الباشا بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


دي.. دا انا ممكن آكلك و الله....و بعدين تعالي هنا.. هو
انا ممكن اسمي اللي انت عملتيه غيرة.
رمشت عدة مرات بتوتر قائلة غيرة إيه... و انا حغير عليك ليه اصلا.
استند زاهر بيده ليجلس فوق السرير و يجذب رنا لتصبح أمامه... امسك وجهها بين يديه و هو يتفرس ملامح وجهها قبل أن يسألها بجدية انا عاوز أسألك سؤال بس عاوزك تجاوبيني بصراحة.. و مين غير خوف او توتر انا حتقبل إجابتك مهما كانت.....

هو انت بتحبيني يا رنا.
الفصل الثلاثون
رمشت عدة مرات بتوتر فهي لم تتوقع أن يسألها زاهر سؤالا كهذا منذ زواجهما هو فقد من كان يطرب سمعها بمختلف كلمات الحب و العشق و الغزل... أما هي فقد كانت تكتفي بالاستماع...
طال صمتها لتشعر بارتخاء يدي زاهر حول وجهها رفعت عينيها لتنظر الي قسمات وجهه التي كساها الألم فجأة ليهتف بمرارةانا عارف انك مبتحبنيش بس أعمل إيه...كان عندي أمل صغير انك تحسي بيا...يعني بعد كل اللي عشناه سوى انا قلت يمكن... يمكن تتغير مشاعرك تجاهي.. انا.....
وضعت رنا يدها على فمه لتقاطع كلماته التي لامست أوتار قلبها لتشعر و لأول مرة بانكساره الذي لا طالما تجاهلته بكل أنانية و قسۏة لتهمس بصوت خاڤت
انا آسفة مكانش قصدي أجرحك بس انا دلوقتي بعترفلك اني كنت غبية و أنانية عشان محستش بيك... انا مستاهلش حبك يا زاهر... عارف كلهم كانوا شايفين اني اكتر بنت محظوظة في العالم عشان كانوا متأكدين من حبك و اهتمامك بيا الا انا كنت عنيدة و مش راضية...مكنتش حاسة بقيمة النعمة اللي في إيديا.... انا ندمانة اوي على كل لحظة ضيعتها و انا ببعد نفسي عنك...
ندمانة عشان افتكرت نفسي بكرهك و كنت بضايقك بتصرفاتي... انا مش عارفة ازاي و امتى حصل داه بس كل اللي اعرفه اني بقيت بحبك اوي و عاوزاك دايما جنبي.... و دلوقتي سبني عشان اكمل ترتيب الشنط و الهدايا اللي احنا اشتريناهم.. .
وضعت يداها لتبعد يديه اللتين اشتدتا حول وجهها من جديد و هي تلاحظ ملامح وجهه المنصدمة من كلامها... ضحكت في داخلها و هي تستغرب بشدة من أين اتتها الشجاعة حتى تتفوه بمثل هذا الكلام...لكنها تشعر بالسعادة تغمر قلبها فهي لأول مرة تعترف له بأنها تحبه و يبدو أنه هو متعجب اكثر منها...
آفاق زاهر من صډمته بكلامها الغير متوقع ليشعر بها تفك يديه لېصرخ فجأةإيه.... انت قلتي ايه من شوية.. اصل انا مكنتش سامع كويس... انت قلتي انك بتحبيني صح.
أومأت بإيجاب ليكملو عاوزاني ابعد و اسيبك ترتبي الشنط.
حركت رأسها مرة أخرى بإيجاب و هي تكتم ضحكاتها على ردة فعله الغريبة ثم قالت ايوا عشان معاد السفر بكرة...... انت بتعمل إيه يا مچنون نزلي.
صړخت عندما حملها زاهر بخفة و يدور بها في أنحاء الغرفة و هو ېصرخ فرحا كطفل 
حدقت رنا بعينيه الزرقاوتين اللتين تلمعان بشدة و وجهه المحمر من شدة انفعاله.
قطب جبينه بعدم فهم لتكملتبطل قلة أدبك شوية.
دلوقتي بس حتبتدي قلة الأدب اللي بجد.
عارفة يا رنا بكلماتك دي انت خليتيني اسعد راجل في الدنيا... انا مافيش حاجة غلبتني في حياتي قدك.. دراستي و شغلي بالرغم من صعوبتهم بس حسيت انك انت التحدي الأصعب.. انا جربت كل حاجة معاكي هدايا و خروجات و فسح و دلع بس انت فضلت عنيدة و متمردة كنت يوم بعد يوم بفقد الأمل انك تبادليني نفس المشاعر مالقيتش اي حل معاكي غير اني اغصبك على الجواز مني... كنت اناني و مفكرتش غير انك تكوني معايا و ليا بأي شكل...بس 
ختم كلماته ثم مد يديه ليمسح دموعها التي نزلت على وجنتيها دون أن تشعر... الان فقط أحست رنا بمدى استعدادها لتخليها عن عنادها و تمردها لتبدأ حياة جديدة هادئة.
انت صاحي.
مقدرتش انام... خفت ليطلع حلم و لما أصحى الاقي نفسي لوحدي.
طال صمته و هو يبادلها نظراتها الحائرة المنتظرة بأخرى مترددة...انا حدخل آخذ شاور و بعدين حنده لكريمة تجيبلنا الفطار المتأخر داه عشان حنروح المزرعة و هناك ححكيلك كل حاجة... و بالمرة نكمل شهر العسل بتاعنا.
اتجه الى الحمام بهدوء ليترك ياسمين تتمتم باستغراب هو عنده مزرعة اقصد انا....ان انا و طب هو حيحكيلي و الا بيتهرب مني كالعادة... يوووه انا باين اني تهبلت انا أحسن حاجة استنى و بعدين اشوف حيحصل إيه.... يا لهوي نسيت... ماما حتقول عليا إيه زمانها بتدور عليا انا حلبس هدومي و اروح حمام الأوضة الثانية آخذ شاور عشان افوق كدة.... .
ارتدت قميصه مرة أخرى و رتبت السرير ثم التقطت ملابس آدم التي رماها البارحة باهمال على الاريكة..
قربت الجاكيت لټشتم رائحته الرجوليه المميزة
لتتفاجئ بيدين قويتين تحاوطان بتعملي إيه همس آدم قرب أذنها و .....
لتقول من بين ضحكاتها انا كنت بوظب الأوضة و بعدين كنت حطلع آخر شاور في الاوضة اللي جنب و بعدين اروح لماما عشان اقلها اننا....
هأولا دي آخر مرة اشوفك بتعملي حاجة خلي
كريمة تبعث اي واحدة من اللي بيشتغلوا هنا عشان تنظف الأوضة.. ثانيا انا كنت عاوز ادخلك معايا فاكرة.... ثالثا انا اللي حنزل علشان اتكلم مع مامتك عشان عارف انك مكسوفة منها..ابعدها عنه بصعوبه ثم دفعها برفق ناحية الحمام قائلا بغيض و دلوقتي يلا امشي من 
أسرعت ياسمين الى الحمام تتمتم بكلمات ساخطة و هي تعلم في قرارة نفسها انه يستطيع تنفيذ تهديده و لن يردعه شيئ.
بعد دقائق عديدة ينزل آدم الدرج بخطوات واثقة و رائحة عطره النفاذة تسبقه معلنة على 
جلس وراء مكتبه الفخم يدقق النظر في بعض الملفات المستعجلة التي تحتاج لاامضائه...نفخ بضيق و هو يرتب أفكاره و خططه التي يتوجب عليه تنفيذها لانجاز اعماله المستعجلة قبل لحظات اتاه صوت رئيس حرسه الوفي ناجي ليتحدث آدم بنبرة جدية آمرة
ناجي حضرلي العربيات عشان نروح المزرعة انا حقضي كام يوم هناك...أمن القصر كويس و ابعثلي حد ياخذ ملفات للشركة و سلوى هانم تخلي السواق يوصلها للمكان اللي هي عاوزاه.. فتح عينيك كويس الايام دي مش عاوز أخطاء... سلام.
رمى الهاتف جانبا بعد أن انهى مكالمته ثم الټفت الى الباب الذي كان يدق...أذن للطارق بالدخول لتدلف السيدة سلوى و هي ترمقه بنظرات غير مرتاحة...
ابتسم آدم قليلا و هو يشير اليهابالجلوس قائلا سلوى هانم انا عارف انك لسه زعلانه من اللي حصل و انا مش بلومك او بعاتبك بالعكس داه حقك.. كام انك تخافي على بنتك... بس انا و ياسمين تصالحنا و كنا عاوزين نقضي كام يوم في المزرعة بتاعتي عشان في كلام مهم لازم نقوله لبعض... طبعا حضرتك لو عاوزة تيجي معانا انت و رامي اهلا و سهلا... بس انا بطلب منك انك متزعليش من ياسمين او تعاتبيها... و انت اكيد مش عاوزة تخربي بيت بنتك و كمان عارفة و متأكدة اني بحبها و مستحيل اتخلى عنها...المهم انا أديت خبر للسواق انه ياسمين في القصر... اكمل بنبرة هادئة انت عارفة ان انا معنديش عيلة... الاب دايما مسافر و الام ملهاش غير في الجمعيات و النوادي و الشوبينغ...فلو حضرتك تقبلي انك تيجي تعيشي
سلوى بنبرة جادةانا طبعا بشكرك على كرمك معانا بس انا مقدرش اسيب بيتي اللي في الحارة...
اما بالنسبة لبنتي فأنا اكيد زي ما قلت مش عاوزة اكون السبب في خړاب بيتها بالعكس انا نصحتها و طلبت منها انكوا تتكلموا مع بعض عشان تلاقوا حل لمشاكلهم...بس كمان ميرضينيش ان بنتي الوحيدة تعاني بالشكل داه و هي لسه عروسه... انا مش راضيه على اللي حصل و مقدرش اديك اي عذر للي انت عملته.. و تأكد انه لو اتكرر ثاني فأنا حاخذ بنتي و متحلمش انها ترجعلك تاني...
صمتت لتكمل بنبرة حزينة تدل على ندمها
انا منكرش ان انا كمان مذنبة في حقها انت اللي خليتها توافق عليك لما تقدمتلها....بس انا و الله مكنتش طمعانة لا في فلوس و لا حاجة انا مكنتش عاوزاها تعيش متمرمطة في الفقر زي... كنت فاكره انها حتكون مرتاحة لو اتجوزت واحد غني بس طلعت غلطانه... المفروض كنت اصريت عليها انها تطول فترة الخطوبة عشان تتعرفوا على بعض توافق عليك قبلت على طول علشان كده اي قرار هي حتاخذة انا حدعمها على طول حتى لو عاوزة تتطلق منك و دلوقتي عن اذنك .
شعر آدم بالڠضب يتصاعد الى رأسه من كلماتها المتحدية له...تراجع بظهره على المقعد الجلدي و هو يراقب خروجها ليزم فمه متمتما باستخفاف تتطلق دا يبقى آخر يوم في عمرها... قال تتطلق قال.
في شقه اوس
جلس صفوان على الاريكة يترشف كأسه ببطء و هو يشاهد غادة التي
كانت
ترقص أمامه 
زمت بعدم رضا و هي ترتمي على الاريكة بتعب غير غافلة على نظرات صفوان الشاردة و كأنه في عالم آخر... مدت يدها لتوقف الموسيقى الصادرة من جهاز الابتوب أمامها ثم اقتربت منه متسائلةإيه يا حبيبي مالك...من ساعة ماجيت و انت مركز معايا خالص.
أشار لها لتملئ كاسه الفارغ من جديد قائلا بعدم اهتماممفيش يا غادة...كنت بفكر في المشاكل 
وضعت الزجاجة على المنضدة و هي تهتف بخبث مخفياااه فهمت بس انت اكيد قادر تتصرف و ترجع كل اللي راح منك و ټنتقم من اللي عمل فيك كدة.
صفوان بانزعاجصعب جدا... الخسارة المادية للمجموعة كانت كبيرة جدا... ابن الحديدي الكلب خلى كل شركائنا يسحبوا اسهمهم في شركاتنا و كمان عطل جميع الصفقات و داه خلانا نلجأ نتدين مبالغ كبيرة من البنك و طبعا بعض البنوك ابتدت تحجز على الأملاك و مش فاضل تقريبا غير الشقة دي و الفيلا الكبيرة و شويه عربيات و محلات صغيرة قديمة كانت 
طب انت عارفة انه عامل كاميرات في كل انحاء القصر و الفيلا و اي مكان على ملكه حتى لو كان خړابة... دي طبيعته من زمان بيحب يعرف كل حاجة حواليه .
قصدك انه عارف ان انا رحت
لياسمين و قلتلها على الحكاية المتلفقة اللي قالتهالي سهى .
ابتسم الاخر باستهزاء اكيد عارف و اكيد هو سايبك انت و سهى على مزاجه بس احذري منه.... آدم مبيسبش حقه ابدا.
غادة بقلقطب و لما هو كده انت بتحاربه ليه... داه في خلال يومين دمرك انت و عيلتك.... .
صفوان بصړاخ اخرسي... انت نسيتي نفسك و الا ايه مين دا اللي دمرني... انت فاكراني عيل و الا حخاف منه اذا كان هو آدم الحديدي فانا صفوان الجندي.... يمكن انت لسه
الجندي...يمل بسرعة و يغير نسائه كما يغير أحذيته و خاصة اللواتي يقعن بسهولة مثل غادة...
انحنت لتأخذ حقيبتها
 

تم نسخ الرابط