قرار طلاق

موقع أيام نيوز

الفصل1
التقطت فريده هاتفها المحمول لتجيب علي الاتصال ...والدتها بالتأكيد سوف تلح عليها بشأن الذهاب الي زفاف ابنة خالتها اسيل اليوم ....بالطبع هى تريد الذهاب فأسيل صديقة عمرها لكنها لا تريد ان تجد نفسها في مواجهة عمر....
منذ طلاقهم وهى تتحاشي مقابلته وهو سهل لها الامر برحيله عن مصر كلها معلنا رغبته هو الاخر في تحاشي رؤيتها ...لكن كانت دائما المناسبات الاجتماعية هى رعبها الاكبر فبحكم صلة القرابه التى تربط بينهم كان دائما من المتوقع ان تراه ...واليوم مزاجها بالخصوص لا يسمح لها برؤيته ... طالما تسألت عن ما اذا كانت اذته بشده وظلمته خلال سنوات زواجهم 

الان بعد مرور اكثر من اربع سنوات علي طلاقهم بدأت في مراجعة بعض الامور ...لقد كانت غبيه وانانيه بالكامل 
طوال فترة زواجهم التى امتدت الي ثلاث سنوات دأبت فريده علي اذلاله طالما اشعرته بالنقص وانها افضل منه بحكم تعليمها الاعلي منه ...لم ترضي يوما عن زواجها منه علي الرغم من انها هى التى كانت تحتاجه بشده ...فلولا عمر لما كانت استاطعت اكمال تعليمها ودفع مصاريف كليتها التى كانت مهدده بتركها لولاه
هزت رأسها بقوه لنفض الزكريات فهاتفها سوف يعاود الرنين ..والدتها لن تيأس هذه المره فهى تحاول كسر العزله التى فرضتها فريده علي حياتها منذ طلاقها من ابن خالتها عمر....
لديها الان الوظيفه التى حلمت بها ...تفوقها في خلال سنوات دراستها مكنها من الحصول علي نيابه في المستشفي الجامعى ...نيابه الاطفال حلم عمرها منذ ان التحقت بكلية الطب اصبح حقيقه وهاهى الان انهت الجزء الاكبر من الماجستير وعلي وشك مناقشة الرساله بعد ايام قليله ..احلامها تتحول الي حقيقه ..نالت التعيين في الجامعه كما تمنت ونالت لقب مطلقه كما كانت تستحق ايضا ...الزكريات لن ترحمها ...لاتدري لماذا اليوم تشعر بندم هائل يغمرها ..ربما بسبب زفاف اسيل او ربما بسبب انه يوم عيد مولدها الذي لن تحتفل به ...منذ رحيل عمر لم تحتفل به او تتزكره ...طوال حياتها لم ينسي عيد ميلادها يوما وكان الاول في التهنئه وارسال الهدايا لها ...لطالما دللها بغباء حتى اعتقدت انه ضعف ...فهمت قوته مؤخرا بعدما فات الاوان اليوم ستكمل السابعة والعشرون ولن يتزكر احد مولدها 
هاتفها المحمول رن مجددا كما توقعت ...لن تستطيع تجاهل والدتها 
سوميه " لانها سوف تشعر بالقلق اذا لم تجيب هذه المره "
- فريده ...مردتيش ليه يا بنت ...؟ ارجعى بدري النهارده ...مافيش اعذار هتروحى الفرح ...خالاتك كلهم اكلوا وشي ...والدتها تعلم جيدا انها انتهت من عملها في الثامنه صباحا بعد مناوبه ليليه مرهقه في الاستقبال في المستشفي الجامعى الذي تعمل به ...اي حجه ستتحجج بها لعدم الذهاب وهى تعلم انها لديها عطله لمدة ثلاثه ايام كامله بدءا من اليوم
- حاضر يا ماما مش هتأخر ..لكن انت عارفه ان المناقشه بعد اسبوع ولازم اجهز 
- انتى جاهزه من زمان يا فريده واعملي حسابك لو مجتيش معايا الفرح انا هكون غضبانه عليكى ..وبدون اضافة المزيد سوميه اغلقت الخط في ڠضب بدون ان تسمح لها بالرد ... فريده شجعت نفسها ...طوال فترة عودتها للمنزل في قطار الانفاق وهى تطمئن نفسها ...عمر لن يحضر الزفاف فلاربع سنوات وهو لم يعد الي مصر سوى مرتين ...وفي يوم خطوبة اسيل اكتفي بإرسال الورود والهديه الفخمه التى تعبر عن مكانته الجديده ....اتصال اخر علي هاتفها المحمول اخرجها من زكرياتها الاليمه ...المتصل هذه المره كان اسيل ...فريده اجابتها فورا بدون تأخير فلربما العروس تحتاج مساعدتها في التحضير للزفاف....اسيل بادرتها بالقول بلهجة ټهديد... 
- اياكى متحضريش الفرح زى الخطوبه ...والله لو مش جيتى هقطع صلتى بيكى للابد.... 
فريده حاولت التظاهر بالمرح ...- طيب قولي ازيك ولا سلمى عليه بتخوفينى يعنى.... 
فريده ...انا عارفه حركاتك وعارفاكى انتى شخصيا اكتر من نفسك - 
طيب هجى متزعليش بقي ..قوليلي محتاجه مساعده ؟- 
- لا يا ستى انا هنام شويه واقوم اروح البيوتى سنتر ...شفتى عمر بعتلي هديه جنان يا فريده ...طقم دهب لازوردى خرافي ...وشنطة برفانات فخمه من اغلي الانواع ...كله زوق مش عارفه انتى كنتى غبيه وسبتيه ازاي ده واحد يتفرط فيه ؟ ما ان انهت اسيل جملتها حتى شعرت بندم هائل فشهقة الدموع المحپوسه التى صدرت من فريده وصلت الي مسامعها... - فريده انا اسفه....فريده قاطعتها پألم... - خلاص يا اسيل ده موضوع وانتهى وكل واحد راح لحاله... 
" كل واحد راح لحاله " ...بالفعل عمر اندمج في حياته الجديده وتكاد تجزم انه نسيها وشفي من حبها الذي كانت تحتقره ولم تقدره ...منذ نعومة اظافرها وهى تعلم بحب عمر الفياض لها وكانت تعامله بجفاء ولم ييئس يوما بل ازداد في تدليلها حتى کرهت حبه ...عمر كان يكبرها بثمان سنوات كامله ومنذ يوم ميلادها وهو اعتبرها ملكا خاص به ...طوال ثلاث وعشرون عاما لم يخلف يوما عيد ميلادها وكان يحضر لها اغلي هديه تسمح له امكانياته بإحضارها ...عائلتها تنتمى للطبقه المتوسطه التى تكافح للعيش بسلام والاكثر تكافح للظهور بمظهر يليق بمكانتها الاجتماعيه والدها الراحل فتحى الطويل كان علي مرتبة وكيل وزاره في وزارة التعليم لكنه كان موظف ويتقاضي راتب موظف حكومى ...اما والدتها فكانت تعمل في شبابها مدرسه للرسم ومع تدرج مناصبها اصبحت وكيلة مدرسة ثانويه ...كان لديها شقيقان يكبراها محمد واحمد وشقيقه تصغرها ...محمد كان متفوق مثلها والتحق بكلية الطب ...محمد كان يكبرها بعامين واحمد كان يكبرها بعام واحد فقط لكنه كان دائما يعانى من الهزال الشديد بسبب مرضه المزمن فلم يكن متفوق مثلهم والتحق بكلية الحقوق التى اعتبروها نعمه نظرا لحالته الصحيه...فمنذ طفولته وهو يعانى من مرض الكلي الذي تطور وهو في الثانويه ليكتشفوا انه مصاپ بالفشل الكلوى ويحتاج للغسيل مرتين علي الاقل اسبوعيا ...اما رشا دلوعة العائله الصغيره فلم تشغل نفسها يوما بالتعليم وكان تركز علي الاهتمام بجمالها ومظهرها ... في الحقيقه رشا اجمل من فريده ولكن فريده كانت تتميز بالجاذبيه والبشره المثاليه الخاليه من العيوب كبشرة الاطفال ...رشا اختارت ان تدرس في كلية التجاره باللغه الانجليزيه وتعجبت من مقدرة والدتها علي دفع المصاريف التى كانت تقدر ببضع الالاف ... بعد ۏفاة والدها وهى في السنة الثالثه من كليتها انخفض دخلهم كثيرا ...ومعاش والدها لم يكن يكفي لسد متطلباتهم التى فاقت دخلهم بكثير ...فيكفي فقط مصاريف غسيل احمد الكلوي او مصاريف كلية الطب التى وصل فيها محمد للسنة الخامسه واحتياجه الي درس في مادة النساء والتوليد او مصاريفها هى الشخصيه فهى كانت في اول السنة الثالثة من كلية الطب واي طالب طب يعرف جيدا معنى هذه السنه فهى بلا منازع كابوس الطلبه ...كانت تعلم جيدا احتياجها للتقويه في مادة الباثولوجى المعقده ...لولا عمر ومساعدته لهم لما كانوا استطاعوا اجتياز ازمتهم الشديده.... 
قبلت مضطره عرض عمر بالزواج منها مقابل مساعدته الماليه لاسرتهم والمقابل الاكبر كان تبرعه بالكلي لاحمد لكنها داخليا لم ترضي مطلقا عن ذلك الزواج ...ربما بسبب احساسها انها مجبره علي الزواج او بسبب ان عمر لم يكن من كليات القمه كما يسمونها ..فعمر التحق بكلية السياحه والفنادق وبعد تخرجه مباشرة سافر للعمل في الامارات ...دائما كانت تشعر انها افضل منه ...لم ترضي يوما عنه كزوج فبالرغم من انه كان وسيم ولكن زيادة وزنه كانت تغطى علي وسامته ...عمر كان يعمل بلا انقطاع في عملين استنزفا كل وقته بعد عودته النهائيه من دبي بسبب زواجهم 
كان يضطر الي اكل الوجبات السريعه في معظم الاحيان لانها كانت تتحجج بالمزاكره ولا تعد الطعام في المنزل فيقوم عمر بالطبخ وعندما لا يتمكن بسبب عمله كان يشتري الطعام الجاهز....عمله القاسې لم يسمح له بممارسة الرياضه بانتظام فزاد وزنه بدرجة كبيره حتى عن قبل زواجهم لم تقدر حبه الكبير لها وشغلت نفسها فقط بعيوب سطحيه اختلقتها كى تفرغ جام ڠضبها عليه فى كل مناسبه بسبب او بدون....
فريده انتبهت الي ان محطتها فاتتها بسبب افكارها الحزينه فغادرت الي القطار في الاتجاه المعاكس كى تذهب الي بيتها... 
استغرقت في النوم فور وصولها الي غرفتها فليلتها كانت مرهقه جدا وعاينت فيها من 40 طفل ...بمجرد حصولها علي الماجستر ستترقي لمدرس مساعد وستعمل بالمناوبات الصباحيه فقط كما جرت العاده فقط اسبوع وتناقش رسالتها وتتوج فرحتها لكن اي فرحه ستكون بعدما اصبحت تعيش في وحده وعزله اختياريه ؟ 
ابتعدت عن الجميع وقطعت صلتها بكل صديقاتها حتى فاطمه صديقة عمرها قطعت صلتها بها فبعد مكالمتها الكارثيه معها والتى كانت السبب المباشر في طلاقها قطعت اي صله بها ....لكن لماذا الذنب ؟ فهى من كانت انانيه وحقيره بالكامل ...صحيح ان فاطمه دأبت علي التقليل من شأن عمر ولطالما رددت علي مسامعها الجمل التى كانت تحقر منه ومن شهادته بالنسبه الي شهادتهم لكن هى من سمحت لها بذلك 
نعم هى سمحت لها واستمعت الي السم الذي كانت تبخه في اذانها ...دائما حرصت علي التقليل من عمر حتى هداياه الباهظه التى كان يغرقها بها كانت تسخر منهم وتخبرها ...- مهما عمل هتفضلي اعلي منه ...يحمد ربنا انك وافقتى عليه....شايفه كل زميلاتنا اتخطبوا لمعيدين 
او عندما كانت تخبرها انه يعد لها الطعام ويرتب المنزل عندما تكون في فترة الاختبارات كانت تعلق بسخريه ...- طبعا ماهو فاضي ...ابو 60% لازم يخدمك ...شكله مخه تخين زى جسمه.... 
لم تعترض يوما علي اهانة فرح له امامها بل بالعكس كانت تخزن كلامها ثم تبدء في ترديده لنفسها حتى باتت مقتنعه به ..مع انها هى من ظلمت عمر بزواجها منه فهو تخلي عن عمله المريح والمربح بالخليج ليعود ويعمل لفترين كالثور في الساقيه ليلبي مطالب اسرتها التى كانت تثقل كاهله معظم مدخراته من عمله بالخارج انفقها في اعداد شقة الزوجيه التى اثثها بالكامل علي حسابه ومن افضل واجود الاثاث والتحف ليرضيها وليشرفها امام صديقاتها ...اه ماذا ستستفيد الان من التزكر ...؟ فهى استيقظت منذ قليل قبيل العصر ومازالت تسترجع شريط حياتها ...صلت الظهر علي عجل وجلست في انتظار صلاة العصر ...مناوباتها الليله تقلب نظام يومها لكن الحمد لله امس كانت اخر مناوبه ليليه بعد سنوات من العڈاب ... خرجت بعد الصلاه تبحث عن والدتها لتساعدها في اعداد الطعام فهى تعلم ان رشا عديمة الفائده تماما ...ان كانت هى انانيه كما تعتقد لكنها علي الاقل انقذت كامل اسرتها من الضياع بعد ۏفاة والدها بزواجها من عمر اما رشا فدلعها يفوق الحد ....لكنها كانت تعلم انها ليست بالسوء الذي تظهر به هى فقط تهتم بجمالها بدرجه مبالغ فيها...وتقضى معظم وقتها بالتسوق... 
علي طاولة الطعام رشا لم تغلق فمها للحظه تحدثت عن فستانها الجميل الذي سوف ترتديه في العرس ...عن المركز التجميلي الذي سوف تذهب اليه بعد الاكل مباشرة وطلبت منهم المرور عليها والتقاطها قبل ذهابهم للحفل....
- ماما انا نازله حالا ...هستناكم ..باي 
- طيب يا رشا علي الاقل شيلي الاطباق انا لسه هشوف هلبس ايه واجهزه - ما فيش وقت ولازم انزل حالا..فريده اجابتها بضيق ...- الساعه لسه 5 يا رشا والفرح الساعه 9 اربع ساعات مش كفايه تجهزى
- يا بنتى فرح راقي زى فرح اسيل في الهلتون لازم اجهزله كويس ...باي بقي 
فريده رفعت الاطباق بروتينيه ...رشا تستعد للحفل بكامل طاقتها ...فريده لم تهتم يوما بجمالها ولم تحاول ابرازه ..نعم هى جميله بدرجه معقوله لكنها تعمدت اهمال مظهرها ...في البدايه كانت تتعمد الاڼتقام من عمر بإهمالها لنفسها ...برفضها لاعطائه نفسها في معظم الاوقات ...كانت تدرك جيدا مقدار احتياجه لها ومع ذلك كانت تمنع نفسها عنه بالاسابيع بحجة المزاكره وهى كانت تعلم انها تعذبه ..وبعد طلاقها اهملت نفسها ايضا فلم تشعر بأن اي رجل يستحق ان تتزين كى تنال اعجابه ...اما اليوم فقد كان يوم عيد مولدها ولم يتزكر احد من عائلتها ...الزفاف واخباره شغلت الجميع ونسيوها تماما ...مع الوقت ستتحول الي كرسي او خزانه ولن يكون لها اي قيمه...
اسوة برشا سوف تتأنق اليوم بزياده وستظهر جمالا هى تعلم جيدا بوجوده في ايام زواجها عمر مليء خزانتها بكل انواع الثياب ومعظمها لم تستعمله ابدا ....روح التحدى شجعتها ففتحت خزانتها وتطلعت فيها ولا اراديا عيناها اتجهت الي الفستان الاسود الفخم المعلق بفخامه في طرف الخزانه فستانا فخم لم ترتديه يوما واليوم حان اوان ارتدائه ...ذلك الفستان له زكريات اليمه ولكن شيطان التحدي احتلها بالكامل...اخرجت الفستان من غلافه الذي يرقد بداخله منذ سنوات ولمست قماشه الفاخر بيديها ..نعم سترتديه اليوم وستذهب للزفاف بكل ثقه وستظهر جمالها الناعم ...جذابيتها الشديده ستعوض عمرها الضائع ....بل سوف تتجمل لساعات اسوة برشا..
بدأت بتنظيف بشرتها ووضعت علي وجهها بعض الاقنعه التى وجدتها علي مرآة الحمام ...حمام من الطمى المغربي سينعشها ويقشر بشړة يديها ورجولها نقعت نفسها في زيوت عطريه لترطيب كامل جسدها وعندما شعرت بالانتعاش جففت نفسها واتجهت الي غرفتها لتجهيز نفسها للخروج...ارتدت الفستان الاسود الانيق ودهشت للتغيير المذهل الذى لمسته فور ارتداؤها اياه ...بالفعل عمر ابدع في اختياره ويستحق المبلغ الضخم الذى دفعه له...لم ينسي ان يحضر لها كل مستلزمات السهره مع الفستان دائما كان يفكر بالنيابه عنها ويهتم بكل تفاصيلها ..مع الفستان وجدت الحذاء الفضى وحقيبة السهرات الصغيره ..حتى الطرحه الفضيه وجدتها ..فقط الفستان كان ينقصه رفع يديها وارتداؤه لتصبح جاهزه للسهره ومع ذلك رفضت الذهاب معه لزفاف شقيقته واحرجته وسط عائلته برفضها للحضور ... ترجاها يومها كثيرا بل ووعدها بالرجوع سريعا لكنها رفضت كم كانت حقيره في معاملته ابان سنوات زواجهم .. لكنها اليوم وجدت الجراءه لارتداء ذلك الفستان فسنوات عمرها تذهب هباءا...مع انها لم تذهب الي صالون التجميل كما فعلت رشا لكنها بخفه تمكنت من تزيين وجهها ولف طرحتها الفضيه بأناقه وخبره تماثل خبيرات التجميل ... طلتها كانت استثنائيه ...زيادة في التمرد والعناد لجئت الي خاتم زواجها الماسي ومحبسها اللذان تركهما لها عمر بعد الانفصال ...استخدمت اموال عمر للتأنق وكانت تعلم انها سوف تصبح الاكثر اناقه في الحفل وايضا الاكثر جاذبيه فالاهتمام الذى اولته لطلتها طوال الساعات السابقه اتى ثماره واصبحت مختلفه ومستعده للتحدى ستتحدى حتى رشا الجميله وجميع بنات عائلة زوج اسيل الاثرياء ... عمر لم يبخل عليها يوما بل اجتهد في جعلها تبدو الافضل ولكنها دوما رفضت هداياه واليوم قررت استخدام ما حرمته علي لنفسها لسنوات ....

الحلقه 2

صفير طويل لا منتهى كان رد الفعل الوحيد من احمد علي مظهرها
- فريده ...انت مذهله النهارده ...اخيرا قررتى تخرجى من القمقم اللي حبستى نفسك فيه ...سوميه قاطعته بلوم ... - خلاص يا احمد ...احنا ما صدقنا
يلا هنتأخر لسه هناخد رشا في سكتنا 
عائلتهم تقلصت للغايه بعد ۏفاة والدها ثم سفر محمد للعمل في الخليج دائرة معارفها انحصرت في اشخاص لا يتعدوا اصابع اليد الواحده لذلك لم تدهش من الفرحه الخالصه الواضحه علي وجه والدتها عندما رأتها متأنقه ومستعده للخروج ...والدتها تعيش في هم منذ يوم طلاقها ليس فقط بسبب حبها لعمر الذي كانت تعتبره ابنا لم تنجبه لكن ايضا بسبب حسرتها علي ابنتها الشابه التى حظيت بلقب مطلقه وهى في الثالثة والعشرين من عمرها ...في البدايه سوميه كانت تخشى من كلام الناس ونظراتهم التى لا ترحم وتوصم فريده بالعاړ لمجرد انها مطلقه ولكن مع الوقت ومع انعز ال فريده الواضح لم تعد تهتم للناس وبدأت تخشي عليها من الوحده للابد ...امنيتها ان تراها متزوجه وسعيده في حياتها ولكن الموقف الشديد الوضوح والرافض لفكرة الزواج الذي اعلنته فريد اغلق امامها الباب واليوم اهتمام فريده الغير عادى بمظهرها انعش قلبها المكلوم واحيا فيه الامل ...هى تعلم انها ضحت بزواجها من عمر علي الرغم من حبها الشديد لعمر وامنيتها السابقه بصلاح احوالهم الا انها لم تتحامل علي فريده بسبب الطلاق فهى تعلم ان فريده لم تحبه يوما وقبلت الزواج من اجل صالح العائله العام ...بعد الطلاق لم يتحدث احدهم عن السبب او عن الذي حدث وخصوصا عمر الذي اكمل ما وعد به ودفع مصاريف سنتها النهائيه واعطاها جميع حقوقها الشرعيه ثم رحل بصمت ولم يعد من يومها ...من حب عمر الواضح والذي لم يكن فيه شك عن مدى قوته وتميزه كان لابد وان يكون الطلاق بسبب فريده التى لم تقتنع يوما بعمر زوجا لها 
رشا التى قضت الساعات في مركز التجميل وخرجت منه كالطاووس وهى تتوقع ان تسبب الرجه بسبب طلتها الاستثنائيه اليوم صدمت بشده لدى رؤيتها لفريده وجمالها الواضح علي الرغم من انها لم تغادر المنزل احباط رشا الواضح من مظهر فريده جعلها تغمغم بكلام غير مفهموم في اثناء طريقهم للفندق حيث يقام الزفاف ....واحباط رشا الواضح ايضا اعطى لفريده الثقه التى كانت في اشد الحاجه اليها ...سوف تخرج من القمقم كما اسماه احمد وستواجه العائله التى تجنبت لقائهم لسنوات بسبب تأنيب الضمير والاحساس بالذنب ... ستدخل مرفوعة الرأس وستستمتع بكل لحظه من لحظات ليلتها ...ستحتفل مع نفسها بعيد مولدها وستصنع حفلها الخاص....قبل الترجل من السياره سوميه نظرت اليهم بحب وحنان ...فريده ورشا كانتا خلابتان واحمد ايضا وسيم جدا في بدلته السوداء الانيقه ....يكفي لعمر تبرعه بكليته لاحمد كى تحمل له ذلك لاخر يوم من حياتها ...عمر منحه حياه فلولاه ل ....
قاعة الهليتون الفخمه استثنائيه كعادتها ...رخام الارضيات البيج في البرتقالي ينبض بالحيويه ...الطاولات الدائريه بمفارشها الناصعه البياض وكراسيها المغطاه بالكامل بالاورجنزا البيضاء
كانت معده لتناسب زفاف اريد به ان يكون مترف ...الكوشه البيضاء الكبيره التى تحتل ركن كبير من القاعه وتشغله بأكمله بنسيجها الابيض الشفاف الذي يتموج فوق رأسي العروسين بحريه.... 
الكوشه كانت كأنها خرجت من كتاب الف ليله وليله وصنعت لتشعر العروس انها ملكة متوجه في عرشها ...فريده دخلت الي القاعه بخطوات متردده بعد والدتها ورشا اللتان سبقتاها في الدخول ... تعلقت في ذراع احمد لتحتمى بها من اي استقبال غير مناسب ...كانت تظن انها سوف تعامل باحتقار جزاءا لها علي اجرامها في حق عمر المقدس من كل العائله بسبب اخلاقه العاليه وشهامته مع الكبير والصغير اختارت الشخص الخطأ للعبث معه وها هى تدفع الثمن ...دفعته من عمرها لسنوات....
تجنب لمة العائله في المناسبات عقاپ فرضته فريده علي نفسها بنفسها واليوم اختارت ان تكف العقاپ وتحضر الزفاف وهى في كامل زينتها نظرات الجميع تركزت عليها بدهشه لكن لم يقم احدهم بالتعليق ...حتى خالتها منى والدة عمر التى اتهمتها دوما بالاساءة الي ابنها وحملتها الذنب لسنوات بسبب اڼهيار عمر قابلتها اليوم بترحاب يدل علي انها لم تعد غاضبة منها وفي مدلول فريده هذا معناه ان عمر تجاوزها ولم يعد يفكر فيها وبالتالي والدته اسقطتها من حساباتها ... الالم الذي شعرت به في معدتها مع ترحاب خالتها انبئها انها اكثر انسانه انانيه حقيره قد تقابلها يوما ..فهى شعرت بالالم لان ضحيتها استرد حياته ولا يعيش علي اطلال حبها كما كانت تتوقع ...ذبحته بيديها وحزينه الان انه خلق من جديد ...هل كانت تنتظر منه ان يظل يبكيها للابد
اما ندا شقيقة عمر فموقفها منها لن يتغير ابدا وستظل تتزكر انها السبب في تحطيم شقيقها الوحيد ...ربما لانها كانت قريبه من عمر بدرجة كبيره وشعرت بألمه الصامت الذي لم يبح به لاحد طوال سنوات زواجهم ...ندا لن تنسي كسرته يوم زفافها عندما رفضت فريده الحضور متعلله بمزاكرة لم تكن مهمه لدرجة انها تتغيب عن حضور زفاف ابنة خالتها وشقيقة زوجها في نفس الوقت ...اما اليوم ففريده نفسها لاتدري من اين اتتها الجراءه التى جعلتها ترتدى نفس الفستان الذي اهداها اياه عمر بمناسبة زفاف شقيقته ندا ولكنها يومها رفضت الحضور وسببت له الكثير من الالم... نور شقيقته الصغري كانت علي الحياد منها ربما بسبب علاقتها السريه بمحمد شقيقها... كانت لاجل خاطر محمد كما كانت تظن ...
شغلت نفسها بمراقبة اسيل التى كانت تشع بهجة وسعاده ....حسدتها علي سعادتها وعلي زواجها من من تحب وتعشق ...اسيل تصغرها بعامين لكنهما تربيا معا كشقيقتين ...قبل طلاقها من عمر كانت عائلة والدتها مترابطه بشكل مميز ودائما جمعهم منزل جدتهم في كل المناسبات والعطلات ...كانت الجده تجمعهم في منزلها وبسفرها للاقامه مع خالها الوحيد في كندا انتهت اسعد ايام حياتها ...تلك الايام الجميله كانت مثل الحلم لها الان هى تستحق ان تكون منبوذه وهذا بالفعل ما حكمت هى به علي نفسها مظهرها الجديد اعطاها بعض الثقه لسنوات وهى ترتدى الجينز ... لاول مره في حياتها كانت تنتظر نظرات الاعجاب توجه اليها ...كانت تريد الظهور والاندماج من جديد فحملت كأسها واتجهت الي العروسين تهنئهما ويتم التقاط بعض الصور لها والتى سوف تخلد فستانا كان مېت مثل كل حياتها ...هنئت اسيل وطارق بلطف ... ترددت كثيرا لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من القاء بعض التهديدات علي مسامع طارق ...تهديدات تشرح له ما سوف تفعله اذا ما تجرأ يوما وجعلها حزينه ....فريده كانت اكيده من حب اسيل لطارق فاحتاجت الي انذار طارق كى يحفظ هذا الحب ...ليت احدهم حذرها بشأن عدم ايلام عمر واحتقار حبه فلربما لكانا معا الى الان.... 
فريده قضت السنوات الاخيره وهى معتقده ان الجميع يكرهونها بسبب ما فعلته لعمر ولكن بعد ان اختفت نظرات الدهشه التى ارتسمت علي وجوه العائله وحل محلها الاهتمام والدعم علمت انها كانت مخطئه في ظنها وانهم لا يلمونها بالقدر الذي تخيلته ...تدريجيا عادت الي الاندماج معهم فى كانت افتقدتهم كثيرا ...لم تشعر انها غريبه او منبوذه بل فريده الطفله المدللة كما اعتادت ان تشعر في وسطهم ...لكن لا اراديا تجنبت طاولة عائلة عمر واختارت طاولة خالتها لمياء والدة اسيل وبناتها الثلاثه ...فرحتهم بعودتها اليهم كانت صادقه فهم افتقدوها ايضا المطرب الشعبي الشهير احيا الزفاف ودبت الحياة في المدعويين فريده بالفعل كانت بحاجة الي ذلك التغيير لتشعر بالنشاط لتشعر انها حيه من جديد ...خفضت رأسها الي كأس العصير تلتقطه وتروى ظمئها لكنها رفعتها بسرعه في ړعب عندما هتفت ريما اخت اسيل الصغري بصوت عالي في حبور وهى تصفق بجذل مثل الاطفال ...- شوفوا عمر صدق وعده وجه ...لكن مين القمر اللي جايبها معاه دى؟؟؟
رغما عنها فريده التفتت الي حيث تشير ريما ...صدمة رؤيتها لعمر كانت صډمه ثلاثيه وشديده عليها جدا لدرجة انها احست بروحها تنسحب وانها علي وشك ان تفقد الوعى ...فعمر لم يفاجأها فقط ويأتى الي الزفاف علي خلاف توقاعاتها بل اتى ومعه سيدة جميله جدا ذات ...وسامته كان قاتله وشعره الاسود مرفوع بقصه عصريه زادته وسامه علي وسامته ....بدلته السوداء المفصله خصيصا له كانت ټخطف الابصار وشعر ذقنه النامى قليلا يعطيه بعض القسۏه وبعض الغموض ...عمر الان لم يكن عمر الذي تركها منذ اربع سنوات بل اصبح رجلا يفيض بالجاذبيه والقوه والوسامه.... 
رجلا يحسده عارضي الازياء علي جسده المثالي ...وتلقي الجميلات بنفسها علي قدميه ....صدمة رؤيته قلبت كيانها.. واكثر ما مزق قلبها كان تجاهله لها فحينما التقت عيونهم لم تجد فيها أي اثر 
للعتاب او حتى للكراهيه بل كانت نظره مبهمه بلا معنى كأنه لم يتعرف عليها او الاشد قسوه كأنها كالفراغ ولا تترك لديه اي زكري حتى الكراهيه ...نظرته تدل علي انه اقصاها من حياته وشطب علي زكرياته الاليمه معها...برأ من حبها للابد و نساها كأنها لم تكن يوما جزءا منه....دخول عمر مع فاتنته جعلها تقفز من علي طاولتها وتريد ان تغادر ...ان تهرب الي مكان لا تراه فيه ...فستانها الفخم الذي كانت من لحظات فقط فخوره بارتدائه اصبح حمل يعطلها عن الهرب وذيله الدائري البسيط يجعلها تتعثر فلا تهرب مرفوعة الرأس كما كانت تتمنى غادرت القاعه وهى تكتم دموعها ...بحثت عن اي شيء يلهيها حتى يمر ذلك الکابوس ...لمحت ماكينه كهربائيه لاعداد القهوه فاتجهت اليها وهى تعلم جيدا انها لم تحمل معها اي نقود في حقيبتها الفضيه ...لكنها فتحت الحقيبه وتظاهرت بالبحث عن نقود ولكنها كانت مجرد حجة لاخفاء رأسها بداخلها عن العالم ...لمحت يدا رجاليه تمتد من خلفها وتدخل النقود الورقيه ثم تضغط الازار الكهربائيه وتختار لها قهوتها المفضله ...استدارت كى تشكر احمد علي انقاذه لها لكنها وجدت نفسها في مواجهة عمر بشحمه ولحمه..... اليد لم تكن يد احمد بل كانت يد عمر ...صډمتها لرؤيته كانت عڼيفه . بتلك الدرجه جعلها تشعر كأنه ...الزمن توقف بالنسبة اليها عادت الي اربع سنوات سابقه حينما كانت ما تزال زوجته وكان يتمنى ان يكون كان مجرد يسعده...اما اليوم ففقط نظرة تهكم وسخريه تحتل وجهه ...ادركت ان عمر لم يختلف خارجيا فقط ويتحول لشخص اخر بل اختلف ايضا داخليا لم يعد ذلك المحب الذى يذوب لاجلها .... قبل ان تستطيع التحدث او الهرب او حتى السيطرة علي مشاعرها الثائره لتستطيع التحدث كعادتها برزانه وبرود كانت ابعد ما تكون عنهما حاليا عمر نظر اليها مطولا بسخريه وكأنه يقيمها من رأسها وحتى اصابع قدميها ثم قال بتهكم واضح ...- فريده ذات الفستان الاسود .... اخيرا شرفتى الفستان .... جميله زى عادتك لكن جمال فارغ من غير معنى .... شايفه نفسك افضل من الجميع .... عايشه في برج عاجى والمفروض كلنا نخدمك ....غرورك للاسف اكبر من قيمتك الحقيقيه ...بتمنعى نفسك عن الناس اللي بيحبوكى عشان تعذبيهم وفاكره ان بغيابك هتخليهم يركعوا ...بس لا زم تفهمى انك مش محور الكون والدنيا هتمشى من غيرك ...يا تري لقيتى الشخص اللي يستحقك ولا لسه ...؟

الحلقة 3

عمر يهاهجمها بقسۏة لم تعتادها منه ....ربما معه حق في رأيه في فريده القديمه اما فريده الحاليه فبريئه تماما ....رأيه فيها انها منحطه للغايه وهى تستحق ...لو تزكرت كل ما فعلته له ابان زواجهم لما استاطعت رفع وجهها لتنظر في عيونه...لكن ربما غادرتها كل الصفات السيئه وذهبت بلا رجعه لكن كبريائها ما زال موجودا ويستطيع نجدتها .... حاولت اخفاء خاتم زواجها خلف ظهرها و نظرت اليه وقالت بنبرة تحدى جاهدت للحصول عليها ...- لسه ردها استفزه للغايه كان يضغط علي اسنانه بقوه حتى شعرت انه سوف يحطمها ...خلال سنوات معرفتها الطويله له لم تره يوما غاضب وبدرجه مخيفه سوى يوم طلاقهم ...حتى عندما كانت تستفزه لاظهار اسوء ما فيه كى تجد شماعه تعلق عليها كرهها له كان يترك لها المنزل وعندما يعود كان يحاول ان يراضيها بكل الطرق ....اما يوم طلاقهم فأطلق العنان لغضبه ...ڠضبا لا تتمنى مواجهة مثله مجددا ... مازالت تشعر بصڤعته علي وجهها علي الرغم من مرور كل تلك السنوات ....صفعها پقسوه صفعه افرغ فيها كبت السنوات كلها ...واليوم كان ايضا غاضب ولا تدري سبب غضبه الجم ...لكنه تمالك غضبه ونظر اليها بقرف ...- سنه جديده انضافت لعمرك لكن كبرتى في العمر بس لكن قلبك لسه زى ما هو محتاج تنضيف ... بصراحه خساره فيكى الكلام ....ثم غادر الي قاعة الزفاف مجددا ....راقبته بحسره وهو يبتعد لتجد رفيقته الحسناء تنتظره بشغف علي باب القاعه وتدخل معه كأنها تملكه ..... تلك الجميله تعامل عمر بدلال وتشعره برجولته اما هى فلم تشعره يوما انها انثى او تعطيه الاحترام اللازم له كرجل ....كانت تتعمد اذلاله ... كانت تجعله يدفع ثمن تضحيتها.... عاملته بترفع لسنوات وفي النهايه سمع بأذنيه رأيها الحقيقي فيه .... سمعها بنفسه وهى تخبر فاطمه علي الهاتف في ذلك اليوم المشؤم .... " طبعا باخد الحبوب تفتكري انى اسمح لنفسي اخلف من واحد زيه ..." أي شيطان دفعها لقول ذلك لفاطمه وهى ابدا لم تكن تعنى ذلك ولسوء حظها سمعها عمر ربما لو احد اخبره كان سيكذبه لكنه سمعها بأذنيه ....غضبه يومها فاق تصورها وعلمت لاي درجه قسوته قد تصل .... مصيرها كتبته بيديها وليس لديها أي حق للاعتراض ... ضحكت بمراره فعمر الوحيد الذى مازال يتزكر يوم مولدها ....علي الرغم من كرهه الشديد لها الا انه تزكر ان اليوم هو ميلادها واعتبر سنتها التى اضيفت لعمرها تكمله لسنوات اخري من الانانيه والتكبر ...اه لو يعلم كم تغيرت ...كم ندمت علي ضياعه من يديها فمهما عاشت من عمر لن تجد احدا يحبها كما احبها هو يوما ... وضعها في علبه مخمليه  ....تفانى في حبها وفي تدليلها حتى صارت مدللة حقيره.... نعم هو يتحمل وزر صنع المسخ الذى كانته يوما فهو ساهم في صنعه بشكل كبير اليوم ايقنت انها خسړت للابد حبا لن تجد مثله مره اخري.. فالحياة تعطى الفرصه للسعاده مره واحده فقط وهى فرطت فيها بغباء ... قهوتها بردت في يدها وتحولت لبرودة الثلج مثل كل حياتها ... عمر لم ينسي كيف كانت تحب قهوتها ساخنه للغايه وبدون سكر ... للاسف ما زال يتزكر كل تفاصيل حياتها لكنه نسيها هى شخصيا ... القت بالكوب البارد في سلة مهملات وحملت ذيل فستانها بيدها ودخلت الي القاعه تتصنع الكبرياء ..... 
هناك عاودها الشعور بالغربه ...ما اقسى ذلك الشعور وخصوصا وسط الاهل ... اما عمر فاندمج معهم وكأنه لم يغادرهم يوما ..كلاهما اختفي من محيط الاسره بعد الطلاق ... هى حبست نفسها في غرفتها في منزل والديها وهو ترك البلد بأكملها وعودتهما اليوم كانت مصادفه لكن عمر لم يشعر بالغربه وقوبل بالترحاب منهم فهو اضطر للهرب من چرح حطم قلبه اما هى فعلي حسب كلام عمر فسر غيابها علي انه تكبر ...لكنهم لا يعلمون انها جبنت من مواجهتم لانها كانت تعلم جيدا كم كانت مذنبه .... حمدت الله انها من البدايه تجنبت طاولة خالتها منى كى لا تضطر الي الهرب منها بطريقه مفضوحه فهى لا تتحمل ان تجلس مع عمر وسيدتة الجديده علي نفس الطاوله....عادت الي طاولتها السابقه واختارت ابعد كرسي عن عمر وسيدته لكنها رغما عن ذلك سمعت تلك الفاتنه تتكلم بلهجه غير مصريه...لهجه خليجيه علي الارجح...سمعت عمر يناديها باسم نوف وهى تناديه بعمر دونما اي القاب....من الواضح ان علاقتهم وثيقه والدليل انها اصطحبها للزفاف ...هل سيتزوجها...؟ قلبها خفق عندما وصلت لهذا الاستنتاج وتوقف تماما عندما سمعت ريما الخائڼه تبارك لهما علي الخطوبه الان اصبحت تنظر لنوف بحسد فهى تعلم ماذا يفعل عمر لحبيبته ...يهبها قطعة من السماء ويجعلها ملكة متوجه في قلبه...تمنت له السعاده في حياته المقبله فهذا اقل شيء تستطيع تعويضه به.... وكأن عمر كان ينتظر تهنئة ريما كى يجد حجة ويوجه الكلام لطاولتهم فنهض فجأه .. - طنط لمياء ...طنط سوميه ...اعرفكم بنوف خطبيتى ...اكيد سمعتم عنها نوف صاحبة دار ماردينى للازياء ....سکين بارد غرز في قلبها مع كل حرف نطقه عمر ... كان يتحدث بفخر وهو يقدم خطيبته للعائله ... من لم يسمع عن دار ماردينى الاماراتيه للازياء ومصممتها الشهيره نوف الفطيم... في الحقيقه نوف اجمل منها بمراحل وبالطبع اغنى بمئات المرات ومع ذلك تنظر لعمر بهيام واضح وتعطيه الاحترام الذى يستحقه والذى لم تعطه اياه هى يوما ....عمر يعطيها درسا بعد درس ويضعها في مكانها الحقيقي ... اخبرها ان غرورها اكبر من القيمه التى تستحقها وهو معه حق تماما....انهالت التهانى والتبريكات من كل العائلة علي العروسين ...البوفيه لم يفتتح بعد فاقترحت خالتها لمياء ان يكون ايضا احتفال بخطوبة عمر مع فرح اسيل ....في لحظات تجمعت الطاولات احمد ساعد بهمه فهو يحتفل بعمر صاحب الفضل الاعظم الذى يطوق رقبته... حتى احمد خاڼها واحتفل بخطوبة عمر... الطاولات اصبحت متحده والكراسي نظمت حولها من جديد ... في النهايه وجدت نفسها تجلس مع عمر وخطيبته وعائلته علي نفس الطاوله علي الرغم من كل محاولاتها لتجنب ذلك... والدتها بحنان ووجهت له عتاب صامت كانت تخبره بعتاب " لماذا وضعتنى في كفة واحده مع فريده واعتزلتنى انا ايضا ..؟ الا تعلم انك قطعه غاليه من قلبي؟ " الاحاديث توالت بعذوبه ونوف اثبتت انها متحدثه لبقه ... كانت تتحدث بغنج ولهجتها الخليجيه تجعلها مميزة جدا ... اسيل وزوجها انضما الي طاولتهم وتركا الكوشه خاصتهم وطارق اقترح تقطيع كعكة الزفاف علي الطاولة امامهم احتفالا بخطبة عمر ... الجميع تأمرعليها... في لحظات استقرت الكعكه علي الطاولة العملاقه التى صنعوها ونهض طارق واسيل وعمر ونوف لتقطيعها... الان تلقت عقابها العادل علي كل ما فعلته لعمر ...مشاهدتها لخطبته بأعينها سبب لها الم فاق الاحتمال والامر المثير للشفقه انها مضطره لوضع قناع البرود كى تحافظ علي كرامتها ... فعمر يزدريها ولن تجنى من اظهارها للالم سوى التشفي ...متى تلجأ الي رحابة غرفتها لتبكى بصمت؟ ...انه اسوء احتفال بعيد الميلاد قد يحتفل به أي شخص .... 
وزيادة في اذلالها اسيل هتفت فجأه... - الله.. فريده النهارده عيد ميلادك واحنا ناسيين....كل سنه وانتى طيبه يا فريده .... يا الله عمر سيعلم الان انها اصبحت نكره ومنسيه... سيتأكد من حسن تقديره لقيمتها ... انها لا احد علي الاطلاق ...لماذا يا اسيل تزكرتى عيد مولدى الان ...؟ قلبها كان يخفق كقرع الطبول وصوته يغطى علي الحوار الدائر من حولها تمنت ان تنشق الارض وتبلعها عندما تزكر الجميع فجأه انه عيد ميلادها واحتل الخجل ملامحهم وبدؤا في الاعتذار....ليتهم يصمتون ويتجاوزا عن تهنئتها فذلك اكرم لها ...اما القشه التى قصمت ظهر البعير كانت عندما وجهت لها نوف التهنئه وهى تتعمد اظهار خجلها ...- كل عام وانتى بخير ... ثم نظرت الي عمر بعتاب ...- يا الله ليش يا عمر ما قلتلي انه اليوم بيكون فيه عندكم عيد ميلاد ...؟ 
عمر نظر اليها نظره مبهمه ثم قال ...- انتى عارفه انشغلنا في فرح اسيل.. الان هى مجبره للرد عليها ..قالت بصوت حاولت ان يكون علي الاقل متماسك ..- وانتى بخير .... والدتها هبت لنجدتها ...حمدت الله علي نعمة وجودها في حياتها ومساندتها المطلقه لها ... سوميه قالت....- علي رأيك يا عمر المهم الاول عشان كده انشغلنا في التجهيز لمناقشة رسالتها ...هتناقش الاسبوع الجاي وتاخد شهادة الماجستير في طب الاطفال ...عمر وجه لها نظرات بارده كالثلج وقال بصوت ابرد ...- مبروك... ثم انخرط في الحديث مع نوف...الن تنتهى تلك الليله الكارثيه ...؟ زفاف اسيل يتحول تدريجيا الي كابوس فظيع تتمنى ان تستيقظ منه لتجد نفسها في غرفتها او في عملها .... تأكدت الان انها كانت علي صواب في تجنب المناسبات الاجتماعيه طوال السنوات السابقه ...حدثت نفسها بسخريه " اللي علي راسه بطحه " ... الان موعد افتتاح البوفيه الرئيسى ...تقدم طارق واسيل يتبعهم عمر ونوف التى تتتمايل برشاقه في فستانها الاحمر فستان فريده الاسود ربما كان الاجمل في كل فساتين المدعوات ولكن حيوية نوف وشعرها الاسود اللماع جعلوها تجذب انتباه جميع الحاضرين .... حاولت اللحاق بهم بثقه فهى علي الاقل كانت جميله ومحط انتباه الجميع هى الاخري ...نظرات صديق لطارق لها كانت مفضوحه ... كان ينظر اليها باعجاب واضح جعلها تصمد حتى اخر الزفاف بكرامه .... وعندما اختارت ركن معزول وجلست فيه بمفردها تتناول عشائها فوجئت بعماد صديق طارق ينضم اليها في جلستها في حركه جريئه غير معتاده في مجتمعها .... حاولت الاعتذار منه وترك المكان فهى لن تجلس معه بمفردها امام الجميع الا يكفيها لقب مطلقه كى تكون موصومه بالعاړ للابد ....في اثناء مناضلتها للهرب من عماد بلباقه لمحت عمر ينظر اليها نظرات ناريه تنم عن احتقاره الشديد ... حبست دموع الاهانه واصرت علي الاعتذار من عماد بلباقه وانسحبت الي امان طاولة والدتها وشقيقتها انها الان بحاجه الي دعم والدتها المطلق الدى لم تبخل به عليها ابدا ... والدتها ايضا كانت بحاجه الي مواستها فهى كانت تشعر بالذنب ...هى من اجبرتها علي الحضور ومواجهة ذلك الموقف السخيف وايضا لانها لم تتزكر يوم مولدها ...كيف استطاعت النسيان وسببت لفريده كل ذلك الحرج وايضا الالم ...رشا بدأت ثرثره لا تنتهى فريده كانت بحاجة الي ان تلهى نفسها بها فاستمعت اليها بدون تركيز فقط كى تقنع الجميع انها لديها ما تفعله ..وربما لتجبر نفسها ان تتجنب النظر في اتجاه عمر وخطيبته..لكنها وجدت رشا فجأه تصيح بفرح غامر ...- فريده الحقى تيته جت الفرح ... في البدايه لم تستوعب كلمات رشا ولكن حينما نظرت الي حيث تشير شاهدت جدتها شريفه تدخل القاعه مستنده علي ذراع خالها سعيد.... اكثر مفاجأه ساره حدثت في حياتها ...الجميع اعتقد ان الجده لن تتمكن من حضور الزفاف بسبب اقامتها في كندا لكن تلك العجوز جهزت مفاجأه للجميع وحضرت الزفاف دون ان تخبر أي احد ....فريده القت بنفسها في فورا وتجمعت العائله بأكملها في انتظار دورهم في الحصول علي .... الجده قالت مبتسمه ...- ايه رأيكم في المفاجأه دى ...؟ علي الرغم من سنوات عمرها التى تقارب الثمانين الا انها كانت بصحه جيده ومازالت تحتفظ بروح الفكاهه....قدومها افضل ما حدث لفريده منذ زمان طويل...ستبكى علي قدميها كما اعتادت ان تفعل ...كما فعلت يوم طلاقها عندما لم تجد سوى بيتها للبكاء فيه .... ذهبت اليها مڼهاره محطمه واصابع عمر ترتسم علي وجنتها.... وشريفه لملمت حطامها...وجود الجده خفف من اهتمام الجميع بنوف وفتح احاديث اخري غير خطوبة عمر وعيد ميلاد فريده المنسي ....حمدت الله ان الليله اخيرا قاربت علي الانتهاء وستعود الي غلق غرفتها عليها فالدرس الذى اخذته اليوم كان قاسې كفايه ليعيدها الي انعزالها الاختياري .... شريفه فهمت كل الوضع بذكاء واحتفظت بفريده الي جوارها حتى نهاية الحفل.... شكلت بحنانها درع واقي حماها من الاهانه اكثر من ذلك... رحلة العوده تمت في صمت حتى رشا الثرثاره اسندت رأسها علي نافذة السياره وڠرقت في النوم ... اما فريده فحبست دموعها بصعوبه واستجمعت كل مجهودها كى تصل الي غرفتها بكرامه وتغلقها عليها ....وعندما اصبحت وحيده خلعت الفستان والقته علي الارض وداسته بأرجلها پقسوه .... انتزعت خاتم زفافها الماسي والدبله والقتهم في الدرج بدون اهتمام ....اما جسدها فألقته ايضا علي الفراش وسحبت الغطاء وغطت نفسها جيدا ... دفنت رأسها بين الوسائد وبدأت في البكاء بحريه ...بكت كما لم تبكى من قبل حتى بعد طلاقها ...بكت عمرها الضائع وبكت كرامتها الجريحه ....عودة عمر كانت قاسيه بدرجه غير محتمله ...والالم مزق روحها وحولها الي اشلاء ...رغما عنها شريط الزكريات بدأ منذ البدايه ..غزو الزكريات كان اكبر من قدرتها علي المقاومه فاستسلمت له بيأس ... عادت بزاكرتها ليوم ۏفاة والدها الزكري كانت حيه لدرجة انها عاودها نفس الالم الذى شعرت به يومها وكأنه ټوفي اليوم من جديد.. الجنازه عادت اليها بكل تفاصيلها الدقيقه... المقاومه ترهقها... تستنزفها .. اذن فلتترك الزكريات تمر في رأسها ربما بعد ذلك تتمكن من طى صفحة الماضى الي الابد ....

الحلقه4
طرقات خفيفه علي باب غرفتها اجفلتها للغايه ...منذ الوفاه وهى مضطربه وتفزع من أي حركه...والدها الحبيب ټوفي في عمله بهدوء وبدون أي مقدمات ...كانت في كليتها كالمعتاد وعندما وصلت الي المنزل علمت بالفاجعه ...والدها ټوفي وترك خلفه عائلته بلا سند... اصغرهم رشا كانت في الصف الاول الثانوى واكبرهم محمد في السنة الخامسه من كلية الطب البشري ...صدمة ۏفاته الفجائيه كانت شديده الحركه ...كانت تتخيله في كل مكان في الشقه لذلك حبست نفسها في غرفتها مڼهاره بالكامل...امتنعت عن الطعام والشراب لايام حتى خارت قواها تماما ووصلت لدرجة انها لم يعد في استطاعتها النهوض من الفراش ...حاول الجميع معها لاقناعها بالاكل والشرب لكنهم فشلوا تماما ..في النهايه وضعها اضاف هما لعائلتها فوق همهم الاصلي ...اليوم هو اليوم الرابع بعد الوفاه وايضا اليوم الرابع الذى تمتنع فيه عن الطعام حتى باتت هزيله وضعيفه وتعانى من الجفاف التام ...امتنعت عن تلقي العزاء في والدها ورفضت استقبال المعزيين...فريده تجاهلت الطرقات علي الباب فهى لا قوة لديها الان حتى للرد ورفض دخول القادم فتجاهلتها ظنا منها ان القادم سوف يغادر ...لكن الطارق علي باب غرفتها لم يغادر بل فتح الباب عدة سنتيمترات يراقب منها الغرفه وهو علي استعداد تام للمغادره اذا ما كانت فريده غير محتشمه... الباب فتح لمساحه اكبر ودخل منه عمرفخري ابن خالتها الكبري منى الي غرفتها وترك الباب مفتوح خلفه ... 
حالتها النفسيه لم تكن تسمح لها باستقبال احد لكن عمر اقتحم خلوتها وفرض نفسه عليها بدون استئذان ... لو كانت تستطيع الكلام او الحركه لكانت طردته فورا من غرفتها وأسمعته ما يليق بتصرفه الفج ...لدهشتها الشديده عمر ابن خالتها المشهورعنه الادب الشديد اكمل اقتحامه لغرفتها متجاهلا حقيقة وضعها الراقد بضعف في الفراش وجلس بجوراها وعيناه مغرقتان بالدموع  ...لاول مره في حياتها رجل.. لكن عمر الان كان مختلف عن عمر المهذب الخجول الذى تعرفه هى كانت تعلم جيدا انه يحبها في صمت منذ سنوات..بالاحري منذ يوم ولادتها وهو يعتبرها ملكا خاصا به وهذا ما كان يضايقها بشده...عمر كان يعمل في الامارات بالتحديد في امارة دبي وحضر في نفس يوم الوفاه كما سمعت من رشا .... استجمعت قواها كى تستطيع سحب يدها من يده لكن عمر رفض بشده ...كانت تعى حقيقة مظهرها جيدا لكنها لم تكن تهتم فهو من فرض نفسه علي خلوتها ...كانت منتفخة العينين حتى اختفت ملامحها تماما في الجزء العلوى من وجهها وشعرها الطويل مشعث ومتشابك كأنها لم تمشطه يوما وجسدها يرتجف پعنف من نقص السكر في الډم وبدأت في التصبب عرقا ...من دراستها علمت انها علي وشك الدخول في غيبوبه نقص السكر في الډم لكن عنادها كان اقوى من الحاح عائلتها عليها بالاكل وحتى من ټهديد محمد لها بالدخول في الغيبوبه اذا ما استمرت علي رفض الطعام..بالفعل هو كان معه حق فهى بدأت في الشعور بالدوار وعدم التركيز لكنها علي الرغم من ذلك كانت مدركه ان عمر يراها بدون حجابها ... لكنها لم تستطع الاعتراض او المقاومه فالضباب الذى بدأ يحيط بعقلها يمنعها من السيطرة علي جسدها ... 
سمعته يقول...- فريده ارجوكى اتماسكى شويه ...كلنا ھنموت في يوم من الايام لكن انتى كده بټنتحري ...طنط سوميه مڼهاره عشانك وانتى بتزودى حزنها ..لازم تكونى قويه عشانها وعشان خاطر اخواتك...جوز خالتى الله يرحمه كان انسان خلوق عارف ربنا وراح لمكان اجمل من هنا بكتير ... قومى صلي وادعيله ربنا يرحمه وتعالي نفكر نعمله صدقه جاريه تنفعه ... لكن انتحارك ده هيفيده بأيه ...؟ كلماته اعادت شهقات الدموع اليها ...بدأت في البكاء ومع بكائها الشديد الرعشه التى تحتلها زادت الي حد غير محتمل وعرقها اصبح غزير وبدأت في الكلام بطريقه غير مفهمومه ...اخر ما تتزكره قبل ان تغيب عن الوعى تماما كان الړعب الهائل المرتسم علي وجه عمر ثم بحثه السريع عما يصلح غطاءا لشعرها ..لف حجاب علي شعرها بصوره سريعه لكنها قضت الغرض واخفت شعرها ...تناول مفرش حريري كبير ولفها به بلطف وعندما تأكد انها مغطاه بالكامل بخفه وخرج يجري من غرفتها...صاح في الجميع بالخارج وهو يجري الي اسفل ...- الحقوا فريده اغمى عليها انا هاخدها المستشفي ... القى بمفاتيح سيارته الي احمد وقال ... - احمد تعالي ...ودينا اقرب مستشفي ...عمر اكمل طريقه للاسفل وهو يحمل فريده ووضعها برفق علي المقعد الخلفى من سيارته واندس الي جوارها واحمد انطلق بالسيارة الي المستشفي....
فريده فتحت عيناها ببطء لتجد نفسها مستلقيه علي فراش في مستشفى من الواضح انه فخم ومعلق في يدها سائل مغذى ينساب فى عروقها يبث فيها الحياه...كانت ما تزال تشعر بالدوار البسيط لكن الضباب الذى كان يمنعها من التركيز اختفي تماما وصفى عقلها...وايضا العرق والرعشه لم تعد تشعر بهم ...وضعها الصحى افضل علي الرغم من انها ما زالت ضعيفه ولا تستطيع النهوض بمفردها ...كانت تشعر كأنها فارغه من الداخل ولا تشعر بجسدها ...باب غرفتها فتح ودخل عمر ووجهه يعبر عن ما يشعر به من قلق ...بادرها بقوله ...- حمدالله علي السلامه ...كانت ستهاجمه اذا ما تجرأ وعاتبها علي ايصالها لنفسها الي ذلك الوضع لكنه لم يفعل ذلك ابدا بل قال بحنان ..- الحمد لله خضتينا عليكى ...تلفتت حولها تبحث عن احدا من عائلتها لكنها لم تجد ...وعمر فهم علي الفور فقال فورا - انتى عارفه محمد كان عنده امتحان النهارده وكان لازم يروح كليته ومامتك عندها ناس بيعزوها فأنا واحمد اللي جبناكى هنا ...احمرار وجهها الشديد جعله يقول - انا اسف يا فريده بس كان لازم اعمل كده ...انتى عارفه ظروف احمد الصحيه ميقدرش يشيلك وكمان انا كنت خاېف عليكى مكنش ممكن استنى الاسعاف وفي النهايه برده مكنتش هخلي حد منهم يمد ايده عليكى ويشيلك فالنتيجه كانت هتكون واحده ...فقررت اتصرف فريده سألته بعجرفه ...- ايه الي حصل ...؟ عمر تجاهل لهجتها المتعجرفه وقال ... - نقص سكر شديد ..سكرك كان وصل تحت الاربعين لما وصلنا... اوعدينى انك هتاكلي بقي ...ثم قال بلهجه ټهديد ...- والله هأكلك بنفسي .... فريده اشارت له بالمغادره دون حتى ان تكلف نفسها وتشكره - خلاص روح ...انت مش وراك شغل ... عمر اعطاها عذرا لوقاحتها فهى ما زالت تحت أثير صدمة ۏفاة والدها ... - انا هنا يا فريده ومش هرجع دبي غير لما اطمن عليكى .. قصدى عليكم كلكم .. فريده اكملت وقاحتها بأن اغلقت عيناها في حركه تدل علي رغبتها في الخصوصيه ...عمر نظر اليها مطولا ثم غادر غرفتها في صمت ....
............................................................................................الحياه بدون والدها اختلفت كثيرا بل وتستطيع القول انها اصبحت مستحيله فالمفاجأت السيئه لم تنتهى بعد ...شهر واحد فقط واكتشفوا ان راتب والدها انخفض الي الربع والمعاش المستحق له لا يستطيع ان يكفي متطلباتهم ... اربعة من الابناء اثنان منهم في كلية الطب المكلفه وواحد مريض بالكلي ويحتاج للغسيل مرتين اسبوعيا علي الاقل والغسيل في المستشفيات الحكوميه قتل بطىء وليس غسيل... وجلسة الغسيل الواحده في المستشفات الخاصه تكلف كثيرا ...هذا بالاضافه الي رشا ومصاريفها ...بكاء والدتها المتواصل لم يكن فقط بسبب حزنها علي ۏفاة فتحى حبيب عمرها ورفيقها ولكن بسبب تصريح محمد انه سوف يؤجل دراسته بضع اعوام وينزل للبحث عن عمل ....اخبرهم بلهجه لا تحتمل النقاش ...- انا خلاص سبت الكليه لحد ما ربنا يفرجها وهشتغل في صيدليه ....محمد قال بلهجه لا تحتمل النقاش... " احمد لازم يغسل في ميعاده وانتى يا فريده معلش هتستغنى عن درس الباثولوجى ولو قدرت في اخر السنه هدبرلك مراجعه" 
ايضا فريده بكت فمحمد يتخلى عن حلمه بكل سهوله لاجلهم بالاخص لاجل احمد ... رؤيتها له وهو يضحى في صمت كانت ټقتلها لكنه لم يكن يفعل سوي الابتسام ويقول ..- انا الكبير وانتم مسؤلين منى .... انه القدر الذى تدخل لتغيير حياتهم بالكامل ..ادركوا كم الحمل الهائل الذى كان يحمله والدهم عنهم ولم يشعرهم يوما بحجمه ... انها ارادة الله فمن يستطيع الاعتراض ...الانخفاض الكبير في دخلهم لم يعوضه راتب محمد القليل من عمله في الصيدليه ...كان فقط يتخلي عن دراسته والمقابل مجهول فمازالوا يعانون من شظف العيش والعجز الكامل عن سداد الفواتير فقط غسيل احمد استمر فبدونه سوف يفقدونه ...اصبح هدفهم الوحيد تدبير مصاريف غسيله.. والدتها ضغطت علي كرامتها وبدأت في الاستدانه من عائلتها ...الحق يقال لم يتاخر احدا من خالاتها عن مساعدتهم وايضا خالها سعيد المقيم في كندا كان يرسل لهم المعاونات باستمرار اما جدتها شريفه فلم تتوانى هى ايضا عن المساعده لكن غسيل احمد لم يعد يقتصر علي جلستين بل احتاج الي ثلاثة جلسات وربما اكثر فالحاله النفسيه السيئه التى كان يعانى منها اثرت بشكل مباشر علي حالته الصحيه .. الامور تسوء واصبحوا فعليا يعيشون علي الاعانه اسوء شهران قد تمر بهم فريده يوما ...الاسوء كان دخول والدتها في نوبة اكتئاب حاده فحياة اولادها ټنهار امامها واصبحت تتسول من عائلتها ...اما الاڼهيار التام الذى قضى علي الباقية الباقيه من تماسكهم كان اعلان الاطباء ان احمد لم يعد يستجيب للعلاج لانه فقد الرغبة في الحياه ... فريده ترجته وسط دموعها الغزيره ... - احمد ارجوك قاوم ..احنا محتاجينك هتسيبنا لمين ...؟ 
احمد اجابها بيأس .. - محتاجنى في ايه ...؟ انتم افضل بدونى انا حمل تقيل عليكم...تفتكري سهل علي ان محمد يسيب كليته بسببى ...انا افضل اموت ولا انى احرمه من حلمه ...انا لازم اموت يا الله هى من ستموت لو حدث امر ما لاحمد ...المۏت خطڤ منها والدها ولن تسمح له بخطڤ احمد ايضا ...جميع احبتها ينهارون من حولها ..احمد يستسلم ظنا منه انه بذلك يخفف حملهم .... الضحكة غادرت منزلهم وباتت تسمع انين البكاء في كل غرفه ... كيف يتحول الوضع بين ليلة وضحاها ..الان تعيش في كابوس ...غادرت الي غرفتها وهى تبكى ...كانت بحاجه الي الكلام مع أي احد والا ستنفجر ... ربما لو اتجهت الي محادثة فاطمه صديقتها ستهدأ قليلا ...هى بحاجه للحديث مع فاطمه ...التقطت هاتفها النقال لتبحث عن رقم فاطمه لكن عيناها شاهدت مئات الرسائل النصيه المرسلة اليها من رقم خارج مصر وهى كانت تتجاهلها ... كانت تعلم تماما ان عمر مصدر تلك الرسائل وتجنبت قرائتها ...قررت قراءة بعضها فهى كانت بحاجه للدعم ..معظم رسائله متشابهه وبتوقيعه.. (عمر) ..." فريده ازيك طمنينى عليكى ... " القلائل المختلفات كن... " فريده ببعتلك علي الفيس لو فتحتيه طمنينى عليكى " ...اتجهت الي حاسبها وفتحت حسابها الخاص بالفيس بوك والذى لم تفتحه منذ شهور ...وجدت رسائل عديده من صديقاتها ولكنها وجدت ستون رساله من عمر ... كل يوم كان يرسال اليها رساله منذ عودته الي عمله في الامارات بعد الوفاه في نفس التوقيت يوميا يرسل اليها رساله ليطمئن عليها وهو يعلم جيدا انها لن تجيبه ..اليوم احتاجت للحديث معه .. لو اختارت من يستطيع الاستماع اليها فستختار عمر بالتأكيد ...ولاول مره تجيب رسائله فكتبت علي استحياء ...- عمر ...؟
في ثوانى لاحظت ان عمر يكتب ردا وكأنه كان ينتظرها ...قال فورا .. - فريده ازيك عامله ايه دلوقتى ...؟ 
فريده بدأت بالبكاء...- مش كويسه خالص يا عمر احمد بېموت والوضع سيء جدا....شعرت پألم عمر حتى في كلماته ... كتب لها بعد تردد.... - فريده ان عارف كل حاجه يارتنى جنبك ...تقبلي تتجوزينى يا فريده وتخلينى اشيل الحمل معاكم ...؟ انا مش هقول بحبك لانك اكيد عارفه مشاعري ناحيتك من زمان ... لكن كل اللي هقوله اتجوزينى عشان اقدر اشيل الحمل والهم عنك.... مش عاوزك تفكري ولا تحملي الهم وانا جنبك.. انا مستنى تبقي حلالي يا فريده عشان اعرف اعبر ليكى عن حبي صح .... ساعتها هتعرفي انا بحبك اد ايه ... يا الله عمر قرراخيرا البوح بمكنون صدره ...بماذا ستجيبه عن طلبه الذى توقعت سماعه لسنوات...نعم هى تعلم انه يحبها لكنها لا تحبه بل لا تراه مناسب لها بأي حال من الاحوال لكنه يعرض عليها المساعده ...لو رفضت عرضه الان ربما تضيع فرصه ذهبيه من يدها لمساعدة عائلتها في الخروج من الازمه ... عمر سافر للعمل في الامارت منذ تخرجه من كلية السياحه والفنادق منذ حوالي 5 سنوات اواكثر قليلا ... وتدرج في المناصب حتى اصبح مدير لفندق في دبي وتعلم ان راتبه جيد من سيارته الفخمه التى يحتفظ بها في مصر ومن شقته الجميله التى اتخذها لنفسه بالتقسيط ...كانت تسمع حكايات خالتها عن شقته الجديده المتسعه والتى تساوى الكثير ...شأنه كشأن العامليين في الخليج استطاع مع السنوات ان يوفر لنفسه معيشه كريمه ومبلغ مالي ضخم يحتفظ به في رصيده .. عمر عمل بجهد لسنوات وتحسنت حالته الماليه كثيرا وكان لا يبخل عليهم بالهدايا القيمه كل عام ... 
هى شخصيا نالت من كرمه الكثير وربما اختصها بهدايا فخمه قبلتها دون حتى ان تشكره يوما ... 
ان كانت ستقبل عرضه لابد وان تستفيد من الوضع تماما ولابد ان تأخذ الكثير من الوقت في التفكير..محمد ضحى بمستقبله من اجل الصالح العام وهى لن تكون اقل منه...مع انه لا تراه لكنها كانت تشعر بتوتره حتى حينما كتب لها بتساؤل ...- فريده ...؟ كانت تعلم ان سؤاله يقطر قلق فهو ينتظر قرارها المصيري علي طلبه ... فريده ترددت كثيرا لبضع دقائق كانت تكتب الجمل ثم تمحوها وعمر ينتظر وهو يراها تكتب والرساله الماثلة امامه تقول .." فريده يكتب الان " انتظر وانتظر وفي النهايه فريده كتبت.. - محتاجه وقت للتفكير ...مازالت لا تراه لكنها تعلم ان عدم رفضها الفوري احيا بعض الامل في قلبه فكتب لها فورا ... - هستناكى للابد عمر سيتمسك بالامل لانه يحبها وهى لابد ان تساومه كى تقبل بالزواج ... المقابل الذى سيدفعه لابد وان يكون كبير فيكيفه انه سيأخذ من يحب اما هى فستضطر للعيش معه وهى مجبره لكن في مقابل ان يسترد احمد حياته سوف تتنازل وتوافق علي الزواج منه لكنها سوف تعلن له انها لا تحبه منذ البدايه ...لابد وان يفهم انها تنازلت وتزوجته كى يعرف قيمته الحقيقيه وما يساويه في نظرها ...هى تحتاج لامواله وفي المقابل سوف تسمح له بحبها...لا الاموال وحدها لا تكفي فربما تنفذ امواله يوما...سوف تضع شرطا مستحيل ان قبل به سوف تتزوجه ... الصفقه العادله ستكون كليته وامواله في مقابل زواجها منه... سوف تطلب منه التبرع بكليته لاحمد ان اراد ان يتزوجها ...لا كليه لا زواج... حتى وان كان لا يناسبه في تطابق الانسجه فلن تتزوج منه ايضا...الثمن الوحيد الذى يرضيها كى تتنازل وتتزوجه هو اعطائه لكليته لاحمد كى يخلصه نهائيا من عڈابه....
.الحلقه 5

مع انها توصلت لقرار الا انها لم تستطع النطق بالموافقه ...حاولت مرارا لكن لسانها لم يطاوعها علي الرغم من محاولاتها...كلما راقبت الشقاء الذى يغمر اسرتها كلما تأكدت من انها اتخذت القرار الصائب...زواجها من عمر كان مفتاح الحياة للجميع بما فيهم هى شخصيا ...السنه الثالثه في دراسة الطب كارثيه بكل المقاييس وكانت تحتاج لاخذ الدروس الخصوصيه في بعض المواد لتحتفظ بتفوقها فهى كان لها ترتيب متقدم علي دفعتها .... ومحمد سوف يعود لدراسته التى هجرها ووالدتها ستتعافي من اكتئابها ويكفون عن التسول ...اما المكسب الحقيقى فأنه سيكون عودة احمد اليهم ... اذا لماذا لا تستطيع الموافقه بصوره مباشره وتكف عن المماطله فأي تاخير ليس من صالحهم جميعا ....انتظارها لاسبوعين كاملين قبل ان تجيبه وهى تعلم انها تستطيع انهاء بؤس عائلتها بكلمه زاد من احتقارها لنفسها ... احتفظت بعرضه سرا ولم تخبر أي احدا وعمر احترم رغبتها ولم يعلن هو الاخر .. كان ينتظرها علي ڼار لكنه لم يضغط عليها بصوره مباشره فقط استمر يرسل لها رساله يوميه في نفس الموعد ...في اخر رساله اخبرها انه يستعد للنزول النهائي بعد ثلاثة اشهر والعيش بصفة مستمره في القاهره اخبرها ان شقته جاهزه للمعيشه.. فقط تحتاج للفرش وانه يعطيها اعتماد مفتوح لتجهيزها ....عمر لم يتجرأ ويحادثها وجها لوجه فقد كان يترك لها الرسائل التى تعيد برمجة عقلها .... تدهور حالة احمد كان سريع واصبح لا يقوى علي مغادرة فراشه بل لا يرغب بذلك ورفض الخروج الي اخر جلسة غسيل حتى انهم اضطروا لطلب الاسعاف لنقله .... رفض احمد الخروج للجلسه كان القشه التى قصمت ظهر البعير واوصلت الجميع للاڼهيار ....احمد قرر الاستسلام وكف عن المقاومه وجلس في فراشه ينتظر المۏت ...مشاهدتهم له وهو ينقل بالاسعاف رغما عنه ادمت قلوبهم وسطرت في عقولهم الي الابد ....كان يقاوم كطائر جريح ويقول باڼهيار ...- سيبونى اموت ...عاوز اموت .. مقاومته جعلت رجال الاسعاف يقيدونه بالقوه وسط دموعهم الغزيره والم قلوبهم الذى لا يحتمل ... يومها فريده اتجهت فور مغادرته مع والدتها ومحمد الي المستشفي الي حاسوبها ..... اخيرا وبعد صراع تمكنت من سطر الحروف التى ربما تهبهم الامل ... قالت في رساله مقتضبه تركتها له وقلبها يبكى... "عمر انا موافقه بشرط وحيد لو وافقت عليه كلم ماما ..." 
علي الرغم من طريقتها الجافه في الرد الا ان عمر كاد ان يطير من السعاده ...لم يسألها حتى عن شرطها الوحيد اعطاها موافقته الفوريه علي أي شرط حتى لو كان شرطا مستحيل كشرطها لكنه لم يتوقف للتفكير ... رد فورا وكأنه كان يجلس علي حاسوبه ينتظر .. - أي شرط انا موافق عليه ... فريده امرته بترفع واضح ... - عمر استنى تعرف الشرط الاول ...شرطى الوحيد انك تتبرع لاحمد بكليتك... لو طلعتوا مش متوافقين انا اسفه مش هقدر اتجوزك ....كانت تعلم انها تعجزه وان شرطها مستحيل القبول به لكن عمر رد علي الفور بدون تفكير ... - ومن غير جواز يا فريده انا متأخرش عن احمد ابدا ...رده احرجها للغايه ... شعرت كم هى حقيره ... 
كتبت محاوله الاعتذار ..- انا كمان هعمل التحاليل لو ينفع هتبرعله انا ... رنين هاتفها اجفلها ...لمحت رقم عمر علي الشاشه .. عمر اتصل فورا...اجابته بتردد ...- الو ...؟ عمر هتف بها فورا ...- اياك اسمعك تقولي اتبرع دى تانى ...انا هتبرع وان انا منفعتش اوعدك اجيب له متبرع من تحت الارض ...وافقى انتى بس علي كتب الكتاب وانا اوعدك هحل موضوع احمد ...الي الان لا تستطيع تصوره ...عمر وسيم بدرجه كبيره لكن لديه بعض الوزن الزائد والكثير من الطيبه التى تجعله ضعيف في نظرها ...هو لم يكن فكرتها المثاليه عن الزوج المناسب بسبب وزنه وبسبب تعليمه وبسبب انه واضح وصريح فالرجل الغامض يثير الانتباه والاعجاب معا ...هى كانت تعتقد انها تستحق فرصه افضل فهى جذابه بدرجه كبيره وستصبح طبيبه لكن احمد يستحق الټضحيه بكل ذلك ..في سبيل اعادة الحياه اليه ... نعم ستوافق علي زواجها من عمر لكن ستجعله يدفع الثمن غاليا كما قررت من قبل ...مع انها هى من كانت تحتاجه وبشده لكن مرارتها الشخصيه اعمت قلبها .... ايضا عمر كان له شرط وحيد ...
شرطه الوحيد لكتب كتابهم قبل العمليه فهمته فيما بعد ...لا تدري اكان ذلك لحسن حظهم او لسوء حظها لكن التحاليل التى قام عمر باجرائها عندما حضر من دبي سرا ليوم واحد اثبتت تتطابق انسجته بصوره مدهشه مع انسجة احمد وانه يستطيع التبرع له بكليته فورا ... التحاليل تمت حتى دون علم احمد او أي فردا اخر من العائله فقط هى وهو رتبا لكل شيء... حتى زيارته للقاهره لم تعلم به والدته ...فقط فريده قابلته في المشفي حيث يعالج احمد وتم اجراء التحاليل اللازمه ... قابلها بلهفه شديده وسعادته عندما علم انه يستطيع التبرع كانت حقيقيه لدرجة انه سجد شكرا لله ... بعد ان اطمئنت الى انه يستطيع منح احمد كليته سمحت له بطلبها رسميا خبر زواجهم قوبل بالترحاب ...لم يتعجب احد فحب عمر كان اسطع من الشمس والزواج كان النتيجه الحتميه لمثل هذا الحب ... 
فقط سوميه فهمت سبب زواجها لكنها لم تستطع الاعتراض فزواجهم فعليا كان افضل حل وفي النهايه فريده لم تدفع ثمنا غاليا فهى حظيت بزوج محب حنون يعشقها حتى النخاع ومقتدر ماديا ويستطيع ان يجعلها تعيش في ترف ... في ثلاثة اشهر كما وعدها عمر شقتهم كانت جاهزه للاقامه فيها ولم يتبق سوي بعض الكماليات والتى اصر عمر علي ان تختارهم بنفسها بل واصر علي دفع المهر كما نص الشرع ...مهرها انقذهم جميعا والاهم حفظ كرامتهم ...جلسات الغسيل استمرت ومحمد عاد الي كليته وهى تمكنت من الحصول علي المساعده التى ترغبها في مادة الباثولوجى ... عمر الح عليها كثيرا لاختيار الاثاث بنفسها وعندما رفضت قام بارسال الكاتالوجات اليها حتى منزلها لاختيار ما ترغبه لكنها تعللت بالمزاكره ورفضت حتى اختيار الاثاث من الكاتالوج وقامت والدتها بالامر نيابة عنها اما الاشياء البسيطه المتبقيه فعمر اصر علي تأجيلها حتى تختارها هى بنفسها ... صدق حجتها واعتقد انه يفرحها بذلك .... تم تحديد يوم لكتب الكتاب حضرعمر قبله بيوم واحد ...احضر لها اروع فستان زفاف شاهدته في حياتها ... عدم اقامة حفل كبير كان شيء بديهى نظرا لۏفاة والدها التى لم يمر عليها سوى ستة اشهر تقريبا ...لذلك كان من المنطقى ان يتم كتب الكتاب في منزلها وبهدوء وتم تأجيل الډخله الي بعد الامتحانات النهائيه والتى ستبدأ في غضون شهرين بداية بالعملي ثم النظري الذى سوف ينتهى في يونيو ... حضر فقط افراد العائله وهى اخفت الخبر جيدا حتى عن صديقاتها وبالاخص فاطمه ... 
في الواقع خجلت من اخبارهم فشهد صديقتها الي قلبها حفل خطوبتها الاسبوع القادم وخطيبها معيد في الكليه ورحمه خطبت لطبيب يعمل في الخليج...ماذا لو سألوها عن شهادته او مهنته ...؟ ارتدت الفستان الخرافي الذى احضره عمر علي مضض وتمنت لو كانت تستطيع ارتداء السواد بدلا من الابيض وعندما سمعت خالها سعيد يردد خلف المأذون الكلمات التى تربطها بعمر للابد كرهته بزياده ...لحظة توقيعها علي الاوراق كانت لحظه لن تنساها الي ما بقي لها من عمر ... دموعها اغشت عيناها وسقطت علي الاوراق امامها ...ربما فهم الجميع انها دموع السعاده ... لكن نظرات جدتها الخبيره كانت تحمل الكثير والكثير من القلق ...كانت تشفق علي عمر اكثر من اشفاقها عليها فهى حذرتها من قبل لكنها لم تستمع اليها....لكنها فضلت الصمت ولم تزيد الما الي المها بتأنيبها اليوم ففي النهايه هو ما زال يوم عرسها ....
عمر اهتم بكل تفاصيل اليوم وراعى اجهاد والدتها وحزنها ...ولم يترك لهم أي فرصه للتفكير او حمل الهم .... 
البوفيه الفاخر الذى اهتم بتجهيزه وطاقم الخدمه المرافق له كانا لافته مدهشه اظهرت كياسته وتقديره لها ... الطعام كان ممتاز ونال اعجاب الجميع ..لكنها لم تستطع اكل أي شيء ...لاحظت ان عمر لم يأكل مع الجميع مثلها فهى كانت تشعر بانقباض في معدتها من التوتر والحزن منعها من الاكل .... فريده نظرت الي ساعتها بتملل ...متى ينصرف الجميع...دائما احبت لمة العائله لكن اليوم لم تكن تتحملهم ...كلمات التهنئه كانت تثير الغثيان لديها ومنعت نفسها عدة مرات من الانسحاب قبل انتهاء الحفل ... ندا ونور شقيقات عمر كانتا صديقاتها لكنهما اليوم انضمتا الي معسكر الاعداء ..كانت بحاجه الي التحدث مع اسيل لكنها فضلت الصمت ...فأسيل مازالت طفله في الثامنة عشر ولن تفهمها جيدا .... وبماذا يفيد التحدث علي أي حال ...؟ هل ستعيد اليه كليته اذا ما تراجعت الان ...؟ العائله كانت عامره بالبنات والشباب ... عائلة والدتها كانت مترابطه اما عائلة والدها فكانت صغيره ومفككه وپوفاة جديها لوالدها انقطعت صلتها بعمتها الوحيده التى هاجرت الي الولايات المتحده مع زوجها ... اما شريفه جدتها لوالدتها حرصت علي لم شمل ابنائها الاربعه ...فريده كان لديها خالتان وخال واحد ...خالتها الكبري منى والدة عمر تزوجت من مهندس في ادارة الطرق وانجبت عمر الذى يكبرها بثمان سنوات ثم ندا التى تكبرها بثلاث سنوات ونور اخر العنقود تصغرها بعامين في نفس سن اسيل ابنة خالتها لمياء تقريبا ...دائما شكت بوجود مشاعر خفيه متبادله بين شقيقها محمد ونور شقيقة عمر ...الخاله التاليه في الترتيب كانت سوميه والدتها يليها خالها سعيد الذى تزوج من سوريه وانجب منها ثلاثة ذكور.. هم علي وخالد وايمن علي الترتيب وهاجر الي كندا منذ سنوات ....الخاله الصغري كانت لمياء التى انجبت هى الاخري عمر واسيل وريما ...عمر كان يكبرها بعام واحد والتحق بالطب مثلها ...في النهايه هى تزوجت عمر فخري ابن خالتها منى ..ليتها تزوجت عمر عادل ابن خالتها لمياء..علي الاقل هو طبيب مثلها ووسيم بدرجه كبيره .... 
هزت رأسها بقوه ... كيف تستطيع التفكير بتلك الطريقه الان وقد اصبحت تنتمى لرجل ....علي غرار امنياتها عمر اليوم تأنق بشده وبدلته الجيده اخفت وزنه الزائد ... 
لكنها لم تبتلعه علي الرغم من ذلك وعندما بدأ المصور في التقاط بعض الصور لهم تمنت لو يختفي ولا يفعل ذلك فهى لا تريد أي ذكري لذلك اليوم المشؤم... عمر لم يهتم فقط بالبوفيه وطاقم الخدمه بل احضر لها خبيرة تجميل مشهوره ومصور معروف ليدشن احتفاله ... طرحة زفافها الثقيله اصبحت حمل لا تحتمله فقررت الاعتذار والاختفاء في غرفتها لبعض الوقت حتى يرحل عمر مع الجمع المستعد للمغادره فالساعه قاربت علي الواحدة صباحا ... تحررت من طرحتها فور دخولها لغرفتها واطلقت لشعرها العنان ... تأملت فستانها امام المِرآة .. كانت لتكون سعيده بجماله المميز فقط لو ارتدته برغبتها فهو كان مصمم من قماش الساتان الناعم ومشغول بالفضى في جزئه العلوى بالكامل ...طياته الكثيره في جزئه السفلي الټفت حول جسدها بنعومه وحذائها الابيض العالي اعطاها بعض الطول ...الفستان اظهرها جميله بدرجه كبيره بل واظهر تناسق جسدها بشكل اذهلها هى شخصيا ... فجأه لمحت في المِرآة باب غرفتها وهو يفتح ويدخل منه عمر ويغلق الباب خلفه... التفتت اليه في فزع كان يبتسم ابتسامه لم تفهم معناها لكنها في لحظات وجدت نفسها  بلهفه ويقول ...- اخيرا ... ادركت الان ما فعلته لنفسها ...عمر اعطى لنفسه الحق في انتهاك خصوصيتها بالامضاء البسيط الذى خطته علي قسيمة زواجها.....لكنه .. لم ينتبه الي امتعاضها منه لانه كان مشغول في مشاعره الخاصه واعتبر خجل.. فعروسه البريئه .... 
ارادت الصړاخ وطلب النجده من عائلتها لكنهم لن يتدخلوا بينهم فعمر اصبح زوجها رسميا ...ووالدته سمحت  ... اغمضت عيناها 
الان كفت..لاسابيع لم تأكل او تنام وارهقت نفسها لاقصى درجه فجأه شعرت بالارض تدور من حولها 
.......................................................................................... الوعى عاد اليها ببطء شديد شعرت بخجل هائل يحتلها ...لتانى مره تفقد الوعى بوجوده في غر فتها وكأنها اصبحت عاده ...المدهش انها في حياتها لم تفقد الوعى ابدا من قبل وفقدته مرتين متتاليتين في وجود عمر .... اما عمر فكانت ملامحه تحمل نفس القلق البالغ الذى حملته في المرة السابقه كان قد بلطف ..شاهدته يرفع هاتفه النقال كى يتصل بالاسعاف لكنها اوقفته ...- عمر ما فيش داعى انا بقيت كويسه عمر نظر اليها بقلق بالغ وقال ...- لا يا فريده لازم اطمن ...لازم تعملي فحص شامل ... دى تانى مره يحصلك كده ... فريده اصرت ...- عمر قالتلك انا كويسه ..انا فاهمه في حالتى اكتر منك ... مجرد ارهاق واجهاد وقلة نوم ....هرتاح وابقي كويسه ... 
عمر ابتلع ردها الجاف وقال ...- طمنينى عليكى ..لازم اخرج دلوقتى لانى طولت اوى هنا ....انا هسيبك تنامى وترتاحى لكن اوعدينى لو احتاجتى أي حاجه كلمينى علي طول ....عمر خرج من غرفتها فورا ...عاد بعد قليل وهو يحمل صينيه عليها بعض الطعام ...اصر علي اطعامها بنفسه ورفض أي حجه منها لتأجيل الاكل لبعد رحيله ....بعدما تأكد من انها اكلت قال لها - للاسف كنت مخطط نتعشي سوا بعد ما الناس تمشى لكن ملحوقه ... بكره هنتعشي مع بعض ...نظر الي فستانها بحسره ثم اكمل ...- وفي يوم من الايام كمان هقلعك بنفسي زى ما اكلتك بنفسي ثم غادر غرفتها فورا 
............................................................................................
الصباح التالي كان الاسوء في حياتها علي الاطلاق ...فهى استيقظت علي عمر وهو يمسح شعرها بحنان ....تعجبت من السلطه المطلقه والحريه التى تسمح بها والدتها له ....تخلصت منه بضع ساعات فقط لتجده يوقظها ...انها لا تتحمله لدقائق فكيف ستقضى العمر معه ...؟ اكثر ما كان يقهرها هو سعادة عمر فعمر كان فعلا سعيد لدرجة انه لم يكن يلاحظ وقاحتها معه ... ارادت عقابه علي سعادته.. فسعادته تلك علي حساب تعاستها هى ...غطت نفسها جيدا ونظرت اليه بجفاف ثم قالت ...- عمر لو سمحت اخرج بره ... هغير هدومى ...عمر نظر اليها نظرة طويله ...توقعت غضبه لكنه قال بتفهم اغاظها ...- فريده ....انا عارف كويس انك مش بتحبينى ..علي الاقل مش بالطريقه اللي انا بحبك بيها... انا عارف كمان انك خاېفه منى ...خاېفه من التغيير المفاجىء في علاقتنا ...انا مش هستعجلك في أي حاجه ..لكن  ...انا بأعودك واحده واحده علي وجودى في حياتك.. يمكن تكونى شايفه انى بأنتهك خصوصيتك لكن بين الراجل ومراته مافيش خصوصيه ...وانتى بقيتى مراتى ... يا الله عمر دوما يتغاضي عن وقاحتها بل ويعطيها العذر لذلك ...لماذا لا تتقبل الزواج ...؟ هل توجد انثى واحده عاقله علي كوكب الارض ترفض حبا مطلق كحب عمر ....؟ عمر غادر ولم يكن غاضبا لكنها تعلم جيدا انها تعمدت اهانته وطرده من غرفتها وهو تقبل ذلك بصبر ...يعتقد انها بحاجه للوقت ...هل الوقت فقط سيجعلها تتقبله ...؟ ابدلت ملابسها علي عجل لم تهتم بماذا سترتدى او كيف ستبدو ...علي عمر ان يقبل بالموجود ...يقبل بما تجود عليه من نفسها...وقفت امام المرآه حائره لا تعرف ماذا تفعل ... هل ترتدى الحجاب امامه او لا ترتديه ...؟ اليوم كان السبت وهى ليس لديها دراسه ...هل سيقضى عمر اليوم كله معهم ...؟ هو حضر من الامارات منذ يومين فقط ووعدها بتحديد موعد للعمليه بعد اسبوع من كتب الكتاب ... اخبرها امس بعد كتب الكتاب حينما كان انه اراد كتب الكتاب قبل العمليه لينعم ولو لمره ...فربما ېموت في العمليه واراد ان يشعر  ...
فريده قررت ترك شعرها حر ...مشطته بعدم اهتمام ولم تضع علي وجهها أي زينه ...خرجت لتواجه عمر المنتظر وهى تعلم ان قضائها يوم كامل بصحبته سيكون من اسوء ايام حياتها .
الحلقه 6

6- تمت بنجاح
خطوبة شهد !! كيف ستذهب الي الخطوبه اليوم دون ان ان تخبره ...؟ هل اخلاقها تسمح لها بعمل ذلك ...؟ لا انها لن تكذب بسببه ...ستخبره بصراحه انها مدعوه لحفل خطوبه وانها ستذهب بمفردها....هو لم يتركها لحظه منذ كتب الكتاب ..حتى كليتها كان يوصلها اليها كل يوم ويعود لالتقاطها ... حرصت علي اخفاء خطوبتها جيدا عن صديقاتها واليوم اذا ما اصر عمر علي مرافقتها ستضطر الي كشف السر .... كانت تشعر بحيره كبيره والمأزق الذى وضعت نفسها فيها ليس له الا مخرج الا العدول عن فكرة الذهاب الي الخطوبه .... بعد غد تحدد موعد لعملية احمد ...الخبر كان صاعقه علي الجميع حتى احمد نفسه ...عمر عومل كبطل فاتح وحمل علي الاعناق ...حتى والدته لم تعترض فقط بكت بصمت ودعت لكلاهما بالشفاء والصحه .... التفكير ارهقها ...البنات سيجتمعون الليله في الحفل وهى ستحرم نفسها من لمتهم برغبتها ...هى كانت قد جهزت فستان بسيط للغايه لترتديه وكم ستكون مذهله اذا ارتدت خاتم خطبتها الماسي ودبلتها الماسيه ايضا ... عمر فاجئها يوم كتب الكتاب بتقديم الخاتم والدبله لها... هى اعتقدت ان شبكتها هى كليته فقط واكتفت بذلك لكنه لا ينسي أي شيء.... بريق الماس يلمع بشده وسيبدوان رائعين مع فستانها والاسوره من الذهب الابيض التى اهداها لها عمر اليوم لكن كيف ستبرر لهم ارتدائها لدبلة خطوبه ..؟ خطوبه شهد في قاعه شعبيه متواضعه وايضا شبكتها كانت بسيطه جدا ...ربما شهد ستتزوج من طبيب لكن الان وضع عمر المادى افضل بمراحل من خطيب شهد ظاهريا علي الاقل ... سيارته الفاخره وشقته الراقيه مع شبكتها غطاء رائع لزوج مستقبلى يستطيع توفير حياه مرفهه ...صديقاتها لن يعلموا انه افلس تقريبا وسيحسدونها علي خطيبها الثري ...اذا كانت شهد تتباهى بخطيبها المعيد اذا هى الاخري ستتباهى بخطيبها الثري لكن يتبقي مشكله واحده ... اقناع عمر بألا يصحبها الي الداخل ويكتفي بتوصيلها فقط .... اتصال من عمر اخرجها من افكارها ..كعادته يتصل بها يوميا في الصباح ليكون صوتها اول ما يستمع اليه في يومه ... 
هكذا اخبرها هو .... كان يحاول ان يبثها حبه بكل الطرق ...فاجئها بقوله... - صباح الخير يا حبيبتى ....هتروحى خطوبه صحبتك النهارده ...؟ فريده شهقت وقالت پغضب هادر ...- عمر !! انت بتتجسس عليه ... عمر عاتبها پألم ...- ابدا يا فريده...ازاي تفكري فيه كده ..؟ انا شفت تعليقك علي الفيس بوك لصحبتك علي المناسبه وفهمت ان النهارده حفلة خطوبتها فبشوفك هتروحى ولا لا عشان اوصلك.... " يالا الفيس بوك اللعېن "... فريده تنحنحت في حرج وقالت ...- ايوه هروح ....سألها بطريقه رسميه ... - الساعه كام ...؟ اجابته بخفوت ...- 8 
............................................................................................
الظروف خدمتها اكثر مما كانت تحلم ...عمر اخبرها انه لديه موعد هام خاص بالعمل في الثامنة والنصف وانه سوف يقوم بايصالها وعندما ينتهى الحفل سيعود ليقلها الي المنزل ....اعفاها من حرج اصطحابه ...ربما كان غاضب لكنها لم تهتم ... ستضع مجوهراتها التى اهداها عمر اياها... اي غبيه ستكون اذا لم ترتديهم اليوم .... في النهايه هم سيعلمون علي أي حال اذا سوف تعلن للجميع اليوم خبر خطبتها هى الاخري ... حفل خطوبه صديقتها البسيط المتواضع شجعها علي اعلان خطبتها هى الاخري.... 
..........................................................................................
امام القاعه البسيطه التى سيقام فيها الحفل اوقف عمر سيارته ....فريده انتظرت ان يتحدث عمر باي كلمه لكنه منذ مكالمتهم في الصباح لم يحدثها هو غاضب الان ومع ذلك لم يتأخر عن موعدها بل و تأمل فستانها باعجاب صامت مع ان الفستان بسيط جدا ولا يثير الانتباه مطلقا ولولا مجوهراتها الماسيه التى تلمع لكانت اصبحت مطفيه .... لكن عمر كان يعلم جيدا كيف يعطيها الثقة في نفسها ... بعد ان شعر انه يعطلها اخبرها باقتضاب ... - لما تحبي تروحى اتصلي ... انتظر حتى اختفت داخل القاعه ثم رحل .... 
تعجبت عندما لم تندهش صديقاتها من خبر خطبتها وقابلوها بالغمز ... فهمت انهم يراقبوها منذ اسبوع وهى تهبط من سيارة عمر ...وشكوا ان الامور ستتطور ...شبكتها الماسيه اثارت حسدهم وفاطمه التى شاهدتها تهبط منذ قليل من سيارته قالت لها بغيره واضحه...- خطيبك وسيم ... بالفعل عمر وسيم نسيبا بالاخص لمن لم يلاحظ وزنه .... وفاطمه لمحته وتفحصته جيدا ... تجاهلت الاجابه عندما سألوها عن مهنته والحفل وخبر خطبتها المفاجىء غطوا علي جميع الاسئله فانتباه الجميع تركز علي شهد وخطيبها باسم في البدايه ثم انتقل اليها تباعا.... هى كانت اكيده من تواضع فستانها لكنها مع ذلك كانت محط الانظار وشبكتها التى تعمدت ارتداؤها اليوم غطت علي شبكة شهد البسيطه .... مجرد ذكر كلمة الخطوبه تجعلك محط انظار ومع شبكه كشبكتها كانت مثار حسد ايضا ...البنات استوقفوها جميعا لمشاهدة خاتمها وعندما شاهدوا صورة زفافها الصغيره التى تحتفظ بها في محفظتها فغروا فاهم من الدهشه.. فتصميم فستانها الخلاب لم يكن معتاد في وسطهم .... 
باسم خطيب شهد كان طبيب في بداية حياته ...معيد لديهم في الكليه في قسم الطفيليات....راتبه قليل حاليا واسرته متوسطة الحال كحال معظم الاسر المصريه ...لكن مستقبله مضمون كعضو هيئة تدريس .... شهد كان لها ترتيب متقدم مثلها هى ورحمه اما فاطمه فكانت تناضل كى فقط تنتقل الي السنه التاليه ..... سهام الحب اصابت باسم منذ اللحظه الاولي التى شاهد فيها شهد في احدى المحاضرات ... وتمكن من خطبتها بصعوبه فظروفه الماديه الحاليه "تعبانه " كما يقولون لكن نظرة واحده منها الي سعادتهم علمت منها انهم يتغذون بالحب ...ويكفيهم حبهم ليسترهم في ايامهم الصعبه ... 
بعدما انتهوا من تهنئة شهد انتقلوا الي تهنئتها ...المدهش انها لم تلاحظ نظرة حسد واحده من شهد وهى تشاهد شبكتها... بل بلطف ثم نظرت الي باسم وأمرته بمرح واضح ... - اعمل حسابك هتجيبلي خاتم زيه في يوم من الايام ... باسم نظر الي عيونها وقال بهيام ...- انت تؤمر يا جميل ...الحفله تخلص بس واروح اسرقلك واحد ...ضحكاتهم العفويه اثارت مشاعر غامضه لديها ليتها تستطيع حب عمر كما يحبها ... فاطمه طلبت من فريده ايصالها الي منزلها فالوقت متأخر وهى لا تستطيع ركوب تاكسي بمفردها ....وفريده وافقت مضطره فكيف سترفض طلب صديقتها لكنها كانت تخشى ڠضب عمر فهو كان غاضبا بشده فكيف ستطلب منه أي شيء.... ظلت تدعو الله الا يحرجها عمر ويرفض ايصال فاطمه ...والمعجزه التى كانت تتمناها حدثت بكل بساطه فعندما عاد عمر ليقلها الي المنزل كان مزاجه افضل والابتسامه تنير وجهه وبمجرد رؤيته لها امام القاعه وهى تنتظره هبط من السياره فورا ليفتح لها الباب فتشجعت وطلبت منه ايصال فاطمه ...- عمر لو سمحت ممكن نوصل فاطمه معانا... عمر انتبه لاول مره ان فريده ليست وحيده... حيا فاطمه بأدب وقال ... - طبعا اتفضلي ...فريده انتظرت حتى دخلت فاطمه الي المقعد الخلفى من السياره وركبت هى فى المقعد الامامى وعمر اغلق الباب خلفها بلطف .. طوال الطريق لم تتوقف فاطمه عن الثرثره وفريده كانت سعيده لان عمر لم يعد غاضب فاكتفت بمراقبة الطريق...بمجرد نزول فاطمه امام منزلها عمر اخبرها بسعاده...- حبيبتى عندى ليكى خبر كويس...انا لقيت شغل ممتاز في فندق وبراتب كويس جدا وهبدأ معاهم مع افتتاح التوسعه الجديده بعد شهرين ان شاء الله ... الكلمات هربت منها لابد وان تهنئه علي عمله الجديد لكن لسانها لم يستطع النطق ...وكعادة عمر كان مشغول بسعادته الخاصه ولم ينتبه الي بؤسها فهو وجد عمل في فندق فخم في القاهره بالتأكيد ليس في فخامة فندق دبي لكنه علي الاقل يحمل خمس نجمات مثله كان يريد الاحتفال بعمله الجديد كموظف في العلاقات العامه في الفندق المشهور... لم يكن ينتظر منها تهنئته بالكلمات بل اراد الاحتفال معها ... احتفال خاص يجمعهما فقط ... اخبرها بهيام ...- لو الوقت مش متأخر كنت خطڤتك كام ساعه ...انتى النهارده زى القمر وفستانك روعه .... اليوم مر جيدا حتى الان و عمر لم يعد غاضب ومزاجه تحسن بصوره كبيره بل وغازلها برقه ...لكن خبر عمله الجديد سبب لها الم في بطنها ومنعها من الاحتفال معه ومشاركته فرحته ...رفضت دعوته للصعود معها وتحججت بأنها مرهقه وتريد النوم فالوقت فعليا متأخر جدا ...عمر كان سعيدا بعمله الجديد لكنها كانت محرجه جدا والتفكير ېقتلها فماذا ستخبر صديقاتها عن عمله عندما يسألوها غدا ...؟ 
............................................................................................
مرور الوقت امر نسبي .. فهو يمر بسرعه قياسيه عندما تكون سعيد ويمر بمنتهى البطىء عندما تكون حزين ...ولا يمر علي الاطلاق عندما تكون قلق ...الساعات الطويله التى استغرقتها عملية نقل الكلي كانت فعليا الساعات الاسوء بلا منازع علي كل عائلة فريده ...عمر واحمد يواجهون خطړا غير معروف ...ليس فقط خطړ العمليه ولكن ايضا خطړ مطلق في المضاعفات والعواقب ...ماذا لو فشلت العمليه ولم يتقبل جسد احمد الضعيف الذي ارهقه المړض كلية عمر ...؟ ماذا لو اثر التبرع علي صحة عمر في المستقبل ..؟ تضحية عمر البطوليه كانت الاروع علي الاطلاق ... عمر يستحق لقب بطل فهو غامر بحياته من اجل احمد ..احمد نفسه رفض بشده تبرع عمر له واحتاجهم الامر لساعات من الاقناع حتى يقبل بما يعرضه عليه عمر ...فريده اطلعته علي الانترنت وعرضت عليه كل ما يتعلق بنقل الكلي ... حاولت اقناعه بسلامة المتبرع وعدم ضرره بسبب التبرع .. العمليه كانت املا لاحمد خاف من التعلق به فهو كان قد اعد نفسه لاستقبال المۏت واحياء الامل كان فوق استطاعته ..فكرة تبرع عمر لاحمد اثارت مشاعر كثيره لدى محمد ...فكيف لم يفكر في ذلك من قبل وحين حاول اثناء عمر والتبرع بنفسه فهو اولي من عمر بأخيه قوبل طلبه بالرفض... فعمر بالفعل اجري التحاليل اللازمه وكان متوافق معه واحمد لا وقت لديه لاعادة التحاليل والبحث عن متبرع فهو لا يملك رفاهية الوقت ...
فريده تعلقت عيناها بالساعه الكبيره الموجوده في غرفة الانتظار...الثوانى لا تمر ابدا ..والدتها ووالدة عمر كانتا متماسكتان بشكل لا يصدق ...كلتاهما قضت الوقت في السجود والدعاء ..فالدعاء يرفع البلاء ...هى كانت تعلم جيدا ان العمليه تستغرق ساعات وساعات وغرفتين عمليات ...وفريقين طبيين يعملان في نفس الوقت...المستشفي كانت علي قدم وساق كخلية النحل ...الكل يعمل بجهد فعمليتهم من العمليات الكبيره التى تستنزف الجميع ...المبلغ الضخم الذي دفعه عمر لاتمام العمليه اضاف بطوله علي بطولته فهو ضحى بكل سنوات عمله في الخليج لاجلها ...ومع ذلك لم يتردد لحظه ووهبها كل شيء حتى عمره ...حتى الشقه جهزها علي اعلي مستوى حاول ان يعوض نقصه في المستوى التعليمى بأمواله ...لكن فريده كانت تعلم جيدا انها اجهزت علي اخر قرش يملكه عمر ...ولكن لو نجحت العمليه ربما يكون المقابل يستحق ... روادها القليل من الشعور بالذنب ... في هذه اللحظه بالذات تمنت من الله ان تحب عمر كما يحبها فربما بحبها له تعوضه القليل عما فعله لها ...فهو ضحى بنفسه وبأخر قرش يملكه من اجلها ...
انخرطت في افكارها الخاصه ورغما عنها مع انها حاولت التماسك الا ان دموعها غطت وجهها ...افاقت من شرودها علي صوت والدتها وخالاتها يحمدون الله بصوت عالي ...انتبهت لتجد ممرضه من الفريق الطبي الاول تطمئنهم وتخبرهم ان عمر خرج من العمليات وان حالته مستقره ... اخبرتهم ان عمر انتقل الي غرفة الافاقه مؤقتا وعندما يتأكدون تماما من استقرار حالته سوف ينقل الي غرفة عاديه ...دموعها زادت بشكل كبير وحمدت الله كثيرا فعلي الاقل عمر تجاوز الازمه ...لم تكن لتسامح نفسها اطلاقا لو ....شعرت انها بحاجه الي الانفراد بنفسها ...اكثر مكان تستطيع الخلوة فيه كان غرفة عمر التى خرج منها قبل العمليه وسوف ينقل اليها بعد افاقته التامه ...فرشت سجادة الصلاه وظلت تصلي حتى ارتاحت ... فتحت مصحفها الصغير الذي حملته معها وبدأت في القراءة بخشوع... قلبها تعلق بالامل في كرم الله عز وجل فالله كريم وسوف ينجى احمد كما نجى عمر ...بعد ساعات سمعت حركه عند الباب ...التفتت لتجد الفريق الطبي يقوم بنقل عمر النائم الي غرفته ... نهضت تراقبهم وهم يحملونه بلطف ويرقدونه علي فراش الغرفه ... فور استقرار عمر علي الفراش تأوه پألم وقال في صوت خاڤت ... - فريده ... فين فريده..؟
فريده ...- انا هنا يا عمر ...عمر فتح عيونه فجأه وقال ..- فريده ...انت هنا ...الحمد لله ثم اغلق عيونه مجددا واستسلم للنوم.. مشاهدته وهو مازال تحت تأثير المخدر ادمعت عيناها ...عمر ضحى بنفسه من اجل حبها وهى لا تحبه الي الان وهذا ظلم بين له ...لكنها ستحاول ... نعم هو يستحق المحاوله.. 
ربما لو تجاهلت سخرية فاطمه القاتله التى اسمعتها اياها عندما اخبرتها عن عمر فسوف تستطيع القبول به زوجا ...هو الان زوجها وهى ستبذل قصاري جهدها لتكون الزوجه التى يستحق....
نظرت في ساعتها الان مرت 5 ساعات منذ دخول احمد الي العمليات ومحمد اصر علي حضور العمليه كامله ...استاذ الجراحه المشهور الذى يقوم باجراء العمليه يكون والد صديق محمد المقرب ووافق علي حضور محمد معه ... بالتأكيد الان العمليه شارفت علي الانتهاء واحمد سيخرج لهم بخير ان شاء الله مع فرصه للحياه بدون خوف لمدة سنوات طويله تصل الى خمس وعشرون عاما وربما اكثر اذا ما نجحت العمليه وتقبل جسده الكلي.. كلما كان تطابق الانسجه نسبته عاليه كلما زادت فرصة قبول الجسم للزرع واعتبار الكلي الغريبه كأنها جزء منه ...وعمر اثبت انه جزء منهم ... نتيجة التطابق كانت مدهشه تكاد تصل الي نسبة تطابق التؤام ....القت نظره اخري علي عمر وعندما تأكدت انه بخير غادرت غرفته وقلبها معلق بالامل .....
عند باب العمليات محمد بفرحة غامره ...كانت كل ذره من جسده تدل علي الارتياح ...من منظره علمت ان العمليه قد نجحت وتمت الزراعه بنجاح ....بالطبع هذا ليس دليل علي تقبل الجسد للكليه ولكن جزء هام قد مر وهو تجاوز مخاطر عملية النقل نفسها...احمد سوف يقضى اسابيع في العزل بعد العمليه لانه سوف يتلقى عقاقير تثبط من مناعته حتى يتقبل جسده العضو الغريب ... عمر فكر بذكاء حتى اختياره لموعد العمليه كان مراعى فيه جميع التفاصيل لاقصى درجه .... احمد كان قد توقف عن الدراسه بسبب حالته المرضيه وعمر كان يعلم ان حالته الصحيه تؤثر بالسلب علي نفسية اخوته فحرص علي اجراء العمليه قبل امتحاناتهم بفتره حتى يتمكنوا من التركيز .... عمر اخبرها انه سوف يستلم عنهم الحمل وقد فعل فعلا ... دموع محمد اختلطت بدموعها...وارتياحه وصل اليها يبثها الامل ...تفائلت بالخير وانتظرته فمن كان يتوقع ان يحدث ما حدث ...ه وقالت ....- تعالى نطمن ماما وخالتو ... 
............................................................................................
الصبر والدعاء كان كل ما يملكونه ....عمر ضحى بجزء غالي من جسده لاجل احمد فتمنوا ان يكون المقابل يستحق ....احمد وضع في العنايه المشدده لاسابيع ومنعت عنه الزياره خوفا من انتقال العدوي اليه بسبب نقص مناعته فأي عدوي الان قد تكون قاتله...مبدئيا ارتياح الاطباء لعدم حدوث مضاعفات معتاده لمثل ذلك النوع من العمليات كالجلطات و العدوى كانت مثل طاقة الامل التى تؤكد المعجزه التى تحدث..بعد اسبوعين تأكدوا ان عملية النقل تمت بنجاح فأحمد استطاع ان يغادر العنايه المشدده واخبروهم ان كلية احمد الجديده بدأت العمل علي الفور حتى وهو مازال علي طاولة العمليات ...ربما لوكان المتبرع مټوفي او غير متوافق كليا كما هو الحال مع عمر لكانت الكليه استغرقت وقتا اطول للعمل لكن المدهش انها اشتغلت فورا وبكفأه كأنها لم تغادر جسدها الاصلي .... ورحمت احمد من جلسات غسيل كلوي جديده كان من الممكن ان يحتاج اليها اذا ما استغرقت الكليه وقت طويل قبل ان تبدأ عملها ....حتى العقاقير المثبطه للمناعه والتى سوف يتناولها احمد ستأخذ بجرعات قليله لان جسده لم يرفض الكليه بل تقبلها بصوره مدهشه ... ډم عمر الجيد وجيناته كانت موجوده حتى في كليته وهى خارج جسده ... 
اما عمر فتجاوز العمليه بسلام وبمرور اسبوعين تعافى جزئيا واستطاع النهوض من فراشه بمفرده ...عمر جسده قوى جدا ويتحمل الكثير ... 
الي الان لم تحضر أي هديه الي عمر منذ زواجهم ...والان حان وقتها .. فكرت كثيرا فى ماذا ستهديه ...وعندما تعبت من التفكير اختارت علاقة مفاتيح من الفضه تحمل اسمه منقوش في وسط دائره من الفضه المفرغه...طرقت باب غرفته بخجل ...كان يطالع الجريده باهتمام ...لكن مع دخولها القي الجريده بفرحه ونهض لملاقاتها ...فريده اعادته الي فراشه بحزم ...- انت لازم ترتاح ...الحركه خطړ عليك ...عمر عاتبها ...- فريده انسي شويه انك دكتوره ...انتى مراتى ولازم ارحب بزيارتك بالطريقه اللي تناسبك وتناسب حبى ليكى ....فريده اطرقت رأسها بخجل ...فتحت حقيبتها والتقطت هديتها المغلفه بغلاف زهري وناولته اياها ...عمر بدى علي وجهه عدم التصديق للحظات ثم تجرأ وفتح الهديه ...تعبيرات وجهه المعبره واضحه تغنى عن أي شكر او اعجاب ......فضها من غلافها ووضعها تحت وسادته ثم نظر اليها بحب وقال بصوت اجش .. - فريده ....فريده اطاعته كالمخډره وعمر بلطف لكن فجأه باب الغرفه فتح ودخلت منى والدة عمر وعندما رأتهم شعرت بالخجل الشديد ... من شدة خجلها حاولت الاستداره والخروج مجددا لكن عمر ناداها بمرح ...- تعالي يا ماما ما فيش حد غريب ...تحبي اعرفك بمراتى ...؟
منى ابتسمت بحنان ...ربتت علي كف عمر فريده بحب ... وقالت ...- ربنا يسعدكم ...العائله تجمعت فبعد دخول منى حضر ندا ونور ومحمد ووالدتها ....الزياره كانت لطيفه والنظرات الخفيه التى كان يتبادلها محمد مع نور لم تكن تخفي علي احد ....فريده لاحظت محمد وهو يراقب نور خلسه وكلما نظرت في اتجاهه وتعلم انه ينظر اليها كانت تبتسم بخجل وعندما طلبت خالتها منى كوب من الشاي تطوع محمد ونور لاحضاره من مقهى المستشفي .....الحمد لله الوضع الان افضل كثيرا فعمر كان يتحسن بسرعه ...وسوف يخرج من المستشفي غدا ....
وبمرور شهر تعافى كليا واحمد عاد الي المنزل الذى دخلته الفرحه مجددا وفريده ضغطت علي نفسها كى تخفي نفورها من عمر ولو راجعت نفسها ستعلم بالتأكيد انها الان تقبلته بشكل افضل ولو اعطت لنفسها الفرصه فلربما ستحبه ...فيكيفها ضحكة احمد التى عادت لتنير وجهه ... وكان يضحك بفرحه ويجمعهم جميعا في كل ميعاد غسيل لم يعد يحتاجه ... كان يهتف بفرح غامر في ميعاد كل جلسه .... - فريده ...محمد ...ماما ... رشا...انا في البيت انا مش محتاج غسيل ....انا اقدر اخرج مع اصحابي لاول مره منذ سنوات يشعر بالصحه والحريه...والفضل لعمر بعد الله سبحانه وتعالي الذى اكرمهم بمعجزه.....الحياه تكون قاسيه احيانا لكن نعمة وجود من يحبنا باخلاص ويدعمنا في كل الاوقات تهون الكثير والكثير ... الازمات التى تواجهنا تعيد تشكيلنا من الداخل وتبرز افضل ما فينا ..تجعلنا نعيد اكتشاف انفسنا ونكتشف اننا قادرون علي العطاء وبصوره كبيره .... 
شهر النقاهه مر بسرعه كبيره وعمر تمكن من استلام عمله الجديد ... مع ان راتبه كان كبير مقارنة برواتب الشباب الكادحين في مصر الا انه لم يصل حتى الي عشر ما كان يتقضاه في دبي....ضحى بمنصبه الهام كمدير للفندق وعاد للبدء من البدايه ...تضحيه اخري تضاف الي تضحياته....رفض البقاء بعيدا عنها بعد الزواج فهو كان يعلم انها لن تستطيع ترك دراستها ومرافقته في غربته فعاد هو ليكون الي جوارها ...لم يندم لحظة واحده علي أي شيء فعله فهو كان يحبها .....
الان الوقت عاد للمرور بسرعه رهيبه ...نظرية نسيبة الوقت مجددا ... فالوقت المتبقي علي دخلتها كان يمر وكأنه يركب صاروخ..فريده انهت امتحاناتها النهائيه بتفوق كعادتها ....وعمر انتظر حتى اطمئن انها ارتاحت جسديا وفكريا من ارهاق الدراسه وبدأ يطالبها بتحديد موعد للډخله ... الامور تحسنت كثيرا ...احمد اصبح شبه متعافي ومصاريف غسيله الباهظه ازيحت من علي كاهلهم .. وعمر استقر في عمله الجديد وبتكفله بكل مصاريف فريده لانها اصبحت زوجته شرعا عادت الحياه الي الاستمرار وتمكنوا من الصمود بطريقه جيده كما كانوا يفعلون دائما...... 
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 
- فريده انتى مش خلصتى ...كده يا عفريته مسألتيش علي ؟؟
فريده القت بنفسها  جدتها شريفه التى احتوتها بحنان بالغ ... عيناها اغرقت بالدموع فهى كانت تعلم انها مقصره في السؤال عليها ... واليوم جدتها فاجئتها وقدمت لرؤيتها ...كانت تعلم انها تريد محادثتها في خصوصيه فهى اختارت ان تحدثها في غرفتها الخاصه ...جدتها ربتت علي رأسها بحنان ..ثم قالت ...- فريده.. اكيد انتى عارفه انا جيت ليه النهارده ... اكيد عشان وحشتونى لكن الاهم عشان افهم ...فريده انتى حفيدتى وبحبك جدا لكن عمر كمان حفيدى وبحبه زيك بالظبط ...انا خاېفه يا فريده تظلمى عمر وانتى مش حاسه ...مش كفايه عرفانك له بالجميل ده مش سبب للجواز...عمر بيحبك ومستعد يعمل اي حاجه عشانك... لا مش بس بيحبك ده بيتفانى في حبك انتى بقي يا فريده مستعده تقدمى له ايه ...؟؟؟
مع سؤال جدتها فريده شعرت بالجفاف في حلقها ...موقفها من عمر مفضوح لدرجه كبيره ... ومن الواضح ان الجميع يعلم وعمر فقط الذى يعتقد انها سعيده ولكن جدتها الحكيمه هى التى تجرأت وواجهتها بحقيقة نفسها المتدنيه ... عمر ضحى لاجلها بكل ما يملك وهى حتى لم تفى بوعدها الي الان ... فريده احنت رأسها وقالت بخضوع ...- مستعده ابقي مراته ..
شريفه نظرت اليها شذرا وقالت پغضب...- مش كفايه ...لو هو ده كل اللي عندك تقدميه له يبقي تنسحبي من حياته من دلوقتى ...صډمته دلوقتى هتكون اخف كتير من بعد كده ....انا هسيبك لوحدك دلوقتى وفكري مع نفسك ...لو مقدرتيش تعرفي هتقدمى لعمر ايه بلغينى وانا هتصرف ...
جدتها غادرت غاضبه ووضعتها في مواجهه مع نفسها ...كانت تريها حقيقة مشاعرها وتعطيها الفرصه للتراجع ..ليس تعاطفا معها ولكن دفاعا عن عمر ...هى اعطت وعدا وستنفذه ...ستحاول ان تكون الزوجه المثاليه وستعطى نفسها لعمر كما وعدته ...لا بل ستجاهد بكل الطرق كى تحبه فهو يستحق اكثر من الحب... حان وقت الحسم فالتقطت هاتفها الجوال واتصلت بعمر ...صوت عمر الحنون المحب شجعها فقالت ...- عمر ...
كعادته في كل مره يسمع صوتها كان يرحب بها بشده ويشكرها علي اتصالها به ثم يبدى الكثير من السعاده لكنه اليوم شعرانها تريد اخباره شيء ما... شجعها للاستمرار ...- ايوه يا فريده عاوزه تقولي حاجه ...؟
- ايوه ...يعنى مش عارفه اقول ايه...
عمر شعر بترددها فقال بحنان ...- طيب ادينى أي اشاره وانا اساعدك ...
- يعنى بخصوص معاد الډخله ...عمر هتف بلهفه ...- المعاد...؟ لو عليه انا عاوز النهارده ...فريده اجابته باستسلام...- خلاص بعد شهر كويس ...
7 - يونيك
عمر كان في قمة سعادته ويشعر بنشوه شديده وهو يستلم يد فريده زوجته الحبيبه ليساعدها علي النزول من السياره امام شقة الزوجيه ....كم كان مخلص في اهتمامه بكل تفاصيلها فبعد تحديد يوم الزفاف فاجأها بفستان فضى شديد الاناقه والفخامه وطلب منها ارتداؤه ....فريده سألته بفضول وهى تتأمل الفستان الفضى ..  - ازاي بتختار الحاجات الحلوه دى وبتعرف مقاسي ازاي ...؟                                                                    عمر تأملها مطولا وسألها بشغف ...- الفساتين عجبتك ...؟ فريده هزت رأسها بالايجاب ..عمر تنحنح ثم قال ...- بنت صاحب الفندق في دبي عندها دار ازياء مشهوره وطلبت منها تساعدنى.... فريده هزت رأسها مجددا واكملت تأملها للفستان ...حفلة الزفاف كانت من ابسط  ما يكون بناءا علي طلب فريده ... فعمر قد دعا افراد العائله المقربين للعشاء في باخره فاخره علي النيل في سهره امتدت حتى ساعات الصباح الاولي....وهى دعت صديقاتها المقربات ..لاحظت نظرات الاعجاب في عيونهم فالفستان كان تحفه فنيه وكأنه مصنوع من الفضه الخالصه وناسبها وكأنها مصمم خصيصا لها ....فريده كانت تبرق بهاله فضيه ورؤيتها لاحمد وهو سعيد ويرقص زادتها اشراقا ....عمر اوفي بجميع وعوده وخاض الصعاب كى يثبت انه يستحقها والان هو يساعد زوجته في الدخول الي بيتها والي قلبه المحب ....                                                                         بالطبع عمر لن امام الباب من الخارج لكنه انتظر بلهفه وما ان اغلق الباب خلفهم حتى فجأه وقال..  - نورتى بيتك يا عروسه....                انزلها برفق في غرفة نومهم امام الفراش العريض .... اقصى امنياته  كانت ان تشاركه فريده حياته وانتظر بصبر حتى اصبحت حلاله ...                                         فريده نظرت الي الارض بخجل حقيقي ....وعمر رفع رأسها بحنان لتنظر اليه ....كيف لنظره ان تعبر عما يجيش به الصدر من مشاعر ..؟ نظرة عمر لها لخصت حاله لسنوات...كان ينظر اليها بهيام عبر عن شوقه الشديد وحبه الفياض الذى يبدو جليا علي وجهه...  كان يعيش في دنيته الخاصه منذ اليوم الذى وعدته فيه بالزواج ...  كانت تحسده علي سعادته وفي البدايه كانت ناقمه عليه بسبب تلك السعاده ولكن بعد حديث جدتها معها ذلك اليوم وهى تغيرت بعض الشيء ...تخلصت من " الزن علي الودان " كما يقولون فاستطاعت الاستمتاع بخطبتها ...في الشهر الماضى تعللت بالتجهيز للزفاف واعتزلت صديقاتها خصوصا فاطمة تجنبا لسخريتها وبالفعل نجحت خطتها عمر كثيرا وتقبلت فكرة زواجهم الى حد كبير وعمر لمس ذلك التغيير فأصبح اكثر سعاده وارتياح واكثر حريه في التعبير عن حبه.... يكفيها رؤيتها لاحمد اليوم وهو ملىء بالحيويه حتى تقضى المتبقي من عمرها وهى ترد لعمر الجميل...لاول مره منذ سنوات احمد كان يرقص ويبذل مجهود بل ويشرب الماء بحريه دون ان يضطر الي حساب كمېته  واليوم عمر كان يستعد لاظهار درجة حبه القصوى لها بكل الطرق وكأن ما فعله لها حتى الان  لم يكن كافي  وهى استعدت لتلقي الحب.... اخبرها من قبل انها لن تعرف حقيقة مشاعره الا عندما يغلق عليهم باب واحد... عمر بدء في الاثبات علي الفور واحتواها بين ذراعيه في لهفة طاغيه  اخرج فيها شوقه اليها لسنوات ...                          وفريده كانت ممزقه بين ثلاث مشاعر تنهشها بلارحمه ...الشعور الاقوى كان الشعور بالخجل كأي عروسه جديده والثانى كان الرغبه في الاستسلام لمصيرها فعمر يستحق ان تحمله في عيونها الي الابد فهو علي الرغم من كل تحفظاتها زوج رائع .... اما الثالث فكان هاجسها الخفي الذى يؤرق عيشتها ويقلبها علي عمر وهو عدم الرضى .. مشاعرها المتناقضه جعلتها تستسلم لعم ليجعلها زوجة حقيقيه له ....                                                                                                                              
نهضت في الصباح التالي وهى تشعر بالخجل الشديد ...دهشت من نفسها عندما لم تشعر بالنفور ابدا من عمر وهو كان صبور وحنون معها الي اقصى حد ...عمر شعر بحركتها وابتسم لها بحنان فياض ..انه يجيد التعبير عن مشاعره بصوره اكثر من رائعه ...ليتها مثله بسيطه وغير معقده...انها بالفعل محظوظه لانها حظيت بزوج محب ...عمر شجعها علي النهوض فامامهم رحلة شهر العسل التى سوف يجعل كل لحظة منها من العسل الخالص ....
........................................................................................
نظرات الحسد التى شاهدتها في عيون فاطمه عندما اتت لزيارتها بعد عودتهم من شهر العسل في الغردقه بأسبوع حفرت في زاكرتها كأنها وشم من ڼار  ... فاطمه تفحصت كل ركن من شقتها الفاخره بغيرة شديده ... هى كانت تعلم ان فاطمه من بيئة بسيطه فوالدها عامل بسيط وهى الوحيده المتعلمه وسط اشقائها وكانت تضغط علي اسرتها لاكمال تعليمها ...المره الوحيده التى زارتها فيها فريده في منزلها صدمت من وضاعة المنزل وتدنى حالتهم المعيشيه ففاطمه ظاهريا كانت ترتدى ملابس جيده وتصرف جيدا وتكاد تقاربها في المستوى .... وتعجبت من اين تستطيع توفير كل تلك النفقات ....                                                                             عمر ابدع في ديكورات الشقه فهو كان لديه حس عالي جدا مساحة الشقه كانت متسعه تقارب المئتين متر ...كسا ارضياتها بالرخام الاسود ...اما الحمامات الثلاث اللذين ضمتهم الشقه فكل واحد منهم كان ابداع متفرد وبالاخص حمام غرفة نومهم الخاص الذى وضع فيه جاكوزى ضخم واخبرها انه ابتاعه خصيصا من اجل ان يساعدها علي الاسترخاء بعد ساعات المزاكره الطويله ....ووالدتها اظهرت ذوقا فريدا في اختيار الاثاث....الاثاث غلب عليه لونى التركواز والفضى بتناغم مدهش اعطى الشقه مظهرا عصريا للغايه ...وبالطبع فاطمه فتحت فمها ببلاهه وهى تتجول معها في غرف النوم الثلاث المؤسسه بالكامل وغرفة المعيشه المنفصله التى اعدها عمر لمشاهدة التلفاز كأنها سينما خاصه بشاشه عملاقه ربما تتخطى ال70 بوصه وتحتل جدار كامل ...                    حتى المطبخ لم يسلم من حسدها واخبرت فريده انها ستشرب العصير في المطبخ فهو يماثل الصالون في جماله .....                                                                          عمر استثمر كل ما جناه من سنوات عمله في الخليج في حب فريده ... الشقه كانت فخمه للغايه وانفق عليها اخر قرش يملكه ... لكنه لم يشعر لحظة بالندم وكان يخبرها ..." الحمد لله طول ما الصحه موجوده هعمل فلوس تانيه ..ايه فايدة الفلوس غير اننا نسعد بيها اللي احنا بنحبهم ...؟ "                                   العمليه اسټنزفت كل رصيده النقدى وعمله الجديد كان يغطى نفقات عيشتها برفاهيه ولكن لا يكفي لتحقيق طموح عمر .....                                    فاطمه فاجئتها بسؤال زلزل كيانها ...- عمر مجهز غرف للاطفال ليه انتى ناويه تخلفى قريب ....؟ فريده تلعثمت فلاول مره تخطر فكرة الانجاب علي بالها فقالت باضطراب ...- معرفش لسه متكلمناش في موضوع الخلفه ....                              فاطمه اكدت عليها ...- اوعى تخلفي دلوقتى استنى شويه ...عشان الدراسه وكده ولا يمكن تراجعى نفسك وتسيبيه ...الاولاد ذنبهم ايه ...؟ فريده  نفت بقوه ...- اسيبه ايه ..؟ مش ممكن ..كمان لو فعلا هخلف يبقي دلوقتى انسب وقت ..انتى عارفه سنه رابعه سهله جدا ومافيهاش ضغط ...فاطمه ڼهرتها پغضب ...- تبقي غبيه لو خلفتى قبل ما تخلصى ...استنى علي الاقل تتخرجى ...                                                                              - الموضوع محتاج  اتفاق مع عمر ...                                                 - انتى غبيه ...طبعا هيرفض ده اكيد رجعى ومتخلف زى كل الرجاله ... سنه رابعه سهله لكن السنين اللي بعد كده هتعملي ايه لما تبقي ام ....؟
- ما شاء الله عليكى بتفكري في حاجات مخطرتش في بالي مع انى متجوزه من اكتر من شهر .... فاطمه ضحكت بخبث ....- قلبي علي مصلحتك...         ثم فتحت حقيبه يدها وناولتها علبة دواء لمنع الحمل ....- خدى الشريط وابدئي فيه فورا... فريده نظرت اليها بدهشه وقبل ان تسألها عن سبب وجود مثل ذلك الشريط في حقيبتها فاطمه قالت .... - الدكتوره وصفتهولي عشان عندى مشاكل في الهرمونات الشهريه ....فريده تقبلت الشريط  وتقبلت تفسيرها ...قررت تنفيذ اقتراح فاطمه واخفاء الامر عن عمر ففاطمه كانت مقنعه للغايه ...ستبدأ من اليوم في تناول الحبوب وستخفي الامر جيدا ... تأجيل الانجاب بضعة سنوات سيكون افضل حل ....
...........................................................................................
عمر اليوم كان سعيدا جدا ويشعر بالفخر ...حلمه بامتلاك مشروع خاص به علي وشك ان يتحقق...ډخله من عمله في الفندق كان جيدا جدا واستطاع توفير حياه راقيه لحبيبته فريده ...كان يبتسم كلما يتزكرها ...كلما يتزكر رقتها ونعومتها والشعور بها بين ذراعيه ...اليوم مر اربعة اشهرعلي زواجهم ومنذ شهرين وهو يعد لها مفاجأه يتمنى ان تدهشها ...
فهو كان قد باع ارضا صغيره يملكها واستدان من البنك قرض كبير بنسبه بسيطه تخصم من راتبه وقام بشراء مقهى في نفس منطقة شقتهم الراقيه في المهندسين  بمشاركة صديقه المقرب مصطفي ... بعد ان امتلكاه رمماه بالكامل بديكورات شبابيه مميزه وحرصا علي تقديم المشروبات والطعام الجيد بأسعار معقوله فتهافت الشباب علي المقهى بصوره كبيره ....عمر كان يستطيع شرائه بالكامل بمفرده لكنه فضل مشاركة مصطفي الذى كانت نسبته اقل كثيرا من نسبة عمر لعدة اسباب اهمها ان يتفرغ  لخدمة فريده فهو يستطيع الاعتماد علي مصطفى معظم الوقت وايضا من اجل مساعدة صديق عمره الذى كان يحاول تحسين ډخله ....المقهى تم افتتاحه بصوره تجريبيه منذ اسبوع  والحمد لله حقق النجاح بدرجه كبيره...الان يخطط لحفل افتتاح رسمى كبير تحضره العائله وتكون فريده شريكته في النجاح  قرر ان الخميس القادم يوم مناسب للافتتاح كى تتمكن فريده من السهر بحريه  فالسنه الدراسيه بدأت منذ فتره وهو لم يكن ينوي تعطيلها عن مزاكرتها ولو ليوم واحد ....                                                        
مقهى يونيك (unique) كما اسماه كان يرمز لفريده فهى مميزه فعلا ولولا انه يشعر بالغيره الشديده لاستخدام اسمها لكان اسماه فريده بطريقه صريحه لكنه كان يغار من مجرد نطق الرجال لاسمها حتى ولو كان اسم مقهى ... فاكتفي بيونيك ....المميز جدا في المقهى  كان ركن القراءه... فالمقهى ضم مكتبة ضخمه لمن يريد القراءه مع الاستمتاع بجو التخت الشرقي الذى كان يقدمه المقهى ...الافتتاح وهو لم يشتري لها هديه منذ هدية صباحيتهم حيث اهداها يوم الصباحيه سلسة ذهبيه معلق بها قلب وسوار يتماشي معها تماما...كان يشكرها لانها اصبحت زوجته ....سابقا كان يحظى بمساعدة نوف ابنة مديره السابق راكان الفطيم وصاحبة دار ازياء ماردينى  في اختيار هداياها السابقه لذلك  الان لن يستطيع  بمفرده شراء الملابس لها ... سوف يقنعها اليوم بالخروج ويأخذها الي محل راقي ويطلب منها شراء فستان لترتديه يوم الافتتاح... في فترة اعداد المقهى وتجهيزه حرص علي عدم التغيب عن المنزل كثيرا كى لا يلفت انتباهها ويجعلها تستمع بالمفاجأه كامله وكان يترك لمصطفي امور المتابعه...                                    
فريده كانت تعود من كليتها بحلول الخامسه فكان يحرص علي اعداد الطعام لها طيلة الشهور السابقه قبل عودتها ....دراسته كانت تمكنه من الطبخ بمهاره وايضا من تزيين الطعام بطريقة مدهشه ...وفي ايام الاجازات لم يكن يتركها لتتطبخ بل كان يصطحبها للغذاء خارجا او يطلب الطعام ليتناولوه سويا امام شاشة التلفاز العملاقه ....حتى التنظيف الدوري كان يحرص علي احضار خادمه مرتين في الاسبوع لتقوم بالتنظيف اما الامور اليوميه فكان يقوم هو بنفسه بمعظمها كوضع الصحون  والاوانى في غسالة الصحون  وايضا الملابس كان يغسلها ويجففها في المجفف ثم يرسلها الي مغسلة قريبه كى تقوم بعملية الكى لملابسهما معا ...كان يفكر عنها في كل شيء وكان حريص علي عدم تأثير زواجهم علي دراستها بأي شكل .... حتى انتقالتها من والي كليتها فكر فيه فهو لم يكن ليتمكن من ايصالها يوميا وهى رفضت تعلم قيادة السيارات ورفضت ان يشتري لها سياره صغيره وتعللت بأن الكليه بعيده والشوارع مزدحمه وسوف تجهد في القياده لذلك اتفق مع سائق سيارة اجره يثق فيه  لانه يعمل مند زمن طويل مع فندقهم علي ايصالها الي كليتها يوميا ثم يعود عندما تنتهى من محاضراتها ليقلها الي المنزل مجددا ....                                                                   في طريق عودته من الفندق في الثالثه عصرا كالمعتاد توقف عند محل للزهور وحمل لها باقه كبيره واكمل طريقه الي المنزل.... 
.........................................................................................
 التى اعتمدها في تقديم الطعام كانت مدهشه ...تطلع اليها باعجاب وهنىء نفسه ....الورود الجميله التى ابتاعها في طريق عودته اخفاها خلف ظهره ليسلمها الي فريده وهو يفتح لها الباب....
السفره كانت معده باتقان محترف واشهى الاطباق انتظرت علي الطاوله لتأكل ...اعد لها الاسكلوب الذى تحبه مع البطاطا المهروسه وجميع انواع السلطات والخضروات المطهيه علي البخار ....انه اليوم يحتفل بنجاحه ويرغب في الشعور بالفخامه فحرص علي تقديم الطعام في الاوانى الفاخره والكاسات الكريستاليه احتوت العصير الذى وضعه في دورق كبير مع قطع الثلج لترطب عليها اجهاد يومها الشاق ....                                       العد التنازلي بدأ فالرساله اليوميه  التى كانت تصله من سائق التاكسى وصلت منذ خمسة عشر دقيقه... كان يطلب منه تبليغه وصولها كى يجهز المائده لها ويعدها لتصبح جاهزه وفي انتظارها ....نظر الى ساعته بلهفه ففريده سوف تقرع الجرس في أي لحظة الان .....  نغمات الجرس الموسيقيه ارسلت في جسده موجات من السعاده ...فتح الباب وفور دخول فريده اظهر الباقه من خلف ظهره وسلمها لها ...فريده تنشقت عبير الورد الرائع وقبل ان تتمكن من شكره كان قد احتواها بين ذراعيه بلهفه...كان يفتقدها بشده ...فريده تململت بين ذراعيه فحررها وقال ...- غيري هدومك  منتظرك علي الغدا... ............................................................................................فريده اكلت بصمت ...يومها كان مرهق جدا ومزاجها تعكر للغايه بسبب سكشن الشرعى ..اعصابها المرهفه لم تتحمل مادة الشرعى القاسيه واكملت فاطمه تعكير مزاجها عندما دعتها للاكل معها في كافتيريا الكليه لكن فريده رفضت وقالت لها ان عمر يعد لهم الطعام وينتظرها للاكل سويا ....       
رد فاطمه استفزها للغايه لكنها صمتت ولم تهب لنجدته عندما علقت فاطمه بسخريه ...- طبعا ماهو فاضي ...ابو 60% لازم يخدمك ...                شكله مخه تخين زى جسمه....
الاكل كان ممتاز لكنها فقدت شهيتها وكلما تزكرت عينات الانسجه المحفوظه في الفورمالين اصابها الغثيان ...                                     عمر لاحظ تغير مزاجها فسألها بحنان ...- مالك يا فريده ...الاكل مش عاجبك ؟
فريده اكملت صمتها وتظاهرت بالاكل ...ربما الخروج والتسوق سيغير مزاجها للافضل  ... عمر فكر مع نفسه ...نظر اليها بلطف وقال ...- طيب هنخرج بلليل نشتري حاجه يمكن تفكى شويه ....فريده اجابته باقتضاب ...     - لا انا تعبانه مش هقدر اخرج ....عمر شعر بالاحباط لكنه تجاوز عن احباطه وعندما شاهدها تغادر المائده بدون تكملة طعامها ...                 امرها بلطف ...- فريده ...انتى مأكلتيش اعدى كلي ....فريده القت شوكتها في صحنها بوقاحه وقالت ...  - اكلت في الكليه وبدون اضافة المزيد غادرت الي غرفتهم ....عمر نظر الي احتفاله بحسره وجلس بمفرده يحتسي العصير البارد ...فريده لم تكن علي طبيعتها ..لاحظ ذلك منذ لحظة عودتها ربما لو احتواها بين ذراعيه ستهدأ وستخبره بما يضايقها ...حمل كأسه الذى لم يكمله وحمل لها كأسا واتجه الي الغرفه ...فريده كانت مستلقيه في الظلام بلا حراك ...اضاء ضوءا خاڤتا بجوار الفراش وادارها لتواجهه...سألها برفق ...- مالك يا فريده ...فيه حاجه مضايقاكى ...؟        فريده تجاهلت الاجابه ...عمر ناولها كأس العصير وقال ..- طيب اشربي العصير ...فريده صړخت پغضب ...- كفايه خنقتنى طول النهار كلي واشربي ..هو انت ماما ...؟ عمر نظر اليها بعدم تصديق وغادر الغرفه غاضبا ....
يا الله لماذا سمحت لشيطانها في التحكم فيها ..عمر كان يتفانى في خدمتها وهى قابلت ذلك بنكران الجميل والجحود ...بكت لمده ثم غفت في النوم ... عندما استيقظت عمر لم يكن الي جوارها ....بحثت عنه في ارجاء المنزل فوجدته نائم في غرفة المعيشه والتلفاز كان مفتوح ولكن بدون صوت ... شعرت بالندم فهى جرحته بشده ...عمر شعر بحركتها في الغرفه ففتح عيونه علي الفور ...مجرد رؤيتها الي جواره جعلته يبتسم ...ابتسامته انبئتها انه لم يعد غاضب ...عمر اقترح مجددا ...- تعالي نشرب الشاي في المول ....فريده لم تجادل واتجهت فورا الي غرفتها لترتدى ملابسها والخروج معه .....
........................................................................................
بعد ان انتهوا من الشاي في مقهى المول القريب منهم عمر اقترح عليها بلطف ...- تعالي ...عاوزك تشتري فستان جديد النهارده ...فريده اجابته ... - لا شكرا عندى كتير مش محتاجه...عمر الح عليها  ..                                     - ارجوكى يا فريده ... اشتري حاجه مميزه  ...اسمعى الكلام وتعالي بس اتفرجى يمكن يعجبك فستان ....فريده سألته.....- اشمعنى يعنى الالحاح ده فيه مناسبه معينه ...؟ عمر كان يتمنى الا تسأله هدا السؤال لتكون مفاجأه كامله يوم الافتتاح لكنه لا يستطيع الكذب عليها وطالما سألته فهو مضطر لاخبارها ولو عن ضرورة حضورها احتفال يوم الخميس ...                       
قال بغموض في حفله يوم الخميس ولازم نحضرها ....                           فريده سألته ...- حفله فين ...؟ عمر ترجاها ...- ارجوكى يا فريده اسمعى الكلام ومتبوظيش المفاجأه ...سألته بدهشه ...- مفاجأه ايه ...؟ هو الان مضطر لاخبارها ...تنحنح ثم قال بفخر ...- حفلة افتتاح الكافيه بتاعى ... كلماته حفرت انفاق في عقلها ...عن أي مقهى يتحدث ...؟ هل انحدر بها الحال لتتزوج من صاحب مقهى شعبي بل ويطلب منها حضور افتتاحه ... - صړخت پغضب هادر ...- عمر انت اټجننت ...فتحت قهوه وكمان عاوزنى احضر الناس هتقول علينا ايه ...؟ عمر نظر اليها پغضب اكبر من ڠضبها ثم نهض والقي بالحساب علي الطاوله وقال ...- وطى صوتك ... انت في مكان عام ثم غادر بدون انتظارها ...لحقته عند السياره ...هو كان ما يزال غاضبا ...لثانى مره هذا اليوم تهينه وتجرحه ...انه لم يفتتح المقهى بعد لماذا لم تنهره بلطف وتثنيه عن فكرة افتتاحه فهى تعلم جيدا انه لا يستطيع مقاومتها وتستطيع التأثير عليه بسهوله واخضاعه لرغباتها كالمعتاد ...حاولت التحدث معه لكنه لم يجيبها وركز في القياده ...             عمر كان مټألم وفريده افسدت عليه سعادته  .... كان يعلم انها نادمه للطريقة التى حدثته بها وهو لا يستطيع البقاء غاضبا لفتره طويله ...لابد وان يحتويها في فراشهم والا سيجن....كانت تلك اللحظات التى تجمعهم هى اللحظات التى يشعر فيها فعلا انها ملكا له بل وتنتمى اليه...كانت اللحظات الوحيده التى يستطيع  دون ذلك الغطاء السميك الذى تتخفي خلفه...ربما هى معها حق في ڠضبها الان فهو لم يشرح لها جيدا طبيعة المكان ...تحفته الفريده لن تخجل منها ابدا حتى انه تقدم بطلب الي وزارة السياحه لاعتمادها مكان من ذوي النجوم ...              في غرفتهم فريده كانت ما تزال صامته لكنها لم تعد غاضبه كما كانت ... اندس الي جوارها في واخذها  بحنان وقال ....              - فريده.... يونيك كافيه ومطعم فاخر يشرفك ....لما تشوفيه هتحبيه ...مكان للمثقفين وكمان خدمتنا متميزه ممكن ياخد تصنيف من وزارة السياحه بين اربع او خمس نجوم لسه بنحاول ....المكان راقي جدا علي بعد شارعين من هنا ....                                                                                 فريده نظرت اليه بدهشه وقالت ...- وجيبت فلوسه منين ...انا اعرف ان الجواز والعمليه فلسوك علي الاخر ...عمر ابتسم لها ابتسامه صغيره          وقال... - كان عندى ارض صغيره بعتها واخدت قرض من البنك عشان اكمل الفلوس ....اخباره لها بموضوع القرض جعلها تجن تماما ...دفعته عنها پغضب وهتفت باحتقار ...- قرض ...؟ يعنى دخلنا هيتأثر ...؟ ازاي تفكر تعمل كده من غير ما تقولي ...؟ ازاي تتصرف من دماغك وانا ولا كأنى موجوده ...طالما دخلك هيقل كان لازم انا اوافق الاول ....ڠضب عمر بلغ حده ...فريده اليوم لا تطاق ...حتى انها تستنج ما يحلو لها وتتوقع الاسوء ....نظر اليها وقال بحزن ...- فريده لاخر مره هطلب منك تتكلمى بطريقه افضل ...انا هقفل الموضوع لحد ما تتعلمى طريقة الحوار مع جوزك ...اما بخصوص دخلك متقلقيش ابدا ...الكافيه شغال تجريبي من اسبوع وډخله في اسبوع واحد اضعاف قسط البنك ....عمر نظر اليها نظره اخيره طويله ثم ارتدى ملابسه وغادر المنزل .....

8 - بداية الغيوم 
الزكريات المتها بقوه ...هى نفسها لا تتحمل وقاحتها الشديده التى كانت تعامل بها عمر وكلما تزكرت مواقفها الغبيه السخيفه اعطت العذر لعمر ليس فى كرهها فهى حتى لا تستحق الكره... فالكره مشاعر ايجابيه لكنها بالفعل تستحق ان يمحيها من زاكرته للابد.. ... وهى لا تتحمل نفسها ؟  نهضت من وتأملت جسدها في المرآه ...لقد كانت تري نفسها افضل من عمر والان هى مستعده للركوع تحت قدميه لو فقط تعلم ان هناك بصيص من الامل ...جسدها اصبح كالارض البور يفتقد الحب والاطراء الذى كان عمر يغمرها به ... سألها اليوم اذا ما كانت عثرت علي الشخص الذى يستحقها ...؟ نعم عثرت عليه ومنذ  زمن طويل لكنها للاسف هى من لا تستحقه ...هو يستحق امرأه حقيقيه تحمل المشاعر وليست تلك الاله البارده التى كانت تسمى زوجته ... نوف الساحره مليئه بالمشاعر بالحب والدفء ستغمره في حنانها ...من نظرتها اليه علمت انها تحبه ....تزكرت الطريقه التى كان اليه ابان زواجهم فحسدت نوف علي سعادتها المقبله ...هى جنت ثمار الحنظل التى زرعتها ولابد وان تأكل منها للابد ....زاكرتها عادت الي يوم افتتاح مقهى عمر الجديد ...طوال اسبوع وهو تجنب حتى عتابها وواصل علي روتينه اليومى واهتم بتفاصيل حياتها كالمعتاد لكنه لم يكن يبدأ معها أي حوار سوي تلك الاحاديث المهذبه المعتاده...وفي الليل كان يعطيها ظهره وينام علي الفور دون ان يحاول  كعادته ....قليل من الشعور بالذنب ضربها ...احكامها المتسرعه وعصبيتها الشديده تؤذى عمر بشده .. لكنها كانت تكابر مجددا وتأبي الاعتذار ...انتظرت منه ان يصالحها كعادته لكنه كان يتعامل معها بأدب شديد والحزن يغرق عينيه ....والدتها اتصلت بها تهنئها علي افتتاح مقهى عمر الجديد ...استشفت من حديثها ان الجميع فخور بعمر واعماله الجديده ..مقاهى المهندسين مشهوره بفخامتها وجودتها وعمر اعلن جيدا عن افتتاح مقهاه ...اعلان افتتاح مقهى " يونيك " الجديد احتل شاشات الفضائيات والجرائد ....الدعايه الجيده كانت الناس ... وعنوان المقهى الجوده والفخامه بأسعار زمان .... فريده ستكون غبيه اذا لم تشاركه فرحته...لبت رغبته في شراء فستان جديد ...فاجئته بفستان انيق ارتدته يوم الافتتاح ...علي ما تتزكر الان يوم افتتاح  " يونيك  " كان اخر يوم اهتمت فيه فريده بنفسها او بمظهرها طوال فترة زواجهم ... يومها ظهرت انيقه وراقيه بفستانها الشيفون الازرق الراقي ...فوجئت بحضور فاطمه الي الافتتاح مع انها لم تدعوها ....كيف علمت فهى حتى لم تخبر احدا ....مجددا كذبت نفسها في نظرات الحسد التى كانت فاطمه ترشقها بها  ربما فقط معجبه بفستانها الانيق ولذلك تتفحصها جيدا ...هى كانت تعلم ان فاطمه معجبه بأخيها محمد لكن محمد قلبه كان مشغول بالفعل ...نور شقيقة عمر الصغري كانت تملىء قلبه ولا تترك أي فرصه لاخري حتى بالمحاوله حب العمر يتكرر مجددا امامها فمحمد يعشق نور منذ صغره... فريده رحبت بفاطمه بلطف ...- اهلا فاطمه نورتى ...فاطمه اجابتها بغل ... - كده متعزمنيش يا فريده ...؟ وكمان خبيتى الخبر...                        
فريده حاولت الاعتذار..- انا نفسي يا فاطمه مكنتش اعرف  ...عمر كان عاملها مفاجأه ...وبالنسبه للدعوه زى ما انتى شايفه العيله بس اللي موجوده ما فيش حد غريب....صدقينى كنتى هعزمك طبعا لو الدعوه مفتوحه ... 
فاطمه نظرت پحقد الي فستانها والي المكان وفخامته ...اشارت الي مصطفي وقالت ...- مين اللي واقف مع جوزك ده ..؟                             - مصطفي شريك عمر في الكافيه ...                                                     - اه شريكه ...  فريده اعتذرت منها بلطف ...- معلش يا فاطمه هروح اسلم علي خالتو ...فريده احتاجت الي مساحه للتنفس ...فاطمه فرضت نفسها علي مناسبه عائليه ... لذلك تحججت برؤية خالتها وتركتها...هى لم تدعوها لذلك هى ليست مجبره علي مجالستها...خالتها تعلقت في ذراعها وقادتها الي حيث يقف عمر  ...عيناها كانت مليئه بالدموع ...كانت فخوره بابنها الوحيد كل الفخر ...قالت بتأثر... - عمر ابنى ما فيش منه اتنين ..طيب وحنين علي الكل...هتفرحونى امتى بحفيد ...؟ الډماء ارتفعت پعنف الي دماغ فريده ...حفيد ...؟ كيف ستبرر لهم تأخر الحمل ...نظرت في اتجاه فاطمه بقلق فهى خشيت من اكتشاف جريمتها في حق عمر ...لكن عمر  بحنان ... - لسه بدري يا ماما ...مش عاوز أي حد يشاركنى فيها...انا انانى جدا واكيد هغير من طفل هياخدها منى ...يا الله عمر ذبحها بكلماته ...انها هى الانانيه وليست هو  ...هى كانت تعلم جيدا ان خالتها لم تكن تتدخل في حياتهم لكن من فرط سعادتها كانت تريد ان تري الاحفاد ..والدتها نفسها تمنت اليوم نفس الامنيه ..وعمر الخلوق لم يحرج والدته ولم يحرجها هى ...لقد تصرف بذكاء متقد ...                          الحفله انتهت في وقت متأخر ...الطعام كان راقي بدرجة مذهله وقائمة الاسعار كانت لا تصدق ... التخت الشرقي الراقي عزف ابدع الالحان والمكتبه الغنيه بأروع المؤلفات اضافت اثراء ثقافى علي المكان ...كان بالفعل مقهى النخبه المثقفه ...   لابد وان تعترف مع نفسها انه مكان يشرفها امام صديقاتها ..مقهى "يونيك" قريبا سيصبح اشهر مقهى في البلد .... فريده انتهزت فرصة انصراف معظم الحضور ...من عمر الذى كان يوليها ضهره .. قالت بصوت هامس ...- مبروك ..عمر استدار علي الفور ...عيناه امتلئت بالشوق ... سألها بلهفه ...- عجبك المكان ...؟ فريده هزت رأسها بالايجاب عمر تطلع اليها بحب ثم قال ...- طيب يلا نروح ... انت وحشتينى اوى ...لحظات الانسجام قاطعتها فاطمه التى قالت بوقاحه... - ايه مش هتوصلونى ..الوقت متأخر ...عمر كتم لهفته علي فريده وقال بأدب ...- طبعا..... ........................................................................................... 
من الممكن ان يفهم الحب المطلق علي انه ضعف .. فريده استغلت حب عمر لها لاقصى درجه ...مع مرور السنوات فريده تعودت علي تدليل عمر لها وتغاضيه عن وقاحتها وبرودها ...تقدمت في دراستها بدرجه ملحوظه حتى انها ارتفعت في ترتيبها في السنة الرابعة والخامسه واصبحت من العشر الاوائل ....اعتادت علي تلبية عمر لكل طلباتها واعتبرته عبدا خاضع يتمنى لها الرضى ...في بعض الاحيان عمر كان يغضب ويعتزلها لايام  لكنه كان من نفسه يعود ليراضيها ....الان عندما تتزكر رفضها منحها نفسه لها والتعلل بالانشغال في المزاكره تحتقر نفسها اشد احتقار ... عمر تحمل ما يكفي لسنوات وظل حبه يغطيها علي الرغم من اخطائها ... مقهاه الجديد نجح نجاح باهر وافتتحوا فرع اخر له تولي مصطفي ادارته بالكامل ...لذلك اصبح عمر المسؤل الوحيد عن الفرع الاصلي ومع عمله الصباحى في الفندق اصبح منهك تماما ...                                     كان بامكانها مساعدته بعض الشيء في ادارة شؤن المنزل لكنها كانت تتصرف بلا مبالاه وتترك له التصرف في كل شيء ....عمر لم يعد لديه وقت للطبخ في المنزل فأصبح يعتمد علي طباخ المقهى لاحضار الوجبات اليوميه الي المنزل...عمله ليل نهار لتحقيق طموح فريده لم يترك له أي وقت للممارسة الرياضه فازداد وزنه بدرجه ملحوظه في السنه الاخيره ... وعندما طلب منها عمر مره في عطلتها ان تطبخ له بنفسها رفضت بوقاحه وتعللت بأنها لا تعلم كيف تطبخ...                                                                                            - فريده ....فريده فين قمصانى ...؟ مش لاقي ولا قميص.... فريده اجابته بلا مبالاه...-  فين ...؟ اكيد في الدولاب عمر نظر اليها پغضب ...             - لا يا فريده الدولاب فاضى وانا لازم انزل الشغل حالا اعمل ايه ...؟ فريده تزكرت ان الخادمه المنزليه لم تحضر منذ اسبوع وعمر طلب منها قبل سفره الي دبي في  رحلة عمل ارسال قمصانه الي المغسله وهى نست تماما ....لاول مره عمر يطلب منها الاهتمام بعمل منزلي وهى تجاهلت طلبه ..فريده حاولت الاعتذارلكن نظرات الڠضب الواضحه علي وجه عمر كانت تنذر بالانفجار..هى كانت تعلم جيدا ان القميص لم يكن سبب غضبه الرئيسي لكن رفضها له بالامس كان المحرك الاساسي لغضبه ...                   
ڠضبا شديدا احتله وبالاخص لانه كان مشتاق اليها بقوه بعد عودته من السفر ... هى نفسها لا تدري لمادا رفضته بالامس ووبخت نفسها بالنيابه عنه.... انها تتصرف بغرابه وبدون سبب ...لا بل ربما هى تعرف السبب جيدا ...السبب انها تسلم اذنيها لفاطمه التى تستطيع تقليبها علي عمر ببساطه وكأنها طفله غبيه لا عقل لها....فبعد ان علمت نتيجتها منذ يومين وفي اثناء سفر عمر وكان ترتيبها الرابعه علي كل دفعتها وفاطمه دأبت علي بخ سمها ...اسمعتها الاسطوانه المعتاده ..." الرابعه علي الدفعه ... يعنى تستحقي دكتور ومن هيئة التدريس كمان وفي الاخر اخدتى سياحه وفنادق ...؟ والله   صعبانه علي يا بنتى ربنا معاكى ..."                                                                                      بعد دقائق عمر غادر المنزل غاضبا وهو يرتدى نفس قميصه من الامس  بالطبع فريده جمعت القمصان المتسخه والتى لاول مره لم يغسلها عمر بسبب سفره وارسلتها الي المغسله ولكن ربما فات الاوان علي تفادى غضبه .... لكن عودة عمر في الليل وهو يحمل اليها هديه بمناسبة نجاحها جعلتها تشعر بالحقاره ...                    
عمر لم يعطيها الهديه مباشرة بل كتب بخطه علي ورقه ورديه تهنئه لطيفه وترك فستان اسود مغلف مع عطرها المميز وعلبة الشيكولاته الفاخره التى تحبها علي وسادتها ........................................................................................ فريده اجابت رنين جرس الباب لتجد خالتها منى تقف منتظره الدخول .. رحبت بها بلطف وادخلتها الي الصالون .... كانت مندهشه من زيارة خالتها فكيف وجدت الوقت لزيارتها وزفاف ندا غدا ....                             فور جلوسها منى بدات في الحوارات العاديه ...علاقتها بخالتها توترت كثيرا في الاشهر الماضيه. ..لم تعد العلاقه سلسه وطبيعيه كما كانت ... ربما فريده كانت السبب فهى اصبحت متحفظه بل ومتجمهمه في معظم الاحيان ... خالتها سألتها فجأه ... - فريده مفكرتوش تعملوا تحاليل تشوفوا ايه سبب تأخير الحمل لحد دلوقتى؟؟  فات اكتر من سنتين وانتم ولا في دماغكم ...  فريده ارتبكت بشده وتلعثمت وهى تحاول تجميع الكلام ....     - لسه...  خالتها ربتت علي كفها بحنان ولم تفتح معها الموضوع مجددا لاخر جلستها لكن فريده كانت غاضبه .. والدة عمر كانت تحدثها عن الاستعدادات التى يعدونها لزفاف ندا غدا ...الزفاف شغلها وانهك الجميع في الاستعداد له لكن فريده ظل فكرها مشغول وشيطانها يوسوس لها فلم تشارك خالتها فرحتها...  السؤال الذى سبب لها الصداع ..لماذا والدة عمر تتدخل في حياتهم...؟ 
فرغت جام ڠضبها في عمر عند عودته...هاجمته بدون مبرر فور رؤيتها له ... قالت له بوقاحه شديده ...- عمر ...مامتك بتدخل في حياتنا ليه ...؟ عمر نظر اليها بدهشه شديده ولم يستوعب ما تقوله فوالدته ابعد ما تكون عن التدخل في حياتهم ...كانت ايضا ابعد ما تكون عن شغل الحموات المدمر الذى يهدف الي الخړاب ...كانت والده حنونه متفاهمه مراعيه ... عمر نظر اليها پغضب وقال ..- فريده في ايه ...؟ مالها ماما...؟           اجابته غاضبه ..- سألتنى النهارده الحمل اتأخر ليه ...؟ عمر حاول تهدئتها  - عادى يا فريده مجرد اهتمام ...اكيد طنط سوميه سألتك نفس السؤال ليه مكبره الموضوع ..؟                                                                   بالفعل والدتها نفس السؤال مرارا ومع انها هى المذنبه وتعلم چريمة الحبوب جيدا لكن شيطانها اليوم  كان حاضرا وبقوه...                             قالت پغضب عاتى ...- مش من حقها تسألنى ...عمر نظر اليها نظره ناريه وقال..  - خلاص يا فريده انا من حقي اسألك...انا ابدا مكنتش ناوى افتح معاكى الموضوع ده لكن بما انك غضبانه اوي خلاص لازم نشوف ايه السبب .. فريده مازالت غاضبه وشيطانها يحتلها بالكامل اجابته بوقاحه ...    - لما الحمل بيتأخر لازم الراجل يعمل التحاليل اللازمه الاول لان غالبا السبب بيكون منه ...                                                               عمر فاجأها بقوله ... - عملت من زمان يا فريده ومافيش عندى أي سبب يمنع الحمل ...سليم الحمد لله ...وانا راضي بيكى بأطفال او بدون لانى بحبك لكن انتى فاهمه حبي ليكى غلط ...انا بدأت اتعب يا فريده.. بدأت اتعب وازهق كمان ...  يا الله لماذا اوصلت الامور الي تلك الدرجه ... ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها...غادرت غاضبه الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه ....  كيف يتجرأ عمر ويصيح فيها بهذه الطريقه المشينه ...؟ بل ويتجرأ ويفصح عن شكواه ...الا يعلم انها تنازلت وقبلت به ...؟                                                                             في اليوم التالي رفضت الذهاب الي زفاف ندا علي الرغم من كل محاولات عمر لاقناعها ...لم تكلف نفسها حتى بفض غلاف الفستان الذى اهداها اياه حتى لتشاهده بل علقته في الخزانه بدون اهتمام ....عمر كان اهتم بكل احتياجاتها للزفاف ولكن عندما حان وقت الاستعداد فوجىء بها تخبره انها مشغوله ولن تذهب ...لن تنسي ابدا حزنه يومها مهما حييت من عمر لم يكن غاضب بل كان حزين...                                                       طلب منها برفق مجددا مرافقته فأجابته بجفاف...- عندى مزاكره انت عارف سنه سته صعبه وكل يوم له اهميته  عمر الح ... - فريده النهارده الخميس...وانتى اجازه بكره ...رفضت بوقاحه وقالت ...- اسفه مش هقدر  بمجرد نزول عمر بمفرده ندمت بشده هى نفسها لا تفهم سبب رفضها... منذ اسابيع وهى تتصرف بصوره غريبه غير مبرره وغير منطقيه تقوم بايلام عمر بقوه وبدون سبب ...تفتعل المشاكل مع والدته وشقيقاته ...بدأت البكاء بدون توقف ..فهى لم تفسد علاقتها بعمر فقط بل افسدتها بكل عائلتها واظهرت نفسها علي انها متكبره وضيعه جاحده وناكره للجميل...فات وقت الندم ومهما ندمت لن تصحح الغلطه القاتله التى ارتكبتها وبدون مبرر ...                                  لماذا سمحت لشيطانها بټدمير حياتها ...؟ بماذا ستنفعها كل شهادات العالم عندما تخسر كل عائلتها وتصبح مكروهه منبوذه ...؟ هى فى طريقها فعليا لذلك بل وتجاهد وتسرع الخطى من اجل تحقيق الكره الكامل من كل المحيطين بها... لو كانت تستطيع لكانت ارتدت ملابسها وذهبت الي الزفاف فورا لكن لن تجنى سوى المزيد من الاحتقار...لاول مره منذ زواجهم عمر يقضى ليلته خارج المنزل وهو غاضب ...الان علمت انها دقت مسمار اخر في نعش زواجهم ...                                                  لماذا دائما تبدى عكس ما تشعر به ...؟ لماذا لم تشعر يوما عمر بحبها له...؟ او علي الاقل باهتمامها واخلاصها ....لاول مره تواجه نفسها وتسألها عن حقيقة مشاعرها ... غيابه عن المنزل المها بشده ...علمت ان حياتها من اليوم اتخذت منحنى مختلف للغايه عن حياتها السابقه ...                                                   علمت انها لن تعود مدللة كما كانت من قبل لكنها تجنى ما صنعته يداها ....  مع شروق الشمس نامت من شدة البكاء وحيده منبوذه حتى والداتها كانت غاضبة منها فلم تتصل وتسألها عن سبب تغيبها عن الزفاف.... وسادتها اصبحت بحيره من الدموع والجميع احتفل ولم يسأل عنها احد ....
.........................................................................................
استيقظت السبت في العاشره صباحاعلي حركه غريبه في غرفتها لتجد عمر يضع ملابسه في حقيبة سفر صغيره ..غاب عن البيت ليومين كاملين والان يحزم اغراضه ...الصدمه اخرستها عمر سيترك المنزل ربما للابد الان ...كانت تعلم ان جريمتها كبيره لكنها لم تتخيل ان يصل عقاپ عمر لتلك الدرجه من القسۏه...         قفزت  من الخلف وسألته بفزع ...- عمر انت رايح فين؟؟ شعرت ...اكمل وضع ملابسه في الحقيبه واغلقها پعنف دون ان يلتفت اليها ...فريده ظلت  علي الرغم من رفضه الواضح ... سألته مجددا ..- عمر...؟             اجابها وهو مازال لم يلتفت ...- مسافر دبي ... قلبها هوى في ارجلها پعنف عمر سيرحل وربما لن يعود ...خطاياها جميعا طاردتها الان ...تجمعت في هيئة مسخ عملاق صنعته بأيديها ...حان وقت تصفية الحسابات ...       عمر طفح كيله وقرر تركها ...تمسكت به اكثر وهو شعر بها استدار اليها وفي نيته ابعادها عنه... ...لكنه رغما عنه وجد نفسه بقوه ..في خلال فترة زواجهم القصيره كان دائما هو المعطاء المضحى علي طول الخط ...                   كان يهتم بإسعادها وراحتها وتدليلها ...كان يعيش من اجل اسعادها فقط..                                             
حتى في العلاقه الزوجيه كان حريص
...........................................................................................
ربما هذه هى طائرته التى كان من المفترض ان يستقلها ....لا بل ربما تلك عمر جلس في مقهى المطار يراقب الطائرات المغادره ...لم يستطع المغادره فجلس فقط لساعات يراقب حركة الطائرات ...كان يشعر بندم هائل يمزقه ..فريده استفزته بقوه ولا شعوريا استخدم معها العڼف لاول مره في حياته ...فريده رقيقه ولم تكن لتتحمل عنفه ابدا ...رؤيته لها تبكى في فراشهم قبل مغادرته مزقت قلبه... لاول مره يراها تبكى منذ زواجهم....                                               لماذا سمح لشيطان الڠضب بالسيطرة عليه ..؟ كان فقط في نيته ابعادها عنه فهو لم يكن يتحمل لكن عندما استدار ليبعدها وجد نفسه يريد ان يعاقبها علي حبه لها ...لا هو ېكذب علي نفسه كان فقط يرغبها لكن كبريائه الجريح حاول ان يداري شوقه الجبار لها...  انه يعرفها جيدا منذ طفولتها وكان يقبل بها علي الرغم من كل مساوئها لكنه هكذا هو الحب ...فأنت لا تحب الشخص المثالي او الشخص الاكمل لكن فقط تحب من يختاره قلبك والاهم انك لاتحب الشخص لانه جيد بل تحب فيه حتى سيئاته ...وهو يحب فريده ..ربما كان غاضب لكنه ما زال يحبها واستخدامه للقسۏة معها احزنه للغايه ..هى كانت تشعر بالندم.. ليته كان منحها فرصة للاعتذار ... اكثر ما المه لم يكن عدم حضورها الزفاف لكن ما قټله كان عدم اتصالها به طوال يوم الجمعه التى قضاها يهيم في الشوارع ...انتظر اتصالها ليعود ويحتويها بين ذراعيه لكنها لم تتصل ...                                                         كان يعلم جيدا انها انثى صنعت من كبرياء...وهو احب حتى كبريائها ...                                             نهض فجأه وقام بمحاسبة فتى المقهى وغادر وفي نيته الاعتذار لفريده ..لن يسافر اليوم سيؤجل عمله الهام في دبي بل وسينتظر فربما تتمكن فريده من مرافقته ...                                                                                  سيهبها شهر عسل جديد وسيقضى كل لحظة منه في تعويضها عن قسوته اليوم ....ليت الشمس تظل موجوده لدى عودته الي المنزل ليفتح النافذه ويترك اشعة الشمس تتخلل شعرها الاسود...كما رأها في يوم صباحيتهم في فراشهم والشمس تداعب رأسها الجميل في صورة انطبعت في زاكرته الي الابد ..انه يحب كل تفاصيلها وسيصبر عليها للابد...
.........................................................................................
فريده بكت مجددا ...لم تكن تبكى قسۏة عمر بل بكت فقدانه ...علمت انها فقدته الي الابد فهى لم تراه يقسو عليها من قبل ...لم تكن تعتقد انه يستطيع ان يكون قاسې ولكنه اثبت عكس ذلك ...هو كان غاضب ومعه كل الحق فقد تغيب لمدة طويله عن المنزل ولم تتصل حتى لتسأل عنه مع انها هى من كانت المذنبه ...ليتها لم تستمع الي كلام فاطمه فحين حادثتها البارحه لتسألها عن ماذا يجب ان تفعل ..اقنعتها بتجاهله واخبرتها انه سيعود راضخا كما يفعل دائما ...اتصال اخر من فاطمه جعلها تنهض من فراشها هى تجاهلت الاجابه علي اتصالاتها عدة مرات لكنها مصره علي التحدث معها ستجيبها فقد يأست من استسلامها ...فاطمه بادرتها فور ان اجابت فريده ...- البيه رجع ولا لا ...؟ فريده اجابتها وهى تحبس دموعها لكن صوتها ظل مخڼوق بالعبرات ...- ايوه رجع                                            - طيب وبتعيطى ليه هو زعلك ...؟ هو فاكر نفسه مين ...هو نسي اصله ولا ايه ...؟ انتى غلطانه يا فريده شويه شويه وهتسمحيله يضربك كمان ... ولا استنى اوعى يكون عملها...فريده اڼفجرت في البكاء ..هو فعليا لم يضربها لكنه كان عڼيف بدرجه مرعبه والمها جسديا ونفسيا ...فاطمه اكملت بث سمها ....- الحقېر شكله ضړبك...اوعى تكون بطلتى الحبوب فريده ارادت التخلص من الحاح فاطمه فهى بدأت تشوشها.. نعم انها غاضبه من عمر بسبب ما فعله منذ قليل لكنها غاضبه من نفسها اكثر ... تحتاج الي النصيحه من احدا  حكيما مخلصا ربما جدتها هى الحل.....لكنها لابد وان تمنع زن فاطمه وتبعدها عن عقلها المشوش...                                الورقه التى وجدتها وفردتها بصعوبه بعد رحيله ابكت قلبها ...ما قرأته غيرها للابد عمر كتب بدمه كلمات مزقتها الي اشلاء ..." وهبتك اكثر من روحى ولم اكن نادما يوما وسأهبك اخر نفس في صدري سعيدا راضيا بقدري...لكنك استهنتى بحبي والقيتى به في وجهى ..كيف سأتخلص من حب احتل كل ذرة في جسدى ..؟  لكنه اليوم اصبح عبئا عليكى وعلي قلبي..ليت الله يشفينى من حبك حتى اعود الي مصاف البشر " ..                                                           اجابتها باجابه ترضيها كى فقط تتخلص من الحاحها المقيت وتعطى نفسها فرصه للتفكير واصلاح الامور مع عمر ...- طبعا باخد الحبوب ..تفتكري اسمح لنفسي انى اخلف من واحد زيه .... صوت ارتطام جسم صلب بالارض جعلها تستدير بفزع.. عند باب غرفتها شاهدت عمر يقف وعلي وجهه تعبير لم تستطع تفسيره وحقيبته ملقاه علي الارض الي جواره ... علمت بالتأكيد انه استمع الي حوارها مع فاطمه ..                           
الهاتف سقط من يدها لېتحطم علي ارضية الغرفه وعمر ھجم عليها كثور هائج فلت لجامه امسك بمعصمها بقسۏة كادت ان تكسره وسألها مباشرة بلهجه  اشد برودة من الثلج ...- انتى بتاخدى حبوب منع الحمل ...؟ انها لن تستطيع الكذب الان ستخبره بالحقيقه كى تتحرر من ذنبها الذى يؤرق عيشتها.. اجابته وهى ترتعد ...- ايوه ... سألها مجددا بنفس تلك النبره التى تجمد الډم في عروقها ... - من امتى ...؟ اجابته وهى تنظر الي الارض ... كيف سترفع عيونها اليه .. صوتها خرج اجش بسبب حلقها الجاف وهى تقول .. - من بعد جوازنا بشهر...                                                                                      
صڤعة مدويه شعرت معها وكأن رأسها سوف يطير من علي رقبتها كانت اجابة عمر الوحيده علي ردها ... لم تكن تتخيل حتى انها موجوده ولولا انه كان  بيده اليسري لكانت طارت عبر الغرفه من قوة الصفعه ... فجأه عمر تركها وقفز الي الخلف بعيدا عنها...قال بصوت يقطر احتقارا ....- فريده... انتى طالق


9- امطار بنكهة المراره

كيف لكلمة واحده تجعل من شخصين غريبين تماما ...فريده كانت جزء من روحه ... طلاقها كان اقسي عليه من قرارا لبتر عضو من اعضائه.. انها اغلى عليه من عيونه وهذا لم يكن مجرد شعار الم يهديها كليته من قبل ؟  هو يدرك جيدا كم حاول رتق شروخ زواجهم المهلهل ... لكنه كان يحارب وحيدا وفريده اعتادت الاخذ فقط لذلك حينما اختار الطلاق لم يكن لمجرد الٹأر لكرامته  الجريحه التى اهينت پقسوه وسمع بأذنيه كل حرف من حروف احتقارها له ...لا انه رجل ناضج ومسؤل عن تصرفاته ولا يمكن ان يلجأ الي الطلاق كرد فعل.. لا فالطلاق الان اصبح هو ملجئه الاخير بعدما ايقن تماما ان فريده لن تحبه يوما ابدا وانه يذوب عشقا في امرأة بارده لا تعرف معنى الحب...عڈابه في بعدها لا يحتمل وېقتله لكن اصبح ېقتل كبريائه ..كان مخير بين العيش بلا روح في بعدها اوتحمل العيش ذليلا فاختار انقاذ كبريائه ...فالرجل بدون كرامه ماهو الا ممسحه باليه تمسح بها جميع الارضيات القذره ...نعم هو كان يغذي كبريائها علي حساب كبريائه ..ارادها ناجحه قويه لاتحتاج الي اي احد ولحسرته الشخصيه لم تحتاج حتى اليه .. قراره بالانفصال كان لوضع حد لعذابهما معا ...سيمنحها حريتها وكفي به اذلالا لنفسه في سبيل املا لن يتحقق يوما ..الحب ليس امرا مكتسبا مع الوقت اما ان يولد منذ اللحظة الاولي او لا ..انتظاره للمستحيل قضى عليه تماما وحوله لمثيرا للشفقه ... ليته يستطيع ان يمحوها من قلبه كى يتمكن من العيش بسلام ..حبها لم يكن اختيار لكن نسيانها فسيكون قرار...
قرأن الفجر نبهها الي الوقت ..قضت ساعات تتذكر الماضي الاليم .. الذكري كانت حيه ووجنتها تؤلمها من صڤعة عمر القاسيه التى كأنها تلقتها اليوم وليس منذ اربعة سنوات ...يومها ذهبت جريحه الي منزل جدتها لم تكن تبكى بسبب الم الصفعه الجسدى لكنها كانت تبكى لان تلك الصفعه كانت السبب المباشر في ايقاظها من سباتها الطويل ..كم احتاجتها كى تعيد اليها صوابها ولكن للاسف كانت بعد فوات الاوان ..فبمجرد ان نبذها من حياته عمر عاد الي الامارات وصفي اعماله في القاهره ...كانت تسترق السمع الى اخباره من خلف الابواب ..لم تجرؤ يوما للسؤال عنه ولم يتحدث احدهم عنه امامها بإستثناء اسيل في بعض المرات القليله التى لم تكن تسيطر فيها علي لسانها الثرثار ...لكنها علمت انه نجح وبشده واصبح له اسم  في دنيا الاعمال ..واليوم عاد مع خطيبه تفوقها مالا وجمالا وحياه .. نعم نوف حيه اما هى فمجرد تمثال من الشمع تخشي الشعور بالحراره لانها تعلم انها سوف تذوب كما الشمع ...اتجهت الي فستانها الملقي علي الارض  ..لو فقط كانت ارتدته في الوقت المناسب لربما كانت تجنبت سنوات الشقاء التى تمر بها الان ..انه دورها الان لتشرب من نفس الكأس التى سقتها لعمر ...انه الحب بلا امل..والاسوء انه مطعم بالغيره ... عمر لم ينسى حبها فقط بل احب غيرها وربما بنفس درجة حبه السابق لها..  مؤسفا جدا ان الانسان لا يدرك قيمة ما يملكه الا بعدما يفقده .. لو يعود بها الزمن الي الوراء لكانت حملت عمر بين طيات قلبها كما كان يفعل معها ... علمت ان ايام النوم قد ولت وانها ستعانى الارق لما بقي لها من عمر فلا ينام الا خالي البال ...                                                               اسبوع يفصلها عن حلم عمرها الذى اكتشفت اليوم انه سراب ولا يستحق حتى ثمن الحبر الذي سوف تخط به شهادتها ...لو تستطيع ابدال الماجستير وشهادة الكليه بيوم واحد من حب عمر لما ترددت بل ولكانت هى الفائزه.... مدهش كيف يتبدل الانسان ويعيد ترتيب اولوياته فيكتشف انه قضي عمرا يبحث عن السراب ..اعادت الفستان بعنايه الي الخزانه وجمعت كل هدايا عمر لها بحرص ودللتها جيدا فهى الان كل ما تبقي لها منه وربما تكون احداها مازالت تحمل رائحته عالقة بها ...اليوم لاحظت نظرات عمر ابن خالتها لمياء الى رشا وهى تعلم انها مسألة وقت قبل ان تستسلم رشا لسلطان الهوى ...الجميع يواصل حياته ويعيش ببساطه اما هى فقد اعدت نفسها لسنوات العڈاب القادمه فعلي كل حال هى تستحقها وبجداره...   
............................................................................................- ماما ...ماما .. فين التايور الاسود بتاعى ...؟ عاوزه ابعته المغسله عشان المناقشه ....سوميه لاحظت توترها فهدئتها بلطف ..- اهدى يا فريده وبطلي توتر ...التايور راح المغسله وهيرجع بالليل  ...نعم بالفعل هى متوتره ... اعصابها مشدوده وكأنها  وتر مشدود علي اشده وسوف يقطع في أي لحظه الاحداث كلها تسبب لها التوتر عودة عمر مع مناقشتها كانت اشد من احتمالها ...المناقشه بعد غد وهى ليست مستعده بالمره ...هى وضعت نفسها في قالب من الثلج والشعور بالحراره ېؤذيها للغايه...  ربما يذيب الثلج من حولها فيجعلها عاريه وغير محميه...  لابد وان تهدأ والا ستسبب التوتر للجميع ...لم يعد يشغل بالها الحصول علي درجة الماجستير واصبحت الرساله مجرد تمثيليه هى مضطره لحضورها اه لو تستطيع الاختفاء بعيدا عن الجميع ...
انها في صدد ذلك بالفعل ..الاعلان الذى قرأته في الكليه امس عن فتح باب البعثات الخارجيه سوف يمنحها المهرب الذى تريد..كانت تعلم ان البعثات الدراسيه لا تستغرق وقت طويل لانهاء اجراءات السفر فالترشيح قد تم وهى تعلم انها اختيرت من قبل رئيس القسم ...سوف تكمل الدكتوراه في الولايات المتحده .. لكن الحړب مع عائلتها ستبدأ منذ الان واعدت نفسها لها.. فمن سيسمح لها بالسفر مطلقه ووحيده  ....؟ الجميع سيظن انها تتقدم في حياتها العمليه وتحصد الشهادات الشهاده تلو الاخري ...سيظنون انها مازالت تلك الانانيه التى اعتادت ان تكون وستترك منزلها ووالدتها وشقيقتها في سبيل تحقيق مجدا علمى يضاف الي رصيدها ...لكنه لا يعلمون انها ترددت طويلا في قبول البعثه بل وكانت شبه اكيده من الرفض فيكيفها غربه في وطنها ولم تكن تحتاج لوضع الاف الاميال بينها وبين من تحب لكن رؤيتها لعمر مع زوجته المستقبليه غيرت قرراها بالرفض ...لن تجلس لتراه متزوج ولديه اطفال من غيرها... لن تتحمل سماع خبر نوف حامل او نوف رزقت بطفل ....لن تستطيع مقابلة طفل صغير في أي مناسبة عائليه وتراه يحمل ملامح عمر .. طفل لم ولن يكون لها فهى اختارت الا تحمله له .....
لن تراه يهتم بزوجة اخري ...يهتم بكل تفاصيلها وتراه يحتويها بين ذراعيه وهى تدرك جيدا انها لم يعد لها الحق في المطالبه بذلك ... 
                   
الايام الماضيه كانت دربا من الچحيم وهى تسمع من الجميع عن الولائم التى تعد ابتهاجا بزواج الغالي عمر ...كلما التفتت كانت تسمع عن عزومه لغذاء او لعشاء علي شرف عمر....                                               
جلست في صمت تنتظر مرور الايام وتعد تنازلي لوقت هروبها الابدى الي الولايات المتحده حيث لن تري عمر هناك او تسمع اخبار زواجه .... 
............................................................................................
واخيرا يوم المناقشه ....اجهدت للغايه واعدت اللمسات الاخيره ..لاول مره تدير امر يخصها بنفسها ...رسالتها للماجستير كانت بعنوان.....                     "  الحديث في علاج سړطان الډم لدى الاطفال .." الان تري ان أي نجاز حققته لم يكن يستحق العناء ...كانت تريد ان تبادل حياتها بحياة أي انثي سعيده...من يريد حياتى فليأخذها ويعطينى مكانها بعض السعاده ....مفاجأت اليوم كانت عديده ويصعب حصرها سلسلة المفاجأت بدأت بشخص طويل يحمل باقة ورود ضخمه تغطى وجهه بالكامل ويعترض طريقها بغباء .... ارادت ان تصرخ في وجهه فمزاجها لم يكن ليحتمل غباء الاخرين .... تحملت الي اخر طاقتها لكن ذلك الغبى كان مازال يعترض طريقها ويمنعها من المرور ارادت ان تركله في ساقه فربما يزيح تلك الباقه الغبيه من طريقه ويري امامه بصوره جيده ....وعندما لم يتحرك من طريقها صړخت بعصبيه شديده ...- شيل الزفت ده من علي وشك خليك تشوف طريقك زهقتنى....لدهشتها سمعت ضحكات مكتومه تصدر من خلف الباقه وكأن صاحبها يجاهد كى يخفيها ولكن عندما لم يستطيع التحكم فيها اكثر من ذلك استسلم ونحى الباقه جانبا وهو مازال يضحك.....                            المفاجأه احضرت الدموع لعيونها ...فصاحب الباقه الضاحك لم يكن سوى شقيقها محمد الذى فاجئها بحضوره من السفر ..بدون شعور القت نفسها بين ذراعيه بفرح غامر ... رؤيتها لمحمد اعطتها الكثير من الدعم ...                                       قال لها باكيا ...- مكنش ممكن ابدا افوت يوم مهم زى ده ....اختى الصغيره بتناقش بزمتك كان ممكن ما احضرش....الدموع كانت تنهمر من عيونها بغزاره ..هى دعت عائلتها ليكونوا بجوارها ليشاركوها فرحتها لكنها لم تتوقع  ابدا تلك اللفته المذهله من محمد ...لا بل وكان اول الحاضرين  ... محمد مسح دموعها بحنان .. اخبرها ضاحكا ...- مش معقول هتناقشي بمناخير بالونه ... فريده بدأت تجفف الدموع وهى تبكى وتضحك في نفس الوقت ...كانت سعيده للغايه وسعادتها لا توصف ارادت شكره لكنها منعها بلطف ...- لا يا فريده انا اللي جيت اشكرك ...لو فاكره انى مش مقدر تضحيتك عشانى وعشان احمد تبقي غلطانه ...انا عارف كل حاجه يا فريده كويس وعارف كويس انتى عملتى ايه ...لولاكى ...مش هقول كان زمان احمد ماټ لا الاعمار بيد الله لكن انتى حسنتى حياته ومنعتى عنه الالم والحزن ..لولاكى انا كنت سبت الكليه ويا عالم كنت هرجع ليها امتى ... لولاكى كان زمان ماما مرضت بكل امړاض الدنيا ويمكن رشا مكنتش كملت تعليمها ...يبقي بتشكرينى علي ايه ....؟ انا اللي مفروض اشكرك .... انتى تعرفى ان عمر كان بيدفع مصاريف كلية رشا لحد ما خلصت ...؟ طيب تعرفي انه هو اللي جابلي الوظيفه في مستشفي ابو ظبي العسكري ...؟ كفايه كلام في الماضي ركزى في مناقشتك وتألقي انتى تستاهلي يا حبيبتى...                                                                                   يا الله كم منحها محمد الدعم الذى كانت تحتاج اليه ....ربما كانت انسحبت وتركت القاعه ولم تكمل اليوم فهى كانت بلغت الحد .... عمر مازال يطوقها بصنيعه ...علي الرغم من دنائتها معه الا انه تعامل بأخلاقه لا أخلاقها هى ...باقى المفاجأت توالت تباعا ...                                 فوجئت بحضور نور التى دخلت الي القاعه علي استحياء ...لم تكن تتوقع ان يحضر احدا من عائلة خالتها منى لكن حضور نور غير مفاهيمها تماما...خلف نور دخلت خالتها منى شخصيا وهى تتأبط ذراع ووالدتها...خالتها تجاوزت مرارتها وحضرت لتهنئها ...كم كانت تشعر انها صعلوكه حقيره امام كرم اخلاق خالتها ....نظرات الفرح علي وجه نور لدى رؤيتها لمحمد كانت مفضوحه بصوره كبيره ...فريده خشت ان يتوقف قلبها من مفاجأة رؤيته فالمفاجأه كانت شديده للغايه ...والدتها لم تتمالك نفسها وصړخت من الصدمه فمحمد اخفى حضوره جيدا وفاجأ الجميع .... 
رؤيتها لمحمد ورؤيتها لخالتها اثارت شجنها للغايه..فمحمد تكبد عناء السفر من اجل دعمها وخالتها صفحت عن اسائتها لوحيدها وحضرت تستند علي ذراع والدتها في اثبات صريح علي ان الډماء لا تتحول ابدا لماء    ... دموعها الغزيره تسببت في تلطيخ وجهها بلطخات سوداء من كحلها شديد السواد الذي اختارت وضعه اليوم ...الكحل الداكن كان كل زينتها لليوم وهاهى افسدتها ...اتجهت الي دورات المياه كى تصلح ما افسدته الدموع ... بعد محاولات مضنيه تمكنت من تنظيف وجهها فالكحل اثبت انه من نوع جيد وازالته بصعوبه ...غسلت وجهها جيدا واعادة هندامها الي وضعها السابق  ربما رؤيتها لمحمد هى ما اعادت الډم لوجهها الشاحب او ربما فركها لوجنتيها لازالة الكحل عنهما هى ما اعادت اللون اليهما لكن النتيجه ان وجهها استعاد بعضا من حمرته المفقوده ...اعادت وضع كحلها ولمعت شفتاها بمرطب وردى شفاف يحميها من الجفاف فرهبة الموقف اليوم تسبب جفاف جسدها بالكامل ...حجابها الوردى تناغم من وجنتيها الورديتان وبلوزتها الورديه التى اختارت ارتداؤها تحت تايورها الاسود ...القت نظره اخيره علي هيئتها وعندما اطمئنت الي مظهرها استعدت للتقييم القادم...على باب الخروج اصطدمت بفاطمه صديقتها ...سلسلة مفاجأت اليوم مازالت تعمل بكامل طاقتها ..رؤيتها لفاطمه ادهشتها للغايه فهى لم ترها منذ اخر سنة الامتياز ...فاطمه كانت متأنقه كعادتها ...بادرت فريده بتحيه حميمه ...    - مبروك يا فريده فرحتلك والله انا كنت جايه القسم عشان احضر محاضره شفت بانر مناقشتك بالصدفه قررت اهنيكى ...ما شاء الله عليكى خلصتى الماجستير وهتترقي مدرس مساعد وانا لسه يدوب هدخل الجزء الاول ... انا كمان اخدت نيابة اطفال بس انت بقي عارفه الصحه وحبالها الطويله ... ظهور فاطمه الغير متوقع اربكها اجابتها بارتباك ...- ربنا يوفقك           فاطمه اكملت پحقد ...- لكن السنين مش باينه انها بتمر عليكى ده انتى احلويتى عن زمان ...ايه اتجوزتى تانى ...؟
فريده اجابتها بالنفي ...انها تريد الخلاص من فاطمه ...مازالت ذنب طلاقها ومع انها تدرك جيدا انها المذنبه الوحيده لكن رؤيتها لفاطمه تؤلم معدتها وتؤلم ضميرها ...اعتذرت منها بلطف وتعللت بالجمع المنتظر لكن حجتها اثارت المزيد من حسد فاطمه التى حسدتها علي انهاء درجتها العلميه قبل بسنوات ...                                                                علي المنصه الصغيره الموجوده في  ركن القاعة اعدت فريده نفسها للاجابه علي اسئلة لجنة المناقشه التى كانت تستعد للجلوس في اماكنها ... عيناها تجولت في الحاضرين بقلق ...والدتها ... محمد..  احمد ...رشا  ... نور ...ريما ... خالتها منى... خالتها لمياء... حتى فاطمه الجميع يبتسمون بفرح وينتظرون تتويجها لكنها افتقدت جدتها شريفه .. ليتها تتمكن من الحضور فوجودها هام جدا بالنسبة اليها ...ربما بحضورها ستعلم انها سامحتها علي جريمتها في حق عمر ...جدتها هى الوحيده التى علمت التفاصيل المخزيه ولذلك كانت تتمنى حضورها فربما تستطيع الاستمتاع بانجازها الذي يتحول الي سراب ...عيناها راقبت الباب لمره اخيره والمفاجأه الرابعه صډمتها ...فعند الباب كان يوجود صديق طارق زوج اسيل الذي تطفل علي خلوتها يوم الزفاف ...ماذا كان اسمه ..؟ سألت نفسها وحاولت التركيز ...نعم  انه يسمى عماد الباشمهندس عماد رضوان لكن ماذا يفعل هنا يا تري ...؟ علي كل حال انه اقل المفاجأت في الاهميه...  وضعت رأسها في اوراقها تتفحصها وعدلت من وضع مكبر  الصوت ... سألت نفسها بسخريه .." هل تلك اللحظه تستحق كل عنائها السابق " ... الوقت حان ومشرفها قدمها للحضور بفخر ...كان يثنى علي عملها الجاد وعلي تميزها ...اعتبرها مصدرا للفخر ...وجدت نفسها تسحب الى دائرة المناقشه وبالتدريج اندمجت وبدأت في الاجابه علي الاسئله ...كذبت عيناها عندما  لمحت عند الباب جدتها شريفه تدخل الي القاعه ...ما سبب لها ضيق في التنفس حتى كادت ان تفقد الوعى كان وجود عمر معها وكانت تستند عليه بحريه...عمر حضر وعلي وجهه نظرات سخريه شديده ..                كان يسخر منها وتفاهة احلامها ..حمدت الله انه لم يصطحب نوف معه والا لكانت الغيره قټلتها وعجزت عن اكمال مناقشة رسالتها...راقبت عمر وهو يساعد جدتهم علي الجلوس براحه بجوار بناتها ثم ينسحب الى الخارج دون ان يلتفت الي الوراء ...اخيرا انتهت المناقشه ونالت درجتها العلميه كامله....وسط تصفيق حار من الجمهور                                                                                       ومحمد اصر علي دعوتهم للغذاء خارجا ابتهاجا بفريده..                          احتفال ؟؟  فريده حدثت نفسها بمراره اي احتفال هذا وهى تشعر بالفشل ... لكنها مضطره لاستمرار ارتداء القناع ..سكرتيرة القسم استدعتها لتوقيع بعض الاوراق وفي طريق عودتها لمحت محمد ونور يتحدثان كانا يختفيان خلف حاجز رخامى ورغما عنها سمعت حديثهم  ...محمد كان يتحدث بحزن واضح ونور كانت تبكى ...محمد قال بحزن ...- خلاص يا نور كفايه تستنى ...انا بحلك من وعدك ليه ...دموعها منعته من الرحيل ...الم يكن ينتوى ان يخبرها تلك الجمله ثم يرحل ...لكنه لم يستطع الرحيل ...تلك الجمله كانت اقسى ما استطاع قوله يوما..كلماته قټلته قبل ان ټقتلها لكن فريده كانت علي المحك..الم يطلب من نور سابقا ان تصبر علي امل ان تحل امور فريده وعمر ولكن رؤيته اليوم لفريده منكسره جعلته يقرر ... فعمر عاد وسيتخذ زوجه فكيف به ان يكون بتلك القسۏه ودونا عن كل بنات العالم يختار شقيقة عمر ...هو مجبر علي الاختيار ...لابد وان يختار احدى احب الانثيين الي قلبه وايلامها فاختار نور ...ففريده نالت نصيبها من العڈاب سابقا ...اما فريده فلم تتمالك دموعها وسمحت لها بالاڼهيار ...كانت تعلم ان محمد حان دوره في الټضحيه ...فهى دائرة مفرغه لا خلاص منها  لكنها قررت كسر الدائره برحيلها ...اليوم ستعلن للجميع بعد الوليمه التى يعد لها محمد عن قرار رحيلها للخارج ...ابتهلت في صمت ان تصمد نور فقط لساعتين ... عادت بأفكارها الي عمر ..فهو اختفي تماما بعد ان اوصل جدتها... كان يبتسم ببرود وكأنه يقوم بواجب ثقيل ...انسحبت للخلف بصمت ... لحظة نور ومحمد الخاصه لا ينبغي التطفل عليها ...اصطدمت بباقة ورود عملاقه تقف خلفها...الباقه كانت بجوار باقات التهنئه المقدمه اليها من زملائها ومن العائله لكنها شعرت بإختلافها علي الفور ...حتى بدون قراءة البطاقه المرفقة بها علمت مصدرها...كانت وكأنها تسخر منها بأصابع مرتعشه التقطت بطاقه التهنئه...قرات كلمات بسيطه لكنها عرتها امام نفسها  علي البطاقه الصغيره كتب بخط لا يمكن ان تنساه .." يارب تكونى حققتى اللي نفسك فيه ..." حتى بطاقته التى كانت تعلم جيدا الغرض منها حملتها بحرص ووضعتها في حقيبتها مع بعض الوردات .. اه لو تستطيع حمل البوكيه بأكمله لما كانت ترددت..                                                         لكن السؤال الذي ينهش عقلها لماذا حضر ...؟ انه لم يكن يعنى تهنئتها في ملاحظته بل كان يتعمد السخريه لكنها سبقته في السخريه من نفسها واحتفظت فقط بالملاحظه لانها تحمل خط يده ...كانت مجبره لانهاء بعض الاوراق قبل مغادرتها مع العائله للاحتفال لذلك اتجهت الي مبنى الموظفين لانهاء التوقيعات الضروريه ...ما ان خرجت من بوابة المبنى حتى فوجئت بعمر يستند علي سياره جديده فارهه لم تري مثلها من قبل وكان يبدو في كامل اناقته ووسامته ...يا الله كم اشتاقت اليه ..حمدت الله علي انها كانت تضع نظاراتها الشمسيه فما الدموع اليها اليوم..                        انتبه اليها واعتدل علي الفور اما هى فترددت بين اكمال طريقها وتجاهله اوالتحدث اليه ... لكنه انقذها من حيرتها وبادرها بلهجه خاليه من التعبير...- مبروك         
اكثر ما تتمناه الان هو التحكم في دموعها فأخر ما تريده هو ان يري دموعها التى تهدد بالنزول في اي لحظه... اجابته بحزن ...- مبروك ليك انت كمان ...ارادت تهنئته بالخطوبه فهى بالفعل تتمنى له السعاده...عمر هز رأسه بدون اهتمام كأنه ينهى الحديث الذي يبتلعه رغما عنه ....        هى سترحل حالا وتتركه لكنها مدينة له علي الاقل بالشكر ...ان كانت مازالت لا تملك الجراءه وتعتذر عن سوء خلقها معه لسنوات لكنها علي الاقل تستطيع شكره...هو ايضا كان يضع نظاراته الشمسيه لذلك لم تستشف تعبير وجهه وهى تستجمع الحروف لتنطق بجملة الشكر الواجبه ...                 قالت اخيرا ...- عمر ...عمر شكرا علي تكفلك بمصاريف كلية رشا وكمان عشان العقد اللي انت وفرته لمحمد ....عمر تأملها مطولا ثم قال بسخريه... - وانت بتشكرينى ليه ؟ انت مش معنيه بالموضوع ده ابدا ...ده موضوع بينى وبين خالتى وعلي وجه الدقه ده كان وعد وعدته ليها وانا لايمكن اخلف وعدى ابدا ...لكن انت مش طرف ابدا ...فريده اطرقت برأسها ارضا عمر يواصل تعريتها امام نفسها ...هو لم يكن يضعها في حسابه وهو يتكفل بإخوتها لكنه كان يفي بوعده ....الڠضب عاد اليه وكأنه كان يخفيه بصعوبه تحت قناع البرود ...كانت تدرك جيدا انه يضغط علي نفسه كى يتحدث بهدوء يخالف ثورته المفاجئه...قال پحده شديده ...- اوعى تكونى فاكره انك تستاهلي المبالغ اللي انا دفعتها فيكى ...ولا تفتكري انى دفعت مصاريف كلية رشا عشان خاطر سواد عيونك ...للاسف انا مأخدتش منك  ...ومظنش ان المرات اللي امتلكتك فيها تستاهل المبالغ اللي دفعتها 
امثالك ليهم اسم لكن انا بحترم المكان اللي احنا فيه وصلة القرابه بينا ومش هقوله ....فجأه انهى هجومه وركب سيارته ...دموعها التى اطلقت لها العنان شكلت حاجز سميك منعها من رؤية طريقها لكنها لمحت فاطمه تراقبها من بعيد اثناء هروبها الذليل...
عندما عادت الي المجلس الملحق بقاعة المناقشه بعد ان انهت اوراقها شاهدت فاطمه تتطفل علي جلسة العائله ...انها اصبحت تكره رؤيتها عندما كان لديها الوقت لمراجعة الامور بعد طلاقها علمت ان فاطمه لم تنصحها باخلاص يوميا وانها كانت السبب المباشر في تنغيص حياتها لكنها لا تحملها الذنب فهى من كانت غبيه وضعيفه واستمعت الي سمها لكنها علي الرغم من ذلك لا تطيق رؤيتها الان ...ارادت طردها لكنها للاسف لا تملك الجراءه لفعل ذلك ..بعد لحظات من وصولها عمر انضم اليهم ...كان في ابهى صوره ..ملت عيونها من وجهه الوسيم ...كان يرتدى بدلة اخري تكاد تماثل في اناقتها تلك التى ارتداها يوم زفاف اسيل ...ولكن ما زلزل الارض تحت قدميها كان اعلانه الدرامى ...اعلن بصوت هادىء كأنه يقر امر عاديا جدا ...قال بهدوء ...- يا جماعه نوف عازمه الجميع علي الغدا في مطعم الفندق اللي هى مقيمه فيه ...وقبل ان تستطيع الصړاخ بإنهيار او حتى الاعتراض عمر اعطاها هاتفه المحمول وقال ...- كلمى نوف 
فريده وجدت نفسها امام الامر الواقع ارادت القاء الهاتف المسكين ارضا ... 
صوت نوف الرقيق تسرب الي اذنيها ...كانت تقول بنعومه ...- هلا حبيبتى كيفك ان شاء الله بخير ..هديك اليوم ما كنت بعرف انه عيد ميلادك واليوم حابه اعزم كل العيله ...مبارك عليكى النجاح يا قلبي ...بالله ما تحزننى واقبلي دعوتى ...ابغي اتعرف عليكم ...منتظرتكم 
من نظرات وجهها عمر ادرك ان نوف انتهت من دعوتها ...مد يده لاستعادة هاتفه ...اصابعه لامست اصابعها في حركة عفويه ...هى شعرت برعشه شديده احتلت جسدها اما هو فظهر الامتعاض علي وجهه ...   ويجعله يشعر بالقرف وللاسف هذا ما تستحقه بالفعل ...ارادت رفض الدعوه ...ارادت البكاء وحيده ...ارادت وارادت لكن جدتها كانت الوحيده التى استاطعت ان تقرر...محمد ووالدتها شحب وجههما للغايه وخالتها منى ونور تحول وجههما للاحمر وهى اصبحت بيضاء مثل الامۏات وترتعد ...اما عمر فكان يتكلم بهدوء وسيطره خرافيه علي النفس وكأن الامر لا يعنيه البته...جدتها قالت بصرامه بلهجة لا تقبل النقاش ...      - بلغ خطيبتك ان عزومتها مقبوله....
لم يكن امام فريده الان الا تنفيث غيظها في فاطمه ...انها تعلم انها متطفله وستصحبهم الي الغذاء اذا لم تتدخل وتوقفها عند حدها ....ليس فقط بسبب رغبتها في التنفيث ولكن ايضا لن تحتمل تشفي فاطمه فيها عندما تري نوف  ربما هى الان علمت بخطوبة عمر لكنها لن تسمح لها برؤية نوف شخصيا اخيرا استاطعت القول بوقاحه ...- اعذرينا يا فاطمه لازم نمشي ...عندنا مناسبه عائليه..
اخيرا فريده استاطعت اتخاذ اللازم لاحراج فاطمه ونبذها خارج محيط حياتها ...هى ادركت بعد فوات الاوان ان فاطمه كائن طفيلي يتغذي علي الاخرين ويمتص كل ما يستطيع امتصاصه...لو لم تردعها لكانت صحبتهم في عزومتهم الغبيه تلك ....شاهدت فاطمه وهى تنظر اليها بدهشه ثم تنسحب الي الخارج ... ما ان تنفست الصعداء برحيلها لتجد المهندس عماد ينضم اليهم ...يوم المتطفلين العالمى ولكن ماذا يفعل هنا علي أي حال ....؟ 
علمت فورا اجابة سؤالها عندما منهم عماد ووجه حديثه الي محمد قائلا ... - انا المهندس عماد رضوان صديق طارق ...يشرفنى اطلب منكم ايد الدكتوره فريده .... 
محمد تلعثم بشده ولم يستطع النطق ...عيناه جالت في القاعه يبحث عن الدعم ...راقب عمر بطرف عينه ليري تعبيرات وجهه لكنه صدم بوجه جامد خالي من التعبير ...نظر الي والدته فوجدها تحنى رأسها وتخفيها ارضا بعيدا عن نظرات اختها وابنها ... ونور رمقته بنظرات عتاب قټلته لكنه الان المسؤل الوحيد عن اجابة طلب عماد الذى لا يعرف كيف يجيبه  لدهشته الشديده تدخلت شريفه لتقول في حزم ...- شرفنا البيت يا بنى في أي يوم .... عماد ابتسم في ابتهاج وقال   - ان شاء الله لما طارق يرجع من شهر العسل هاجى معاه ...هو عنده كل المعلومات عنى واي استفسار انا تحت امركم ....فريده هوى قلبها في ارجلها ومادت الارض من تحت قدميها عندما اكملت شريفه حديثها في خبث  تام ...- اكيد.. طارق راجع بكره خليه ياخد موعد من عمر عشان يرتب اموره ...عمر كبير العيله ولازم تخطبها منه ....
10 فريده لم تقارن نفسها ابدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر...تفحصت جسدها الطويل الرشيق الاشبه بجسد عارضات الازياء ...كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبه وشعرها اسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل ....اما هى فكانت ضئيله وقصيره وجسدها طفولي وبشرتها قمحيه لا شيء مميز فيها البته ...نعم انها جذابه لكنها لم تكن يوما جميله بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميله ...نوف كانت سيدة اعمال ناجحه ومتحدثه لبقه جدا لكن الاهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا ... علي الرغم من اموال والدها الطائله الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم ....من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجه المصريه وكانت تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب ...وفريده رغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قټلها في نفس الوقت ... اليوم هى انتهت من مرحلة هامه جدا في حياتها ...نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه .... تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقه بعمر... هل تعلم من هى بالتحديد ... انها تعاملها بكياسه شديده ولزيادة دهشتها بعد انتهاء الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي نوف سألتها بعفويه عن خططها للفتره القادمه ....ها قد اتت الفرصه التى تنتظرها ستخبر الجميع الان عن بعثتها القريبه .... كانت تتحين الفرصه ونوف اعطتها الشجاعه للبدء...ستهرب من العريس المحتمل الذى لن توافق عليه ابدا فقلبها كتب عليه الشقاء الي الابد ... 
حاولت التحدث بصلابه لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت.. انا جالي بعثه للولايات المتحده ... واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله.... 
سكوت تام اعقب تصريحها الدرامى ...لم يقوى احدا علي الرد فتصريحها كان كالقنبله التى اڼفجرت علي طاولة الطعام .... جدتها نظرت اليها بصرامه وقالت ... والراجل اللي انا قلتله يجى يتقدملك في البيت ... انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل ...فريده ارادت الاحتجاج ...جدتها تهينها پقسوه ...كرامتها تداس تحت الاقدام ..نعم هى تستحق لكن ...
انها لم ترغب في السفر من اجل مستقبلها العلمى او ما شابه لا انها ترغب بالهرب والاختفاء في فضاء الدنيا الواسعه.... ذكاء نوف الخارق جعلها تنسحب من الحديث فهى علمت انها فتحت موضوع شائك وتركت فريده في مواجهة عائلتها المستثاره بسبب قرارها الجريء.... الجميع كان يبدو عليه التوتر فقط عمر كان يرتدى قناع جليدى لا يظهر ما يعتمل في صدره... وكأن الامور كلها لا تعنيه حتى انه وافق جدته عندما طلبت منه مقابلة عماد العريس المحتمل لها ...وافق بسهوله مزقت قلبها ...عمر اصبح لديه كامل الاستعداد بتسليمها لرجل اخر بيديه ... ليتها اصرت علي رفض دعوة نوف لكن فات الاوان وهاهى الان تواجه واحدا من اسوء ايام حياتها ومضطره الي الاحتمال حتى النهايه ... منذ عودة عمر وهى تضغط علي اعصابها پقسوه المتها وانهكتها واصبحت معرضه للاڼهيار التام في أي لحظه ... لكنها لو كانت رفضت بعدما قبلت دعوة محمد لكانت اصبحت مفضوحه بالكامل فاضطرت للقبول وهى تبكى الډماء بدلا من الدموع ... 
حتى الاثنتان اللتان اعتادتا اعطائها الدعم المطلق لم تجد منهما أي دعم الان فوالدتها كانت محڼية الرأس ولم تهب لنجدتها كعادتها وجدتها كانت قاسيه بشكل لا يصدق ...اصبحت تشعر بدوار لا يحتمل ...يبدو انها ستعود لعادتها القديمه وستفقد الوعى كشأنها دائما في حضور عمر ...هل لو فقدت الوعى ستستيقظ لتجد نفسها بين ذراعيه ... هل سيضمها اليه كما كان يفعل سابقا ام سيتركها ملقاه علي الارض ... لا انها لن تغامر وتفقد الوعى فالنتيجه غير مضمونه وستقاوم حتى اخر نفس فيها ...سمعت نوف تدعو الجميع الي شرب الشاي بجوار المسبح فالجو اصبح لطيف ...تلكعت في النهوض فلربما دوارها ينتهى.. لكن الى متى ... انها مضطره للنهوض فالجميع غادر ولم يتبق سواها ...تحاملت علي جانب المقعد ونهضت ببطء عمر كان قد نسي نظارته الشمسيه علي الطاوله فعاد لالتقاطها ... استقامت كالعصى فور رؤيته لكنها ما ان نهضت حتى شعرت بسواد يغشي عيونها ولم تعد تستطيع التوزان فترنحت بشده واستسلمت للدوار اللذيد ... شعرت بنفسها وهى تهوى ارضا قبل ان تسرع يدا عمر لضمھا اليه شعرت بنفسها بين احضانه قبل ان تغيب تماما عن الوعى .... فتحت عيونها مجددا بعد وقت لا تستطيع تحديده لكنه كان علي الاغلب بضع دقائق فقط لتجد نفسها جالسه علي مقعد طاولة الطعام التى نهضت منها قبل ان تفقد الوعى ...كانت جالسه علي احد المقاعد وجذعها ورأسها يرتاحان علي مقعد اخر ونادلي الممطعم يراقبونها بإهتمام من بعيد لكن لم يتجرأ احدهم علي التقدم منها او حتى عرض المساعده ...اعتدلت في جلستها في حرج ..مازال الدوار يعبث برأسها كيفما يشاء لكنها قاومت .. بالتأكيد هى تعانى من انخفاض الضغط كعادتها كلما توترت ..لكن هل كانت تحلم بعمر يضمها اليه وينقذها قبل سقوطها ارضا .. ربما كان حلم وربما هو من اجلسها علي المقعد لكن النتيجه المؤلمھ انها لاول مره تستيقظ من اغمائها ولا تجد عمر ينحنى عليها بقلق ويمسح وجهها بحنان ..لقد تركها فاقدة للوعى ورحل وكأنها لا شيء ..عمر الذي كان لا يألو جهدا في اثبات حبه لها اصبح يجتهد في تحجيمها ووضعها في مكانتها الصحيحه لديه ...مجرد لا شيء ...ليته يكرهها فهذا افضل من لا مبالاته التى تدمى قلبها فالكره يعنى انه مازال يحمل المشاعر لكن تلك اللامبالاه تعطيها رسائل واضحه وسريعه ومتتاليه ...كل الرسائل مفادها انها اصبحت لا شيء لديه البته...
راقبت كل عائلتها يهرولون في اتجاهها والقلق يرتسم علي وجوهم ... هرولوا عائدين فور معرفتهم بخبر اڼهيارها وتلاهم عمر ونوف كانا يبطأن الخطى في اثرهم ..في لحظات احمد ذهب لاحضار سيارتهم لاقرب مكان يستطيع وصوله ومحمد انحنى عليها بقلق يفحص نبضها وتنفسها ...اما والدتها فبدأت بالدعاء لها ...قالت وهى تبكى دون ان تدرك انها كانت تهاجمها پقسوه... كده يا فريده ... ارهقتى نفسك جامد الايام اللي فاتت ... مزاكره وقلة نوم وقلة اكل ..اخدتى ايه في الاخر من الهم ده كله 
نظرات محمد التى كانت تلومها انبئتها انها تسرعت ...هى كانت قلقه فأفرغت مكنون صدرها الذي حجبته عن فريده لسنوات ...مع قلقها لم تستطع ان تتحدث بغطاء الدعم الذي غطتها به لسنوات فخرجت الكلمات عفويه ولكن قاتله ...فريده ارادت ان تنشق الارض وتبتلعها .. لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت اختارت ان تفقد الوعى الان ...ربما غيبوبه ابديه لا تستيقظ منها ابدا افضل حل لكل مشاكلها والامها وكرامتها الجريحه..وبالاخص لقلبها المحطم ..محمد تحدث فجأه بطريقه غريبه .. علي الرغم من دوارها العڼيف الا انها سمعته يوجه حديثه للجميع ويقول .. ربنا
 

تم نسخ الرابط