيا تقولي الصفقه رسيت علينا
لم يتفوه شهاب بكلمه كان كالمستمع يتلقى ڠضب شقيقه وهو يطالع كل من ياقوت التي وقفت تقضم شفتيها حتى لا تصدر صوت شهقاتها وعصام الذي ينتظر ان يعرف ما أمر به رب عمله
وكاد ان يغلق حمزة الخط معه إلا أنه تذكر أن ماحدث بسبب إهمال احد موظفينه
الموظف ده يترفد فورا ويتحول للتحقيق مفهوم 
انتهت المكالمه فطالعته ياقوت بأمل ولكن نظرات شهاب نحوها لاشت الامل داخلها 
اترفدت مش كده 
اطرق شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم رفع عيناه نحوها مجيبا
للأسف يا ياقوت المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مبتسما يشعر بها فهي لا تجيد اخفاء كسرتها 
رغم ان شغلك كان معايا مش كتير الا انك كنتي موظفه يعتمد عليها
نظر لها فأشاحت عيناها بعيدا عنه بآلم طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك طردها لانه صاحب العمل
كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مشفقا
شكرا يابشمهندس كتر خيرك
جرت قدميها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عقبت بالطرد
تأملت الشركه من الخارج بحسره
كان نفسي أنجح وابقى حاجه انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده 
تمتمت عبارتها بدموع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى 
الحمدلله الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها 
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدميها سيرا بعد ساعات طويله تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا 
دلفت غرفتها بالسكن ونظرت للغرفه بعدما انارت اضاءتها لتسقط على الأرض تنتحب پقهر وألم ومشاعر كثيره جمدت كل ما بداخلها 
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده 
اغرقت دموعها سجادتها وهي تبكي 
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانبا 
تعلقت عيناها بشهاب الذي دلف من الشرفه بعدما أنهى تدخين سيجارته 
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه تعجبت من امره فسألته
مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل 
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان 
احكيلي 
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يدرك انه كان أحمق 
تعرفي بحب اهتمامك بيا ياندي
ضحكت برقه
 

 

تم نسخ الرابط